فيس بوك
جوجل بلاس
الدكتور عبدالله العليمي: 6 أكتوبر ذكرى عظيمة وفرصة للاعتزاز بالدور المصري في الانتصار لثورة 26سبتمبر
طلابية الإصلاح بسيئون تقيم الأمسية الشبابية احتفاءً بأعياد الثورة اليمنية وذكرى التأسيس
إصلاح تريم يقيم لقاءً موسعا بمنطقة عيديد بذكرى التأسيس وأعياد الثورة
في ندوة سياسية.. رئيس إصلاح المهرة يؤكد حضور الحزب في كل ميادين النضال
حضرموت.. إصلاح الديس الشرقية والحامي يقيم حفلاً وندوة بذكرى التأسيس والثورة
إصلاح البيضاء يختتم الدوري الأول لكرة القدم احتفاء بذكرى التأسيس وأعياد الثورة
أمين عام الإصلاح يعزي عضو الكتلة البرلمانية «الشقذة» في وفاة زوجته
بإلقاء نظرة على آخر جرائم مليشيا الحوثيين الإرهابية بحق المدنيين في اليمن، يتبين أنها لا تقل وحشية وإرهابا عن جرائم الكيان الصهيوني الإرهابي المحتل في فلسطين، ولعل الفارق الوحيد هو أن مليشيا الحوثيين لا تمتلك طائرات حربية ذات قدرات تدميرية كبيرة لقتل المدنيين كما يفعل الصهاينة، لكنها تقتل المدنيين تعذيبا في سجونها ومن خلال قصف الأحياء السكنية بالمدافع وقنص المدنيين وإطلاق صواريخ بالستية على مخيمات النازحين في مأرب وغيرها.
وبإجراء مقارنة بين أعداد ضحايا الإرهاب الحوثي وأعداد ضحايا الإرهاب الصهيوني، سيتضح أن المدنيين الذين قتلهم الحوثيون خلال تسع سنوات أكثر من عدد المدنيين الذين قتلهم الصهاينة خلال 75 عاما، وكذلك ضحايا الحرب والعنف بشكل عام.
ففي فلسطين، استشهد نحو مئة ألف فلسطيني منذ عام 1948 وإلى اليوم، وفقا لبيانات المركز الفلسطيني للإحصاء، بينما عدد ضحايا حرب الحوثيين في اليمن بلغ 377 ألفا منذ عام 2015 وحتى نهاية عام 2021، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
ولو أن لدى مليشيا الحوثيين وسائل عنف وقتل كما لدى الصهاينة، لكانت قد ارتكبت جرائم لا يمكن تصورها، إنه الاستعلاء العنصري الذي يرى الآخرين عبيدا أو مواطنين من الدرجة الثانية أو "حيوانات بشرية" فيكون قتلهم بأريحية ودون وازع ديني أو أخلاقي.
- جرائم متشابهة ومتزامنة
بالتزامن مع الحرب الصهيونية على قطاع غزة والتدمير الوحشي الإرهابي للمنازل على رؤوس ساكنيها المدنيين، ارتكبت مليشيا الحوثيين خلال الأيام القليلة الماضية عددا من الجرائم المشابهة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
ومن جرائم الحوثيين خلال الأيام الماضية: قصف أحد المنازل في حي سكني بمدينة تعز بواسطة طائرة مسيرة مما أسفر عن استشهاد المواطن عبد الجواد ناصر الشيباني، وتعذيب المواطن اليمني هشام الحكيمي الذي يعمل في منظمة أممية حتى فارق الحياة بعد اعتقاله في أحد سجون الحوثيين، واقتحام منزل المواطن مبارك العنوة الذي يعمل في منظمة أممية، وتشبه واقعة قتل موظف يمني لدى منظمة أممية من خلال التعذيب في السجن حتى الموت، تشبه واقعة تصفية إسرائيل للقيادي في حركة حماس الشهيد عمر الدراغمة من خلال التعذيب في السجن حتى الموت.
- هشام الحكيمي.. الموت تحت التعذيب
توفي موظف في منظمة دولية في سجون مليشيا الحوثيين بعد 50 يوما على اختطافه من أحد شوارع العاصمة صنعاء، في شاهد جديد على ممارسات المليشيا في سجونها سيئة السمعة والتي تشبه ممارسات الصهاينة بحق الفلسطينيين.
وقالت مصادر من أسرة الضحية، إن الشاب هشام الحكيمي، مسؤول الأمن في مكتب منظمة "رعاية الطفولة" باليمن، توفي في سجن تابع لجهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثيين بصنعاء.
وبحسب مصادر إعلامية محلية فإن مليشيا الحوثيين اتصلت مساء الثلاثاء الماضي بأسرة الحكيمي لتسلم جثمانه، وأخبرتهم أنه توفي داخل السجن، دون مزيد من التفاصيل حول أسباب وفاته.
ووفقا للمصادر، فقد رفضت أسرة الحكيمي تسلم جثمانه، وتطالب بتشريحه لمعرفة أسباب الوفاة، "خاصة وأنهم منعوا من زيارته أو توكيل محامٍ للدفاع عنه منذ اعتقاله".
