الجمعة 29-03-2024 15:00:25 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

فيما العالم يقف متفرجا.. الإرهاب الحوثي يلاحق كل اليمنيين ويدمر حياتهم

الخميس 30 سبتمبر-أيلول 2021 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت-خاص-زهور اليمني

 

تستمر مليشيات الحوثي في انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، مع الإفلات من العقاب الدولي، حيث تعددت الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها في العام الجاري 2021، من بينها شن هجمات أسفرت عن قتل وجرح مدنيين، وتدمير أهداف مدنية، وتنفيذ عمليات اعتقال تعسفي واختفاء قسري ومضايقة وتعذيب، وإجراء محاكمات جائرة لأشخاص استُهدفوا بسبب انتماءاتهم السياسية أو الدينية أو المهنية، أو بسبب أنشطتهم السلمية ليس إلا، بالإضافة إلى إعاقة وصول السلع الضرورية للحياة بما فيها الغذاء والدواء والوقود، وفرض قيود تعسفية على هيئات المساعدات الإنسانية.

وفي تقرير لها، ذكرت منظمة "سام" أن عشرات الجرائم الإرهابية ارتكبتها مليشيات الحوثي ضد المدنيين والمنشآت في اليمن خلال عام2021، وكان عدد المصابين من الضحايا 69%، بينما جاءت نسبة القتلى 31%، ونسبة الضحايا من الأطفال كانت 24% من بين الحالات الأخرى، بينما مثلت نسبة الضحايا من النساء 15% مقابل باقي الحالات.

وفيما يتعلق بالمستهدفين من العمليات التي قامت بها مليشيات الحوثي، فقد جاءت الأحياء السكنية والمنازل في المقام الأول، تلتها المنشآت العامة ثم الأفراد، ثم الملاحة البحرية وانتهت بالمنشآت الخاصة.

تفجير بيوت الخصوم:

منذ نشأتها انتهجت مليشيات الحوثي سياسة تفجير المئات من منازل قيادات الدولة والجيش والأمن والسياسيين والإعلاميين والمشايخ والمواطنين، المناهضين لمشروعها الانقلابي، فضلا عن العشرات من المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم.

تشير تقديرات منظمات محلية إلى تفجير الحوثيين نحو 1000 منزل تعود لسياسيين وحقوقيين وصحافيين ونقابيين ومشايخ، في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات منذ اجتياحها العاصمة صنعاء، والمناطق المحيطة بها حتى يومنا هذا، بينها 753 منزلاً سكنياً و45 مسجداً وداراً للقرآن و46 مدرسة ومرفقاً تعليميا، وحولت 160 مسجداً إلى ثكنات عسكرية واستراحات لعناصرها.

ووفق إحصاء لوزارة حقوق الإنسان اليمنية، فقد فجرت مليشيا الحوثي 900 منزل منذ بدء الحرب حتى مطلع 2021.

صحفيون يواجهون حكم الإعدام:

حرية الرأي والتعبير، هي الأخرى تعرضت لأسوأ وأعنف الانتهاكات في تاريخ اليمن منذ انقلاب المليشيات وحتى اليوم، طالت الصحافيين والمؤسسات الصحافية والإعلامية، وإصدار أحكام بإعدام أربعة صحافيين معتقلين في سجونها منذ صيف 2015.

وفي تصريح له، كشف عضو المجلس في نقابة الصحافيين اليمنيين، نبيل الأسيدي، أن مليشيات الحوثي تسببت في مقتل 46 صحافياً ومصوراً، وتشريد ألف صحافي من أعمالهم خلال الفترة من يناير 2015 وحتى يونيو 2021.

وذكر أن انتهاكات الحوثي ضد الصحافيين اليمنيين تمثلت في القتل والاحتجاز والاعتقال والإخفاء القسري، ومصادرة الممتلكات وإغلاق مقرات القنوات التلفزيونية والإذاعات والصحف والمواقع الإخبارية الحكومية والأهلية والحزبية.

استهداف المواطنين:

لم تكن صورة الطفلة ليان طاهر ذات الخمسة أعوام، والتي عُثر على جثتها متفحمة جراء الجريمة البشعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في محافظة مأرب، سوى شاهد جديد على بشاعة الجرائم الإرهابية التي ترتكبها هذه المليشيا بحق المواطنين، وامتدادا لمسلسل استهدافها المتواصل والمتعمد للأحياء السكنية والأعيان في هذه المحافظة.

