الإثنين 14-10-2024 19:52:02 م : 11 - ربيع الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار

إستمراراً لمسلسل نهب الدولة وتشليح المؤسسات

المليشيات الانقلابية تنهب مصنع البرح والمخبز المركزي بتعز

السبت 05 أغسطس-آب 2017 الساعة 07 مساءً / الاصلاح نت – خاص

     

"يامولانا كبرت لقمتنا ولم تعد تكفينا بعض البلاد العليا فاعطنا صنعاء أو عدن نستعيض عنها"!!

تلك مقولة مدوية هزت أرجاء اليمن في أحد عصور الأئمة قبل 900 عام، وهي تلخص حالات الشره للنهب والسلب عند الأئمة وتجنيد المرتزقة النهابة والمفسدين في كل عصر.

تَشْخصُ هذه المقولة والطلب اليوم بكل صفاقة حينما اتجهت المليشيات الانقلابية في تعز إلى نهب أهم الركائز الاقتصادية في المحافظة، إن لم يكن في اليمن عموماً، وهي مصنع البرح للأسمنت، والمخبز المركزي الآلي بتعز.

حيث قامت المليشيات الانقلابية خلال اليومين الماضيين بفكفكة ونهب مصنع البرح الوطني للأسمنت، والمخبز المركزي الآلي بتعز وشحن قطعهما إلى صنعاء وبيع البعض الآخر في السوق السوداء، بحسب مصادر ميدانية في المحافظة.

ضجت وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي للمواطنين المتابعين غيرة على مؤسساتهم الوطنية التي تنهبها عصابات ومليشيات الانقلاب التي أتت على مؤسسات الدولة والقطاع الخاص كالجراد المنتشر وما أتت على شيء إلا جعلته كالرميم.

 

محامي المصنع يناشد

سارع مدير الشؤون القانونية ومحامي مصنع البرح الوطني للأسمنت إلى إطلاق مناشدة عاجلة واستغاثة طارئة لمحاولة إيقاف نهب المصنع وإدانة هذه المليشيات الإجرامية التي سارعت إلى تدمير وتفكيك المصنع ونقله.

ووجه محامي المصنع النداء، أمس الجمعة، إلى النقابات والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام المختلفة، و"من بقي في قلبه ولو ذرة من حب الوطن" بحسب تعبير محامي المصنع. وقال: "لليوم الثالث على التوالي ومصنع اسمنت البرح يتعرض للنهب والتدمير الممنهج من قبل عساكر الانقلاب وتحميل معداته إلى جهات مجهولة ..نهبت المخارط من الورشات وغيرها ..نهبت المخازن بكل محتوياتها ..تفكك المعدات وملحقات الآلات ..والقادم "خطر" ..

وأضاف مدير الشؤون القانونية لمصنع البرح أحمد الواصلي: "الآن في وقت صلاة الجمعة، وكل المساجد تعج بالمصلين والمصنع يعج بالقواطر المجهزة المحملة والمعدة لتحميل المنهوبات والمسروقات، وكذا يعج بالنهابين والمختلسين للمال العام" ..

وأوضح الواصلي: "لذلك وجبت مناشدتكم بالوقوف ضد هذه التصرفات التي تمس حقوق كل الشعب اليمني، ويستوجب حمايته من الجميع".

  

محافظ تعز يدين بشدة

 

من جهته دان محافظ محافظة تعز الأستاذ علي المعمري –بشدة- إقدام مليشيات الحوثي وصالح الإنقلابية على نهب مصنع اسمنت البرح غرب المحافظة أمس، وإفراغه من محتوياته ومعداته وتهريبها إلى خارج محافظة تعز.

وقال المحافظ المعمري: "إن هذا السلوك يعكس الوجه القبيح للانقلابيين، ويندرج في إطار الحرب الشاملة التي تقودها المليشيات الإنقلابية ضد محافظة تعز، ومعاقبتها لأنها تصدت لمشروعهم الانقلابي، وكسرت قوتهم وزحوفاتهم نحو المحافظات الأخرى".

وأضاف المعمري: "إن شعور هذه المليشيات بالهزيمة مع اقتراب قوات الجيش الوطني المسنودة بالتحالف العربي من منطقة البرح، دفعها إلى الإقدام على هذا السلوك الذي لا يمكن أن ترتكبه إلا عصابات حاقدة على أبناء تعز واليمنيين، وتجد في المؤسسات في المناطق الخاضعة لسيطرتها فيداً وغنيمة".

وأكد محافظ المحافظة: أن "كل من شارك أو تواطأ في هذا الفعل لن يفلت من العقاب".

 

وأوضح المعمري: "لقد عمدت المليشيات منذ بداية عدوانها على تعز إلى تدمير البنية التحتية للمدينة والمؤسسات الحكومية والإيرادية، حتى لا تقوم لتعز قائمة، وكل ذلك بدافع الحقد على هذه المحافظة التي كسرت شوكتهم ولقنتهم هزائم سوف تكتب في أسفار المجد لهذه المحافظة الصامدة رغم الحصار والعدوان الشامل الذي تتعرض له".

 

كما أكد على أن "هذه الأفعال لن تثني أبطال الجيش الوطني والأشقاء في التحالف عن المضي في استكمال تحرير كافة المناطق الخاضعة لسيطرة هذه المليشيات العدوانية وطردها من كل شبر من تراب تعز واليمن".

