الجمعة 29-03-2024 12:13:36 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

التجمّع اليمني للإصلاح.. محطات على دروب التضحيات

الإصلاح والاتهام الكيدي بالإرهاب (5-6)

الثلاثاء 25 يوليو-تموز 2017 الساعة 09 مساءً / التجمع اليمني للاصلاح - خاص/ أ.د. نجيب سعيد غانم الدبعي

شهدت اليمن حوادث إرهابية كبيرة، راح ضحيتها المئات من الأنفس البريئة؛ منها التفجير في ميدان السبعين، أو تفجير صنعاء، وهو هجوم انتحاري وقع في 21 مايو 2012 على جنود الأمن المركزي اليمني في ميدان السبعين في صنعاء، اليمن أثناء إعداد بروفات استعداد لإقامة عيد الوحدة اليمنية في اليوم التالي 22 مايو 2012، أدى التفجير إلى مقتل 120 شخصاً أغلبهم جنوداً، ويعتبر من أشرس الهجمات في تاريخ اليمن. إتهمت أجهزة الأمن جماعة أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة بالقيام بالتفجير.


قام مسلحون باقتحام مستشفى العرضي الذي يقع داخل مجمع وزارة الدفاع اليمنية، متنكرين بلباس عسكري ويحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة، غالبيتهم يحملون الجنسية السعودية، في يوم الخميس 5 ديسمبر 2013، مدعومين بسيارات تحمل متفجرات، ومعهم انتحاريون، ولم يتجه المسلحون لاقتحام مبنى وزارة الدفاع واتجهوا لمبنى المستشفى.


وتناقلت وسائل إعلامية عن أن العملية كانت تستهدف اغتيال الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي كان يقوم بزيارة للمستشفى، واعتقلت السلطات اليمنية قياديين خططا للعملية خارج العاصمة صنعاء بعد فرارهم من مكان العملية.


وأسفرت العملية عن مقتل 56 شخصاً غالبيتهم من الأطباء والممرضات، وإصابة 176 آخرين بجروح، وذلك حسب آخر معلومات أعلنت عنها اللجنة الأمنية العليا في اليمن، ومن بين القتلى طبيبان ألمانيان وآخران فيتناميان وممرضتان فيليبينيتان وأخرى هندية. وكشفت وزارة الدفاع اليمنية أيضاً، عبر موقعها على الانترنت "26 سبتمبر نت"، أن قريباً للرئيس عبد ربه منصور هادي لقي حتفه جراء الهجوم.


تفجير كلية الشرطة بصنعاء، وهي عملية إرهابية أخرى لا تقل بشاعة عن سابقاتها من العمليات الإرهابية، حيث تم التفجير بسيارة مفخخة استهدفت كلية الشرطة بالعاصمة اليمنية في صنعاء في تمام الساعة 6:55 صباحاً، سُمع دوي انفجار هز صنعاء في 7 يناير 2015، وكان قد تم الإعلان عن تفكيك سيارة مفخخة في نفس المكان قبل وقوع الحادث بيومين. وسُمع إطلاق النار من الأحياء القريبة من الكلية في ساعات الفجر الأولى يوم الحادث. وقُتل 35 طالباً وجرح 68، وكان القتلى والجرحى يرغبون بتقديم أوراق قبولهم في الكلية.


وكذلك تفجيرات مسجدي بدر والحشوش بصنعاء يوم الجمعة 20 مارس 2015، حيث قتل في تلك التفجيرات ما لا يقل عن 140 شخصاً.


وفي 16يوم الأحد مايو 2016 تم تفجير انتحاري استهدف معسكر النجدة بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت، وخلف أكثر من 25 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف طالبي التجنيد.


وفي يوم الاثنين 29 أغسطس 2016م ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري في عدن الذي تبناه "داعش" في مركز للتجنيد تابع لقوات هادي المسنودة من قوى التحالف إلى 60 قتيلاً، وعشرات الجرحى، بعضهم حالتهم حرجة.


وكان عدد قتلى التفجير الانتحاري الذي استهدف تجمعاً لقوات هادي، وتبناه تنظيم "داعش" وصل إلى 60 قتيلاً، وعشرات المصابين.


وكان انتحاري يقود سيارة مفخخة فجر نفسه قرب تجمع لمتطوعين ينتظرون للانضمام إلى الجيش الموالي لهادي، على مقربة في مدينة عدن كبرى المدن الجنوبية.