وبهدف الإيقاع بأكبر عدد من المدنيين، استهدفت المليشيات في 6 يونيو الماضي محطة وقود في حي الروضة بمدينة مأرب بصاروخ باليستي، تلاه استهداف سيارتي إسعاف هرعت لإسعاف الضحايا بطائرة مفخخة.

القصف الحوثي أسفر عن استشهاد 17 مدنيا بينهم الطفلة ليان، وإصابة 5 آخرين.

وكان المجتمع الدولي حينها قد حذر من تصاعد العمليات الحوثية ضد المدنيين في اليمن، وطالب بالتوقف الفوري عن تلك العمليات التي تنسف جهود السلام والاستقرار.

التنكيل بأساتذة جامعة صنعاء:

لم يسلم أساتذة الجامعات من بطش مليشيات الحوثي حتى بعد انقطاع رواتبهم وعجزهم عن تسيير معيشتهم، حيث إن هناك من قام ببيع أثاث بيته، والكثير منهم أصبح يعيش على الديون ويعجز عن دفع إيجار منزله، ومنهم من بدأ العمل في مجالات أخرى، ومنهم من نزح إلى القرى بحثا عن فرصة عمل.

ويمارس أمن جامعة صنعاء الذي يديره حوثيون انتهاكات بحق عائلات أساتذة الجامعات المتقاعدين والمتوفين، مع استمرار رئاسة الجامعة بإصدار إشعارات لأسر الأكاديميين المتقاعدين والمتوفين تأمرهم بإخلاء سكنهم في الجامعة، ثم يتم الاستيلاء على الشقق من قبل أمن الجامعة بقيادة الضابط الحوثي محمد العنتري، وتحويلها إلى سكن لقيادات حوثية فرضت على جامعة صنعاء، تفتقر للكفاءة والدرجات العلمية التي تؤهلها لشغل هذه المواقع.

مؤخرا طالت الحملة الحوثية أسرة عالم الآثار اليمني الدكتور الراحل يوسف محمد الشيباني، الذي أفنى حياته في دراسة الآثار وترجمة النقوش اليمنية، وإثراء المشهد بمعلومات جديدة عن الحضارات اليمنية القديمة.

رئاسة جامعة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، أصدرت مذكرة وجهت فيها إنذارا إلى أسرة الفقيد الدكتور يوسف محمد الشيباني، تلزمهم بإخلاء الشقة التي تسكنها الأسرة، في السكن المخصص لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة.

ولم تثنِ حملة تضامن، أطلقها نشطاء وأكاديميون مع أسرة الدكتور الشيباني، مليشيات الحوثي عن تصلبها في طرد الأسرة من السكن.

لم تكن أسرة الشيباني الوحيدة التي تم التنكيل بها خلال هذا العام، فهناك أسرة الدكتور عبد الرزاق المعمري، حيث تم اقتحام مسكنه بالقوة، وطرد والدته المقعدة التي تجاوز عمرها التسعين عاماً وبقية أفراد الأسرة، وكذلك أسرة الدكتور المتوفى أحمد عارف باعباد، حيث تم الاستيلاء على شقته بالقوة بعد طرد أبنائه. 

يذكر أن المليشيا الحوثية عملت على شرعنة استيلائها على سكن أساتذة الجامعات وطرد أسرهم، من خلال تكليف رئاسة جامعة صنعاء المعينة من قبل المليشيا، بإقرار لائحة إسكان بداية العام الماضي 2020، التي سلبت معظم الحقوق المشروعة لأساتذة الجامعة والتي أقرتها الحكومة اليمنية في العام 1999.

وتضمنت اللائحة مادة نصت على وجوب إخراج عضو هيئة التدريس من السكن في حالات عدة، منها إذا عين في وظيفة عامة أو خاصة، أو كان يملك سكنا خاصا به، وهو ما يتيح المجال للمليشيات إخراج من تريد من مساكنهم، وفقا لسلطتها التقديرية.

جرائم بشعة وإعدامات جماعية:
 
استمرارا لجرائمها البشعة، تواصل المليشيات التنكيل بأبناء منطقة الحيمة شرقي تعز، حيث أقدمت على تنفيذ إعدامات جماعية ضد المدنيين من أبناء المنطقة.

وفي تقرير لها، وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 334 انتهاكاً لحقوق الإنسان، ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية في منطقة الحيمة، خلال الفترة من 6 وحتى 11 يناير الماضي.

