الخميس 25-04-2024 09:24:33 ص : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

ثورة 11 فبراير.. من حماية المكتسبات الوطنية إلى رفض المليشيا الحوثية

السبت 11 فبراير-شباط 2023 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

عندما اندلعت ثورة 11 فبراير 2011، كان هدفها الرئيسي حماية وتعزيز المكتسبات الوطنية التي تحققت بفضل المناضلين اليمنيين الأحرار الأوائل، وفي مقدمة تلك المكتسبات ثورة 26 سبتمبر 1962 التي أطاحت بالإمامة الكهنوتية السلالية، وكانت ثورة 11 فبراير توصف بأنها ثورة مكملة لثورة 26 سبتمبر وحارسة لأهدافها، وفي مقدمتها النظام الجمهوري التعددي وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، أي تجريم السلالية والعنصرية التي كانت أبرز أدوات حكم الإمامة الكهنوتية لإخضاع الشعب اليمني.

وبما أن السلالة الهاشمية (المليشيا الحوثية) كانت قد بدأت بترسيخ حضورها في مفاصل الدولة والجيش، استعدادا للانقلاب على الجمهورية وإعادة حكم الإمامة العنصرية، فقد أفزعها اندلاع ثورة شبابية شعبية تستلهم أهداف ثورة 26 سبتمبر، فبدأت تلك المليشيا السلالية باتخاذ التقية السياسية لتحقيق أهدافها، والبداية من إعلان انضمامها لثورة 11 فبراير، ليس إيمانا منها بأهداف الثورة، وإنما استغلالا لما ستحدثه الثورة من خلافات للولوج منها وبالتالي الانقلاب على السلطة الشرعية وعلى الثورة، استعدادا لإعادة الحكم الإمامي العنصري المستبد.

- شباب الثورة في مواجهة الحوثيين

عندما دخلت المليشيا الحوثية العاصمة صنعاء، وبدأت بإجراءاتها الانقلابية على السلطة الشرعية والعملية السياسية، خرج شباب ثورة 11 فبراير في مظاهرات حاشدة اكتظت بها أكبر شوارع العاصمة صنعاء، رفضا للإجراءات الانقلابية للمليشيا الحوثية، ودعما للعملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وعندما بدأت المليشيا الحوثية بغزو المحافظات الأخرى بهدف السيطرة عليها، خرجت أيضا مظاهرات سلمية حاشدة رفضا لذلك، ومن نماذج ذلك ما حدث في مدينة تعز من مظاهرات لشباب ثورة 11 فبراير رفضا لانقلاب مليشيا الحوثيين، وردت المليشيا على تلك المظاهرات بإطلاق الرصاص الحي لتفريقها، ولجأت إلى السلاح لحماية انقلابها وتعزيز سيطرتها.

لم يقف شباب ثورة 11 فبراير 2011 موقف المتفرج من انقلاب مليشيا الحوثيين وتمدد النفوذ الإيراني في اليمن، بل فقد كسروا حاجز الخوف، وبدؤوا بمواجهة مليشيا الحوثيين بالسلاح، حيث تشكلت نواة المقاومة الشعبية المسلحة ضد مليشيا الحوثيين من شباب ثورة 11 فبراير وأنصارها، وشجع ذلك مختلف القبائل اليمنية على الانخراط ضمن صفوف المقاومة الشعبية ضد مليشيا الحوثيين الإمامية، وكان شباب ثورة 11 فبراير في طليعة الجماهير المرحبة بتدخل تحالف دعم السلطة الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ضد مليشيا الحوثيين والنفوذ الإيراني في اليمن، وخرج كثير منهم في مسيرات حاشدة مرحبة بذلك التدخل العسكري.

ومما زاد المشهد قتامة أمام شباب الثورة، أن مليشيا الحوثيين كانت -وما تزال- تريد تحويل اليمن إلى مركز متقدم للنفوذ الإيراني في المنطقة والحرب بالوكالة عن إيران ضد دول الجوار، وذلك عندما صعدت المليشيا من خطابها العدائي ضد السعودية، وتنفيذها مناورات عسكرية بالقرب من حدود المملكة مع اليمن، والزعم بأنها، أي المليشيا الحوثية، ستغزو السعودية وتسيطر على الأراضي المقدسة، مكة والمدينة، وكان ذلك تناغما مع أهداف الثورة الخمينية، وإعلانا صريحا بانخراط المليشيا الحوثية ضمن المشروع الإيراني التخريبي في المنطقة، ولذا فقد كان شباب ثورة فبراير يرفضون تحويل اليمن إلى بؤرة مشتعلة وساحة صراع بالوكالة عن إيران ضد الدول المجاورة لليمن.