 

جريمة النهب التي هزت تعز

تعد هذه الجريمة هي أكبر جريمة نهب لتعز في هذا التاريخ، حيث استهدفت أهم منجزات الثورة والجمهورية في المحافظة والتي ترفد الاقتصاد الوطني بكثير من المداخيل المالية، ناهيك عن أن مصنع البرح يعد أهم ركائز الاقتصاد الوطني وتعمير البلد؛ حيث يعد أكبر مصنع للأسمنت في اليمن.

وتنادى الصحفيون والناشطون السياسيون والاجتماعيون والسياسيون إلى استنكار هذه الجريمة التي هزت الوطن.

وتبنت العديد من منظمات المجتمع المدني على اختلاف أنشطتها وتوجهاتها رصد وتغطية هذه الجريمة من كافة جوانبها. 

جريمة نهب مصنع البرح ستضاف إلى سجل جرائم الأئمة عبر التاريخ الذين يجددون عملية النهب في كل عصر وحين.

 

حقد دفين على تعز

عملية النهب التي طالت مصنع البرح لا تخلو من عدة رسائل وتعمد لتدمير المحافظة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً من قبل المخلوع صالح والمليشيات الحوثية، ما يعكس حقداً دفيناً يكنها المخلوع لتعز بعد أن ضرب أهم مقومات تعز الاقتصادية المتمثل في ميناء المخاء وتشويه سمعته الكبيرة عبر التاريخ.

يتشبث المخلوع والمليشيات الحوثية الإمامية بتعز لرمزيتها الثورية والقومية اليمنية دافعين لذلك التشبث أثماناً باهظة من أرواح مرتزقتهم ومليشياتهم التي يلقون بها في محارق المعارك.

لم يخفِ المخلوع ذلك الحقد الدفين الذي أبان عنه في ثورة فبراير 2011 وهو يوجه أتباعه تدمير كل شيء جميل في اليمن مطبقاً لمقولته الشهيرة "أنا ومن خلفي الطوفان"، ولم يكن ذلك الطوفان سوى حقده الناضح بالكره والتدمير لليمن واليمنيين صبه على تعز بشكل قتل وتدمير ونهب.

 

نماذج نهب الأئمة تعز عبر التاريخ

 

لضمان ديمومة بقاء الأئمة وتقوية سلطاتهم والبطش بالخصوم المعارضين، قام الأئمة بالتشريع لجرائم النهب والسلب وجعلوا تشريعاتهم عقيدة وديناً ضماناً لاستمرارية الإمامة، وخلفهم يأخذ عن سلفهم، كما أوضح ذلك الإمام المنصور عبدالله بن حمزة. فمن حيث مكافأة الجند عرفت كثير من القبائل الشمالية في عصور مختلفة بتأجير الارتزاق للساسة مقابل استباحة بعض المدن اليمنية سلباً ونهباً. حتى أنهم طلبوا رسمياً من الإمام القاسم العياني استباحة صنعاء أو عدن لنصرته على الحاشديين. وقالوا: "يامولانا كبرت لقمتنا ولم تعد تكفينا بعض البلاد العليا فاعطنا صنعاء أو عدن نستعيض عنها..فرفض العياني إعطاءهم إياها حتى لا يطمعون بما عنده"..

  • في 18 نوفمبر 2015 قام الحوثيون بنهب المعدات الثقيلة والخفيفة من مصنع النهضة والكسارة التابعين لرجل الأعمال عبدالسلام الشميري الذي قُتل أمس الثلاثاء برصاص مسلحي الجماعة، بعد قتله. وقام الحوثيون بنهب منزل الشميري من مقتنياته وهددوا بتفجيره، في الوقت الذي شنوا فيه حملة مداهمات واختطافات طالت مقربين منه، ومدنيين آخرين في مدينة باجل.
  • كان أول نهب لتعز حينما دخل علي الشويع تعز والياً للمطهر عليها "فاستولى على تعز ودخلها ثالث عشر ربيع الثاني، سنة خمس وسبعين وتسعمائة، ونهب تعز وقلعتها، واستصفى ما في الدار لنفسه، وأرسل ما وجد في القاهرية إلى مطهر، كما كان وقع بينهما الاتفاق في ذلك، وأرسل إلى مطهر الأمير قاسم الهلالي، وفائق بك، مأسورين، وأركبهما على حمل واحد، وفي أرجلهما القيد، فتوفي قاسم الهلالي في الطريق مغموماً مهموماً".
  • وفي عهد الإمام المنصور علي بن المهدي عباس أباح لقبائل من بكيل وغيرها من حاشد إب وتعز ونهبتها واستوطنتها وأخذت أموال الرعية وتسودوا عليهم، حتى ضاق الناس بهم ذرعاً.
  • وحينما تولى الإمام أحمد ولاية العهد وولاية تعز دخل مدرسة الأشرفية وكسر محتوياتها وخزائنها ونهب كل وثائق المدرسة ومخطوطاتها، كما روى للكاتب مصادر حية من سكان حارة الأشرفية، وتعرضت المدرسة في عهده لمحاولة هدم بطريقة خبيثة، وأهان مكانة المدرسة العلمية وحولها إلى مدبغة للجلود، وحتى تأتي أملاح المدبغة على أساساتها وتجعلها تنهار تلقائياً.