فيس بوك
جوجل بلاس
إصلاح ريمة يدين اقتحام مليشيا الحوثي لمنزل الهتاري واحتلاله وترويع النساء والأطفال
دائرتا التعليم والطلاب في الإصلاح تهنئ أوائل ومتفوقي الثانوية العامة
هيئة شورى الإصلاح المحلية بمأرب تعقد دورتها الثانية وتقف أمام المستجدات المحلية والوطنية
رئيس إعلامية الإصلاح: ثورة 26 سبتمبر تعني لليمنيين الخلاص من حكم عنصري
إعلامية الإصلاح بذمار تنظم دورة لناشطي الإعلام الاجتماعي حول صناعة الوعي والحفاظ على الهوية
إعلامية الإصلاح بحجة تنظم دورة الناشطات في مجال الإعلام الجديد
تهريب الاسلحة والمقاتلين.. تقرير يكشف مسار التوسع الخارجي والقرن الأفريقي للإرهاب الحوثي
تواصل مليشيا الحوثيين حشد مزيد من المسلحين إلى الجبهات في الداخل، وعمدت في الآونة الأخيرة إلى حفر خنادق وبناء متارس، استعدادا منها لإشعال معارك داخلية، يأتي ذلك بالتزامن مع مزاعمها بنصرة قطاع غزة ضد العدوان الصهيوني، لكنها اتخذت من تلك المزاعم وسيلة لحشد مزيد من المقاتلين والمزايدة السياسية على خصومها بأنها تخوض معارك الدفاع عن الأمة، رغم إدراك الجميع أن القضية الفلسطينية ليست سوى "بزنس سياسي" لإيران ومليشياتها.
ومنذ بداية العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، اندفعت مليشيا الحوثيين لتثبت ولاءها لإيران وبشكل متهور من خلال تهديد الملاحة في البحر الأحمر بذريعة نصرة قطاع غزة. ورغم أن ذلك التهديد لم يؤثر على طبيعة المواجهات العسكرية في قطاع غزة، ولم يشكل عامل ردع للكيان الصهيوني ولو في حده الأدنى، إلا أن مغامرة الحوثيين في البحر الأحمر أثارت إعجاب إيران، التي رأت أنه صار لديها مليشيا متهورة أكثر من مثيلاتها في العراق وسوريا ولبنان، ولا تبالي بتعريض الشعب اليمني ومصالحه للخطر من أجل إيران، وهو ما سيدفع طهران لزيادة دعم المليشيا الحوثية بالمال والسلاح والخبراء العسكريين، لتكون طرفا فاعلا في المحور لإيراني.
- استثمار القضية الفلسطينية
ويمثل العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة فرصة ثمينة لإيران ومليشياتها لتلميع سمعتها التي تلطخت بعد ثورات الربيع العربي بسبب ما ارتكبته إيران ومليشياتها من جرائم بشعة في سوريا واليمن وغيرهما، وقتلها لعدد كبير من المسلمين العرب (السنة) لدوافع طائفية بهدف ترسيخ حكم حلفاء طهران في المنطقة العربية، وفي مقدمتهم بشار الأسد في سوريا، والعودة مجددا للتعامل مع القضية الفلسطينية كـ"بزنس سياسي" لتلميع صورة إيران ومليشياتها، واتخاذ تلك القضية وسيلة للحشد والتعبئة لتعزيز النفوذ الإيراني من جانب وتحسين الوضع الداخلي لمليشياتها من جانب آخر.
