الأحد 19-01-2025 00:12:16 ص : 20 - رجب - 1446 هـ
آخر الاخبار

التجمع اليمني للإصلاح.. مواقف مبدئية ثابتة ونضال مستمر (1) محافظة إب

الأحد 01 ديسمبر-كانون الأول 2024 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت-خاص | عبد المجيد ثابت

  

يبقى التجمع اليمني للإصلاح في طليعة الصفوف الأمامية في مواجهة الانقلاب على الخيار الشعبي والإجماع الوطني والثورة والجمهورية.

ومنذ تأسيسه في 13 سبتمبر من العام 1990، اختار التجمع اليمني للإصلاح النضال السياسي السلمي منهجاً للتغيير، والاصطفاف الوطني والشعبي أسلوباً للدفاع عن الوحدة والجمهورية باعتبارهما أهم مكتسبات الثورات اليمنية ضد الاستبداد والاستعمار، وقُدِّر لمنتسبي الإصلاح وأعضائه أن يكونوا في وجه الأعاصير وفي الصفوف الأمامية، حراسا للثورة وحماة للجمهورية، وظل الإصلاح، وما يزال، في طليعة المدافعين عن الدولة ومؤسساتها وشرعيتها، في وجه مخاطر الطائفية والجهوية والمناطقية والسلالية، متبنيا لقضايا الوطن وداعما للاستقرار في ظل دولة نظام وقانون يسودها العدل والحرية والأمن والحياة الكريمة لأبناء الشعب، انطلاقا من المبادئ والأهداف التي قام عليها الحزب، مقدما لأجل ذلك قياداته قبل قواعده.

ثمن الموقف

بحسب مراقبين للشأن اليمني، فإنه لم يسبق أن تعرض حزب سياسي يمني لجرائم عنف وإرهاب منظم كتلك التي تعرض لها التجمع اليمني للإصلاح، كما أن تلك الجرائم الإرهابية لم تقف وراءها جماعة إرهابية واحدة، وإنما جماعات ومليشيات عدة، بعضها ممولة من أطراف خارجية تعمل على تمزيق اليمن وتفتيته بين مكونات ومجاميع متنافرة، بهدف تغييب الدولة، وتفكيك الوحدة الوطنية، وإحلال مشاريع الفوضى والعنف وزعزعة الاستقرار.

ووفقا للمحللين، فإنه لم يكن لتلك الجماعات والمليشيات الإرهابية أن تستهدف التجمع اليمني للإصلاح لولا وقوفه إلى جانب السلطة الشرعية وتأييده لعملية "عاصفة الحزم" ضد الانقلاب الحوثي، لا سيما أن الإصلاح سبق أن أعلن رفضه لفوضى المليشيا الحوثية منذ بدء معاركها في محافظات صعدة وعمران وحجة، وصولاً لإسقاط العاصمة صنعاء، والانقلاب على السلطة الشرعية، الذي بدأ بعملية اختطافات واسعة وتفجير عشرات المساجد والمؤسسات التربوية والمنازل والجمعيات الخيرية في عدد من المحافظات.

وتعرض التجمع اليمني للإصلاح طوال السنوات الماضية لإرهاب وعنف ممنهج، تقف وراءه جماعات ومليشيات إرهابية مختلفة ومتناقضة جمعها العداء للإصلاح وللمشروع الوطني بهدف إسكات الحزب وتحييده، غير أن ذلك لم يثنيه عن مساندته للسلطة الشرعية والتحالف العربي في الحرب على الانقلاب واستعادة الدولة.

حقد أسود

كان الإصلاح في محافظة إب الأكثر تضررا من الجرائم والانتهاكات التي طالت الشعب وعمت مختلف مناطق البلاد.
فما بين اقتحام لمقراته والاستيلاء عليها ومصادرة أموال وحقوق العديد من منتسبيه، وإغلاق الجمعيات التابعة له، والتهجير والتشريد وحملة الاختطافات والملاحقات التي شنت على نطاق واسع، والتغييب والتعذيب والاغتيالات لقياداته وأفراده وتفجير منازلهم، مضت مليشيا الحوثي على هذا المنوال، وصبت جام حقدها بلا هوادة ضد كل ما هو إصلاحي ودون التفريق بين مقاوم ومسالم.
فقد إصلاح محافظة إب العديد من رموزه وقياداته البارزين منذ اجتياح المليشيا الحوثية للمحافظة في سبتمبر 2014، حيث تعرض العديد منهم للاغتيال من قبل المليشيا، وخسر قيادات بارزة ومهمة من بينهم رئيس مكتبه السياسي الأستاذ "أمين الرجوي"، ورئيس إصلاح حبيش الأستاذ "محمد الشامي"، والقيادي "محمد القطوي"، ورئيس إصلاح مديرية بعدان الأستاذ "رشاد البعداني"، والقيادي التربوي "منصور علي سيف"، والقيادي الأستاذ "نايف الجماعي"، وغيرهم من الكوادر في المحافظة.

ألوان الانتقام

تفجير المنازل أسلوب آخر للانتقام من كوادر الإصلاح وقياداته، لا سيما الذين نزحوا من مناطق سكنهم إلى خارج المحافظة، نتيجة للتهديد والترصد والمطاردة، كنهج وسلوك دأبت عليه مليشيا الحوثي على مستوى المحافظة واليمن بشكل عام، إذ تعرضت العديد من منازل القيادات الإصلاحية للتفجير من قبل المليشيا في بعدان والقفر والمخادر وحبيش والعدين والرضمة ويريم والسبرة وجبلة وغيرها من المديريات، انتقاما منهم وتعبيرا عن سلوك إجرامي دفين للمليشيا الحوثية.

