فيس بوك
جوجل بلاس
بحضور المحافظ.. إصلاح المهرة يقيم مأدبة إفطار ويدعو إلى تعزيز وحدة الصف واستعادة الدولة
حضرموت.. طلابية إصلاح سيئون تقيم الأمسية الرمضانية للطلاب الجامعيين
أمسية رمضانية لتعليمية الإصلاح بأمانة العاصمة تكرم عددا من المعلمين
الإصلاح يدين بشدة العدوان الغاشم على غزة ويدعو إلى فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي
إعلامية الإصلاح تقيم ورشة حول دور الإعلام في حماية المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية
الشريف: مأرب قلعة في مواجهة المشروع الحوثي وجسدت أعلى معاني الوحدة الوطنية
أمسية رمضانية لإصلاح الجوف تشدد على التلاحم لتعزيز المعركة الوطنية
دائرة المرأة بإصلاح ذمار تقيم أمسية رمضانية وتدعو إلى مواصلة النضال حتى استعادة الوطن
أمسية رمضانية لطلابية الإصلاح بأمانة العاصمة تؤكد على أهمية دور الشباب في معركة استعادة الدولة
شهد العام المنصرم 2024 حراكًا دبلوماسيًا نشطًا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، في إطار جهوده لتعزيز الدعم الدولي لاستعادة الدولة اليمنية وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي، من خلال لقاءاته مع عدد من السفراء والمسؤولين الدوليين، إذ عمل الحزب على كسب مواقف دولية داعمة للحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي، مستندًا إلى رؤية تؤكد أهمية إنهاء الحرب عبر حل سياسي عادل يضمن استعادة مؤسسات الدولة، ويحافظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره.
هذه الدبلوماسية النشطة تعكس وعي الإصلاح بتعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، ولذا سعى جاهدا لإعادة توجيه الاهتمام الدولي نحو القضية اليمنية، ليس فقط من زاوية الصراع العسكري، بل من خلال تقديم رؤية شاملة تتضمن الحلول السياسية وإعادة الإعمار والاستقرار، كما تضمن ذلك برنامج زيارة قيادة الحزب إلى الصين منتصف العام الماضي بدعوة رسمية من الحزب الشيوعي.
ففي خطوة دبلوماسية بارزة تعكس حرص التجمع اليمني للإصلاح على تعزيز الشراكات الدولية لدعم الشرعية اليمنية، قام وفد رفيع المستوى من الحزب بزيارة رسمية إلى الصين، امتدت لعشرة أيام، بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني، ترأس الوفد الأمين العام للحزب، عبد الوهاب الآنسي، وضم نائبي رئيسي مجلسي النواب والشورى، ووزير التجارة، إلى جانب عدد من قيادات الحزب، حيث ركزت المباحثات مع المسؤولين الصينيين على حشد الدعم لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، وتعزيز الشراكة بين البلدين.
تعاون مشترك
في إطار برنامج زيارة قيادة الحزب إلى الصين، شارك وفد من التجمع اليمني للإصلاح في عدد من الفعاليات والاجتماعات المهمة خلال الزيارة. ففي بكين، التقى كل من رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، عبد الرزاق الهجري، ووزير الصناعة والتجارة، محمد حزام الأشول، بنائب رئيس المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، بو جيان لونغ.
حيث أكد الهجري على عمق العلاقات الإستراتيجية بين اليمن والصين، مشددًا على دعم الإصلاح لمبادرة "الحزام والطريق" وأهمية تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والموانئ وإعادة الإعمار، كما دعا الأشول الشركات الصينية إلى استئناف أعمالها في اليمن، مشيرًا إلى الفرص الاستثمارية الواعدة، لا سيما في القطاعات الاقتصادية والتجارية الحيوية.
وخلال اللقاء، أكد الطرفان على الرغبة المشتركة في تطوير العلاقات بين الإصلاح والحزب الشيوعي الصيني، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، حيث أعرب الجانب الصيني عن دعمه لوحدة اليمن وسيادته، واستعداده لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.
