الخميس 02-05-2024 03:56:02 ص : 23 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

محمد قحطان.. ٣ آلاف يوم نضال كشف قبح الإمامة وإرهاب الكهنوت الحوثي

الخميس 22 يونيو-حزيران 2023 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

على الرغم من نجاح العديد من عمليات تبادل الأسرى، وإتمام العديد من الصفقات بين مليشيا الحوثي وأكثر من جهة، والإفراج عن الكثير من الأسرى والمختطفين وتمكن الأطراف المفاوضة من تحرير الكثير من المغيبين في سجون المليشيا الحوثية بمستويات مختلفة، بمن فيهم اللواء "فيصل رجب" واللواء "محمود الصبيحي"، مقابل الإفراج عن عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي المتمردة، إلا أن المليشيا لا تزال متمسكة بتعنتها في تغييب السياسي اليمني محمد قحطان في زنازينها دون أية مبررات.

وبالنظر إلى جولات التفاوض المتعددة مع الحوثيين وما تعكسه مواقفهم المتعنتة إزاء هذا الملف تحديدا فإن ما يفهم هو أن المليشيا الحوثية تنظر إلى كل الملفات بما فيها الملف الإنساني كورقة للابتزاز، واستثماره لجني أكبر قدر من المصالح، وتحقيق أكبر عدد من المطالب والأهداف التي تسعى المليشيا إلى تحقيقها بمختلف الوسائل.

كما تعكس تلك الجولات من التفاوض مع الحوثيين المزيد من التعقيد وصعوبات التفاوض مع هذه المليشيا التي لا تتعامل بمعيار السياسية والمصالح الشعبية، بل بتكتيك حربي محض لتحقيق أهدافها فقط، بالإضافة إلى ارتباطها الوثيق بإيران حيث يحتاج الاتفاق مع الميلشيا مراعاة مصالح غير وطنية ولا علاقة لها بجوهر الصراع مع الميلشيا كطرف شكلي من أطراف التفاوض.

إمعان في الجريمة

وتتعمد مليشيا الحوثي ممارسة الإرهاب بكل صنوفه وأشكاله تجاه السياسي اليمني المختطف محمد قحطان، والإمعان في حربها النفسية تجاهه وتجاه أسرته ومحبيه كواحد من الشخصيات اليمنية الفاعلة وأحد حكمائها البارزين.

وتروي فاطمة قحطان، ابنة السياسي المختطف محمد قحطان، في وقت سابق، فصولاً من معاناة العائلة التي لم تلتق بالأب منذ إخفائه، قائلةً: "آخر ما وردنا قبل عام هو إنكار أحد قادة الحوثيين بأن والدي موجود في سجونهم، ونحن حينها أصدرنا بياناً رداً على تهربهم من الإفصاح عن والدي وحالته".

وتتابع فاطمة: "ثمانية أعوام لم نحصل فيها على مكالمة هاتفية أو رسالة بخط والدي، ولا نعلم كيف أصبحت صحته وهو رجل في الستينيات من العمر، وكان دائماً مواطناً ينبذ حمل السلاح وشعاره السلم، وبالأخير يكون مصيره الإخفاء ولا نعلم عنه شيئاً ولا هو يعلم كيف أسرته".

وتضيف بالقول: "لا ذنب لهم جميعاً ولم يحملوا بندقية ولم يكونوا في ساحة الحروب، بل كانوا في منازلهم وأعمالهم، يكفي ثمانية أعوام لقد تعبنا وتعبوا هم أكثر منا".

جريمة أخلاقية

"محمد قحطان الحاضر الغائب، الحاضر في قلب كل يمني حر، الغائب في سجون المليشيا الإمامية الحوثية الكهنوتية"، بهذه الكلمات استهل الباحث اليمني "بلال الطيب" حديثه لموقع الإصلاح نت ضمن عينة لاستطلاع أجراه الموقع.

ويواصل الطيب حديثه بالقول: "مهما عمل الإماميون الجُدد على إذلاله وتغييبه في هذه المرحلة الحرجة، سيطغى -رغمًا عنهم- حضوره، وسيخرج من هذه المعركة -وبتوصيف أدق من هذه الجولة- مُنتصرًا، وسيبقى نجمًا مُضيئًا يلهم الثائرين".

أما الكاتب الصحفي "شاكر أحمد خالد" فيرى أن "قضية إخفاء القيادي والسياسي المعروف محمد قحطان من قبل مليشيا الحوثي طوال هذه المدة جريمة أخلاقية مضاعفة".

