الأربعاء 24-04-2024 03:39:38 ص : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

سردوا قصصاً مفزعة بعد أكثر من 5 سنوات اختطاف..

الصحفيون المحررون من سجون مليشيا الحوثي يروون فصولاً من توحش العصابة

الخميس 03 ديسمبر-كانون الأول 2020 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت - مأرب

 

 

نظمت نقابة الصحفيين اليمنيين والمنظمة الوطنية الاعلاميين اليمنيين "صدى" اليوم الخميس جلسة استماع للصحفيين المحررين من سجون مليشيا الحوثي.

وفي جلسة الاستماع استعرض الصحفيون الخمسة الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحقهم وزملائهم منذ اختطافهم إلى اللحظات الأخيرة التي تم تحريرهم في صفقة التبادل منتصف اكتوبر الماضي.

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الصحفيون المحررون إلى وسائل الاعلام، نتيجة حالتهم الصحية السيئة والنفسية أيضا.

 

مصفحات ورشاشات وصواريخ

وسرد الصحفي عصام بلغيث قصة اختطافه مع زملائه والطريقة التي تعاملت بها المليشيا معهم.

وأضاف أن عشرات المسلحين داهموا الغرفة التي كانوا فيها، مسلحون يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة وقاذفات RBG، وصواريخ كتف، وسيارات مصفحة وأطقم تحمل على متنها عشرات المسلحين.

وأضاف أن المسلحين منعوا الصحفيين من الكلام والحركة في الغرفة موجهين أسلحتهم صوب رؤوسهم، كانوا يصفونهم بالعملاء والمجرمين وقتلة الأطفال.

وأضاف بلغيث تم سحبنا بطريقة مهينة مع الضرب، قبل ذلك تم مصادرة كل شيء الأجهزة والتلفونات والملابس، مشيرا إلى أن المداهمة كانت آخر الليل.

وقال " أخرجونا بطريقة مهينة كانوا يدفعونا ويسحبونا من الفندق، وعند خروجنا من الغرفة تفاجئنا بحجم المسلحين المنتشرين داخل الفندق وعلى سلم الدرج وخارجه وكذلك عدد المصفحات والسيارات العسكرية والسيارات المدرعة، كما كان المسلحون قد قطعوا الشارع من حركة السيارات.

وتركز حديث الصحفي عصام بلغيث حول الضغط النفسي الذي مارسته المليشيات على الصحفيين بشكل كبير خاصة وأن اختطافهم جاء بعد 19 يوما من وضع الزميلين الصحفيين، عبدالله قابل ويوسف العيزري، في مخازن سلاح في جبل هران بذمار واستهدف من قبل طيران التحالف العربي.

وأضاف أنه بعد ثلاثة أشهر من اختطافه واخفائه قسريا، زاره والده ووالدته إلى السجن، لكنه تفاجأ أيضا بعدد المسلحين الذين كانوا بجوارهما ورافقوهما إلى ان انتهت الزيارة.

وأشار بلغيث إلى أنه صدم برؤية المسلحين بجوار والديه أثناء الزيارة، منوها إلى أنه وزملائه كانوا يحالون الظهور بمظهر الأقوياء أمام أسرهم، كما أنهم تعرضوا للضرب أمام أسرهم لإذلهم وأسرهم.

 

27 سجن وزنزانة

من جهته قال الصحفي هشام اليوسفي، أن اجمالي السجون والزنازين التي تنقل الصحفيين المختطفين بينها طيلة فترة اختطافهم، بلغت 27 سجنا وزنزانة، ابتداء من سجن الحصبة وقسم شرطة الأحمر وانتهاء بسجن معسكر الأمن المركزي قبل تحريرهم، مشيرا إلى أن أطول فترة قضوها في سجن الأمن السياسي حيث قضوا 1592 يوما.

وأضاف اليوسفي معظم تلك الزنازين ضيقة جدا ومكتظة يصل عدد المختطفين والسجناء في الزنزانة الواحدة إلى 30 شخصا، كانوا لا يستطيعون التنفس، اضافة إلى عدم وجود دورات مياه وإن وجدت لا يتوفر فيها ماء.

وعن حالة الأكل والشرب أكد اليوسفي أن الأكل لا تستطيع حتى الحيوانات أكله أو شم رائحته، اضافة إلى تلوث الماء بشكل كبير جدا، ما اضطرهم إلى ترك الشرب إلا للضرورة، بعد فلترته بطريقة تقليدية بقطع من ثيابهم.

 

غسل الثياب ولبسها

وفيما يخص نظافة الملابس فإنهم كانوا يغسلونها ويلبسون في نفس الوقت لعدم وجود ملابس، فقد منعت المليشيات من ادخال لهم الملابس.