وفي سياق متصل، شارك الأمين العام للإصلاح، عبد الوهاب الآنسي، في مؤتمر الذكرى الـ70 للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، الذي افتتحه الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين، بحضور عدد من قادة وزعماء الدول وقيادات الأحزاب العالمية. وخلال المؤتمر، ناقش الآنسي مع قيادات الأحزاب والسفراء قضايا إقليمية ودولية، مؤكدًا على ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق السلام في اليمن، فيما شدد الرئيس الصيني في كلمته على أهمية تعزيز التعاون الدولي للحفاظ على الأمن والاستقرار العالميين.
تنويع قنوات التواصل الدولي
ويرى مراقبون أن علاقة الإصلاح بالصين برزت كجزء من توجهه نحو تنويع قنوات التواصل الدولي، وهو ما أكده القائم بأعمال السفير الصيني في اليمن، شاو تشنغ، عندما أشار إلى حرص بكين على تعزيز التعاون مع الإصلاح كأحد الأحزاب اليمنية الفاعلة، مؤكدًا على أهمية الشراكة معه في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
حيث جاءت زيارة وفد حزب الإصلاح إلى الصين في هذا الإطار، والتي حملت رسائل سياسية مهمة حول رغبة الحزب في توطيد العلاقات مع القوى الدولية الكبرى، والاستفادة من الدعم الصيني في الملفات الاقتصادية والتنموية، وذلك في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد وانهيار العملة المحلية وتردي الوضع المعيشي.
ومن المهم الإشارة إلى أن الانفتاح على الصين لا يأتي بمعزل عن سياسة الإصلاح الدبلوماسية الأوسع، التي تقوم على تعزيز التواصل مع الدول الفاعلة في الملف اليمني، وكسب مواقف داعمة لاستعادة الشرعية، والضغط على الحوثيين لوقف أنشطتهم الإرهابية، بما في ذلك تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
الحزب الشيوعي والإصلاح
يُظهر اهتمام الصين بحزب الإصلاح إدراكًا متزايدًا لدوره السياسي والشعبي في اليمن، حيث يمثل الحزب أحد الفاعلين المؤثرين في اليمن. وفي المقابل، فإن الإصلاح يدرك أهمية تنويع شراكاته الدولية والانفتاح على قوى جديدة مثل الصين، التي تملك نفوذًا متزايدًا في المنطقة.
ويرى مراقبون أن التقارب بين الإصلاح والحزب الشيوعي الصيني يأتي في وقت تسعى فيه الصين إلى تعزيز دورها في قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي، لا سيما في البحر الأحمر، حيث تشدد على ضرورة وقف الهجمات الحوثية على السفن التجارية، وهذا الموقف يتماهى مع رؤية الإصلاح، الذي لطالما حذر من خطورة التهديد الحوثي على الأمن الإقليمي والدولي، مما يفتح الباب أمام تعاون أوسع بين الحزب وبكين في قضايا الأمن والتنمية وإعادة الإعمار.
كما أن الزيارة التي قام بها وفد حزب التجمع اليمني للإصلاح إلى الصين تعكس دلالات مهمة على أكثر من صعيد، سواء على المستوى السياسي أو التنموي أو حتى الإستراتيجي، حيث تعتبر هذه الزيارة نقطة محورية في تعزيز العلاقات بين اليمن والصين، ويُتوقع أن يكون لها تأثير كبير في إعادة بناء علاقات اليمن مع القوى الدولية الكبرى، في وقت حساس بالنسبة للبلاد التي تعيش ظروفاً اقتصادية صعبة.
زيارة هامة ونوعية
وصف رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح، عبد الرزاق الهجري، الزيارة بأنها "هامة ونوعية"، مشيرًا إلى أنها تمثل نقلة كبيرة في العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك بين الإصلاح والحزب الشيوعي الصيني، حيث تم بحث إعادة تفعيل اتفاقية "الحزام والطريق"، إلى جانب فرص التعاون في مجالات الطاقة والتنمية وإعادة الإعمار.