وذكرت الشبكة في تقريرها أن الانتهاكات التي ارتكبت بحق أبناء منطقة الحيمة في تعز، تنوعت بين القتل العمد والإصابة والاختطاف والإخفاء القسري وتشريد ومنع وصول العلاج والغذاء والماء، نتيجة الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي على كافة المنازل السكنية.

وتؤكد الأرقام والإحصائيات التي رصدها الفريق سقوط امرأتين وطفل يبلغ من العمر 16 عاما قتلوا على يد مليشيا الحوثي أثناء استهدافها المنازل السكنية، ووثق الفريق 3 حالات إجهاض لنساء حوامل، و29 حالة إصابة بينهم نساء وأطفال.

وسجل الفريق أكثر من 140 حالة اعتقال تعسفي وإخفاء قسري بينهم 13 طفلا و9 نساء، و128 حالة انتهاكات منها تفجير 14 منزلا بمادة TNT، و110 حالات اقتحام ونهب وتفتيش، و4 حالات إحراق للمنازل نتيجة كثافة القصف العشوائي، وسجل 7 حالات نهب مركبات مختلفة اﻷنواع لمواطنين من أبناء المنطقة، و12 حالة مصادرة دراجات نارية.

هجوم صاروخي على قاعدة العند العسكرية:

في 29 أغسطس الماضي، أطلقت المليشيات صواريخ باليستية مسيرة على قاعدة العند، وذكر متحدث عسكري أن 30 جنديا على الأقل قتلوا وأصيب 60 آخرون في ضربات للحوثيين على قاعدة العند العسكرية، وأن الهجوم استهدف تشكيلا عسكريا من قوات العمالقة أثناء تمرين تدريبي في القاعدة.

يذكر أن القاعدة كانت قد استُهدفت، أوائل العام 2019، بطائرة مسيرة خلال عرض عسكري، ما أدى في حينه إلى مقتل 6 عناصر من الجيش اليمني وجرح 20 آخرين، فيما توفي لاحقا اللواء صالح الزنداني، نائب رئيس الأركان في الجيش، متأثرا بإصابته وقتذاك.

وتعتبر العند إحدى القواعد الجوية العسكرية التاريخية التي أسسها البريطانيون في اليمن، وتقع شمال مدينة الحوطة عاصمة لحج، وتبعد عن مدينة عدن مسافة 60 كيلومتراً، كما تضم مدرجا للطائرات ومخازن أسلحة وملحق سكن طيارين، فضلا عن معسكر لواء من قوات المشاة وآخر لقوات الدروع.

كما تتضمن تلك القاعدة التي تمتد من الشمال إلى الجنوب على طول 20 كيلومترا، معسكرا تدريبيا وورش لصيانة الطائرات الحربية والعتاد العسكري الثقيل.

تهجير المواطنين من منازلهم:

يدفع المدنيون ثمنا باهظا للخروقات والانتهاكات التي ترتكبها مليشيات الحوثي الانقلابية كل يوم في مناطق الساحل الغربي، حيث وثقت تقارير محلية قائمة من الجرائم الحوثية بحق المدنيين في محافظة الحديدة، خلال الثلث الأول من أغسطس الماضي.

وذكرت التقارير أن مليشيات الحوثي استهدفت منازل المواطنين في حي بني عفيف جنوب التحيتا وكذلك مركز المدينة بالأسلحة المتوسطة، إضافة إلى قصف منازل المواطنين والأعيان المدنية في بلدتي الفازة والجبلية التابعتين لذات المديرية في جنوب الحديدة، إضافة إلى مقتل طفل يبلغ من العمر 16 عاما برصاص المليشيات جراء استهداف القرى السكنية بمديرية حيس بالأسلحة الرشاشة.

وفي قرية بيت مغاري غرب مديرية حيس، استهدفت المليشيات الطرقات العامة ومنازل المواطنين، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة المتوسطة، وأثارت الهلع والرعب في صفوف المدنيين.

وأوضح التقرير أن المليشيات قصفت الأعيان المدنية في بلدة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه بقذائف مدفعية الهاون، لتعمم بذلك جرائمها على كل مديريات المحافظة.

