الخميس 28-03-2024 13:19:05 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

تفعيل المنهج المقاصدي في نطاق العرف المتجدد.. بناء شخصية الأمة محور خلود الإسلام حضاريا(الحلقة الأخيرة)

السبت 31 ديسمبر-كانون الأول 2022 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت-خاص | عبد العزيز العسالي
 

 


ذكرنا في الحلقة الثالثة معالم تطبيق وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم المتمثلة في السنة العملية - تعليم الكتاب والحكمة في بناء المجتمع المدني الأول.*

قلنا إن تلك المعالم التي أرساها الرسول صلى الله عليه وسلم هي قيم التأسيس الحاضنة.

- إرساء قيم التأسيس الحاضنة على الصفة المذكورة** قد تم إرساؤها على نواة صلبة هي نواة الحرية -منظومة قيم الفطرة- تطبيقا للكلية القرآنية الآمرة في قوله تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" (الأعراف، 199).

بكلمتين، المقصد النبوي من إرساء تلك المعالم وغيرها، هو بناء شخصية الأمة.

- بناء شخصية الأمة أولاه الإسلام عناية فائقة، كما سنوضح لاحقا.

في هذه الحلقة سنسلط الضوء على أهم وأبرز معالم عناية الإسلام ببناء شخصية الأمة، لكي يدرك القارئ العزيز مقاصد تلك العناية بشخصية الأمة - قرآنا وسنة، وبالتالي سيدرك أبعاد المقاصد والغايات التعبدية الإنسانية والحضارية المستندة إلى مفهوم شخصية الأمة.

موضوع بناء شخصية الأمة سيتم تناوله في المحاور التالية:
المحور الأول: ضبط المفاهيم.
المحور الثاني: تلاشي شخصية الأمة.. لماذا؟
المحور الثالث: قيم الخلود عند عمالقة الفلسفة.
المحور الرابع: معالم العناية بشخصية الأمة.

المحور الأول، ضبط المفاهيم:

1- مفهوم قيم الخلود، تم اشتقاق هذا المفهوم من خلود الرسالة الخاتمة، ذلك أن الخاتمية تعني الخلود والتجدد.

ولذلك قال فقهاء الأصول إن النصوص محدودة والحوادث غير متناهية، ولهذا نص القرآن حرفيا على وجود منهاج مقاصدي كلي يهدي العقول ويفتح لها باب الآليات الحامية والحافظة لخلود الرسالة، كما سيتضح في المفهوم التالي.

2- مفهوم خلود الإسلام: مفهوم الخلود يقوم على بُعدين: البعد الأول متصل بمصدر قدسية الكتاب المرجعي للرسالة وهذا تكفل به الله سبحانه، إذ قال: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

البعد الثاني متصل بفاعلية شخصية الأمة، فهذا البعد هو المقصود في هذه الحلقة.

3- مفهوم شخصية الأمة: مفهوم شخصية الأمة يعني "وعي الذات".. أن تعي الأمة ذاتها من عدة أبعاد، منها امتلاك إجابة جادة على سؤال: من نحن؟

- اعتزاز الأمة بقيمها.
- استقلالية الأمة بقراراتها إزاء مصالحها ومقدراتها.
- قدرة الأمة على امتلاك ولايتها على ذاتها وحماية سيادتها الوطنية هوية وقيما، أرضا وإنسانا، وقدرتها على اجتراح تدابير فكرية يتم تحويل القيم إلى آليات مناسبة زمانا ومكانا تحمي شخصية الأمة وتعمل على تمتين شبكة العلاقات الاجتماعية تجسيدا لقيمة التعارف، والقيام بالبر والقسط مع الذات والآخر، وصولا إلى حماية الأمة من أي تغوّل يمس قيمها سياسيا أو اقتصاديا... إلخ، أيّا كان مصدر ذلك التغول داخليا أو خارجيا.

