الخميس 02-05-2024 14:50:26 م : 23 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الانقلاب الحوثي في عامه العاشر.. حصاد سنوات الجمر

السبت 30 سبتمبر-أيلول 2023 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

دخل انقلاب مليشيا الحوثيين على السلطة الشرعية عامه العاشر، والبلاد مثخنة بالجراح، والضرر طاول جميع مناطق البلاد، وأعداد القتلى والجرحى لا تُحصى، وعم الخوف والقلق والاضطراب والفقر والجوع مختلف مناطق سيطرة الحوثيين، بينما انهيار الاقتصاد والعملة المحلية وارتفاع الأسعار أثر على المواطنين في جميع محافظات الجمهورية، وتمزقت جغرافيا البلاد شر ممزق، وغابت الدولة عن معظم المحافظات وحلت مكانها مليشيات السلب والنهب واللصوصية التي تواصل نهب الممتلكات العامة والخاصة، وامتلأت السجون بالأبرياء والمظلومين والشرفاء، وتسيد الأنذال واللصوص والأراذل وعديمو الأخلاق، وانتشرت الأمراض الجسدية والنفسية.

كما حولت مليشيا الحوثيين اليمن إلى أكبر حقل للألغام منذ الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفجرت عددا كبيرا من المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، وحولت عددا آخر من المساجد إلى مقايل قات وشيشة ورقص وزوامل حرب، وداست على المقدسات والقيم والأخلاق، وانتهكت الأعراض، ولم تتورع عن سجن النساء وتلفيق التهم لهن، وتجنيد الأطفال، ونهبت رواتب الموظفين، ودمرت التعليم والصحة وجميع الخدمات العامة، وحولت كثيرا من المساجد والمدارس إلى أوكار للتعبئة الطائفية ونشر ثقافة العنف والإرهاب والكراهية، وغير ذلك من تبعات الانقلاب الحوثي ونكباته التي لا تعد ولا تحصى، وتضرر من الانقلاب جميع مواطني الجمهورية بشكل أو بآخر بلا استثناء.

 

- مئات الآلاف قتلى وجرحى بسبب الانقلاب

في أواخر العام 2021، قدرت الأمم المتحدة أن تسفر الحرب في اليمن بحلول نهاية ذلك العام عن مقتل 377 ألف شخص منذ بداية الحرب. جاء ذلك في تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تحت عنوان" تقييم أثر النزاع في اليمن: مسارات التعافي".

وأفاد التقرير بأنه "عند نهاية عام 2021، سيكون الصراع في اليمن قد أدى إلى 377 ألف وفاة، ما يقرب من 60% منها جاءت بأسباب غير مباشرة مثل سوء التغذية والجوع والأمراض". وأضاف أن "الوفيات المباشرة الناجمة عن الأعمال القتالية، نسبتها 40% من الحصيلة، بما يعني أن عددها 150 ألفا و800 قتيل".

وذكر التقرير الأممي أنه "يموت حاليا طفل يمني دون سن الخامسة كل 9 دقائق بسبب النزاع"، ولفت إلى أن "الصراع تسبب في تدمير البنية التحتية وانهيار الاقتصاد ووضع ملايين الأشخاص على حافة المجاعة، وسط عجز دولي عن وقف آلة الحرب رغم المساعي الدبلوماسية المستمرة".

وأوضح التقرير أن الحرب "تسببت في خسارة اليمن 126 مليار دولار من النمو الاقتصادي"، وحذر من أنه إذا استمر الصراع حتى عام 2030 ، فسيكون قد أودى بحياة 1.3 مليون شخص.

 

- الأطفال أبرز ضحايا الانقلاب

في نهاية العام 2019، كشف تقرير لليونيسف أن عدد ضحايا حرب اليمن من الأطفال تجاوز 11 ألفا، ثلثهم قتلى، فضلا عن زيادة عدد الأطفال المجندين إلى نحو 4 آلاف.

وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن الأطفال هم أكثر من يدفع الثمن. وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل في تقرير بعد زيارتها إلى اليمن: "بالنسبة إلى الأطفال، أصبحت الحياة صراعا من أجل البقاء. لقد فقد آلاف أرواحهم، ولا يزال مئات الآلاف غيرهم معرضين لخطر الموت".

ومن بين الضحايا، تحدّثت "اليونيسف" في آخر تقرير لها، عن مقتل 3774 طفلا، وإصابة 7245 طفلا، وقتل أو جرح 62 طفلا بين نهاية الهدنة الأخيرة في اليمن في بداية أكتوبر ونهاية نوفمبر، كما أن ما لا يقل عن 74 طفلا من بين 164 شخصا قتلوا أو أصيبوا بسبب ألغام أرضية وذخائر غير منفجرة بين يوليو وسبتمبر 2022.

 

- انهيار الاقتصاد

تسبب الانقلاب الحوثي بانهيار اقتصادي مريع، حيث خسرت اليمن 126 مليار دولار من النمو الاقتصادي المحتمل، والمخيف أن هذا الوضع يستمر في الانهيار، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية قد لا تفلح النداءات المستمرة في إيقافها في خضم انشغال العالم بالأزمات السياسية والاقتصادية التي يشهدها أخيرا، خصوصا بعد حرب روسيا على أوكرانيا.

