الجمعة 29-03-2024 16:27:43 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

في ذكراها الـ57.. كيف وحدت ثورة 14 أكتوبر 1963 جنوب اليمن قبل وحدته مع الشمال؟

الأربعاء 14 أكتوبر-تشرين الأول 2020 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت – خاص / عبد السلام الغضباني

 

عندما اندلعت ثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاحتلال البريطاني في الشطر الجنوبي من اليمن، كان الجنوب حينها يعاني من التمزق والتفكك بفعل سياسة الاحتلال البريطاني القائمة على سياسة "فرق تسد"، حيث كان الجنوب مجزأ إلى سلطنات ومحميات ومهددا بانفصال عدن عن الشطر الجنوبي تحت الهيمنة البريطانية، وبالتالي فقد كانت ثورة 14 أكتوبر المنقذ الوحيد للشطر الجنوبي من التفكك والانقسام وأعادت له وحدته، كما رفعت شعار الوحدة الوطنية مع الشطر الشمالي.

ورغم أهمية وعظمة تلك الثورة، إلا أنها أصبحت اليوم عرضة للتهميش والتشويه المتعمد من قبل دعاة الانفصال، الذين انحرفوا عن مبادئها وحولوها إلى مناسبة انفصالية مع أنها جسدت الوحدة الوطنية في أروع صورها، بدءا من توحيد الشطر الجنوبي المجزأ إلى سلطنات ومحميات متنافرة، وانتهاء بتضمين أهدافها إعادة تحقيق وحدة اليمن ومن ثم الوحدة العربية الشاملة.

- 26 سبتمبر و14 أكتوبر.. الثورتان التوأم

تجسدت الوحدة الوطنية في النضال ضد الإمامة الرجعية في الشمال والاحتلال البريطاني في الجنوب، حيث فجرت ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1962 ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ بمثابة ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻲ ﻧﻀﺎﻟﻪ ﺿﺪ ﺍﻻحتلال ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ.

ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻄﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺟﺮﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺣﻮﺍﺭﺍ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ 1963، ﺑﻴﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺳﺮﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ جيدة ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺗﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ "ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ" ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺮﺍﺭﺓ ﺛﻮﺭﺓ 14 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺭﺩﻓﺎﻥ، بقيادة الشيخ راجح غالب لبوزة، فور عودته من شمال الوطن هو ومجموعة من رفاقه الذين شاركوا في الدفاع عن ثورة سبتمبر، ﻭﺑﺪﺃﺕ ثورة 14 أكتوبر ﻛﺼﺪﺍﻡ ﻣﺴﻠﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ، أﺣﺪ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ.

اندلعت ﺛﻮﺭﺓ 14 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ بعد عودة ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، وذلك ﻋﻘﺐ ﺭﻓﻀﻬﻢ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺳﻼﺣﻬﻢ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻮﺟﺌﻮﺍ ﺑﻀﻢ ﻣﻨﻄﻘﺘﻬﻢ ﺭﺩﻓﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ، ﻓﺎﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻟﺮﻓﺾ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮﺓ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.

- الوحدة الثورية

تجسدت الوحدة الوطنية (الثورية) في مواقف وطنية عظيمة يتمثل أبرزها في أن ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﻌﻠﻮﺍ ﺛﻮﺭﺓ 14 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺳﺒﻖ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ شاركوا في الدفاع ﻋﻦ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ في الشمال، وكان هؤلاء، المدافعون عن ثورة 26 سبتمبر من أبناء الجنوب، قد اجتمعوا في صنعاء بتاريخ 14 فبراير 1963، وأسسوا "جبهة تحرير الجنوب اليمني"، التي نص ميثاقها الصادر في 8 مارس 1963 على "وحدة إقليم اليمن بعد تحرير الجنوب وعدم الاعتراف بالأشكال الدستورية التي تقترحها بريطانيا لتصفية القواعد العسكرية وإنهاء الوجود البريطاني".

وبعد اندلاع ثورة 14 أكتوبر، كانت تعز بمثابة القلب النابض لتلك الثورة، نظرا لدورها المحوري في مساندة الثورة، وجمع التبرعات لها، وإمدادها بالمال والسلاح، تدريب وإعداد الأبطال، والمشاركة فيها.

كما أن مدينة تعز كانت تشكل حلقة وصل بين قيادة ثورة 14 أكتوبر والعالم، حيث كان أفراد وقيادات الجبهة القومية وجبهة التحرير ينتقلون عبر المدينة من عدن إلى مصر، وكانت إذاعة تعز بمثابة الناطق الرسمي باسم ثورة 14 أكتوبر، منذ بدء معركة التحرير وحتى جلاء آخر جندي بريطاني من جنوب البلاد.