المحور الثاني، تلاشي شخصية الأمة.. لماذا؟:

- كثيرة هي الأسباب والعوامل التي قادت تدريجيا إلى تلاشي شخصية الأمة، يمكننا إجمالها في جملة مركزية تتمثل في دخول الأمة مبكرا في "نفق الفردية".. صحيح أن الخيرية كانت حاضرة بصورة أو بأخرى لدى الحاكم وغالبية النخبة، لكن هذه الخيرية هددت التفكير، فتناسى قيم الخلود، أبرزها:

1- حضور شخصية الأمة كفاعل مؤثر في تطبيق "الشورى" السنة الحاكمة للاجتماع، فكانت الشورى مشلولة - أقرب إلى الشكلية، تحصيل حاصل، كما أن الحاكم الفرد كان يتمسك بالشريعة جادا أو تمسحا.

2- طال الزمن، فتحولت قيم الخلود إلى بذور جينية، حسب الفيلسوف محمد إقبال رحمه الله.

3- الثقافة الفارسية تمكنت من ترويض الثقافة الإسلامية - التصوف الفلسفي الهندي الفارسي أصبح صانع التزكية والثقافة.

النتيجة: ثقافة العرض الأدنى دفنت قيم الخلود التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم تطبيقا لمقاصد القرآن.

نماذج للشلل الفكري والثقافي:

1- تقديس الحاكم إلى حد التأليه: التصوف الفلسفي الفارسي جاء ليزيح تعاليم الإسلام ليقوم بديلا عنه، وقد ذكرت هذا المثال القذر مرارا، وهنا سأذكره بإيجاز غير مخل بالمعنى.

قال التصوف الفلسفي: بما أن الله يرسل الكوارث - مطر، قحط، صواعق، سيول، أوبئة.. فلا اعتراض عليه، فكذلك لا اعتراض على الحاكم الطاغي إذا دمر الإنسانية - أفسد وأهلك الحرث والنسل.
هذه الثقافة مستبطنة ذهنيا لدى كل متحدث باسم الإسلام.

2- خلود تأباه نصوص الإسلام.. أحد مرجعيات التصوف والتشيع المعاصر خرج علينا بكتاب عنوانه: "خلود شريعة الإسلام"، وبعد هذيان مقرف أثبت أن "خلود الإسلام" يعود إلى وجود قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف بقية الرسل ضاعت قبورهم، فضاعت أديانهم.

3- وهذا متصوف في القرن الخامس الهجري متجرد الثياب - عدا تغطية سوأته، شوهد أمام باب دار عهر أيام حكم الباطنية في القاهرة يخاطب الداخلين والخارجين: سأستغفر لكم ما دمتم تمارسوا العهر، فلا تقلقوا.

4- لا توغروا صدر الأمة تجاه عربدة ولي الأمر.. هذه فتوى من فقيه معاصر سني، سألوه: ما حكم حاكم البلد الذي قال لا يهمه تهريب الخمر بقدر ما يهمه جودة الخمر؟
أجاب بعد ثلاثة أيام: لا توغروا صدر الأمة تجاه ولي الأمر.

5- طاعتك عقيدة، بلا شروط: هذا داعية معروف يخاطب حاكم البلاد: طاعتك عقيدة.. هكذا، دون أي قيود.
تلكم النماذج هي بمثابة رأس جبل الجليد البحري الذي يظهر صغيرا لكن أسفل الجبل واسع جدا ولا يعرفه إلا ذوو الخبرة.

6- الفقيه المجدد الشاطبي شوية صحفي.. هذا قول مفتي دولة عربية أعماه التعصب والجمود والحقد تجاه السائل الباحث الأكاديمي القائل: ما الدور التجديدي الذي قدمه الفقيه الشاطبي؟
فرد بحقد: الشاطبي شوية صحفي يرقّع من هنا وهناك.

