الأربعاء 24-04-2024 06:11:36 ص : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

مواقف وسياسات الإصلاح في 2022.. حرص على وحدة الصف والتوافق الوطني (الحلقة الثالثة)

الجمعة 30 ديسمبر-كانون الأول 2022 الساعة 01 صباحاً / الإصلاح نت - خاص

 

ظل التجمع اليمني للإصلاح حريصا على وحدة الصف والتوافق الوطني منذ انقلاب مليشيات الحوثيين على السلطة الشرعية والعملية السياسية قبل ثماني سنوات، ويبارك جميع الجهود التي من شأنها تعزيز وحدة الصف لاستعادة الدولة، وهو ما يتضح من خلال مواقفه الأخيرة خلال العام 2022، حيث رحب بالمشاورات اليمنية-اليمنية في الرياض، وبارك تشكيل مجلس القيادة الرئاسي كتجسيد لوحدة الصف والتوافق الوطني في معركة اليمنيين المصيرية ضد الكهنوت الحوثي وداعميه في طهران، وأبدى اعتراضه على بعض الممارسات التي تهدد بتمزيق الصفوف والإخلال بمبدأ الشراكة وتقويض جهود استعادة الدولة، مثل رفضه للأحداث الدامية التي شهدتها محافظة شبوة.

ويرى "الإصلاح" أن التوافق الوطني وتوحيد الصفوف وتكامل الجهود هي المبادئ الكفيلة باستعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وأن الخلافات الهامشية أو العلاقات المتشنجة بين مكونات الصف الجمهوري عواقبها وخيمة ليس على مكونات بعينها وإنما تهدد مصير الوطن بشكل عام، كما أن الخلافات الهامشية بالإمكان حلها وتجاوزها ببساطة وفق آليات سياسية وسلمية بعد الانتهاء من معركة استعادة الدولة، والانشغال بها في اللحظة الراهنة إنما يمنح مليشيات الحوثيين وإيران فرصا ذهبية للاستمرار في تثبيت الانقلاب وتفخيخ المجتمع اليمني بثقافة العنف والإرهاب من خلال تغيير المناهج التعليمية ومنابر المساجد وغير ذلك من وسائل التعبئة.

- الترحيب بمشاورات الرياض

عندما انعقدت مشاورات الرياض، في مارس 2022، بدعوة من مجلس التعاون الخليجي، أبدى حزب الإصلاح تفاؤله بتلك المشاورات ورحب بها، مؤملا أن تؤدي إلى توحيد الرؤى وتلبية تطلعات الشعب اليمني.

وعطفا على ذلك، عبّر نائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح، عدنان العديني، في 21 مارس، عن تطلع الإصلاح لأن تقود نتائج المشاورات التي كانت مقررة في نهاية مارس في العاصمة السعودية الرياض إلى مزيد من توحيد الرؤى، وتحقيق الاستقرار، وإنهاء معاناة الشعب اليمني.

وأشار العديني، في تغريدات على تويتر، إلى أن التجمع اليمني للإصلاح رحب مع تحالف الأحزاب السياسية بالدعوة التي أطلقها مجلس التعاون الخليجي لمشاورات يمنية-يمنية وفقا للمرجعيات، ومن أجل دعم الدولة اليمنية في معركة إنهاء الانقلاب، واسترداد كامل سلطتها، وإكساب المعركة الوطنية زخما جديدا.

- الترحيب بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي

كان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي من بين مخرجات مشاورات الرياض اليمنية-اليمنية، وجاءت تشكيلته لتضم مختلف المكونات والأطياف الوطنية المناهضة لمليشيات الحوثيين وللتدخل الإيراني في اليمن، وهو بذلك يعد أهم وعاء يجسد التضامن الوطني وتوحيد الصفوف والجهود لاستعادة الدولة.

وعقب إعلان الرئيس عبد ربه منصور هادي عن نقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي التوافقي، في 7 أبريل 2022، رحب التجمع اليمني للإصلاح، في بيان له، بتشكيل ذلك المجلس، معربا عن أمله في أن يكون ذلك مدخلا لتوحيد الجهود العسكرية والأمنية والسياسية بما يؤدي إلى استعادة أمن واستقرار اليمن وينعكس إيجابا على حياة المواطنين.

وشدد الإصلاح على أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي يحتم على جميع القوى والمكونات الاصطفاف والتعاون وتوحيد الجهود لبدء صفحة جديدة تتلافى أي أخطاء وتقصير في المرحلة الماضية.

ودعا الإصلاح مجلس القيادة الرئاسي إلى العمل بروح الفريق الواحد لمواجهة الانقلاب واستعادة الدولة ودعم الجيش الوطني وتوحيد الأجهزة والقوى الأمنية والعودة الفورية إلى العاصمة المؤقتة عدن لمباشرة أعماله.

وأكد على تمكين مؤسسات الدولة من مباشرة صلاحياتها ومهامها الدستورية والقانونية في الحفاظ على الجمهورية وسلامة ووحدة أراضيها.

وتقدم التجمع اليمني للإصلاح بالشكر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي مقدمتهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية لرعاية المشاورات اليمنية-اليمنية.

ودعا الأشقاء في قيادة المملكة والإمارات العربية المتحدة لبذل مزيد من الجهود في سبيل دعم المؤسسات لمواجهة ما تعانيه اليمن من أوضاع مأساوية.

كما ثمن الإصلاح الجهود التي بذلها الرئيس المشير الركن عبد ربه منصور هادي، ونائبه الفريق علي محسن الأحمر، في تحمل المسؤولية في ظروف صعبة وشاقة ودورهما الوطني في نقل الصلاحيات لمجلس قيادة توافقي.