وكان قد بدأ استغلال إيران للقضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية بعد استيلاء الإمام الخميني على السلطة في طهران عام 1979، حينها اتخذ الخميني من القضية الفلسطينية والعداء لأمريكا والغرب ذريعة مزدوجة لتصدير ثورته إلى دول عربية توجد فيها طوائف شيعية، والهدف الرئيسي من ذلك تسليح تلك الطوائف وتحويلها إلى مليشيات تسيطر على الدول التي توجد فيها، ثم تنخرط في تكتل يخدم إيران ومشروعها التخريبي في الإقليم، وقد استغلت إيران العدوان الصهيوني الراهن على قطاع غزة، فاتخذت منه ذريعة -عبر مليشيا الحوثيين- لتعطيل الملاحة في البحر الأحمر، وهذا لهدف إيراني صرف يخدم طهران في نزاعها ومفاوضاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ومنذ انتصار ثورة الخميني عام 1979، ظلت إيران تكرس جهودها لتأسيس عديد مليشيات طائفية تحت مظلة "محور المقاومة" واحتكار مناصرة القضية الفلسطينية، وتحولت تلك المليشيات إلى أدوات لتوسيع النفوذ الإيراني، وخوض المعارك في ساحات الآخرين، وأوراق للتفاوض والمقايضة مع واشنطن وغيرها.
وقد استهلت إيران "الخمينية" عملها التخريبي في المشرق العربي بإنشائها مليشيا "حزب الله" في لبنان عام 1982، في خضم حروبه الأهلية، ثم استغلت إيران الاضطرابات في العراق وسوريا واليمن وتصدير الفوضى إلى هذه البلدان وإشعال الحروب فيها ضمن مشروعها التخريبي في المشرق العربي، وتباهت بأنها تسيطر على عواصم عربية أربع هي: بيروت، وبغداد، ودمشق، وصنعاء، وزعمت أن الإمبراطورية الفارسية عادت وعاصمتها بغداد، بينما تتحكم طهران في القرار السياسي والأمني في العواصم الأربع، وكان ما يسمى "فيلق القدس" في "الحرس الثوري الإيراني"، هو الذي رعى، بقيادة قاسم سليماني، نشأة المليشيات الطائفية الإرهابية في بلدان هذه العواصم، وهو من يسلحها ويدربها ويقودها.
- المكاسب لإيران والخسائر للمليشيات
ترى إيران أن أي نصر ستحققه مليشياتها في المنطقة العربية سيكون نصرا لها ولمليشياتها، وأي هزيمة تتكبدها تلك المليشيات فستكون الخسارة للمليشيات وحدها ولن تخسر إيران شيئا، وهو وضع مريح لإيران في كل الأحوال، التي تبحث عن وكلاء يتولون حمايتها، ومن خلالهم يكون لديها أوراق كثيرة للمراوغة واستهلاك الوقت حتى يقف مشروعها النووي على قدميه، ويصير أداة ردع لتعزيز نفوذها الإقليمي.
وبفضل مناوشات مليشيا الحوثيين في البحر الأحمر، ضمن ما يسمى "وحدة الساحات" للمحور الإيراني، تكون إيران الرابح الأكبر من تلك المناوشات، كونها أوصلت رسائل لجميع خصومها بأنها قد أصبحت قوة إقليمية ولديها حلفاء أقوياء (مليشيات طائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن)، وبالتالي فإن أي هجمات على أراضيها ستقابل بالرد في المنطقة بكلها، وستكون القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة والمنشآت النفطية في الخليج هدفا مشروعا للصواريخ والطائرات المسيرة لحلفاء طهران، وسيكون بإمكان المحور الإيراني إغلاق مضيقي هرمز وباب المندب وإحداث شلل في الاقتصاد العالمي.
ولذا تكون إيران، بفضل تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر، قد اكتسبت مركز صراع متقدم في مضيق باب المندب سيمكنها من خنق التجارة العالمية في أي وقت تريد، كما سيمكنها ذلك من ابتزاز المجتمع الدولي من خلال التهديد بإغلاق مضيقي هرمز وباب المندب كلما اشتدت الأزمة المتعلقة ببرنامجها النووي.
كما أن سيطرة مليشيا الحوثيين على مساحات واسعة في شمالي اليمن ومحاذية لجنوب البحر الأحمر من شأنها تعزيز المكانة الإقليمية لإيران، ونقل صراعاتها مع القوى الكبرى والقوى الإقليمية المنافسة لها إلى البحر الأحمر، وهو ما يتجلى بوضوح بعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث دفعت إيران بالمليشيات الطائفية الموالية لها بالتصعيد المتدرج والمنضبط حماية لإيران خشية تعرضها لهجوم عسكري أمريكي أو إسرائيلي.