ولم تكتف المليشيات بسلسلة الانتهاكات بحق المدنيين في مديرية حيس، بل قامت بتنفيذ حملة تهجير قسري للسكان من منازلهم، في القرى الواقعة شرق وادي عرفان في المديرية، وتحويل منازل المواطنين لثكنات عسكرية لعناصرها، ومقرات لإدارة أعمالها الإرهابية.

مزارع المواطنين في الحديدة لم تسلم من التدمير الحوثي الممنهج، حيث وثق التقرير قصف مليشيات الحوثي مزارع المواطنين في أماكن متفرقة بمديرية التحيتا، بقذائف المدفعية الثقيلة، وقذائف الهاون، بصورة عشوائية وكثيفة.

وأوضح التقرير أن هذا القصف المكثف جعل المزارعين يسارعون إلى مغادرة مزارعهم وترك أعمالهم، خوفاً على حياتهم من القذائف الحوثية.

وأوضح التقرير أن المليشيات قصفت الأعيان المدنية في بلدة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه بقذائف مدفعية الهاون، لتعمم بذلك جرائمها على كل مديريات المحافظة. 

صواريخ تسقط على ميناء المخاء قبل إعادة تشغيله:

بهدف تجويع الشعب اليمني، قامت المليشيات في 11 سبتمبر الجاري بقصف مخازن الأغذية التابعة للخلية الإنسانية للمقاومة اليمنية في ميناء المخا، ما أدى إلى تدمير جزء كبير منها واحتراق ما بداخلها من مواد غذائية مخصصة للأسر الفقيرة والنازحين في الساحل الغربي.

وقال الناطق باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش، إنّ مليشيا الحوثي استهدفت البنية التحتية لميناء المخا بثلاثة صواريخ باليستية وست طائرات مسيرة، بعد دقائق من زيارة وفد من وزارة النقل إلى الميناء للاطلاع على أدائه، وأنّ الطائرات المسيرة المفخخة استهدفت مخزن المساعدات الإنسانية والإغاثية التابعة للخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية.

وكشف الدبيش أنّ المخازن كانت تحوي كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والإغاثية، في طريقها للتوزيع على الأسر الفقيرة والنازحين في الساحل الغربي.

تدشين لأعمال قتل جماعي:

قبل بضعة أيام، وتحديدا في 18 سبتمبر الجاري، ارتكبت المليشيات الحوثية جريمة مروعة تنضم إلى سلسلة طويلة من الجرائم هزت الشارع اليمني، حيث قامت بإعدام تسعة من المدنيين العزل، بينهم قاصر اعتقل طفلاً وعُذِّب حتى أصبح مشلولاً لا يقوى على الوقوف، جميعهم اتهموا سابقاً من قبل القضاء الحوثي بالضلوع في مقتل صالح الصماد في أبريل عام 2018 بغارة جوية نفذها التحالف العربي. 

المذبحة كانت إعلانا خطيرا عن تدشين المليشيات لأعمال القتل الجماعي للمناهضين لمشروعها الانقلابي، وتأكيدا لاستخدامها القضاء الخاضع لسيطرتها كأداة لتصفية حساباتها السياسية، وإرهاب خصومها ومعارضيها من سياسيين وإعلاميين وصحفيين، الكثير منهم يقبعون في معتقلاتها.

منظمات حقوقية أدانت قرار الإعدام، وأكدت أن مرحلة المحاكمة شهدت تضييقاً مستمراً وغير مبرر على المتهمين وممثلي دفاعهم، وأنه وبرغم مما قدمه محاموهم من عرائض أمام محكمة الاستئناف، وما أثاروه من أوجه دفاع جوهرية ومطالبة المحكمة الاستئنافية بتمكينهم من تقديم أدلتهم التي تؤكد براءتهم وتلفيق التهمة إليهم، وكذا تقديم أوجه دفاعهم وتفنيد أدلة الادعاء مع طرحهم طلبات جوهرية تصب في كشف الحقيقة، إلا أن المحكمة رفضت الطلبات وتسرعت في إيصاد باب العدالة في وجه المتهمين وممثلي دفاعهم، وامتنعت عن سماع أدلتهم وأوجه دفاعهم وحجزت القضية للحكم، دون أن تكفل حقهم في الدفاع ودون أن توفر لهم محاكمة عادلة.

وكان بيان لرابطة أمهات المعتقلين قد ذكر أن متهما عاشرا بالقضية توفي في أغسطس 2019، تحت التعذيب الذي تعرض له، وهو المختطف علي عبده كزابة.

كلمات دالّة

#اليمن