هكذا تم دفن قيم الخلود نتيجة الترويض الفارسي لثقافتنا. أصبح أكبر مجتهد مجدد ضالا مبتدعا زائغا، في حين لو ارتكب الحاكم الكبائر والبدع التي تدخله في الكفر فهو متربع على قمة الإيمان والصلاح.

7- تأصيل وتقعيد لشرعنة الطغيان: الموروث الفقهي جاء إلينا بقاعدة أصولية فقهية غريبة تقول إن مخالفة الإجماع كفر، ولكن الموروث حصّن الحاكم تماما، ووضعه موضع التأليه، فقد منح رأي الحاكم أو نائبه أنه مقدم على الإجماع.

يا الهي، أين ذهب كفر من يخالف الإجماع؟ الجواب: حكم الكفر ملازم للفقيه المجتهد إذا خالف الإجماع ولو كان إجماعا مدّعى، لكن ولي الأمر لا يكفر وإن داس الإجماع المستند إلى مصالح الأمة، فمن حق الحاكم يمنع مصلحة الأمة فهي بدعة.

وهناك ترسانة رهيبة تحاصر العقل التجديدي تطمس المنهج والنصوص بمفردات ترهب الفكر إلى حد التغطية على شمس قيم خلود الشريعة وفي ذات الوقت تدعي خلود الإسلام.

المحور الثالث، مفهوم خلود الإسلام عند عمالقة الفلسفة:

1- صلاحية الحلول في الإسلام دليل خلوده: سألوا الفقيه الفيلسوف أبو الوليد بن رشد رحمه الله: ما الدليل على خلود الإسلام؟ أجاب: صلاحية حلوله لقضايا الأمة دليل خلوده.

2- يطلق على الإسلام مصطلح "دين" إذا هو لم يلامس حلول قضايا الأمة، فإذا اتصل بقضايا الأمة في اجتراح الحلول يسمى "إسلام"، وهذا يعني ببساطة أن الإسلام إذا لم تقم به فاعلية الأمة فلا فرق بينه وسائر الديانات مع فارق خلود مصدريته المقدسة، فالخلود لا يكتمل إلا بفاعلية الأمة تجديدا وتطبيقا.

3- حتمية عودة الحضارة ذات البذور الدينية: هذه الجملة قالها الفيلسوف المؤرخ الإنجليزي المعاصر توينبي، والذي أورد كلامه الآنف على سبيل التقرير الحاسم الذي لا يقبل نقاشا، ولا ندري هل كلامه صادر عن براءة نفسية أم هو يحذر القائمين على القرار في الغرب، كي يحولوا بقوة أمام عودة الحضارة الإسلامية؟
يقول: أية حضارة لها بذور دينية ولكنها ذهبت بذهاب الأمة -انتبه- ذهبت بذهاب الأمة، فإنها تعود إذا عادت الأمة.

الخلاصة: شخصية الأمة محور خلود الإسلام حضاريا.. الشهادات كثيرة في هذا الصدد صادرة عن العدو والصديق، هي البرهان القاطع أن بناء شخصية الأمة هي محور خلود الإسلام حضاريا.

المحور الرابع، معالم عناية الإسلام ببناء شخصية الأمة:

سأسرد -بعون الله- أبرز معالم بناء شخصية الأمة، والدالّة على عظيم اهتمام الإسلام بهذا المقصد الحضاري العظيم من جهة، ثم سأذكر الهدف والغاية من هذا المقصد من جهة ثانية في السطور التالية.

1- التطبيق النبوي لبناء المجتمع المدني - قيم التأسيس الحاضنة يعتبر الأرضية لبناء شخصية الأمة.

2 بناء الأسرة - نواة المجتمع: لقد اعتنى القرآن والسنة عناية فائقة ببناء الأسرة إلى حد التفاصيل الجزئية، ذلك أن الأسرة هي أساس بناء الشخصية في جو يملؤه الحب والسكينة والرحمة والمودة، والهدف هو إخراج شخصية متوازنة وجدانيا وصاحبة إرادة وقرار.

