الجمعة 29-03-2024 12:20:13 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

اختطاف الأطفال والفتيات بمحافظة إب.. جرائم منظمة في زمن الحوثيين

الثلاثاء 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت – خاص / عبدالرحمن أمين

  

لم تكن تعلم (براءة. م. ع) الفتاة ذات الـ15 ربيعا حينما رجعت من مدرستها متجهة إلى البيت حاملة مع دفاترها وأقلامها أحلامها الجميلة التي ترعرعت معها أن ثمة ذئاب بشرية ماكرة تترصدها في طريق عودتها إلى مسكنها، لتجد الفتاة البريئة نفسها فجأة بين أيدي ذئاب لا ترحم ولا تحسب للعواقب أي حساب.

هكذا روى مصدر خاص لـ"لإصلاح نت" قصة واحدة من حالات الاختطاف التي حدثت وتحدث باستمرار في محافظة إب، والتي تحولت إلى واحدة من الظواهر التي باتت تؤرق المجتمع وتقض مضاجع أبنائه وتقلق أمنه واستقراره.

ويقول المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن الفتاة "براءة" تم اختطافها وأخذها بالقوة بواسطة باص كان يستقله الخاطفون في منطقة السبل في مدينة إب مطلع الشهر الجاري.

ويؤكد المصدر أن الفتاة تعرضت للاختطاف لدى عودتها إلى المنزل بعد خروجها من مدرستها، مشيرا إلى أن الخاطفين أعادوا الفتاة بعد ساعات من اختطافها ثم لاذوا بالفرار دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

هي واحدة من حالات عدة يتم التكتم عليها ويفصح عن بعضها المجتمع لحساسية الأمر ونظرا لعادات المجتمع المحافظ وأعرافه وتحرج الكثير من الأسر من مثل هذه القضايا، إذ تفضل الموت كمدا وقهرا على أن يعرف أحد من المجتمع أمرا كهذا.

وقبل يومين فقط من كتابة هذا التقرير، تعرضت طفلة في الثالثة من عمرها لعملية اختطاف من قبل أحد الخاطفين قرب مدرسة عين شمس في منطقة السبل.

وقالت مصادر خاصة لـ"الإصلاح نت" إنه تم إحباط عملية الاختطاف من قبل أحد عمال الضرائب الذي كان متواجدا في موقع الجريمة، حيث لاحظ الخاطف وهو يضع الطفلة وسط كيس "شوالة" قبل أن يتم القبض عليه وإيداعه سجن البحث الجنائي.

وفي نوفمبر من العام الماضي، حدثت قصة مشابهة لقصة "براءة"، إذ أوردت مصادر إعلامية نبأ اختطاف طفلة في العاشرة من العمر في محافظة إب وتحديدا بمديرية الشعر، حيث قالت المصادر إن طفلة تدعى "وهيبة عبد الله قاسم" تعرضت لعملية خطف واختفاء في منطقة "العتلي" بعزلة "الأملوك" بمديرية الشعر شرق محافظة إب أثناء خروجها من المدرسة، في ظل حوادث خطف مشابهة وعمليات قتل مروعة يتعرض لها الأطفال في المحافظة الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، حيث أتت هذه الحادثة بعد أيام من خطف واختفاء الطفل يحيى صادق القيفي (13 عاما) في نفس المنطقة، وظهور جثمانه مقتولا شنقا في إحدى البنايات المهجورة، وعليه آثار تعذيب وحشية ومروعة.

وفي أكتوبر الماضي، تمكن الأهالي من إحباط ثلاث محاولات اختطاف لفتيات دون سن العاشرة في أكثر من حي بمديريتي المشنة والظهار.

وذكرت مصادر إعلامية أن مواطنين أحبطوا عملية اختطاف لطفلة من حي "أكمة الصعفاني" بالظهار، وتم إلقاء القبض على الجاني الذي حاول اختطاف الطفلة، بعد أيام من العثور على جثة طفل تم قتله في ذات المنطقة.

وفي مديرية المشنة، تم إحباط حالتي اختطاف لفتاتين من قبل ذويهن الذين تمكنوا من إنقاذهما، فيما لاذ الجناة بالفرار.