وكان الحضور العسكري الإيراني في خليج عدن وجنوب البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي قد بدأ منذ عام 2008، عندما أرسلت طهران قطعا بحرية إلى خليج عدن، ثم طورتها إلى تشكيل بحري عام 2014، بمبرر مطاردة القراصنة، كما وقعت اتفاقا مع أرتيريا يقضي بوضع قوات بحرية لها في ميناء عصب، وفي عام 2011 نشرت غواصاتها في البحر الأحمر، مع تكثيف حضورها العسكري في منطقة القرن الأفريقي، التي تعد الجناح الأمني الغربي للجزيرة العربية.
وبما أن منطقة جنوب البحر الأحمر والقرن الأفريقي تعج بأساطيل وقواعد عسكرية متعددة الجنسيات، فإن إيران، بوصفها دولة ذات طبيعة عدوانية وتثير التوترات في المنطقة ولها أهداف توسعية طويلة المدى، فإنها ترى أن الحضور العسكري الأجنبي متعدد الجنسيات في البحر الأحمر والقرن الأفريقي قلص من نفوذها في هذه المنطقة الحيوية وأوجد أمامها تحديات جيوسياسية ستشكل عائقا أمام مشروعها التوسعي أو التخريبي في المنطقة.
وبالتالي فهي تبحث عن موطئ قدم في هذه المنطقة الحيوية لبناء نفوذ وربطه بعمقها الإستراتيجي بمنطقة غرب آسيا، لتتمكن من مجابهة التحديات التي تعترض مشروعها الإقليمي، واستعادة التوازن الذي يمكنها من خلق تحديات لخصومها بالمثل، ولتحقيق ذلك فإنها تستخدم كل الحيل وما يمكن وصفها بالتقية السياسية، ونقل المخاطر الأمنية التي تهددها إلى مناطق حيوية بعيدة عن أراضيها.
ولتحقيق كل ذلك، فإن إيران ترى أن مليشيا الحوثيين أصبحت من أهم مليشياتها في المنطقة، وستعمل جاهدة لدعمها ماديا وعسكريا، كونها مستعدة لخدمة إيران وتعريض الشعب اليمني للخطر، وقد اخترقت كل الخطوط الحمراء، من خلال مهاجمة الأراضي السعودية والإماراتية، وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والاستعداد لإغلاق مضيق باب المندب في أي وقت تطلب منها طهران ذلك. كما أن استمرار سيطرة الحوثيين على مساحات واسعة في شمالي اليمن سيحقق رغبة إيران بتحويل تلك المساحات إلى قاعدة عسكرية إيرانية.
- مكاسب للحوثيين في الداخل
تحرص إيران ومليشياتها على تنويع الأرباح من مزاعم وادعاءات نصرة القضية الفلسطينية، بحيث تتوزع الأرباح على إيران لتعزيز دائرة نفوذها ومشروعها التخريبي في المشرق العربي، وبنفس الوقت تنال مليشياتها قسطا كبيرا من الأرباح فيما يتعلق بوضعها الداخلي، وهذا هو ما حرصت عليه مليشيا الحوثيين، التي وصفت مناوشاتها في البحر الأحمر بأنها تأتي في سياق ما يسمى "وحدة الساحات" للمحور الإيراني، أو ما يسمى "محور المقاومة"، وبنفس الوقت تحرص المليشيا الحوثية على استثمار ذلك في ما يعزز وضعها في الداخل.
فبعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ومناوشات مليشيا الحوثيين في البحر الأحمر بذريعة استهداف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ضاعفت المليشيا حملات التحشيد والتجنيد في مناطق سيطرتها، تحت عنوان القتال في فلسطين، لكن الهدف الحقيقي والفعلي من هذه الحملات هو الاستقواء على خصومها في الداخل ومحاولة تثبيت الانقلاب على الدولة.
