الجمعة 19-04-2024 15:15:31 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

اليمنيون وملحمة التحرير..الجيش الوطني يسحق مشروع الحوثي ومخططات إيران

الخميس 11 مارس - آذار 2021 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت-خاص-توفيق السامعي

 

بكثير من الأمل والترقب تتطلع أنظار اليمنيين صوب الجبهات المشتعلة في مارب وتعز والجوف لما ستؤول إليها نتائج تلك المعارك وتطوراتها السياسية وانعكاساتها على الواقع اليوم.
حيث لم تعد جبهات مارب وتعز تعني الداخل اليمني فحسب بل كل المشاريع الدولية والإقليمية نظراً لأهمية الملف اليمني في الأزمات الدولية، وأهمية الموقع الجغرافي للبلاد.

 

البعد الدولي في معارك مارب

لم يعد خافياً البعد الدولي وأجندته من الحرب الدائرة في محافظة مارب والغزو الحوثي هناك والصمود الأسطوري والملاحم البطولية التي يحققها أبطال الجيش الوطني ضد الإرهاب الغازي، حيث باتت المعارك هناك معارك كسر عظم تغير وجه المنطقة برمتها بين مشروع فارسي وآخر عربي، جاء عقب تطورات الملف الإيراني الأمريكي من بعض التوافقات التي منحت إيران الضوء الأخضر للتصعيد العسكري ضد محافظة مارب ليس للبعد الاستراتيجي الاقتصادي فيها وحسب بل لأنها تمثل العاصمة الحقيقية للشرعية ورمز مقاومة الإرهاب الحوثي والتي ينظر إليها من الناحية الإيرانية ومن يسير في ركبها سراً وعلانية أن غزوها واحتلالها هو إنهاء للشرعية برمتها وتثبيت المشروع الإيراني في اليمن بعد أن استتب لها الوضع في بقية المناطق.


في بداية الغزو الحوثي للمحافظات اليمنية لم تكن محافظة مارب تشكل لها كل تلك الأهمية من ناحية فركزت على عدن وتعز لرمزيتهما في الإبقاء على الشرعية قائمة كشوكة في وجه الانقلاب الحوثي، ومن ناحية أخرى صمود مارب الأول الذي كسر الزحف الحوثي إليها وهزيمته كأول هزيمة يتلقاها الانقلابيون الحوثيون في البلاد عقب انقلابهم، فأصبحت مارب نواة الشرعية وقبلة اليمنيين المهاجرين إليها من بطش الإرهاب الحوثي فازدادت أهميتها لاحتضانها كل اليمنيين من شتى ألوان الطيف السياسي والاجتماعي.


ركز الإرهاب الحوثي كل همه واستراتيجياته ومخططاته على مارب فدفع بكل ثقله وإرهابه، وحشد كافة عناصره من كل المحافظات التي يسيطر عليها وسحب بعض عناصره من بعض جبهات تعز والساحل الغربي لتعزيز هجومه على مارب، وقصفها بالصواريخ الباليستية والطيران المسير، وبث الخلايا النائمة رجالاً ونساءً، ودفع بأنساق متتالية على غرار الأسلوب الإيراني في الحروب التي استخدمها في العراق، مكرراً ذات الأسلوب الذي قام به العام الماضي في نهم والجوف، ولكن تلك الأنساق ذابت ذوبان الملح، وامتصت مارب كل تلك الضربات، وأفشلت كل تلك الخطط، والتهمت صحراء مارب وجبالها كل أنساق الحوثية، وجندلت إرهابه وزحوفاته في الجبال والشعاب والصحاري، كما فعلت بالغزو الروماني سنة 125 قبل الميلاد.
لم يدخر الإرهاب الحوثي وسعاً تجاه مارب إلا واستعمله، مستخدماً الأبعاد السياسية والاقتصادية والإرهابية العسكرية، وكذلك الثقافية الفكرية في حملة تكفيره وتشويهه لأبناء مارب والمقاومين هناك.


