الخميس 28-03-2024 16:18:03 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

"المسيرة القرآنية".. شعارات مكشوفة وأقنعة تتساقط كل يوم

الأحد 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت-خاص-عبد الرحمن أمين
   

لم تجد مليشيا الحوثي الانقلابية وسيلة في تحقيق أهدافها بما تحمله من خلفية إجرامية ورصيد سيئ وصورة قاتمة غير اللجوء إلى رفع شعارات براقة لتضليل الرأي العام ومحاولة الظهور أمام اليمنيين والعالم بصورة أقل قبحا مما هي عليه. شعارات ابتكرت المليشيا الحوثية بعضها واستنسخت بعضها الآخر لتسويق الوهم وممارسة الخداع.

"الموت لأمريكا" كان هو الشعار الأبرز لهذه المليشيات الإرهابية التي رفعته للتعبير عن تحررها وثورتها المزعومة ضد الظلم والهيمنة والاستكبار العالمي كما يحلو للجماعة أن تتغنى به.
وعملت مليشيا الحوثي على تسويق فكرة عدائها لأمريكا باعتبار ذلك مشروعها القومي والإسلامي الذي تحاول من خلاله الحصول على التأييد والمشروعية الشعبية في الداخل تحت عباءة الممانعة ومقاومة التدخل الخارجي.

تفتقر مليشيا الحوثي للمشروع الوطني الجامع القادر على توحيد الصف الوطني وبناء دولة القانون والمواطنة المتساوية، ولأنها تمتلك مشروعا سلاليا كهنوتيا على النقيض من المشروع الوطني فقد سعت لتسويق نفسها في إطار المشروع العربي المقاوم للهيمنة والاستعمار من خلال شعار فارغ اجوف مستورد لا يساوي الحبر الذي كتب به (الموت لأمريكا).

الموت لليمنيين:
كشف تقرير أعده الموقع الرسمي لمحافظة مأرب بالتعاون مع مكتب حقوق الإنسان فيها، أن الحوثيين استهدفوا مأرب بـ(112) صاروخا باليستيا و(132) صاروخ كاتيوشا، تسببت في مقتل وإصابة 689 مدنيا خلال خمس سنوات وفق ما وثقته بشكل رسمي.

وتكشف المزيد من الأحداث والوقائع صورة مغايرة تماما للصورة التي تحاول المليشيا الحوثية تسويقها والتغرير بها على العالم، من خلال ادعاء وجود عداوة للأمريكيين وإعلان حرب ضدهم والتي يعتبرونها جزءا من شعارهم المخادع.

ووفقا لمراقبين فإن العلاقة القوية بين طهران والحوثيين، تأتي في سياق تفاهمات بين طهران وبعض الأطراف الدولية كجزء من السياسة الدولية تجاه الدول النامية لإحداث توازن قوى، إذ أن تمكين الحوثيين من السيطرة على صنعاء ومحافظات عدة وبروز جماعتهم كسلطة موازية، هو نتيجة طبيعية لذلك التقارب والتفاهم.

"الموت لإسرائيل" هو جزء آخر من شعار جماعة الحوثي الذي رفعته منذ الوهلة الأولى لإعلان تمردها والذي قادته ضد الحكومة منذ أكثر من 15عاما، إذ ما فتئت الجماعة تغالط أنصارها الذين انخدع الكثير منهم بتصديقه والتسليم به، والنظر إلى جماعتهم باعتبارها جماعة وطنية تحررية، واعتبار "الموت لإسرائيل" و"اللعنة على اليهود" مبدأ لا يمكن الحياد عنه.

غير أن ما يمارسه الحوثيون على الأرض يتناقض تماما مع ما يرددونه صباح مساء، فقد كانت الترجمة الحقيقية لهذه الجزئية من الشعار أن قامت جماعة الحوثي بتسليم نسخة تاريخية من التوراة، مخطوطة بخط اليد منذ 800 سنة، والمكتوبة على جلد حيوان، والتي قيل عنها أنها أقدم نسخة من قصة التوراة، إلى جانب تهريب حاخام يهودي وعدد آخر من اليهود عبر مطار صنعاء الخاضع لسيطرة المليشيا الحوثية، وذلك تقديرا للصداقة الخفية التي يكشفها هذا التعاون والتنسيق، مما يعكس أن ما يردده الحوثيون مجرد شعار استهلاكي محلي للتخدير والخداع.