وشهدت عدن سلسلة تفجيرات خلال السنتين الماضيتين 2014-2016م، تبنت القاعدة وداعش عدداً منها، واستهدفت بمعظمها قوات الأمن أو شباباً متقدمين للتجنيد عند بوابات معسكرات التجنيد في عدن.


ومعروف أن عدداً من ناشطي تنظيم القاعدة يسرحون ويمرحون في ظل حماية سلطة الانقلاب في صنعاء، ولعلّ أبرزهم قاسم الريمي الذي يقدم نفسه على أنّه زعيم تنظيم القاعدة في اليمن، والذي ظهر في فيديو مسجل يعتذر عن سقوط ضحايا في الهجوم الإرهابي الذي تبناه تنظيم القاعدة على مستشفى العرضي بصنعاء، ووعد -ويا للسخرية- بتعويض الضحايا, كما كان يتردد بين صنعاء والمكلا أثناء سيطرة تنظيم القاعدة على المكلا وقبل تحريرها من قبل قوات التحالف والجيش الوطني, وشخص مطلوب للعدالة محلياً وإقليمياً ودولياً, كيف يتأتى له الانتقال وقطع تلك المسافات الشاسعة بين صنعاء والمكلا براً إن لم يكن له دعم وحماية من سلطات الأمر الواقع خاصة وأن المناطق التي يفترض أن يجتازها كانت كلها –تقريباً- تحت سلطة مليشيات الانقلاب الحوثي العفاشي.

 

الإصلاح والاتهام بالإرهاب
وعشية الإعلان عن قيام الانقلاب الحوثي العفاشي في اليمن في سبتمبر 2014م، كان عدد الأعضاء في التجمع اليمني للإصلاح قد تجاوز الاثنين مليون عضو بكثير وبإمكان المرء أن يتخيّل مقدار الضرر الذي سيلحق باليمن في حال نجاح تلك المحاولات البائسة – لا سمح الله - في شيطنة الإصلاح واتهامه زوراً وبهتاناً وظلماً وكيداً بالإرهاب.

 

يتكون التجمع اليمني للإصلاح من:
• علماء شريعة ودعاة
• مشايخ ووجهاء
• أكاديميين وأساتذة جامعيين من مختلف التخصصات
• مفكرين وأدباء
• تجار ورجال أعمال
• رجال قبائل ومزارعين
• طلاب جامعيين
• نساء
• إعلاميين
• أرباب أعمال حرّة
• ناشطين في منظمات المجتمع المدني
• مغتربين يمنيين.


وهؤلاء يمثلون مع غيرهم من المواطنين اليمنيين أبرز الوجوه والشخصيات والوجاهات – رجالاً ونساءً شيباً وشباناً - والتي يعتزّ بها أي مجتمع داخل اليمن وخارجها.


بدأت تلك المحاولات البائسة منذ البدايات الأولى لعهد سلطة علي عبدالله صالح ومن خلال أجهزته الأمنية التي ينخرها الظلم والفساد بدأت تتدفق لدى أجهزة الاستخبارات الخارجية تقارير كيدية صادرة عن تلك الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة علي عبدالله صالح وتحديداً جهاز الأمن القومي الذي كان يترأسه فعلياً ابن أخي علي عبدالله صالح عمار محمد عبدالله صالح, تتهم فيها بعض رموز الإصلاح بدعم وتمويل الإرهاب, ولأول مرّة في تاريخ السلطات الحاكمة يقوم النظام باتهام مواطنين فيه سراً والتحريض عليهم لدى أجهزة أمن خارجية بدلاً من الإفصاح عن ذلك إن كانوا متهمين فعلاً, وإحالتهم الى المحاكم إن كان لديه ما يدعّم اتهاماته.


لكن لحسن الحظ أنّ الكثير من تلك الأجهزة الاستخباراتية الخارجية لم تنطل عليها حيل وكيد علي عبدالله صالح، وأدركت تهافت تلك الاتهامات الكيدية لبعض رموز الإصلاح ولم تعد تعطي لها بالاً أو تأخذها على محمل الجد.