ومع إدراك الإرهاب الحوثي أنه لا معنى لأي نصر له أو حكماً على الأرض اليمنية إلا بكسر جبهات مارب واحتلالها سلك الحوثيون كل مسلك للنيل من هذه المحافظة وأبنائها الشرفاء، وأدرك أنها أمام جبال رواسي لا ينكسرون إلا بفتاوى تضليلية تحرض الأتباع على القتال والاندفاع في تلك المعارك بعد أن تقهرقرت مليشياتها وذابت ذوبان الملح في تخوم مارب وبواباتها.
لجأ الإرهاب الحوثي إلى إطلاق التكفير والتشويه لأهل مارب واستخدام الفتاوى الدينية في هذا الجانب وجعلوا المعركة بالنسبة لهم حياة أو موت، كما هو الحال أيضاً عن المقاومين الأبطال والجيش الوطني الأبي.
بات من المسلمات أن كسر محافظة مارب اليوم هو كسر للشرعية وإنهائها كما نادت به بعض الدول المتربصة بالشرعية والتي أغاظها بقاء الشرعية والتفاف المواطنين حولها والحفاظ على وحدة اليمنيين ومقاومتهم ومشروعهم ضد التمزيق، كون إنهاء الشرعية سيفضي إلى تقسيم البلاد إلى كنتونات ودويلات لها مشاريع مختلفة في المنطقة.


فهم اليمنيون تلك الأبعاد كما لم يكن من قبل فانتفض كل الأحرار للدفاع عن مارب، لتعزيز صمودها الذي سيفشل كل المخططات الدولية في اليمن، لأن لهذه المعارك ما بعدها على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

 

جبهات تعز

في ذروة الأحداث المتصاعدة بمارب، وبينما كان الجميع داخلياً وخارجياً يحبس أنفاسه خوفاً على مارب، انتفضت تعز مجدداً ضد الإرهاب الحوثي، ولتخفيف الضغط على مارب، واعتبار الظرف هو أفضل الظروف مواتية لتحقيق الانتصارات على أرض الميدان في تعز كون الإرهاب الحوثي سحب بعض عناصره من جبهاتها المختلفة.


لم تخب ظنون القيادات العسكرية ورؤيتها في هذه الأوقات حتى كانت الانتصارات المتلاحقة ميدانياً في الجبهات الغربية على وجه الخصوص وبعض الجبهات الشرقية كذلك، حيث طهر الجيش الوطني مديرية جبل حبشي بالكامل، وكذلك جبهة الكدحة واغتنم الكثير من الأسلحة والمعدات الحوثية، وتقدم بشكل متسارع في مديرية مقبنة، وبات على وشك الوصول إلى منطقة البرح الاستراتيجية التي يعتبر خطها أهم خطوط إمداد الإرهاب الحوثي بين الحديدة وتعز، فضلاً عن اقترابه بتلاحم جبهة الساحل الغربي.


يحاول الإرهاب الحوثي بكل يأس أن يجدد حشوده على تعز من المناطق الغربية تحديداً ومن محافظة إب التي سعت قيادة الإرهاب الحوثي للقاء مشايخها وحثهم على الحشود ضد تعز بينما هي تصعد في مارب، لكن كما هي عادتها فإن تعز ستفشل تلك الحشود كما أفشلتها من قبل.
تعاني جبهات تعز من قلة الإمكانات والدعم وتقف وحيدة دون إسناد إلا من إيمانها بأهداف التحرر وإيمانها بالجمهورية ومبادئها وإدراكها أن الإرهاب الحوثي سيستفرد بها إن حقق انتصاراً له في مارب، فإن امتلكت قيادة تعز الإمكانيات اللازمة لا شك أنها ستحدث فرقاً كبيراً في معارك التحرير.
حيث تمتلك المليشيا الإرهابية الحوثية معدات عسكرية ثقيلة كالدبابات وصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون الكبيرة ومدافع الهوزر التي تقصف بها المدينة المكتظة بالسكان والتي كان آخرها قبل يومين ارتكاب مجزرة بحق ستة أطفال في الجبهة الشرقية للمدينة.


فبسبب نكستها في الجبهات الغربية عادت لتقصف الأحياء السكنية بالدبابات والمدافع فضلاً عن زراعتها الألغام التي طوقت بها المدينة من كافة الجبهات.
حيث أكد قيادي عسكري ميداني في اللواء 170 دفاع جوي أن أكثر ما يعيق تقدمات الجيش الوطني في جبهات تعز هو الألغام الحوثية التي طوقت بها بعز من كافة الجهات وخاصة الجبهات الشرقية والشمالية والشمالية الشرقية.


وكشفت تقدمات الجيش الوطني في الجبهة الشرقية عن تفخيخ الحوثيين كل الشوارع التي دحروا منها وبأشكال مختلفة من التمويه لتلك الألغام والتي بعضها عبارة عن خزانات مياه شرب مفخخة في إجرام وإصرار على القتل لم تشهد له الإنسانية مثيلاً.

كلمات دالّة

#اليمن