ويمثل السطو على الأراضي ومصادرة الأملاك لونا آخر من ألوان الانتقام والأذى الذي يتعرض له اليمنيون عموماً وتعرض له الإصلاحيون في المحافظة، إذ تمت مصادرة أملاك العديد من المنتمين للحزب بذرائع واهية وتهم باطلة أبرزها "العمالة للعدوان" بحسب تعبيرهم الذي بات سائدا ومبررا للكثيرين من مشرفيهم ونافذيهم لممارسة جرائمهم وانتهاكاتهم على نطاق واسع.

ولم تسلم المؤسسات والجمعيات الخيرية التابعة للإصلاح من الاستهداف والتضييق والإغلاق، بل طالتها حملاتهم الظالمة، إذ تم إغلاق بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية وتجميد نشاطها واضطرت بعضها إلى نقل نشاطها وكادرها نتيجة التضييق من قبل مليشيا الحوثي، ومصادرة الأموال والمخصصات والمواد الغذائية والتدخل في سياستها الإدارية بشكل سافر.

وأورد مصدر خاص أرقاما تكشف عن تضحيات قدمها الإصلاح في سبيل الوطن، حيث ذكر أن عدد الشهداء بلغ (3000) شهيد، منهم سبع حالات موت تحت التعذيب، و(17) اتخذتهم المليشيا الحوثية دروعا بشرية، و(10) حالات اغتيال، كما بلغ عدد المنازل المدمرة (35) منزلا، ونهب واقتحام (96) منزلا، واقتحام ونهب (8) مقرات، وبلغ عدد المختطفين (953) مختطفا، فيما بلغ عدد المهجرين أكثر من (2840) أسرة، من بينهم (4699) طفلاً.

وأشار المصدر إلى أن الآلاف من المنتمين للحزب تركوا أعمالهم ومصادر دخلهم تحت بطش الحوثيين وانتهاكاتهم المستمرة التي ضيقت عليهم حياتهم، وباع الكثير منهم معظم ممتلكاتهم لتغطية تكاليف التهجير القسري خصوصا في ظل حالة الإفقار الشامل الذي أصاب عامة الشعب نتيجة الانقلاب الحوثي.

مواقف صلبة

ومنذ وقت مبكر، أدركت مليشيا الحوثي أن الإصلاح يمثل سدا منيعا أمام مشروعها الإمامي ومسيرتها الإرهابية فركزت على استهداف قياداته وأعضائه ومؤسساته، كما مارست عمليات الإخفاء القسري للكثير من كوادره وشبابه، حيث كشفت مصادر رسمية في وقت سابق عن عدد المختطفين لدى مليشيا الحوثي في سجونها في محافظة إب، وقالت المصادر إن ما يزيد على 300 من شباب الإصلاح وكوادره تم اختطافهم من قبل الحوثيين وإيداعهم السجون، أبرزهم القيادي الإصلاحي محمد قحطان.

بعض جرائم الحوثيين ضد كوادر الإصلاح في إب

-في 19 أكتوبر 2014، فجر مسلحون من مليشيا الحوثي منزل القيادي الإصلاحي في يريم علي بدير، وقاموا بقتل ابنه وابن أخيه، وأقدموا على تلغيم جثة ابنه.
-وفي 21 مايو 2015، استشهد رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بمحافظة إب أمين الرجوي، بعد أن اختطفته مليشيا الحوثي ووضعته مع العشرات دروعاً بشرية في أحد مخازن الأسلحة بمحافظة ذمار، قبل استهداف الموقع من قبل الطيران الحربي للتحالف.
-وفي 18 نوفمبر 2015، أقدمت عناصر مسلحة على اغتيال القيادي الإصلاحي نايف الجماعي في مدينة دمت بمسدس كاتم للصوت أثناء خروجه بعد صلاة الفجر من أحد مساجد المدينة.
-وفي 11 فبراير 2016، نفذت جهات مجهولة عملية اغتيال لرئيس فرع الإصلاح في مديرية حبيش محمد الشامي ونجله يوسف (10 أعوام)، بعبوة ناسفة زرعت في طريق عودته، حيث استهدفته مع نجله الذي كان برفقته أثناء خروجهما من المسجد بعد صلاة العصر.
-وفي 15 إبريل 2016، قتلت عناصر مسلحة من مليشيا الحوثي الأستاذ بشير شحرة، خطيب الجامع الكبير في مدينة إب (المدينة القديمة)، بطريقة مرعبة أمام زوجته وأبنائه وسحلوا جثته في محيط المنزل.
-وفي 29 ديسمبر 2016، اغتيل القيادي الإصلاحي فهد محسن الحاشدي، في منطقة الوقش بمديرية جبلة في محافظة إب، بعبوة ناسفة زرعت جوار منزله.

أمل مشرق

عرفت محافظة إب عموما بالتضحية والمبادرة والسبق للمواقف النضالية في الكثير من محطات النضال. ووفقا لتصريح أدلى به قائد محور إب، العميد الركن أحمد البحش، في وقت سابق، فإن محافظة إب قدمت أكثر من 4600 شهيد في الحرب القائمة مع الحوثيين وفي حالات متعددة.
وفي كلمة له، ألقاها في أمسية رمضانية أقامها اللواء 139 مشاة (محور إب) بمدينة مأرب لتكريم جرحى الحرب، قال قائد محور إب مخاطبا جرحى اللواء 139 مشاة، الذي قدم أكثر من 120 شهيداً و250 جريحاً، بقوله: "لستم أنتم الوحيدون جرحى بل الشعب اليمني بأكمله مجروح من هذه النبتة الخبيثة، وأنتم وزملاؤكم في الجبهة من ستجتثونها".

كلمات دالّة

#اليمن