وفي نهاية العام 2018، تعرضت طفلة لجريمة اختطاف من قبل أحد النافذين، إذ استعان الخاطف بامرأتين على متن باص كانوا على متنه حيث أقدموا على خطف الفتاة (م .ص) بالقرب من المشتل الزراعي بمنطقة الصلبة جوار الاستاد الرياضي وسط مدينة إب.

ووفقا لمصادر إعلامية فإن الفتاة المختطفة (م .ص) (12 عاماً) تنتمي إلى أسرة فقيرة بمديرية السبرة جنوب شرق إب، وتعرضت للاختطاف في الـسادس والعشرين من أكتوبر من العام 2018.

ووفقا لبلاغ تقدم به والد الفتاة المختطفة أفاد بأن الخاطف أحد النافذين المدعو "محمد أحمد المجيدي" ويهدف من عملية الاختطاف لإجبار والد الطفلة على الزواج بالقوة.

وأقدمت عناصر من مليشيا الحوثي في 2016 على اختطاف فتاة بمديرية الرضمة شرق إب. وفي 2017 أقدم قيادي حوثي على خطف فتاة من مديرية حزم العدين وأجبر والدها على تزويجها بالقوة بعد ضغوط مارستها سلطات المليشيا بالمحافظة على الأب وأسرة المختطفة، في ظل غياب المنظمات الإنسانية والحقوقية المهتمة بقضايا المرأة.

وتقع الكثير من الفتيات ضحية لعصابات منظمة تمارس أعمال خطف الفتيات في المدينة، مستغلة حالة الانفلات والفراغ الأمني الحاصل في المحافظة خاصة وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي على وجه العموم.

إذ تحولت محافظة إب خلال الأشهر الماضية إلى مسرح لظاهرة اختفاء واختطاف الأطفال من الأولاد والفتيات، تقودها عصابات تجنيد قسري وعصابات جريمة منظمة مرتبطة بالحوثيين، وفق تقارير حقوقية.

ولم تقتصر عمليات الاختطاف على الفتيات فقط، بل طالت الأطفال من الذكور أيضا، إذ عادة ما يتم اختطاف الأطفال في ظاهرة منتشرة بمحافظة إب ليتم الزج بهم في جبهات القتال دون مراعاة لأعمارهم ودون علم ذويهم.

وبحسب مصدر أمني تحدث لصحيفة "الشرق الأوسط"، فإن جماعة الحوثي أنشأت خلايا تابعة لها ضمن جهاز الأمن الوقائي مهمتها اصطياد الأطفال والمراهقين من جوار منازلهم وأثناء خروجهم من المدارس أو ذهابهم إلى المتاجر لخدمة ذويهم.

ويضيف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من بطش الجماعة، أن أفراد هذه الخلايا المنتشرين في مختلف المدن الخاضعة للمليشيات يحصلون على مبالغ مالية تعادل 500 دولار نظير خطف كل طفل أو مراهق إلى معسكرات الجماعة الانقلابية.

ووفقا لمنظمات حقوقية يمنية ودولية تتصدر مليشيا الحوثي الانقلابية عمليات تجنيد غير قانونية للأطفال دون السن القانونية باليمن، وذلك بعد رصد أكثر من 20 ألف طفل خلال 5 أعوام من الانقلاب.

وتشير مصادر موثوقة إلى وصول عدد الأطفال المختطفين في محافظة إب على مدى شهرين فقط من العام الجاري إلى أكثر من 68 طفلاً.

وتقول نفس المصادر إن المحافظة شهدت منذ مطلع أغسطس من العام الجاري اختفاء أكثر من خمسة أطفال من صغار السن من عدة أحياء في ظروف غامضة.

وكثير ما يتم التغاضي من قبل المليشيات عن البلاغات التي تقدم عن اختفاء الأطفال وإهمال تلك البلاغات وعدم تحريكها أي ساكن، مما يعزز قناعة الكثير من المهتمين وقوف قادة ومشرفين حوثيين بارزين في المحافظة وراء عمليات اختفاء أولئك الأطفال وغيرهم في المحافظة.

كلمات دالّة

#اليمن #اب