الجدير ذكره أنه سبق أن كتبت حول أزمة الإرادة والوجدان في هذا الموقع يمكن العودة إليه.

3- التشاور داخل الأسرة حول فطام الطفل، حماية لمصلحة الطفل أولا بمنطق مقاصدي ينظر في مآلات وآثار الفطام من جهة، ومن جهة ثانية وجوب تربية الأسرة على التشاور، كي يخرج الطفل مثقفا بأهمية التشاور في قضايا الاجتماع، ومن جهة ثالثة، أن تنمية الأسرة على الشورى يعني جميع الأسر - أي تنمية المجتمع كله على الشورى.

4- التشاور في بقاء الأسرة.. يجب أن يقوم به حكمان من أسرتي الزوجين، وكذلك نشوز الزوج يجب أن يتم الصلح بتشاور الحكمين. (الآيتان 35 و128 من سورة النساء).

5- المحرم للحج أو العمرة إذا قتل صيدا يجب أن يحكم بالعقوبة الجزائية بمثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم.. الله الله، والمقصد هو تنمية الوعي الاجتماعي بمكانة الشورى في الأمور الصغيرة فما بالك بالأهداف الكبرى للأمة، فهي أكثر ضرورة، حصارا للظلم والطغيان وحفظ الأمة من تغول الفردية المستبدة وإن كان صاحبها أكبر معمم.

6- محاصرة احتكار الملأ: قد يكون الاستبداد صادرا عن الفرد وقد يكون صادرا عن احتكار الملأ المتغولين تحت غلاف التشاور، فالقرآن حاصر هذا النوع من الاستبداد في 19 موطنا، موضحا بجلاء أن أعداء العدل والقيام بالقسط هم "الملأ" في 14 موطنا، وأن الملأ هم ضد إرادة الله ورحمته في إرسال الرسل ليقوم الناس بالقسط، وفي 3 مواطن حول طغيان الفرد المتأله.. "أنا ربكم الأعلى".. "ما علمت لكم من إله غيري".. "ما أريكم إلا ما أرى".

7- التنفير من استخفاف المستبدين: "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين".. هذا النص يعتبر أقوى حِجاجٍ ورد في القرآن والمقصد هو تحريك الكرامة والعزة الفطرية المركوزة في غريزة الإنسان - تحريك الأنَفَة في الطبيعة البشرية والهدف هو إرساء الإرادة وحرية الاختيار - بناء لشخصية الأمة لمعرفة مصلحتها، لكن الفسق هو انحراف الفطرة تجاه عيش الذلة سماه الله فسقا، فانتقم ممن مُسخت فطرتهم، الأمر الذي يعني تعجيل العقوبة لتلك النفسيات المنتكسة تحت ثقافة "العرض الأدنى".

8- النقباء - نواة النقابات المعاصرة: ذكر القرآن أن موسى اختار 12 نقيبا من قومه، وهذا التوجيه طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم عمليا.. إليك الشاهد فقط في يوم حنين.. الرسول: "يا معشر الأنصار، ما قالةٌ - مقولة بلغتني عنكم؟".. سعدون عبادة: هو ما سمعت.. الرسول: وأنت يا سعد؟.. سعد: أنا من قومي.. الله أكبر، إنها التنمية الراسخة للحرية خلقت الثقة بين الجندي والقائد ولو كان القائد هو المعصوم صلى الله عليه وسلم.. الرسول: أدعُ نقباء قومك.

هنا الشاهد، لكل بطن نقيب يمثلها، نحن أمام مكونات بناء متين لشخصية الأمة.. أناشدك الله أيها القارئ الكريم، هل هناك نصوص خارج الإسلام كنصوص الإسلام وبهذه الكثافة الدلالية البانية للاجتماع السياسي؟

9- "وشاورهم في الأمر".. أمر صريح للمعصوم صلى الله عليه وسلم أن يشاور الأمة في الأمر - مصالحها.. فهي صاحبة الحق الأول والأخير.. حقٌ، الله هو الذي منحها إياه، لا يجوز لأي كان المساس به، أو التنازل عنه أبدا إلا بتخويل من الأمة صادر عن وعي تام - حرية، إرادة واختيار، ووعي تام بحقها المقدس في الولاية على نفسها.

