الجمعة 19-04-2024 12:53:24 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

ذمار.. كوليرا وأوضاع معيشية صعبة وسط نهب ممنهج لمواردها تمارسه المليشيات الانقلابية

الجمعة 09 يونيو-حزيران 2017 الساعة 12 صباحاً / الاصلاح نت - متابعات

   

تشهد محافظة ذمار، جنوبي صنعاء، أوضاعاً إنسانية ومعيشية غاية في الصعوبة والتعقيد كغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية، متزامنة مع انتشار عددا من الأوبئة في عدد من مناطق ذمار.

وتمارس المليشيات الانقلابية نهباً ممنهجاً لموارد الدولة في ذمار وتسخرها لمجهودها الحربي والثراء الفاحش لعديد من قياداتها، في وقت تمتنع فيه عن صرف مرتبات موظفي الدولة والعسكريين والمدنيين والمتقاعدين منذ أكثر من ثمانية أشهر، كما ترفض توريد موارد الدولة إلى البنك المركزي في عدن.

وفي السياق، اتهم عشرات الموظفين في محافظة المليشيات برفض تسليم ما كانت وعدت به في وقت سابق أنها ستصرف نصف راتب شهر أبريل في بداية رمضان.

وذكروا لمراسل "سبتمبر نت" في ذمار أن إدارة البريد الخاضعة لسيطرة المليشيات بالمحافظة امتنعت عن الصرف متحججة بانعدام السيولة، في الوقت الذي تجبي فيه موارد مالية طائلة في ذمار.

واستحدثت المليشيات الانقلابية مكاتب للتخليص الجمركي على مداخل محافظة ذمار والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها، تفرض من خلالها جبايات إضافية على بضائع التجار القادمة من المحافظات الأخرى أغلبهم دفعوا ما عليهم من رسوم للجمارك في الحديدة التي تسيطر عليها.

وأكدت مصادر مطلعة أن المبالغ التي تتحصلها المليشيات يومياً كجمارك تتراوح ما بين 40-50 مليون ريال يومياً في محافظة ذمار وحدها فقط، ناهيك عن ضرائب القات وغيرها من الموارد.

وشهدت الأسواق في محافظة ذمار ارتفاعا جنونياً في أسعار البضائع والمواد الغذائية، علاوة على اختفاء سلع مهمة من السوق وسط اتهامات موجهة للمليشيات بالتلاعب بها، وتحقيق مكاسب كبيرة من ورائها مادية وسياسية على حساب معاناة المواطنين.

وشكا عدد من المواطنين اختفاء مادة الغاز المنزل بشكل كلي من محلات ومحطات ووكالات بيع مادة الغاز بمحافظة ذمار مع حلول شهر رمضان المبارك.

وتحدث عدد من أصحاب المحلات بقولهم إن المليشيات تتلاعب بالاحتياجات الضرورية للمواطنين، والمتاجرة بها في السوق السوداء، واستغلال الأوضاع المأساوية التي يعيشها آلاف المواطنين.

ويشكل المواطنون يومياً طوابير طويلة للبحث عن مادة الغاز المنزلي، التي تجاوز سعرها الخمسة آلاف ريال في حال توفرها. علما أن محافظة ذمار تستقبل أسبوعياً عشرات الناقلات المحملة بمادة الغاز المنزلي قادمة من محافظة مارب، إلا أن المليشيات الانقلابية تقوم بمصادرتها والمتاجرة بها في السوق السوداء.

من جانبهم، أكد عدد من سائقي ناقلات الغاز المنزلي لـ "سبتمبر نت" أن المليشيات الانقلابية تفرض مبالغ تتراوح بين مليون ومليون وخمسمائة ألف ريال على كل ناقلة تدخل إلى محافظة ذمار تحت مسمى رسوم "تخليص جمركي".

ومع ما تعيشه ذمار من وضع مأساوي جراء حرب المليشيات الانقلابية تشهد مديرية وصاب غربي ذمار انتشاراً لمرض الكوليرا.

وقالت مصادر طبية في وصاب الأسفل بأن قرية مقرانة أصبحت قرية منكوبة بوباء الكوليرا، رصدت فيها عديد من حالة الإصابة بشكل يومي فضلاً عن وفاة امرأة تدعى فطوم محمد جراء الوباء.

وذكرت المصادر أن العشرات من الحالات أسعفت الى مستشفيات مدينة الحديدة، فيما بعض الأهالي لم يتمكنوا من إسعاف مرضاهم لكون القرية من أفقر قرى وصاب.

وناشد السكان الجمعيات والمؤسسات الخيرية ورجال المال والأعمال من أبناء وصاب، سرعة التوجه لقرية مقرانة وإنقاذ أرواح سكانها وتوفير العلاجات والأدوية اللازمة لهم.

يأتي هذا وسط انهيار تام للنظام الصحي في كافة مناطق سيطرة المليشيات الانقلابية التي لا تزال تخوض حروبها العبثية وتقابل بتعنت كل محاولات المجتمع الدولي لوضع حد لمعاناة اليمنيين وإحلال السلام.