ويضيف شاكر: "ندرك أن المليشيا لا يوجد في قاموسها أخلاق ولا إنسانية، لكن واضح أنها كانت تمعن الإذلال والتركيع واستخدامه كورقة للحصول على امتيازات كبيرة في المفاوضات"، محملا كافة الأطراف السكوت عن قضية قحطان طوال هذه المدة خاصة مبعوثي الأمم المتحدة.

وأوضح بالقول: "من المعروف أنه عقدت خلال سنوات عدد من جولات الحوار ولم تضغط هذه الأطراف لتطمين أسرة قحطان عن تواجده فضلا عن اللقاء به".

وأضاف: "تقريبا كل عائلات المختطفين عاشت الآلام من قصص التعذيب لأبنائها في سجون المليشيا وقد خرج بعضهم جثثا هامدة أو بعاهات مستديمة، ويبقى قحطان قصة الألم الأكبر لأسرته التي عاشت أكثر من ثماني سنوات وهي لا تعلم مصيره هل هو حي أم ميت".

الكاتب الصحفي شاكر خالد وإن بدا متفائلا بعض الشيء، إلا أنه تفاؤل محاط بالألم بحسب ما يراه حيث يقول: "صحيح قد نشهد انفراجة في قضيته خلال المرحلة المقبلة بعد إبداء المليشيا رغبتها في الإفراج عنه في صفقة التبادل المقبلة، لكن من سيعوض أسرته كل هذا العناء والعذاب الذي عاشته، ومن سيعوض القيادي والسياسي قحطان عن سنوات الغياب التي لا نعلم حتى الآن حقيقة ظروفه وحالته الصحية".

وصمة عار

من جانبه يقول الشاعر زين العابدين الضبيبي: "تتفرد عصابة الحوثي الإجرامية في جرائمها بحق الإنسان وتتفوق على كل عصابات الدنيا وجميع الأنظمة القمعية في العالم، وليست جريمة اختطاف وإخفاء المناضل والسياسي الوطني الكبير الأستاذ محمد قحطان إلا واحدة من أعظم الشواهد على إجرام هذه المليشيا المارقة، كيف لا وهو رجل مدني أعزل في عمر الشيخوخة لم يرفع ضدها بندقية".

ويواصل الضبيبي حديثه بالقول: "إن الصمت عن جريمة إخفاء مصير الأستاذ محمد قحطان وغيرها من الجرائم تمثل إدانة واضحة للجميع وفي المقدمة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وكل المعنيين بالشأن اليمني، ولا تعفي الحكومة الشرعية من تحمل جزء كبير من المسؤولية".
.
أما الناشط الصحفي صدام الحريبي فيعبر عن جريمة اختطاف محمد قحطان وتغييبه لأكثر من ثماني سنوات بقوله: "ستظل قضية المناضل الأستاذ محمد قحطان وصمة عار في جبين المليشيا الحوثية، فما تمارسه من تغييب ضده هو إرهاب له ولأسرته ولكل الشعب الذي تحاول المليشيا الحوثية الإيرانية إيصال رسائل تهديدية له من خلال تغييب قحطان، وكأنها تهدد بنفس المصير لكل من يخالفها".

ويردف الحريبي بالقول: "لذلك على الشعب أن يكون أقوى من رسائل المليشيا الحوثية الإرهابية وأقوى من تهديداتها، وعلى الشرعية أن تتعامل مع هذا الملف بجدية، وتصر على تنفيذ مقترح الكل مقابل الكل الذي يرفضه الحوثيون في الغرف المغلقة ويتظاهرون بالموافقة عليه في الإعلام فقط".

أقدم مختطف سياسي

وبحسب أحدث بيان للتجمع اليمن للإصلاح، فقد أكد مصدر مسؤول في الحزب أنه من غير المقبول لدى الحزب استمرار مليشيا الحوثي في إخفاء مصير السياسي البارز محمد قحطان، دون ضغوط كافية من الجهة المُيسرة كحق طبيعي.

ويقول المصدر إن "الإصلاح حريص منذ البداية على إنهاء معاناة كافة المختطفين، ولطالما قدم التنازلات والتسهيلات من أجل ذلك، وبالتالي فإن الأستاذ محمد قحطان هو واحد من هؤلاء ويجب الإسراع في إنهاء معاناة أسرته باعتباره أقدم مختطف سياسي".