وكانت مليشيا الحوثيين الإرهابية قد اختطفت الحكيمي من أحد شوارع صنعاء قبل ما يقارب شهرين، وأودعته أحد سجونها في صنعاء، ومنعت أسرته من الوصول إليه ومعرفة سبب اختطافه.
وبحسب المصادر، فقد كان أصدقاء للحكيمي طلبوا من أسرته عدم الحديث عن اعتقاله لضمان سرعة الإفراج عنه كما يحصل أحيانا مع المعتقلين.
- استنكار حكومي
بدورها، استنكرت الحكومة اليمنية "تصفية" موظف منظمة رعاية الطفولة، هشام الحكيمي، في سجن تابع لمليشيا الحوثيين في صنعاء، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة هذه الجريمة.
واعتبرت الحكومة، في بيان، ما حدث امتدادا لسياسة التضييق التي تنتهجها مليشيا الحوثيين على المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها.
وقال البيان إن المليشيا الحوثية تواصل منذ قرابة عامين اختطاف عدد من العاملين في منظمات تابعة للأمم المتحدة، وأيضا اختطاف 11 موظفا في السفارة الأمريكية لدى اليمن والوكالة الأمريكية للتنمية.
يذكر أن منظمات حقوقية يمنية سجلت عشرات الضحايا ممن قضوا في سجون المليشيا الحوثية الإرهابية، وترجع تلك المنظمات أسباب وفاتهم إلى التعذيب الذي يتعرضون له في تلك السجون.
- تصفية 350 مختطفا
كما اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية مليشيا الحوثيين الإرهابية بتصفية 350 مختطفا تحت التعذيب في سجونها منذ انقلابها في سبتمبر 2014.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى والمختطفين، ماجد فضائل، إن جرائم التصفية والقتل تحت التعذيب من قبل المليشيا مستمرة وآخرها تصفية موظف منظمة رعاية الأطفال الدولية، هشام الحكيمي، بعد قرابة شهرين على اختطافه من أحد شوارع صنعاء وإخفائه قسرا.
وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من الموظفين الآخرين لدى منظمات دولية عدة لا يزالون مخفيين قسرا لدى الحوثيين، ويتعرضون لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي.
- مزايدات الحوثيين بشأن الإرهاب الصهيوني
بلغ عدد ضحايا الإرهاب الحوثي في اليمن، خلال تسع سنوات (منذ الانقلاب على السلطة الشرعية وحتى اليوم)، ما يقارب أربعة أضعاف ضحايا الإرهاب الصهيوني في فلسطين خلال 75 عاما، أي منذ إقامة دولة الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين وإلى الآن.
ومع ذلك تحاول مليشيا الحوثيين المزايدة بشأن القضية الفلسطينية وتقديم نفسها كطرف رافض للإرهاب الصهيوني وسفكه دماء المدنيين والزعم بمناصرتها للشعب الفلسطيني، وكأنها بذلك ستنجح في غسيل جرائمها بحق الشعب اليمني، وما زالت تمارس تلك الجرائم وستظل تواصل جرائمها ولن تتوقف إلا في حال القضاء عليها تماما واستعادة الدولة.
ويعد السلوك الإجرامي لمليشيا الحوثيين نهجا متجذرا له خلفياته السلالية وروافده الطائفية المتمثلة بفتاوى لعناصر سلالية سابقة ظهرت في زمن الإمامة تكفر اليمنيين وتجيز نهب أموالهم، مثل كتاب "إرشاد السامع في جواز أخذ أموال الشوافع"، للإمام المتوكل إسماعيل، وذلك لأن اليمنيين مخالفين للسلالة العنصرية الوافدة طائفيا وعقائديا، ويرفضون نهجها العنصري والتسلط والاستعباد، والزعم بأن السلطة والثروة منحة إلهية مقدسة كحق خاص بتلك السلالة فقط دون غيرها.
أخيرا، يجدر التذكير بأن مرض الشعور بالتفوق العرقي يعد القاسم المشترك بين أبرز مشعلي الحروب والحرائق في العالم، فمثلا كان هتلر يشعر بتفوق العرق الآري الجرماني وشكل ذلك دافعا له لاحتلال دول أخرى وحكمها بذريعة التفوق العرقي، كما أن إيران هي الأخرى تشعر بتفوق العرق الآري الفارسي الذي يدفعها لتصدير الثورة الخمينية واستعادة الإمبراطورية الفارسية، ولأجل ذلك تشعل الحروب في المنطقة لدوافع عنصرية وطائفية بحتة لحكمها عبر وكلائها العنصريين أيضا.
وفي حين يزعم بنو إسرائيل أنهم "شعب الله المختار" وتفوق العرق اليهودي والديانة اليهودية، فإن الحوثيين يعتقدون أنهم سلالة متفوقة عنصريا بزعمهم أنهم من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي انقطعت ذريته بوفاة أبنائه الذكور وهم صغار قبل أن يتزوجوا ويخلفوا ذرية من بعدهم.
وهكذا فمهما تعددت أسباب الحروب وسفك الدماء، فإن مرض الشعور بالتفوق العنصري يعد أبرز حوافز الحروب المزمنة والأكثر دموية عبر التاريخ.