الخميس 28-03-2024 13:53:44 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

لقاءات الأجانب بإيرلو في صنعاء.. من مخالفة الأعراف الدولية إلى شرعنة الانقلاب

الإثنين 15 مارس - آذار 2021 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت - خاص - محمد العربي
 

 

يواصل الحاكم العسكري الإيراني للحوثيين في صنعاء، المدعو حسن إيرلو، استفزازاته لليمنيين ومخالفته للقوانين اليمنية والأعراف الدولية من خلال حرصه على القيام بتحركات تظهره بمظهر الرئيس الشرعي للبلاد، رغم أن ظهوره في صنعاء، في أكتوبر الماضي، كان بزعم أنه سفير إيران لدى الحوثيين فقط، لكن تحركاته لا علاقة لها بالعمل الدبلوماسي المزعوم، وإنما ترسل إشارات فقط من طهران مفادها أنها باتت هي الحاكم الرئيسي لليمن، يحدث ذلك وسط موقف سلبي من المجتمع الدولي يتراوح بين التواطؤ والصمت.

وكانت آخر تحركات إيرلو في هذا السياق، لقائه رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى اليمن، كاثرينا ريتز، في 7 مارس الجاري، وإلى جانبه العلم اليمني، وما يحمله ذلك من دلالات أهمها أن إيرلو هو رئيس البلاد، بينما ظهرت رئيسة البعثة خلال اللقاء وهي ترتدي زيا على الطريقة الإيرانية، وهو تقليد معمول به في إيران، التي تفرض على النساء الأجنبيات القادمات إلى البلاد ارتداء الزي النسائي الإيراني.

وفي أعقاب اللقاء، قالت وسائل إعلام إيرانية إن إيرلو التقى ريتز في صنعاء وطالب خلال المحادثات الصليب الأحمر بالضغط على المجتمع الدولي لرفع الحصار عن اليمن. ومن جانبها أكدت ريتز أن المنظمة ستبذل قصارى جهدها لمواصلة الجهود لما من شأنه المساهمة في التخفيف من المعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني.

- تواطؤ مع إيران والحوثيين

لم يكن لقاء رئيسة بعثة الصليب الأحمر إلى اليمن كاثرينا ريتز بالإيراني حسن إيرلو، في 7 مارس الجاري، مجرد لقاء عفوي، وإنما يعكس دلالات كثيرة لعل أهمها أن ذلك اللقاء يعكس تواطؤ المجتمع الدولي مع الدور الإيراني التخريبي في اليمن والمنطقة، خصوصا المنظمات الإغاثية التي تتاجر بالحالة الإنسانية المتردية في اليمن بسبب الانقلاب الحوثي والتدخل الإيراني في شؤون البلاد، علما بأن ممثلي المنظمات الأجنبية على معرفة بخطورة مثل هذه اللقاءات ومدلولاتها، وبالتالي يفترض عليهم تجنبها، كونها تتنافى مع أبسط أبجديات العمل الدبلوماسي والعلاقات بين الدول، وفي هذه الحالة كان يفترض أن يدين المجتمع الدولي تعيين إيران سفير لها لدى مليشيات انقلابية، لم تعترف بها أي حكومة في العالم، وهذه اللقاءات تعد استهتارا بالقوانين اليمنية والأعراف الدولية، وتواطؤًا مع مليشيات انقلابية، واستفزازا للحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا وللشعب اليمني بشكل عام.

كما أن المجتمع الدولي يدرك تماما المهام التي من أجلها أوفدت إيران المدعو حسن إيرلو إلى صنعاء، ويدرك أن الزعم بأنه مجرد سفير فذلك للتمويه فقط، لأنه لا علاقة له بالعمل الدبلوماسي، ولو أرادت إيران تعيين مجرد سفير لاختارت شخصا من الحقل الدبلوماسي، ولكنها اختارت شخصا ذا خلفية عسكرية، وهو مؤشر بأن مهمته في صنعاء ومختلف مناطق سيطرة الحوثيين ستكون مهمة عسكرية بحتة، لا شأن لها بالعمل الدبلوماسي، خصوصا أن حكومة الحوثيين الانقلابية غير معترف بها دوليا، وبالتالي عدم قانونية أي تعامل دبلوماسي معها.