وأشار إلى أن المليشيات كانت تتعمد معاقبتهم في الزنازين الانفرادية مساحة الواحدة منها 2*1م ومكثوا في احدى التحقيقات نحو 15 يوما كل واحد منهم في زنزانة انفرادية.

وأضاف اليوسفي قبل ثلاثة أشهر من تحريرهم طفحت المجاري ووصلت المياه إلى بدروم سجن الأمن السياسي الذي كانوا فيه، مشيرا إلى أنه تم اعادتهم إلى البدروم بعد ساعيتين فقط ولا زالت بقية المياه وريحتها تملأ المكان، ومكثوا فيه إلى أن تمت صفقة التبادل.

 

الحالة الصحية للصحفيين

تحدث الصحفي هيثم الشهاب، عن الأمراض التي أصيبوا أثناء فترة اختطافهم في سجون المليشيات، وأن حالة الصحفيين الصحية تدهورت بشكل كبير جدا، ولم توفر المليشيات لهم الأدوية أو تسمح بادخالها.

وأضاف أنه بسبب سوء التغذية والتهوية وعدم التعرض للشمس ورداءة السجن وعدم النظافة، كل تلك الأسباب أدت إلى تدهور حالة الصحفيين الصحية وإصابتهم بأمراض في القلب والرئتين واللوز والروماتيز وأمراض مزمنة والتهابات بالصدر والمفاصل، وبواسير، وأمراض جلدية وغيرها من الأمراض.

 

الإصابة بأعراض كورونا

وأشار إلى أنهم أصيبوا بصداع شديد وعدم القدرة على التنفس، وسعال، تبين لهم لاحقا أنها أعراض كورونا، مضياف أن المكان الوحيد في العالم الذي لم يعلم بوجود وباء كورونا هو سجن الأمن السياسي في صنعاء.

ومنذ تحرير الصحفيين المختطفين منتصف اكتوبر الماضي، تدهورت حالة الصحفي هشام طرموم، وتم اسعافه أربع مرات تبين أنه مصاب بتضخم في عضلات القلب، كما أسعف عصام بلغيث بعد تدهور حالته الصحية قبل أيام ويعاني من ضعف شديد في النظر بعينه اليسرى، وخلال استقبالهم في مطار سيئون سقط الصحفي هيثم الشهاب، كذلك الحال مع حسن عناب وهشام اليوسفي.

وتحدث الصحفي هشام طرموم حول الوضع العام للمختطفين، محذرا من تدهور صحة بقية الزملاء الأربعة الذين لا زالوا في سجون المليشيات.

وأكد أنهم تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي طيلة الخمس سنوات والنصف، ابتداء منذ مداهمة غرفة الفندق الى لحظات صعودهم سلم الطائرة أثناء التبادل.

وأكد طرموم أنهم تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي ومنعوا في فترة ما حتى من الحديث والاشارة، وهددوهم بالتصفية، وتوجيه السلاح نحوهم، وتهديدهم بوضعهم كأهداف لطيران التحالف في مخازن السلاح.

وأكد أنهم تفاجئوا أثناء تحريرهم أنه تم التبادل بهم بقتلة ومجرمين، مشددا على أنه الصحفيين لا ذنب لهم ولا يجوز مبادلتهم بأسرى ومجرمين.

 

ليلة القلم .. ولون الكبد

في استعراضه لما حدث له في السجن انفجر الصحفي حسن عناب باكيا عندما تذكر موقف نبأ اخباره بوفاة والدته وهو في المختطف، كان يأمل أن يلقي عليها نظرة الوداع.

أطلق الزميل حسن عناب هذا الاسم "ليلة القلم" على احدى الليالي التي تم تفتيش السجن ووجدت المليشيات معه بقايا القلم "الانبوب فقط".

فقد تعرض للضرب بالهراوات والعصي وهو معلق حتى تحول ظهره إلى قطعة لحم من شدة الضرب ونزيف الدم، يقول عناب "إن أحد الجنود أشفق عليه وهمس في أذنه "قل إنه أنا الذي اعطيتك القلم" ليخلصه من العذاب، لكنه رد عليه كعادته وسماحته "وانت إيش ذنبك".

ليلة كاملة والزميل عناب يضرب بالعصي العصي والأسلاك والهراوت، من يحيى سريع ومجموعة من المسلحين، وجريمته أنهم وجدوا معه قلم، "تحول ظهري إلى قطعة كبد" يقول عناب.

 

25 يوما في "الضغاطة"

تعب يحيى سريع من الضرب وعصابته، فقرر تحويل الزميل عناب إلى الضغاطة، وهي غرفة1*1 ضيقة شديدة الظلمة ولا يوجد فيها تهوية، ومكث فيها نحو شهر، "كنت لا أستطيع النوم بسبب نقص الاوكسيجين ولا أتمكن حتى من رؤية يدي" هكذا يقول الزميل عناب.

* عن الصحوة نت