كما أشاد الإصلاح بموقف الصين الداعم للشرعية اليمنية، ووحدة البلاد واستقرارها وسلامة أراضيها، معبرًا عن تقديره لالتزام بكين بالقضايا العربية، لا سيما موقفها من القضية الفلسطينية وتصويتها لصالح قيام الدولة الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة عكست عمق التحولات في دبلوماسية الإصلاح، التي تسعى لتعزيز حضور الحزب على الساحة الدولية، والانفتاح على القوى الفاعلة لدعم استعادة الدولة اليمنية وإنهاء الانقلاب، وهو ما تجلى في التفاهمات التي تم تحقيقها مع القيادة الصينية، وحرص الطرفين على توطيد العلاقة السياسية والاقتصادية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
كما جاءت الزيارة في وقت يمر فيه اليمن بمرحلة صعبة من الصراع المستمر مع الحوثيين، مما يجعل أي دعم دولي في هذا السياق ذا أهمية بالغة، حيث أكدت الصين في العديد من المناسبات التزامها بمساندة وحدة اليمن واستقراره، وهو موقف لا يقتصر على الكلمات بل يظهر من خلال دعمها المستمر للمبادرات الدولية التي تسعى لتحقيق السلام المستدام في اليمن والحفاظ على أمنه ووحدته.
دلالات سياسية واقتصادية
كما أن الزيارة التي قام بها وفد حزب الإصلاح إلى الصين تحمل دلالات سياسية واقتصادية وحزبية هامة بالنسبة لليمن. فعلى الصعيد السياسي، تؤكد الصين التزامها بدعم وحدة اليمن واستقراره في مواجهة الصراع المستمر مع الحوثيين، وهو ما يعزز مكانتها كداعم رئيسي للحكومة الشرعية، كما أن دعم الصين لليمن يعكس تحولًا في العلاقات بين البلدين، حيث تعتبر الصين قوة مؤثرة عالميًا، مما يعزز التعاون في مجالات مثل الطاقة والنقل والتجارة، خاصة بالنظر إلى الموقع الإستراتيجي لليمن في البحر الأحمر.
اقتصاديًا، تطرقت الزيارة إلى إعادة تفعيل المشاريع التنموية المتوقفة بسبب الحرب، مما يفتح فرصًا جديدة للتعاون في مجالات حيوية مثل الكهرباء والطاقة، كما أن عودة الشركات الصينية للعمل في مشاريع حيوية تعتبر خطوة مهمة نحو إعادة بناء الاقتصاد اليمني. ومن جهة أخرى، يتعزز دور اليمن في مبادرة "الحزام والطريق"، مما يتيح فرصًا اقتصادية كبيرة في مجالات التجارة والنقل.
على الصعيد الثقافي والحزبي، سعت الزيارة إلى تعزيز التعاون بين حزب الإصلاح والحزب الشيوعي الصيني، مما يعكس رغبة في تبادل الخبرات وتعاون في قضايا مشتركة، كما أبدت الصين دعمًا لمبادرات السلام في اليمن، مع التأكيد على أهمية الوصول إلى حل سياسي شامل. وإنسانيا، أكدت الصين على اهتمامها بالقضايا الإنسانية في اليمن، وخاصة في مجالات الصحة والتعليم، مما يفتح الباب أمام مزيد من الدعم في مجالات الإغاثة والتنمية.
إجمالا، تمثل دبلوماسية حزب الإصلاح خطوة إستراتيجية نحو تعزيز مكانة اليمن على الساحة الدولية، من خلال بناء علاقات قوية مع القوى الكبرى مثل الصين، والعمل على تحقيق الاستقرار والسلام في اليمن والمنطقة. فمن خلال تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية، يسعى الحزب إلى دعم الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي وتحقيق تطلعات الشعب اليمني وفتح فرص جديدة للنمو والتطور في مختلف المجالات، وصولا إلى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.