الخميس 25-04-2024 23:42:14 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحوثيون والتصعيد العسكري.. انتكاسات متتالية وأهداف مشتتة

السبت 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت – خاص / عبد السلام الغضباني

 

لم تتمكن مليشيات الحوثي من تحقيق أي تقدم ميداني نوعي خلال الأشهر الأخيرة، رغم تصعيدها العسكري وتحشيدها المكثف للمقاتلين إلى مختلف جبهات القتال، خاصة بعد أن أعلنت عن معركتها للسيطرة على محافظة مأرب، وكانت تأمل بأنها ستحتفل بذكرى الانقلاب هذا العام، 21 سبتمبر، في مدينة مأرب، إلا أن النتيجة كانت قوافل ضخمة من القتلى ومآتم وعزاءات في عدد كبير من المدن والقرى التي تسيطر عليها المليشيات، كما أنها تراجعت في محافظة الجوف بعد أن سيطرت على مركز المحافظة في وقت سابق.

ومع ذلك، ما زالت المليشيات تتعمد التصعيد العسكري هنا وهناك، وترمم خيباتها وهزائمها العسكرية وتشتت أهدافها من خلال إطلاق صواريخ ومقذوفات باتجاه الأراضي السعودية، للإيحاء لمقاتليها بأنها ما زالت قوية، وتعويضهم انتصارات مزيفة للتغطية على انتكاساتها العسكرية في جبهات مأرب والجوف والبيضاء وتعز وغيرها.

 

- مبررات الفشل

بعد فشل مليشيات الحوثيين في السيطرة على محافظة مأرب، ومضي عدة أشهر منذ بدء تصعيدها العسكري باتجاه المحافظة، تراجعت عن هدفها المعلن بالسيطرة على محافظة مأرب، وبدأت وسائل إعلام حوثية تتحدث عن أن هدف المعركة هو زحزحة خطوط الدفاع في مأرب وغيرها.

وفي هذا السياق، عقدت قيادات المليشيات الحوثية اجتماعا قبل أيام قالت إنه يأتي في إطار خطتها لزحزحة خطوط الدفاع جنوبا والانتقال من الدفاع إلى الهجوم، متوعدة بالتصعيد العسكري باتجاه المحافظات الجنوبية ومحافظة تعز، وفي نفس الوقت بدأت بالتصعيد العسكري ضد السعودية، متوعدة بتنفيذ مزيد من الهجمات واستهداف منشآت حيوية للمملكة.

 

- تصعيد إيراني بواجهة حوثية

لا يمكن فصل التصعيد العسكري الحوثي عن التصعيد الإيراني في المنطقة، خاصة أن الهجمات التي نفذتها مليشيات الحوثي باتجاه الأراضي السعودية مؤخرا، واستهدافها منشآت نفطية، وزراعة ألغام بحرية تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، كل ذلك تم بعد تعيين إيران سفير لها لدى مليشيات الحوثيين في صنعاء، ومع وصوله لم تكتف المليشيات بالتصعيد ضد السلطة اليمنية الشرعية والسعودية، وإنما شمل التصعيد صراعات أجنحة مليشيات الحوثي فيما بينها، وسعي جناح صعدة المتطرف إلى بسط هيمنته من خلال إقصاء بقية العوائل السلالية وتصفية أبرز قياداتها.

ويبدو التصعيد الإيراني الحوثي متلازما في العديد من الخطوات المشتركة التي ينفذها الجانبان بطريقة مكشوفة، وآخر ذلك الاستعراض العسكري الكبير للقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في سواحل الخليج يوم الخميس (26 نوفمبر 2020)، والذي جاء بعد نحو أسبوعين من استعراض مماثل لمليشيات الحوثيين في البحر الأحمر.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن استعراض القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في سواحل الخليج العربي وبحر عمان، تم بمشاركة أكثر من 1000 زورق بحري خفيف وشبه ثقيل، موضحة أنه في اليوم السابع لأسبوع التعبئة قامت التعبئة البحرية التابعة للقوة البحرية في الحرس الثوري صباح الخميس الماضي باستعراض في سواحل الخليج العربي ومضيق هرمز الإستراتيجي بمشاركة أكثر من 1000 زورق.

وقوات التعبئة البحرية هي قوات بحرية أنشأها الحرس الثوري الإيراني حديثا، وبالتحديد في العام 2018، كذراع قوية ومدربة تدريبا عاليا ضمن التشكيلات البحرية، وتضم 530 مجموعة حربية موزعة في السواحل الشمالية والجنوبية للبلاد.

 

- الحوثيون كجماعة إرهابية

وبعد التصعيد العسكري الحوثي الأخير في كافة الاتجاهات، لوحت الإدارة الأمريكية بتصنيف مليشيات الحوثيين كجماعة إرهابية، وواصل مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي الخاسر في الانتخابات الأخيرة دونالد ترامب توجيه رسائل مباشرة وغير مباشرة لإيران ومليشيات الحوثيين تتوعد بإدراج الجماعة ضمن قوائم "التنظيمات الإرهابية" على لوائح وزارة الخزانة الأمريكية.

ورغم مخاوف الحوثيين من تصنيف الإدارة الأمريكية لهم كمنظمة إرهابية، إلا أنهم حاولوا في البداية التظاهر بعدم الاكتراث بمثل هكذا إجراء، وبدؤوا بشن هجمات على الأراضي السعودية، أبرزها استهداف إحدى منشآت شركة آرامكو بصاروخ باليستي إيراني الصنع، وهو الهجوم الذي يمثل تهديدا خطيرا لأمن الطاقة العالمية. ويبدو أن مليشيات الحوثي أرادت من خلال ذلك الهجوم استدراج السعودية إلى رد عسكري عنيف قد يتسبب في سقوط ضحايا مدنيين، لتستثمر المليشيات ذلك لخلط الأوراق ولفت أنظار المجتمع الدولي إلى إدانة السعودية، وبالتالي التشويش على إدارة ترامب حتى لا تصنف المليشيات الحوثية كجماعة إرهابية.

 

- ورقة "صافر" لخلط الأوراق

وإذا كانت تداعيات هجوم مليشيات الحوثي على منشأة تتبع شركة أرامكو السعودية تعزز مبررات الإدارة الأمريكية لتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، خاصة بعد زراعة المليشيات ألغام بحرية في البحر الأحمر ونشر زوارق مفخة لتهدد الملاحة الدولية، وترحيب الحكومتين اليمنية والسعودية بمثل هكذا إجراء من قبل الإدارة الأمريكية، إلا أن مليشيات الحوثيين عمدت إلى خلط الأوراق من خلال الإعلان على موافقتها بمنح التصريح لفريق أممي لصيانة خزان "صافر" النفطي في البحر الأحمر، في مسعى منها للتغطية على هجماتها الإرهابية وتصعيدها العسكري في أكثر من مكان.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إن المنظمة تلقت رسالة رسمية من الحوثيين تشير إلى موافقتهم على مقترحاتها بشأن بعثة خبراء للناقلة النفطية، مضيفا أنه لا يزال يتعين تحديد الجدول الزمني لإرسال البعثة في ضوء توفير المعدات المطلوبة للفحص والصيانة، وأفاد بأنه إذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يصل الفريق والمعدات إلى الموقع في أواخر يناير أو أوائل فبراير المقبلين.

كلمات دالّة

#اليمن #صنعاء