 

- تفشي الفقر والجوع

تقول التقارير الأممية إن اليمن يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ إن أكثر من 80% من السكان البالغ إجمالي عددهم 30 مليونا بحاجة ماسة إلى مساعدات، حيث المأساة تتفاقم بالإشارة إلى أن من بين تلك النسبة هناك 12 مليون طفل على مشارف الموت البطيء جراء سوء التغذية التي وصلت إلى مستويات قياسية، وسط تحذيرات من أن استمرار الحرب الدائرة منذ عام 2015 لعامين مقبلين ربما يقود الشعب اليمني بأكمله إلى كارثة محققة.

وفي 6 مايو 2021، خرج المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بتصريح صادم عن المشهد المأساوي اليمني، حين قال إن الوضع الإنساني في هذا البلد "يسقط من حافة هاوية" مع أكثر من 20 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدة إنسانية.

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك 16 مليونا من الرجال والنساء والأطفال يعانون من جوع شبه كامل، وأن عشرات الآلاف من الأشخاص يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة، فيما يقبع 5 ملايين آخرين على بُعد خطوة واحدة من المجاعة.

بدوره، حذر البنك الدولي في دراسة له من ظهور بؤر تشبه المجاعة في عدد من المحافظات شمالي اليمن وفق عدد من المؤشرات. وتؤكد أرقام مخيفة أن هناك 16 مليون يمني ينامون جوعى كل يوم، وفق إحصائيات برنامج الأغذية العالمي. ويشهد اليمن أزمة إنسانية فادحة تتزايد حدتها مع ارتفاع وتيرة الحرب، يرافقها تدهور اقتصادي جرف آلاف الأسر اليمنية خاصة في القرى النائية إلى حافة الجوع، ولا يزال الملايين من المحتاجين والمطحونين تحت رحى الفاقة يعيشون على الفتات، يبحثون عما يكفيهم من الغذاء كي يظلوا على قيد الحياة.

 

- اضطهاد الحوثيين للنساء

ازدادت معاناة النساء منذ بدء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثيين الإرهابية، حيث كرست المليشيا خطابا معاديا للنساء، واتخذت إجراءات تعسفية لتقييد النساء والتدخل في الحريات الشخصية من الشكل والملبس وحتى لون الثياب، وصولا إلى منع وسائل تحديد النسل، ومنع التنقل والسفر من دون محرم.

وتؤكد تقارير حقوقية مدى اضطهاد الحوثيين للنساء في مناطق سيطرتهم إلى حد السجن التعسفي بمسوغات دينية أو اجتماعية خارجة عن القانون، وعدم الإفراج عن النساء من السجون إلا بحضور محرم، مع أنه في كثير من الحالات يشكل دخول النساء السجن وصمة عار عليهن ويدفع كثير من العائلات للتبرؤ من بناتهم وعدم تسلمهن بعد انتهاء مدة السجن وتركهن عرضة للانتهاكات في السجون التي تصل إلى حد الاغتصاب والاعتداءات الجنسية.

بدورها، قالت منظمة "سام" للحقوق والحريات، في تقرير سابق لها، إن المرأة اليمنية تعاني وضعا متدنيا ومعدلات عالية من سوء المعاملة، وقد جاءت الحرب لتضاعف معاناتها وتضيف أشكالا جديدة أشد قسوة من العنف ضدها، كالاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب، بالإضافة إلى الشك المجتمعي من كل نشاط نسوي.

وأضافت "سام" أن أحد أخطر أنواع العنف التي أبرزتها الحرب هو تحويل مليشيا الحوثيين المرأة اليمنية إلى أداة عنف من خلال إنشاء ما يسمى "جهاز الزينبيات" المتخصص في التجسس والاعتقال ومداهمة المنازل، إضافة إلى نشر ثقافة الكراهية بين النساء من خلال تقسيم النساء إلى أعداء وموالين لمليشيا الحوثيين.

وأكدت المنظمة أن ظروف الحرب، وغياب الحدود القانونية، وسقوط القيم الأخلاقية، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، جعل الكثير من النساء ضحايا عنف آخر، قائم على الاستغلال والابتزاز الجنسي، والاختطاف، والتوظيف لأعمال عسكرية وقتالية أو تجسسية، حيث رصدت المنظمة العديد من هذه الانتهاكات في بعض مناطق سيطرة الحوثيين.

 

- أكبر حقل ألغام في العالم

ستظل تبعات الانقلاب الحوثي وتوحش تلك المليشيا الإرهابية يلقي بظلاله المرعبة والقاتلة على المواطنين خلال الحرب وحتى بعد انتهائها بسنوات، وسبب ذلك زراعة مليشيا الحوثيين الإرهابية أكثر من مليوني لغم وفق تقارير أممية ومحلية، وزرعتها عشوائيا من دون خرائط، وقد سقط آلاف المدنيين ضحايا ألغام الحوثيين، معظمهم أطفال ونساء.

وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن ما سبق من أرقام معلومات عن النتائج الكارثية للانقلاب الحوثي الذي دخل عامه العاشر قبل أيام، ما هي إلا غيض من فيض، فالأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير، ولا توجد إحصائيات أحدث مما سبق الإشارة إليه، وهناك صعوبة بالغة في إجراء إحصائيات دقيقة للنتائج الكارثية للانقلاب الحوثي، وما يتوفر من إحصائيات فهي تعتمد على ما يُنشر في وسائل الإعلام التي تعتمد على مصادر محدودة، ما يعني أن الأرقام الحقيقية أعلى مما يُنشر بكثير، وأنه كلما طال أمد الحرب فإن الأضرار والخسائر ستتفاقم، وسيكون الشعب بأكمله على موعد مع كارثة محققة.

كلمات دالّة

#اليمن