وجدد المصدر "التحية للأستاذ قحطان كرمز سياسي وطني وقامة سياسية ستظل حاضرة في وجدان كل يمني وإصلاحي ورمزا للنضال والموقف في وجه الكهنوت وأرهاب المليشيا"، مشيرا إلى أن "على الوفد التفاوضي بذل الجهد الكافي في سبيل ذلك".

وشدد المصدر على "أهمية إطلاق كل الصحفيين المختطفين بدءاً من المواطنين الذين اختطفتهم المليشيا من منازلهم وأعمالهم، وكذلك المشمولين بالقرار الأممي والقيادات وفي مقدمتهم محمد قحطان وناصر هادي وعفاش طارق ومحمد محمد صالح وغيرهم ممن تحتجز المليشيا حريتهم منذ الانقلاب على الدولة واختطافها".

ويقول رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات توفيق الحميدي، في تصريح سابق، إن "رفض مليشيا الحوثي الإفصاح عن أي معلومة بشأن محمد قحطان، هو استمرار لنهجها في استغلال القضايا الإنسانية لأهداف سياسية، والأمر ينطبق أيضاً على الصحافيين والناشطين الذين اعتُقلوا من أماكن أعمالهم والطرقات، وهؤلاء ضحايا لا علاقة لهم بالحرب".

ويشير الحميدي إلى أن "الإخفاء القسري يرقى إلى جرائم الحرب التي تجيز ملاحقة مرتكبيها سواء في القضاء الدولي أو المحلي، ومحمد قحطان أحد هذه الحالات التي يجب تسليط الضوء عليها، وعلى المجتمع الدولي أن يكون جاداً في التعامل مع الحوثيين بشكل قاطع كونه ملزماً بمحاسبة جميع مرتكبي تلك الجرائم".

فشل ذريع

وقد طالبت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان، في الذكرى الثامنة لاختطاف السياسي اليمني محمد قحطان، في 8 إبريل 2023، بالكشف عن مصيره لاعتبارات إنسانية، معتبرة عجز الأمم المتحدة عن معرفة مصيرهم فشلاً ذريعاً، كما دعت المنظمة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ للقيام بدور جاد وفعال لإنهاء حالة الغموض التي تلف مصير السياسي قحطان المختطف لدى مليشيا الحوثي بصنعاء لنحو ثماني سنوات.

وتقول المنظمة في بيان لها: "كنا نأمل أن تفضي جولة المباحثات الأخيرة بشأن الأسرى والمختطفين بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي منتصف مارس المنصرم في جنيف، وأُعلن فيها عن التوصل لاتفاق لعملية تبادل 887 أسيرا ومختطفا من الجانبين، إلى أن تشمل كافة المختطفين والأسرى من القيادات السياسية المدنية والعسكرية، إلا أن ذلك لم يحدث".

وتضيف المنظمة: "مما يؤسف له أن يعجز مبعوث الأمم المتحدة بما يمثله من نفوذ وصلاحيات دولية عن انتزاع حتى معلومة واحدة تتعلق بمصير قحطان الذي لا تعرف أسرته عن مصيره شيئاً، فضلاً عن وضعه الصحي".

ويتابع بيان المنظمة: "نعتقد أنه لا يوجد ما يبرر بقاء قحطان رهن الإخفاء القسري، خصوصاً وأن النيابة الجزائية المتخصصة التابعة للحوثي كانت قد أصدرت مذكرة إلى الأمن السياسي التابع لها بتاريخ 5 فبراير 2019 تقضي بالإفراج عنه، وهو اعتراف ضمني رسمي منهم بمعرفتهم بمكانه ومسؤوليتهم عن احتجازه على الأقل بصفتهم سلطة أمر واقع في العاصمة صنعاء".

تعنت وغموض

وقد اختتم الطرف الحكومي محادثاته الأحد 18 يونيو مع وفد مليشيا الحوثي والتي استمرت ثلاثة أيام في العاصمة الأردنية عمًّان، بشأن تنفيذ اتفاقية تبادل المحتجزين، دون التوصل إلى اتفاق يذكر بشأن أي عملية تبادل جديدة بين الطرفين، غير أن وفد الحكومة اليمنية أعلن موافقة مليشيا الحوثي على مبدأ مبادلة السياسي اليمني المخفي قسراً محمد قحطان، في أي عملية تتم مستقبلاً.