10- الأمن القومي الشامل: نص القرآن حرفيا على هذه الوسيلة الجبارة في حضور شخصية الأمة، قال تعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا" (النساء، 83).

دلالات النص:

- دلالة الأمن والخوف، نص صريح يوجب على الأمة أن ترسم خطط مستقبل أمنها القومي يتكون من"أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض".. إنهم ذوو الاختصاص في كل الميادين، وليس أمنا قوميا يسجن أحرار الأمة.

- دلالة خطيرة - اتباع الشيطان: أناشدك الله أيها القارئ، تأمل: "ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان".

الله يعلمنا بشرع مقدس كيف نحمي مصالحنا، وحذرنا أي تحذير أنه ما لم تدفع الأمة بأولي بقية لدراسة المعلومات الشاملة، واتخاذ التدابير الصحيحة، فإنها قد سلمت قيادها للشيطان - بربكم، أي شيطان؟ أرجوكم، أطلقوا النظر أي شياطين تعبث بنا؟ ولم؟ وأين جذور المحنة؟ ومن السبب؟ كيف للأمة أن تصل إلى بناء شخصيتها؟ كيف تتحرر الأمة من اتباع الشيطان؟ من أين تبدأ ثقافتها؟ هل من مقاصد كتاب ربها ومقاصد تصرفات الرسول المعلم العظيم؟ كيف نفهم نصوص الشرع؟ هل بعيون الموتى - حسب الفيلسوف جارودي رحمه الله، أم من بساطة مقاصد القرآن ووظيفة الرسول في تعليم الحكمة الواضحة؟

11- السلالية، البطنين، الخمس: لو أننا احترمنا أنفسنا واتبعنا المنهج المقاصدي المرسوم في القرآن ووظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم هل كنا سنسمع بشيء اسمه خمس؟ هل كان سيتجرأ السلاليون أن يحركوا شفاههم فضلا عن...؟

12- الهدف والغاية من بناء شخصية الأمة: إذا كانت الأمة تعي حقها في ولايتها على نفسها، دعونا نقترب، إذا كانت الأمة تعي خطورة ترك الشورى في القضايا التنفيذية - أمن، خوف.. بأنها قضايا إستراتيجية، وأن إهمالها يعني الدخول في حرب مفتوحة دمرت وطننا سفكت فيها الدماء البريئة والأعراض والأموال والعقول، وتدمير الأهداف الكبرى للأمة - مقدرات الوطن، هل كان سيجرؤ الفرد التافه، أو الجيش والأمن الفاقدان للعقيدة أن يفكروا بوضع شوكة في طريق الأمة؟

إذن، هل أدركنا إيلاء الإسلام العناية الجبارة في بناء شخصية الأمة؟ أم أن الهدف والغاية من بناء شخصية الأمة لا زال غائبا؟

هناك معالم كثيرة -كتابا وسنة- تعزز ما سبق من معالم بناء شخصية الأمة، لكننا نكتفي بهذا القدر، على أمل اللقاء بعونه سبحانه مع تفعيل المنهج المقاصدي في فقه الواقع.

...................
هامش:
* المجتمع المدني الأول، نعم هو الأول، ولكنه ليس الأخير، ذلك أنه لكل زمن همومه وتطلعاته.

** ما ذكرناه من معالم السنة النبوية في بناء المجتمع المدني ليست سوى نماذج، فهنالك معالم كثيرة، ذلك أن مقاصد تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم زاخرة بالمعالم والمفاهيم المنهجية.

كلمات دالّة

#اليمن