ومثلما أن مدينة تعز كانت بمثابة القلب النابض لثورة 14 أكتوبر، فإن ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻠﺜﻮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺑﻄﺶ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺿﺪ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ، ﻭأشهروا ﺣﺰﺏ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ يونيو 1944، ﻭﺃﺻﺪﺭﻭﺍ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮﺍﺕ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃقضت ﻣﻀﺎﺟﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﺣﻴﺚ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺤﻴﻰ ﻭﻭﻟﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، حيث زار ولي ﻋﻬﺪﻩ، ﻓﻲ 11 أبريل 1946، مدينة ﻋﺪﻥ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ "ﺭﻳﺠﻨﺎﻟﺪ ﺷﺎﻣﺒﻴﻮﻥ" ﻃﺎﻟﺐ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺍﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﺑﺒﻌﺾ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻋﺎﺩ ﺑﺨﻔﻲ ﺣﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰ.

وبعد نجاح الثورتين، بدأ التطلع لإنهاء حالة الانفصال التي ما كان لها أن تحدث لولا الإمامة السلالية الكهنوتية في الشمال والاحتلال البريطاني في الجنوب.

- تشويه وتحريف أهداف ثورة أكتوبر

من المؤسف أنه في السنوات الأخيرة ظهر من يتعمد تشويه أهداف ثورة 14 أكتوبر العظيمة والتلاعب بها، وحرفها عن مسارها، وهذا يعد أكبر خيانة للثورة وللثوار الذين ضحوا بدمائهم وأموالهم من أجلها، والمؤسف أن هذا التشويه المتعمد يتم عبر مؤلفات يتم توزيعها في المكتبات، وعبر مواقع الإنترنت، ويستهدف التشويه الأهداف المتعلقة بالنضال من أجل الوحدة الوطنية، والقضاء على مخلفات الاحتلال البريطاني، مثل اتحاد الجنوب العربي، والسلطنات والمشيخات المتحالفة معه.

ومن أمثلة هذا التشويه، حذف الهدف الذي ينص على "ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ"، واستبداله بهدف آخر هو "إﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻜﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺳﻴﺮﺍ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻭﺳﻠﻤﻴﺔ"، وذلك من أجل التبرير لمطالب الانفصال، وإنكار وحدوية ثوار أكتوبر، الذين جعلوا هذا الهدف نصب أعينهم فور جلاء آخر جندي بريطاني من الجنوب في 30 نوفمبر 1967، لكن الانفصاليين اليوم يحتفلون بذكرى ثورة أكتوبر كمناسبة انفصالية، رغم أن من أهم أهدافها تحقيق الوحدة الوطنية، ويحتفلون بها كثورة خاصة باسم دولة اتحاد الجنوب العربي، رغم أن الثوار ألغوا هذا الكيان فور نجاح الثورة، خاصة أن من أطلقه على إمارات وسلطنات الجنوب هو الاحتلال البريطاني.

- الوحدة كمطلب ثوري

كانت قضية الوحدة اليمنية أبرز القضايا الوطنية بعد اندلاع ثورتي سبتمبر وأكتوبر، إلا أن اختلاف النظامين في صنعاء وعدن حول طريقة إعادة تحقيق الوحدة، وشكل الدولة الجديدة، كان سببا في تأخير الإعلان عن الوحدة، بل وسببا في نشوب حربين شطريتين، الأولى عام 1972، والثانية عام 1979، انتهتا في كل مرة بالإعلان عن اتفاقيات وحدوية.

ففي 28 أكتوبر 1972، وبعد الحرب الشطرية الأولى، وقع رئيسا الشطرين ﺑﻴﺎﻥ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ، ﻭﺍﻟﺬﻱ نص على أن ﺗﻘﻮﻡ ﻭﺣﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺩﻭﻟﺘﻲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﺬﻭﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ، وأن ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻢ ﻭﺷﻌﺎﺭ ﻭﺍحد، وعاصمة واحدة، ورئاسة واحدة، ﻭﺳﻠﻄﺎﺕ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻭﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ.

كما نص على أن يكون ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻧﻈﺎﻡ ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ ﻭﻃﻨﻲ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ، وأن ﻳﻀﻤﻦ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ.

وبعد الحرب الشطرية الثانية، ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﺍﻟﺸﻄﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﻌﻄﺒﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 15 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1977، ﻭﺗﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻦ ﻭمسؤولي ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻣﺮّﺓ ﻛﻞ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻭﺏ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﻋﺪﻥ ﻟﺒﺤﺚ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻛﺎﻓّﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ.

إذن، لقد تعانقت صنعاء وعدن في مشهد ثوري وحدوي جسد عظمة تضحيات ونضال أحرار الوطن وطموحاتهم الكبيرة في التحرر من الإمامة الكهنوتية في الشمال والاحتلال البريطاني في الجنوب، وكان حلم الوحدة الوطنية قد نضج مبكرا فور طي ثورتي سبتمبر وأكتوبر لعهود الظلام والطغيان، وكانت الثورتان بمثابة فجر جديد أضاءت فيه شموس الحرية مختلف ربوع الوطن، وما زالت ثورتا سبتمبر وأكتوبر وأهدافهما العظيمة بمثابة الزاد الذي ينهل منه أحرار الوطن وهم يواجهون اليوم مخلفات عهود الظلام والتمزق والشتات، ويرسمون ملامح اليمن الاتحادي الجديد بدمائهم الزكية في مختلف جبهات القتال.

كلمات دالّة

#اليمن #عدن