ويقول عضو الوفد الحكومي ماجد فضائل: "اختتمت جولة المشاورات بأجواء إيجابية بعد الموافقة من وفد الحوثيين على تبادل السياسي الأستاذ محمد قحطان في أي عملية تبادل قادمة".

ويضيف فضائل في تغريدة له على تويتر: "طرحت عدة مقترحات للتبادل على أن يقوم كل طرف برفع هذه المقترحات لقيادته للموافقة عليها والعودة بعد العيد لجولة جديدة للاتفاق على تفاصيل التبادل".

وأشار إلى أن تعامل الوفد الحكومي كان "بمسؤولية والتزام كبير وجدية كاملة، وأنه حريص كل الحرص على إطلاق الكل مقابل الكل ولن يحتفظ بأي جهد يؤدي إلى إنهاء معاناة ذوي المختطفين والأسرى".

ولا يزال التفاوض حول الكشف عن مصير السياسي قحطان محل جدل، إذ ما زال الغموض سيد الموقف ولم تتمكن أي جهة من الكشف عن أي معلومة تتعلق بمصير السياسي محمد قحطان، حيث يُصر وفد الحكومة اليمنية على الكشف عن مصيره، مقابل تعنت حوثي في إخفاء أي معلومة بمصيره.

ويقول رئيس مؤسسة الأسرى والمحتجزين الحكومية هادي هيج: "إن تعنت الحوثي ضد السياسي قحطان فاق التوقعات فلم يسمح لأسرته بزيارته"، مؤكدا في تغريدة له قبل انطلاق المحادثات "لن نقبل بنتائج أي مشاورات أو مفاوضات، قبل أن يكون السياسي قحطان حراً طليقا بكامل حريته".

شرط للمفاوضات

وقد أكد نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح عدنان العديني، في مقابلة له على قناة المهرية، أن مليشيا الحوثي لا تريد السلام مهما قُدمت لها من تنازلات وأنها تعمل على تفخيخ المسار السلمي، ولم تقدم أي تنازل ولو أرادت السلام بالفعل لأطلقت سراح الأستاذ محمد قحطان.

ويصف العديني المفاوضات التي انطلقت في عمَّان بين وفدي الحكومة ومليشيا الحوثي بشأن المختطفين، بـ"المفاوضات العبثية مع مليشيا ماهرة في القفز على القوانين والأعراف وعلى الحق السياسي للمواطن اليمني".

ويوضح العديني أن المفاوضات "قفز على الحق الإنساني وعلى الحق القانوني وعلى الحق السياسي للأستاذ محمد قحطان وجميع المختطفين والمخفيين قسرا من المدنيين الذين اختطفوا من منازلهم ومن الطرقات دون أن تكون لهم علاقة بالحرب".

وأضاف أن "المفاوضات القائمة لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد، ما لم تبدأ أولا بالإفصاح عن مصير الأستاذ محمد قحطان، وقبل أن يتم اتصال الأستاذ قحطان بأسرته، نحن نعد هذه المفاوضات لاغية ولا تعنينا ولسنا ملزمون بالتعامل معها".

وعن وضع الأستاذ مخمد قحطان يقول العديني: "تتحمل مليشيا الحوثي كامل المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية عن مصير الأستاذ محمد قحطان، وكل المعلومات لديها وهي المعنية".

وأرف بالقول: "الذي يتحمل بدرجة رئيسية المسؤولية، هو رئيس هذه المليشيا عبد الملك الحوثي الذي باشر بنفسه في الإشراف على اختطاف الأستاذ محمد قحطان".

ويؤكد نائب رئيس دائرة الإعلام أن "الضمان الوحيد لنجاح المفاوضات هو بأن تبدي المليشيا حسن نية بإخراج الأستاذ محمد قحطان، وإلا فإن هذه المفاوضات مفاوضات لاغية بالنسبة لنا ولا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد".

وبشأن الغموض الذي يلف مصير قحطان وتكتم المليشيا ورفضها الإفصاح عنه، يقول العديني إن "مليشيا الحوثي لديها موقف من الحقوق السياسية للشعب اليمني، ولأنها ترى الأستاذ محمد قحطان هو الرمز المعبر عن الإرادة الشعبية، والشخصية التي طالما كانت صوت اليمنيين في مواجهة التجاوزات السياسية لكل السلطات المتعاقبة، ونتيجة لهذا الموقف هي ترى في محمد قحطان تهديدا على المليشيا".

كلمات دالّة

#اليمن