الجمعة 19-04-2024 07:56:46 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الإصلاح نت يفتح ملف الاغتيالات السياسية.. قادة إصلاحيون في مرمى جماعات العنف والإرهاب (4-4)

الأربعاء 01 فبراير-شباط 2023 الساعة 09 صباحاً / الإصلاح نت - خاص
 

 


عند التأمل في البيانات الكمية للعمليات الإرهابية التي استهدفت التجمع اليمني للإصلاح، خلال السنوات الماضية، سنجد أن تلك العمليات توزعت زمانا ومكانا في محافظات تسيطر عليها المليشيا الحوثية الإرهابية وفي محافظات محررة وأخرى تخترقها خطوط تماس مثل محافظة تعز، كما أن المليشيات والجماعات المتهمة باغتيال قيادات في حزب الإصلاح وبعض ناشطيه تختلف في مرجعياتها الفكرية والروافد المغذية لفكرها الإرهابي، مثل مليشيا الحوثي وتنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش" وجماعات أخرى مناطقية عنصرية تستقي ثقافة العنف والقتل من روافد متنوعة، وتتلقى مختلف المليشيات الإرهابية الدعم من أطراف خارجية.

كما أن تعدد المليشيات والجماعات المسلحة الانقلابية منح التنظيمات الإرهابية التقليدية فرصة كبيرة للانخراط في التشكيلات المليشياوية والاستفادة من مظلتها لتمرير عمليات إرهابية ضد أهداف مشتركة، أي أن تقاطع المصالح بين جماعات العنف السياسي والمليشيات الإرهابية قلص المسافات الفاصلة بينها لتتفق جميعها على توجيه سهامها نحو التجمع اليمني للإصلاح، لأنه غاضها جميعا بفكره الوسطي المعتدل المقبول في أوساط المجتمع اليمني، ومواقفه الداعمة للسلطة الشرعية واستعادة الدولة ورفض الانقلابات وملشنة البلاد.

لم يكن حزب الإصلاح وحده ضحية الجماعات والمليشيات الإرهابية، ولكنه كان الأكثر استهدافا، وهناك أطراف ومكونات أخرى طالتها أيضا سهام المليشيات الإرهابية، مثل بعض الدعاة والعلماء السلفيين، وبعض المسؤولين والقيادات الأمنية والعسكرية، من بينهم محافظ عدن الأسبق جعفر محمد سعد، بالإضافة إلى الاغتيالات التي كان ضحيتها عدد كبير من جنود الجيش الوطني والقيادات في المقاومة الشعبية، وهو ما يفرض على جميع الأطراف والمكونات الوطنية التكتل لمحاربة الجماعات والمليشيات الإرهابية، وتجفيف منابع الفكر الإرهابي، ووحدة الصف لاستعادة الدولة، باعتبارها السبيل الوحيد لتحجيم المليشيات الإرهابية ومكافحتها حتى القضاء عليها، فالمليشيات الإرهابية هي نقيض الدولة، ولا تنمو وتترعرع ويستفحل خطرها إلا في حال غياب الدولة.

 

- سياكل الموت في تعز

شهدت محافظة تعز كثيرا من العمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات وناشطين في حزب الإصلاح، كما شهدت تلك المحافظة كثيرا من عمليات الاغتيال التي استهدفت جنودا في الجيش الوطني، خصوصا خلال العام 2017، الذي شهد عمليات إرهابية عدة استهدفت جنودا في الجيش الوطني ومتطوعين في المقاومة الشعبية، وكانت دوافع اغتيالهم بمجرد الشك في أنهم ينتمون لحزب الإصلاح.

وقد أثارت تلك العمليات الإرهابية المخاوف في محافظة تعز، وتسببت في إقلاق السكينة العامة، لاسيما أنها تمت في عدة أماكن داخل وخارج المدينة، وظهر مصطلح "سياكل الموت" كون معظم تلك العمليات نفذها إرهابيون ملثمون على متن دراجات نارية، وشغلت تلك الظاهرة حيزا واسعا في التناولات الإعلامية لتنامي ظاهرة الإرهاب في تعز خلال العام 2017 داخل اليمن وخارجه.