ولذا، فإن أي لقاءات لأي وفود أو شخصيات أجنبية تعقد مع الحاكم العسكري الإيراني في صنعاء تعد تعديا على سيادة الجمهورية اليمنية، خصوصا أن إيرلو يعد من أبرز قادة ما يسمى الحرس الثوري الإيراني، وهي قوات عسكرية إيرانية تتمثل مهمتها الرئيسية في الحفاظ على النظام الطائفي الحاكم في طهران والتدخل العسكري في البلدان الأخرى ونشر وحماية مبادئ وأفكار الثورة الخمينية. وتفيد مصادر إعلامية بأن "إيرلو" خبير عسكري ويقيم في مناطق سيطرة الحوثيين منذ سنوات، ويشرف على عمليات تطوير وتصنيع صواريخ بالستية وطائرات مسيرة بواسطة خبراء إيرانيين، وتستخدمها مليشيات الحوثيين لتنفيذ هجمات متتالية ضد المدنيين داخل البلاد وفي عمق الأراضي السعودية.

- احتجاج يمني رسمي

وفي أول رد فعل رسمي، وجهت وزارة الخارجية اليمنية مذكرة احتجاج شديدة اللهجة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر على لقاء رئيسة بعثتها في اليمن، كاثرينا ريتز، السفير الإيراني لدى الحوثيين حسن إيرلو.

ووصفت وزارة الخارجية إيرلو بأنه "قائد الحرس الثوري في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين والمدرج على القائمة السوداء للجمهورية اليمنية".

وقال مصدر مسؤول بالوزارة، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إن الخارجية اليمنية "تنتظر إيضاحات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر حول ملابسات الخطأ الذي وقع فيه مكتب الصليب الأحمر"، مشيرا إلى أن الحكومة اليمنية "ستتخذ الإجراءات السيادية وفقا للقانون اليمني"، على خلفية هذا اللقاء.

- مخالفة القوانين اليمنية والأعراف الدولية

منذ ظهور حسن إيرلو في صنعاء، في أكتوبر الماضي، وهو يواصل مخالفة القوانين اليمنية والأعراف الدولية، وبالتالي فإن أي لقاء لأي شخصية أو وفود أجنبية معه يعد أيضا مخالفا للقوانين اليمنية والأعراف الدولية، خصوصا أن الحكومة اليمنية الشرعية حذرت مبكرا من تحركات إيرلو في صنعاء وأدرجته على القائمة السوداء للجمهورية اليمنية، وحرك ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺿﺪ ﺇﻳﺮﻟﻮ.

وفي وقت سابق، ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺠﻴﺶ الوطني، ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺠﻠﻲ، ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺷﺮﻫﺎ ﻋﻀﻮ ‏"ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ" ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺣﺴﻦ ﺇﻳﺮﻟﻮ، ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﺳﻔﻴﺮا ﻣﺰﻋﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻫﻲ ﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺗﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻮﻻﺀ ﻭﺗﻨﻘﺎﺩ ﻟﻠﺤﺮﺱ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ، ﻭﺗﻌﺒﺚ ﺑﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻹﺑﻌﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.

ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻣﺠﻠﻲ، في تصريح صحفي، ﺃﻥ ﺇﻳﺮﻟﻮ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﻨﺬ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺭﻛﺰ ﺃﻧﺸﻄﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻨﻴﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺇﺭﺳﺎﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰف ﻣﺤﺎﺭﻕ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺸﺪﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺄﺭﺏ ﻭﺗﻌﺰ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ.

- تحركات مبكرة

الجدير بالذكر أن تحركات الإيراني حسن إيرلو في صنعاء المخالفة للقوانين اليمنية والأعراف الدولية بدأت فور إعلان طهران مزاعم تعيينه سفيرا لها لدى مليشيات الحوثيين، في أكتوبر الماضي، وبدأت وسائل إعلام إيرانية بنشر تصريحات لإيرلو يتحدث عن اليمن بشكل عام وكأنه أصبح الحاكم الشرعي للبلاد، ومن بين تلك التصريحات اتهامه منظمات دولية بممارسة ما وصفها بالأنشطة المشبوهة في اليمن، وقال إن هناك 170 منظمة تعمل على طمس الحضارة، وتغذي ما وصفها بالحرب الناعمة في اليمن، وشبّه الوضع في اليمن بما مرت به إيران سابقا، وقال إن بلاده اتخذت إستراتيجية متقدمة لاستعادة الحضارة.

وفي منتصف يناير الماضي، عقد إيرلو اجتماعا مع بعض ممثلي الفصائل الفلسطينية في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، وتحدث معهم بطريقة وكأنه حاكم رسمي لليمن. كما أنه أصبح هو من يخطط للمعارك والتصعيد العسكري في البلاد، ويشرف على عملية تطييف المجتمع اليمني، وانفرد بقرار المليشيات الحوثية تماما.

كلمات دالّة

#اليمن #صنعاء