ومع ما تدعيه المليشيا من نصرة للإسلام والدفاع عنه والذود عن حماه، يتجلى كذب هذه الجماعة من خلال ممارساتها الإجرامية التي تتنافى مع الإسلام والذي تدعي نصرته والدفاع عنه من خلال استهدافها لدور العبادة ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، حيث كشف الوجه الإجرامي القبيح لأسوأ جماعة إجرامية عرفها اليمنيون، كما أظهر حقيقة الشعارات التي يتغنون بها ليلا ونهارا لدغدغة عواطف الشعب اليمني.

فقد تجاوزت هذه المليشيا الإجرامية كل الخطوط الحمراء ولم يعد هناك حرمة في قاموسها لأي شيء، حتى بيوت الله لم تسلم من جرائمها التي طالت الأرض، فتفجير المساجد ودور القرآن والمنازل هو المشروع الوحيد الذي تفوّقت فيه ميليشيات الحوثي على نظيراتها من الجماعات الإرهابية بشكل لافت، فضلًا عن مشاريع القتل، وافتتاح المقابر، كنتيجة حتمية لما زرعته، على أن كل هذه الجرائم تتم تحت شعار محاربة أمريكا وإسرائيل.

وتؤكد إحصائية رسمية نشرت في وقت سابق أن عدد المساجد التي قامت مليشيا الحوثي الإيرانية بتفجيرها وقصفها ونهبها بلغت 750 مسجداً، منها 282 مسجداً في العاصمة صنعاء لوحدها، تليها محافظة صعدة بواقع 115 مسجداً، والبقية في مناطق متفرقة، منها ما تم تفجيره بشكل كامل، أو دمر قصفاً بالدبابات، أو عبر النهب والاقتحامات، كما حولت بعضاً منها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة لعناصرها الإرهابية.

تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة، كان هذا مطلبا سوقته مليشيا الحوثي وشعارا آخر رفعته بين شعاراتها المزدحمة التي دأبت على رفعها وتسويقها سعيا لتحقيق أهدافها ومشاريعها، وأنها إنما ثارت من أجل كرامة هذا المواطن وإسعاده واسترداد حقوقه المنهوبة.

غير أن ما تركته المليشيا الإجرامية للشعب وخلفته لهذا الوطن هو الخراب والدمار والدماء والتهجير والتشريد والقتل بأبشع صوره، ولم تكن تلك الشعارات سوى مطية لإسقاط صنعاء والدولة اليمنية برمتها.

وطبقا لمعلومات نشرها تقرير لـ"مفوضية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية" نهاية العام الماضي 2020 فإن المليشيا الحوثية الانقلابية تسببت بمقتل قرابة ربع مليون يمني.

وبحسب التقرير الذي نشرت المفوضية مقتطفات منه في حسابها على تويتر، فقد وصفت هذا العدد الكبير من القتلى بالمؤسف وغير المقبول، حيث ذكر أن 233 ألف شخص قتلوا خلال نحو 6 سنوات.

بينما تقول "اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان" في بيان لها في نوفمبر الجاري بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يصادف الخامس والعشرين من نوفمبر كل عام، إن الحرب تسببت بمقتل وإصابة (1620) امرأة منذ اندلاع الحرب.

شعار "مكافحة الفساد" هو شعار آخر رفعته المليشيا الحوثية وسوقته وملأت العالم ضجيجا تنديدا بما وصفته بالفساد المالي والإداري ونهب الخزينة العامة وسرقة إيرادات الدولة ومصادرة المال العام، معلنة غضبها وسخطها بسبب قرار رفع الحكومة اليمنية حينذاك سعر المشتقات النفطية بواقع 500 ريال يمني "أقل من دولارين بسعر صرف ذلك الوقت"، لترفع المليشيا شعار مكافحة "الفساد" وحشد أنصارها نحو العاصمة صنعاء.

لم يكن ذلك الشعار سوى مبرر مفضوح انكشف زيفه واتضحت حقيقته سريعا بمجرد سيطرة المليشيا على مفاصل الدولة بقوة السلاح، حيث ارتفعت أسعار المحروقات إلى أضعاف ما كانت عليه وبأسعار خيالية، وتزايدت وتيرتها أضعافا مضاعفة حتى اليوم، نتيجة حكم جماعة الحوثي الانقلابية.