- عداء الحوثيين لثورة فبراير

تكِن مليشيا الحوثيين الإرهابية عداءً كبيرا لثورة 11 فبراير 2011، ذلك أن شباب الثورة كانوا أول من أعلن رفضهم للمليشيا وانقلابها على السلطة الشرعية والعملية السياسية، وكانوا من أوائل المنخرطين ضمن المقاومة الشعبية المسلحة ضد مليشيا الحوثيين، كما أن استحضار شباب ثورة 11 فبراير لثورة 26 سبتمبر 1962، واحتفالهم الكبير بها خلال الأعوام الأخيرة، يقزم مليشيا الحوثيين ويعرفها بنفسها ويعيد تعريفها للشعب، وهكذا حوّل شباب الثورة المناسبات الوطنية إلى مناسبات لجلد المليشيا الحوثية إعلاميا ومحاكمتها، وكلما بدا أن المعركة في البلاد تهتز بوصلتها يمنة ويسرة، يعيد شباب ثورة فبراير ضبط بوصلتها نحو المليشيا الحوثية.

وقد كانت ثورة 11 فبراير 2011 لحظة اندلاعها بمنزلة مظلة لمختلف المكونات اليمنية، وكان شباب الثورة ينتمون لمختلف الأحزاب والقبائل والمحافظات، وكانوا في طليعة الرافضين للمليشيا الحوثية، وبالتالي فإن مليشيا الحوثيين تخشى بشدة من أن تمثل ثورة 11 فبراير مجددا المظلة الجامعة لمختلف المكونات الوطنية الرافضة لعودة الحكم الإمامي السلالي الكهنوتي، والرافضة للنفوذ الفارسي في اليمن، لأن الانقسامات التي برزت على هامش الحرب وغيبت ثورة 11 فبراير، جعلت مليشيا الحوثيين تتنفس الصعداء، لأن الانقسامات تعيق هدف شباب ثورة 11 فبراير بالقضاء على مليشيا الحوثيين، باعتبار ثورة فبراير حارسة ومكملة لثورة 26 سبتمبر 1962، وحامية للمكتسبات الوطنية التي تحققت بفضل الثورة السبتمبرية.

وتجدر الإشارة إلى أن رفض شباب ثورة 11 فبراير لمليشيا الحوثيين بدأ منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة، عندما أعلنت المليشيا انضمامها للثورة، ونصبت خياما لعناصرها في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، لكن شباب الثورة حاصروا عناصر المليشيا، ومنعوهم من صعود منصة الساحة حتى لا يتمكنوا من عرض أفكارهم السامة على المعتصمين، مما دفع عناصر المليشيا لاستحداث منصة خاصة بهم في أحد مداخل الساحة، لكن شباب الثورة حطموا تلك المنصة، وكانوا يحرصون على تمزيق أي شعارات أو ملصقات يرفعها الحوثيون في ساحة التغيير، ومنعوهم من بث زواملهم عبر مكبرات الصوت.

وتحت ضغط ذلك الحصار، اضطر عناصر المليشيا الحوثية للانسحاب من الساحة، والبدء في حملات معادية للثورة وشيطنتها، ووصفها بأنها ثورة أحزاب، بالرغم من أن الأحزاب السياسية لم تنضم للثورة إلا بعد حوالي نصف شهر على اندلاعها. ثم بدأت المليشيا الحوثية تستغل العملية السياسية والمرحلة الانتقالية للحرب على الدولة والمجتمع، والسيطرة عسكريا على الأرض، فبدأت بشن معارك في محافظات الجوف وحجة وعمران، تمهيدا لغزو العاصمة صنعاء والسيطرة عليها، والانقلاب على السلطة الشرعية والعملية السياسية، والانخراط ضمن المشروع الإيراني التخريبي في المنطقة.

- 11 فبراير كثورة حامية للدولة ضد الحوثيين

مما لا شك فيه أن شباب ثورة 11 فبراير 2011 يمثلون العمود الفقري في الحرب على مليشيا الحوثيين الإرهابية، وهم يتوزعون اليوم بين مختلف المكونات الوطنية الرافضة للحوثيين، بل فهم الأكثر صدقا واندفاعا في الحرب ضد مليشيا الحوثيين واستعادة الدولة، وهذا بالنسبة لهم موقف مبدئي من المليشيا، منذ محاصرة عناصرها داخل ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، مرورا بالمظاهرات الرافضة لإجراءات المليشيا الانقلابية، وانتهاء بانخراطهم ضمن المقاومة الشعبية وقوات الجيش للحرب على المليشيا الحوثية وقطع يد إيران في اليمن.

وعطفا على ذلك، ينبغي أن تتحول ثورة 11 فبراير 2011 إلى ثورة مغذية للحرب على المليشيا الحوثية الإرهابية واستعادة الدولة، وأن تتحول إلى مظلة جامعة لمختلف المكونات الوطنية، مثلها مثل ثورة 26 سبتمبر 1962، التي نجح شباب ثورة فبراير في إحيائها كفكرة وقضية مصيرية، بمعنى أن الثورة يجب أن تواكب المتغيرات، ذلك أن بروز تحديات جديدة لا يعني أن الثورة انتهت، وإنما عليها مواكبة التحديات ومواجهتها، حتى يتحقق حلم اليمنيين بدولة يسودها العدل والمساواة والحرية، ولا مكان فيها للعنصرية والطائفية والسلالية والمناطقية.

كلمات دالّة

#اليمن