الخميس 18-04-2024 16:22:32 م : 9 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحوثيون ورقة إيران الخاسرة..!

السبت 11 مارس - آذار 2017 الساعة 05 مساءً / التجمع اليمني للإصلاح - خاص

 تقرير :فهد سلطان

 

ارتباط جماعة الحوثيين بالمشروع الإيراني في اليمن بدأ منذ وقت مبكر يعود الى منتصف ثمانيات القرن الماضي حسب بعض المؤرخين لانبعاث الجماعة. إلا ان بروز نشاطها الى العلن بدأ مع نهاية التسعينات من جماعة دينية الى جماعة مسلحة تفرض اجندتها بقوة السلاح.

ولم يكن خافياً مشاركة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في دعمه الكبير وبطرق مباشرة وغير مباشرة للجماعة، بل لم يعداً سراً التأكيد على صحة هذه الحقيقة عبر ولائها المطلق لإيران، إذ كان الدكتور عبد الكريم الإيراني في حوار صحفي نشرته صحيفة الجيش أواخر ديسمبر 2014م أكد فيه بصريح العبارة على عمق علاقة وتبعية الجماعة بإيران، وحديث محمد سالم عزان عن مبالغ كان يدفعها الرئيس المخلوع لتنظيم الشباب المؤمن في بداية تشكله.  

في الـ 12 مارس/ أذار2015م، وبعد انقلابهم المشؤوم على السلطة الشرعية، واحتلالهم للعاصمة في 21 سبتمبر/ ايلول 2014م، كل ذلك حفز الجماعة لعمل مناورات عسكرية استعراضية، هي الاولى من نوعها في منطقة البقع بصعدة، على الحدود مع المملكة العربية السعودية، بإشراف خبراء إيرانيين، وهي الكارثة التي كانت لها تبعات غير عادية لا زالت تداعياتها تتوالى حتى هذه اللحظة. 

كانت الجماعة حينها في سباق محموم مع الزمن، في التأكيد على ولائها المطلق للمشروع الإيراني والسير نحو تنفيذ اجندته في جنوب الجزيرة العربية، فلا مبرر لها بعد احتلال العاصمة والسير نحو باقي المدن لإسقاطها وتسلمها من قبل النظام السابق وشبكة المعسكرات على طول البلاد وعرضها، سوى أنها تسير نحو التأكيد على تبعية اليمن بصورة كاملة للمشروع الإيراني، ومحاولة إكمال الهلال الشيعي.

وأمام هذا الواقع الجديد التي ساهمت مصالح دولية في تشكله كانقلاب صريح على مخرجات الحوار الوطني، ودعم أي فوضى تقضي على الربيع العربي، أمل الشعوب في التحرر من الاستبداد والظلم، كانت لحظتها أولى طلائع المقاومة الشعبية الرافضة لمشروع الانقلاب تتشكل على طول البلاد وعرضها، في تحدي صريح وواضح لهذا المشروع الإيراني الدخيل على اليمن، وتعمل على إيقاف تدهور البلاد ومحاولة استعادتها من جديد.

ولأن هذه الجماعة تُسير من قبل قوى خارجية وبحماية ودعم لا مشروط من قبل النظام السابق، فقد كان لجملة الحماقات التي مارستها في الداخل اليمني أثرها البالغ السوء ليس على المستوى المحلي وحسب بل والإقليمي كذلك، الامر الذي كان السبب وراء تشكل تحالف عربي جديد، في مواجهة المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة.

ولم تمضِ سوى أسابيع قلائل حتى انطلقت أولى بوادر المواجهة مع المشروع الإيراني في السادس والعشرين من مارس أذار عبر عاصفة الحزم، الذي نقترب من الذكرى الثانية لانطلاقتها في اليمن لكسر الانقلاب وعصابة الشوارع، ودعم الشرعية واستعادة البلد من خاطفيه.