كما تصدرت محافظة تعز اهتمامات منظمة الأمم المتحدة، بسبب تنامي نشاط الجماعات الإرهابية فيها بشكل كبير خلال العام 2017، من خلال التصريحات الصحفية والتقارير الصادرة عن المنظمة التي تطرقت لذلك.

وأشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في 5 سبتمبر 2017، إلى أنه "بعد إخراج تنظيم القاعدة من مدينة المكلا في محافظة حضرموت في أبريل 2016، بدأ التنظيم ينشط في مدينة تعز"، جاء ذلك بعد حوالي شهر من الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن آنذاك إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى مجلس الأمن، والتي أكد فيها أن "الجماعات الإرهابية تتوسع في محافظة تعز، إلى جوار كل من أبين ولحج، وأن الحكومة اليمنية قامت في 27 يونيو 2017 بإعادة نشر قوات إضافية في هذه المدن".

كما أن إقرار الأمم المتحدة بانتشار الجماعات الإرهابية في محافظة تعز، جاء بعد أن أطلقت قيادة اللواء 22 ميكا، التابع للسلطة الشرعية، في 29 أغسطس 2017، حملة أمنية لتعقب تواجد تنظيم القاعدة في الجبهة الشرقية من المدينة، وشاركت قيادة محور تعز في الحملة الأمنية، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة للحملة العسكرية التي نفذها اللواء 22 ميكا وبمشاركة بعض ألوية الجيش الوطني الأخرى، وقد نجحت تلك العملية في مداهمة مواقع الجماعات الإرهابية التي اغتالت عددا كبيرا من جنود الجيش الوطني، كما استهدفت الجماعات الإرهابية عددا من قيادات حزب الإصلاح في تعز، الذين استشهد بعضهم ونجا البعض الآخر من عمليات الاغتيال التي استهدفتهم.

 

وفيما يلي أبرز العمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات وناشطين في حزب الإصلاح بمحافظة تعز:

- 18 نوفمبر 2014: اغتيال الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز، صادق منصور الحيدري، بواسطة عبوة ناسفة ألصقت بسيارته.

- 13 يوليو 2016: اغتيال الناشط الإصلاحي والقيادي في المقاومة الشعبية حمدي حمود في مدينة تعز.

- 24 يوليو 2016: اغتيال القيادي الإصلاحي وعضو المجلس العسكري لمقاومة إب مالك أحمد عبد الله خراسان، برصاص مسلحين في شارع التحرير الأسفل بمدينة تعز.

- 30 مارس 2018: اغتيال التربوي والقيادي الإصلاحي رفيق الأكحلي أثناء خروجه بعد صلاة الجمعة من جامع العيسائي في مدينة تعز.

- 2 أبريل 2018: وفاة القيادي الإصلاحي وخطيب جامع العيسائي بتعز الشيخ عمر دوكم متأثرا بجراحه، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال أثناء خروجه من الجامع بعد صلاة الجمعة، في 30 مارس 2018، وهي ذات العملية الإرهابية التي اغتيل فيها القيادي الإصلاحي رفيق الأكحلي، واستهدفتهما معا.

- 9 مايو 2018: وفاة الناشط الإصلاحي صادق فرحان الحيدري في سجون مليشيات الحوثيين الإرهابية بتعز بعد تعرضه للتعذيب.

- 20 أكتوبر 2018: اغتيال القيادي الإصلاحي علي عبد الله مقبل، في كمين نصبه مسلحون بالقرب من سوق الحرية في مديرية شرعب الرونة بمحافظة تعز.

- 23 أكتوبر 2021: مسلحون على متن دراجة نارية اغتالوا القيادي في التجمع اليمني للإصلاح ضياء الحق الأهدل أثناء خروجه من منزله وسط مدينة تعز. والأهدل -إلى جانب نشاطه السياسي- قيادي في مجلس المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، ومسؤول عن ملف الأسرى.

كلمات دالّة

#اليمن