كما استغلت المليشيا الحوثية العدوان الصهيوني على قطاع غزة لزيادة مراكمة الأموال وتحقيق الثراء لقياداتها وتمويل حربها على اليمنيين، إذ استنفرت المليشيا ونفذت جولات شملت مختلف التجار في مناطق سيطرتها وأيضا المزارعين لإجبارهم على التبرع بقسط من أموالهم بذريعة دعمها للقتال في فلسطين، ولا تترك المليشيا أي مصيبة تنزل بأي من البلدان من دون تحويلها إلى فرصة يستفيد منها قياداتها رغم أنهم أصبحوا أثرياء ومتخمين بالأموال المنهوبة منذ بداية الانقلاب.
- حاكم عسكري إيراني جديد في صنعاء
وبالتزامن مع تحشيدات الحوثيين العسكرية في مختلف جبهات الداخل وحفر خنادق وبناء متارس، عينت إيران حاكما عسكريا جديدا في صنعاء منتحلا صفة سفير، بعد ثلاث سنوات من وفاة الحاكم العسكري السابق المنتحل صفة سفير، حسن إيرلو، في ديسمبر 2021، الذي توفي بعد نحو سنة وشهرين من تعيينه في أكتوبر 2021، وهو أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني، وكان قد خطط وقاد معركة الحوثيين للسيطرة على محافظة مأرب، وسط تكهنات بأنه قتل في تلك المعركة الفاشلة، لكن السلطات الإيرانية زعمت أنه توفي جراء إصابته بفيروس كورونا.
ويأتي تعيين إيران حاكما عسكريا في صنعاء منتحلا صفة سفير، بعد نحو ثلاث سنوات من وفاة، أو مقتل، حسن إيرلو، المنتحل صفة سفير، لكن السفير الجديد، او الحاكم العسكري الجديد، ما زال محاطا بالغموض، ولم يكن اسمه متداولا من قبل في الوسط الدبلوماسي الإيراني، وربما أنه أحد الخبراء العسكريين السريين المنتمين للحرس الثوري الإيراني الذين ترسلهم طهران إلى مناطق الصراعات لتقديم الاستشارات للمليشيات التابعة لإيران وربما قيادة بعض المعارك.
وقبل أيام، قالت وسائل إعلام حوثية إن وزير خارجية حكومة الانقلابيين (غير المعترف بها)، جمال عامر، استقبل السفير الإيراني الجديد علي محمد رمضاني، الذي قدم نسخة من أوراق اعتماده بمناسبة تعيينه سفيرا ومفوضا فوق العادة لدى صنعاء (مليشيا الحوثيين). وقال رمضاني إنه سيعمل بكل جهد لتعزيز العلاقات الثنائية بين إيران والحوثيين.
كما أن تعيين إيران لسفير (حاكم عسكري في صنعاء) يأتي بعد وقت قصير من تشكيل مليشيا الحوثيين لحكومتها الجديدة، ولعل تلك رسالة من إيران تشير إلى اعتزامها التصعيد العسكري في اليمن في جبهات الداخل وأيضا التصعيد في جنوب البحر الأحمر، والهدف من ذلك عرقلة عملية السلام المرتقبة في اليمن من جانب، ومن جانب آخر استباق المتغيرات التي قد تفرزها الانتخابات الأمريكية المقبلة فيما يتعلق بموقف واشنطن من إيران ومليشياتها وأيضا الموقف من برنامجها النووي.
والأهم من ذلك، في هذه المرحلة، أن إيران تعمل على تثبيت وشرعنة الوضع السياسي والعسكري لمليشيا الحوثيين، لتفسد أي تقدم محتمل في مسار السلام، والعمل على شرعنة الانقلاب وبالتالي شرعنة الوضع السياسي للحوثيين، وهو هدف مرحلي لإيران، تأمل البناء عليه حتى ترسيخ نفوذها في اليمن ومنطقة القرن الأفريقي لتتحقق أمنيتها في السيطرة الكاملة على مضيق باب المندب.