ومن أبرز الأمثلة على تلك الاتهامات الكيدية ما كتب عن الشيخ محمد المؤيد من تقارير أمنية بضلوعه المزعوم بتمويل الإرهاب، وبعد نجاح عملية جرجرته إلى ألمانيا واعتقاله هناك ونقله مصفّدا بالقيود والسلاسل مع مرافقه إلى أمريكا كأنه أكبر مجرم يصطاده جهاز المخابرات المركزية الأمريكية، وبعد سلسلة تحقيقات ومحاكمات في محاكم بركلين بنيويورك عام 2005، وإصدار أحكام جائرة عليه في السجن لمدة 75 سنة وتغريمه مبلغ مليون ونصف المليون دولار، ولكن وبعد اعتلال صحته وبقائه في زنزانة انفرادية في السجن ثلاث سنوات، واكتشاف الأمريكان أنّهم تورطوا في اتهامه وإصدار أحكام جائرة عليه وحبسه تم استئناف الأحكام الصادرة بحقه وحق مرافقه، وتم الإفراج عنه وعن مرافقه سنة 2009م.


الشخصية الأخرى الأكثر شهرة في الإصلاح هي الشيخ عبدالمجيد الزنداني، واتهامه بتمويل الإرهاب أيضاً بواسطة تقارير كيدية صادرة عن دوائر استخباراتية يمنية تتبع سلطة علي عبدالله صالح، ومحاولات حثيثة من قبل الأمريكان لطلب نقله ومحاكمته في أمريكا, وإزاء ذلك كلّه كان موقف الإصلاح من اتهام الزنداني بالإرهاب واضحاً وجلياً، وهو إذا كان لدى أية جهة أي اثباتات ودلائل تشير الى تورط الشيخ الزنداني بالإرهاب فإن الإصلاح هو من سيقوم بتسليمه للسلطات العدلية المختصة في اليمن لمحاكمته, وحتى اليوم لم تقدم أية جهة أي دليل ولو واحداً يؤكد تلك المزاعم والاتهامات الكيدية ضد الشيخ الزنداني.


سيتكررّ هذا النوع من الاتهامات الكيدية سواء على بعض من رموز الإصلاح وكذلك على الإصلاح ككل, مع استمرار تدفق تلك التقارير الكيدية إلى خارج اليمن وخاصة مع دخول لاعب جديد وهم الحوثيون وبقدراتهم في التأثير والتوجيه على بعض مؤسسات المجتمع المدني في اليمن التي تتبعهم، وستصدر من وزارة الخزانة الأمريكية بعض الاتهامات لبعض الرموز كما لاحظنا أخيراً وليس آخراً اتهام الشيخ خالد العرادة بالإرهاب وهو أحد رجال المقاومة الشعبية ضد مليشيات الانقلاب الحوثية العفاشية في مأرب، وهو كذلك ضحية تقارير هذه المرة صدرت عن مصادر حوثية مقدمة للأمريكان.


وتستمر تلك الاتهامات الكيدية على الإصلاح ووصمه بالإرهاب وهذه المرة جاءت من قبل بعض من رموز المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة المؤقتة عدن, وسيكون مصيرها من حيث التأثير كمصير سابقاتها من تراكمات الزيف والبهتان ضد الإصلاح بالفشل.


ويستمر الإصلاح في التأكيد على المضي قدماً وفق خياراته السلمية في التغيير المنشود والتي أعلنها منذ وقت مبكر سبق الانقلاب الحوثي الفاشي في اليمن بعدة سنوات.


إنّ الإصلاح سيتعاون مع أية خطوات وإجراءات وبرامج جادة ومخلصة في اجتثاث الإرهاب من بلادنا، وكان ومازال عوناً وسنداً قوياً مع السلطة الشرعية في القضاء على كافة مسببات الإرهاب، ومنها الأفكار المتطرفة التي تدعو إلى الإرهاب والتي ليست من صميم ديننا الإسلامي الحنيف، بل أكد الإصلاح مراراً وتكراراً، وفي كافة أدبياته وإصداراته على الفهم الوسطي الاعتدالي للإسلام البعيد عن الغلو والتطرف، وكذلك البعيد عن الإفراط والتفريط من المعلوم من الدين بالضرورة.


سيمد الإصلاح يده لكل دعوة ملخصة سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي لدعم ومساندة كل إجراء مخلص لمكافحة الإرهاب ولدحر أسبابه ولحماية شبابنا اليمني والعربي والإسلامي من أن يكون ضحية لدعاوى الإرهاب التخريبية و الهدامة.


إننّا في اليمن، وعلى نحو خاص، بحاجة ماسة لدحر الإرهاب لأننّا من أكثر الشعوب العربية معرفة به والتي اكتوت بناره وتسبّب لها في أن تدفع أثماناً باهظة من دماء أبنائه ومن أنين ودموع الثكالى والأيامى والأيتام.