وبات شائعا الحديث عن إمراطورية الحوثيين المالية وأباطرة النهب وهوامير الفساد ، حيث بادرت إلى نهب المال العام وتأميم الممتلكات وتوسيع شبكة الشركات الوهمية لممارسة التضليل وغسيل الأموال.

ولم ينسَ الحوثيون المتاجرة بالأقصى واستغلال معاناة الشعب الفلسطيني لتلميع أنفسهم ومحو الصورة البشعة التي عكستها ممارساتهم الإجرامية، حيث تعمد المليشيا على إعلان ما تسميه بيوم القدس العالمي والمستنسخ إيرانيا لجمع التبرعات وإجبار المواطنين على دفع مبالغ كبيرة زعما منها أن تلك المبالغ يتم تخصيصها من أجل الأقصى، كما يتم إجبار السكان في مناطق سيطرتها على حضور دورات طائفية تعمل من خلالها على غسل أدمغة اليمنيين بإيهامهم أنها قامت بوضع خطة عملية لتحرير فلسطين، إلى جانب الحديث عن "إعداد قوة قتالية خاصة بفلسطين"، يعمل الحوثي من خلال تسويق الوهم في اصطياد آلاف المقاتلين من قبائل صعدة وعمران وذمار وغيرها، والذين يدفعون بأولادهم إلى صفوف المليشيا من أجل تحرير فلسطين، لكنهم يجدون أنفسهم في محارق الموت بالجوف ومأرب والبيضاء، داخل المحافظات اليمنية.

وسرعان ما تنكشف كل هذه الألاعيب التي برعت المليشيا في استخدامها، من خلال ادعائهم مساندة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبهم في محنتهم، فقد أقدمت في الثامن من أبريل من العام 2015 على اقتحام جمعية الأقصى في صنعاء ومصادرة كافة أرصدتها التي تبلغ مليارات الريالات في حينه، كما قامت بنهب مؤسسة القدس الدولية في صنعاء في نفس العام أيضا، ومعها عشرات الجمعيات مثل جمعية الإصلاح التي كانت تتبنى أيضا حملات دعم للمقاومة الفلسطينية، إضافة إلى قيامها باقتحام منزل السفير الفلسطيني في صنعاء "دياب اللوح" نهاية العام 2015 وقتلها أحد حراسه وقيامهم بتفتيش المنزل والعبث بمحتوياته.

ومع تفشي فيروس كورونا المستجد والذي استنفرت دول العالم والمنظمات قواها وطاقاتها وضاعفت من جهودها ورصدت المزيد من الأموال لمواجهته والحد من تفشيه، دأبت هذه الجماعة كعادتها على رفع الشعارات لاستثمار هذه الجائحة واستغلالها وتوظيفها كوسيلة للتغرير على الناس ومخاتلتهم وإقناعهم لرفدها بالمزيد من المقاتلين.

فقد أعلنت الجماعة في منتصف العام الماضي 2020 عن تنظيم مخيمات صيفية، وانطلاق الدروس والأنشطة التعليمية الصيفية في تلك المخيمات تحت شعاري "الموت في الجبهات أشرف من كورونا"، و"مراكزنا الصيفية.. علم وجهاد"، وبث تلك الأنشطة عبر عدد من القنوات والإذاعات المحلية الخاضعة لسيطرتها عبر تجهيز أكثر من 100 مركز صيفي في عدد من مديريات صنعاء ومناطق يمنية أخرى تحت سيطرتها، بطريقة مفضوحة لمحاولة الجماعة التنصل عن مسؤوليتها والقيام بواجبها كسلطة أمر واقع.

ويعتبر ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة دينية مهمة دأب اليمنيون على تعظيمها وإحيائها من خلال المحاضرات ودروس السيرة النبوية واستلهام الدروس والعبر منها والتأسي بالنبي الكريم، غير أن الجماعة الحوثية ومنذ انقلابها حولت تلك المناسبة إلى شعارات وملصقات وموسم للفيد ومناسبة لتوزيع التهم والشتائم، معتبرة أنه ليس ثمة صلة بالنبي الكريم أو تعظيما له بدون رفع تلك الشعارات والملصقات.

شعارات أخرى وطنية ودينية حشرتها الجماعة الحوثية ضمن حزمة ذرائعها وقائمة شعاراتها احتالت من خلالها على اليمنيين لأخذ أموالهم أو استقطاب أبنائهم للقتال في صفوفها أو تحسين وجهها القبيح.

كلمات دالّة

#اليمن