وفي 20 أبريل 2022، رحب التجمع اليمني للإصلاح بعودة البرلمان والحكومة والمجلس الرئاسي إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وعبر نائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح، عدنان العديني، في تغريدات على تويتر، عن الأمل في أن تتسارع الخطوات باتجاه انتشال الشعب اليمني من الأوضاع المأساوية التي حلت عليه بفعل الحرب منذ الانقلاب على الدولة.

وأكد أن أداء أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمين الدستورية في العاصمة المؤقتة عدن هو خطوة أولى في عهد جديد تصطف فيه جميع القوى اليمنية في مهمة استعادة الدولة وتخليص الوطن من شتى الأخطار الداخلية والخارجية.

- رفض محاولات شق الصف الوطني وإضعافه

وفي سياق حرص التجمع اليمني للإصلاح على وحدة الصفوف لاستعادة الدولة، فإنه يرفض الخلافات والمعارك الجانبية التي تفتعلها بعض الأطراف أو المكونات كونها تستنزف الجهود في خلافات عبثية ولن يستفيد منها سوى مليشيات الحوثيين وإيران، ومن نماذج ذلك ما شهدته محافظة شبوة من أحداث دامية في أغسطس 2022، وما أسفر عن ذلك من قتلى وجرحى واعتداء على مناطق سكنية وعلى قوات الجيش الوطني بواسطة الطائرات المسيرة.

وقد عبّر الإصلاح حينها عن موقفه الرافض لأي قمع أو عنف أو إقصاء موجه ضد الدولة وضد قوات الجيش التي كان لها مواقف بطولية مشرفة ضد مليشيات الحوثيين، وحمّل الإصلاح، في 11 أغسطس 2022، محافظ محافظة شبوة، عوض العولقي، كامل المسؤولية عما آلت إليه الأمور في المحافظة، وما أفرزته من ضحايا ونهب وفوضى.

وأكدت الأمانة العامة للإصلاح، في بيان، أن عوض العولقي رفض كافة الجهود السياسية والاجتماعية والقبلية في احتواء الفتنة وقاد عمليات التحريض والاقتتال بمعية العناصر الخارجة عن القانون وباستخدام أسلحة الإبادة الجماعية، بما فيها الطيران المسير، ضد أبناء شبوة ومكوناتها ومنتسبي الجيش والأمن، معتبرة هذه الأعمال إمعانا وتنفيذا لأجندات غير وطنية بهدف الاجتثاث والإقصاء.

كما عبر الإصلاح عن أسفه وإدانته للفوضى والجرائم التي ارتكبتها المليشيات، وكذا أعمال القمع والإقصاء الموجهة نحو القوى السياسية المؤيدة للشرعية والوحدات العسكرية والأمنية صاحبة الرصيد المشرف في مقاومة مليشيات الحوثي الإيرانية في المحافظات المحررة عموما وفي محافظة شبوة خصوصا، والتي قدمت آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين.

وأدان الإصلاح بأشد العبارات ما أقدمت عليه العناصر الخارجة عن القانون في سلوك معبر عن عقلية العصابات التي تشكلت وامتلكت السلاح خارج إطار مؤسسات الدولة وخارج أهداف الشرعية في تحرير البلاد وإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة.

وفي 9 ديسمبر 2022، أبدى مصدر مسؤول في التجمع اليمني للإصلاح استغرابه من الاتهامات التي أوردها اللواء حسين العجي العواضي في منشوره بصفحته على فيسبوك بتاريخ الخميس 8 ديسمبر 2022، واعتبرها عارية عن الصحة، والتي اتهم فيها الإصلاح بما وصفه "التمرد" على القرارات الرئاسية، معتبرا ذلك بأنه تفكيك للصف الوطني المقاوم لمليشيات الحوثيين.

وأكد المصدر المسؤول لـ"الإصلاح نت" أن الإصلاح مؤيد لقرارات مجلس القيادة الرئاسي ولم يعمل على عرقلة أيٍّ منها، موضحا أن موقف الإصلاح الثابت هو دعم الشرعية ومؤسساتها وقد قدم وما يزال يقدم التضحيات الكبيرة جنبا إلى جنب مع بقية القوى الوطنية والتحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة من أجل إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.

وأضاف المصدر: "كان الأحرى باللواء حسين العجي العواضي أن يحول المنشور إلى نداء لكل أبناء الجوف للوقوف صفا واحدا أمام المليشيات الحوثية المدعومة من إيران وتحرير المحافظة من بطشهم وغطرستهم بدلا من تفكيك الصف الوطني المقاوم للمليشيات حوثية الانقلابية المجرمة بمثل هكذا خطاب".

- التوافق الوطني.. الأساس لاستعادة الدولة

تتعدد المخاطر التي تهدد كيان الدولة اليمنية ووحدتها ونظامها السياسي، ويرى حزب الإصلاح أن ذلك يتطلب وقوف جميع المكونات الوطنية صفا واحدا إلى جانب مجلس القيادة الرئاسي باعتباره المظلة الجامعة لكل المكونات لاستعادة الدولة والقضاء على المليشيات الإرهابية التي تعمل على هدم كيان الدولة، وحولت حياة المواطنين إلى جحيم، ويؤكد الإصلاح دائما على دعمه لمجلس القيادة الرئاسي، داعيا الجميع إلى ذلك، وتوحيد الجهود لاستعادة الدولة.

وفي هذا السياق، أكد عضو الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح، شوقي القاضي، في 21 ديسمبر 2022، أن موقف الإصلاح ثابت بإسناد مؤسسات الدولة وترسيخها، وعدم الانحراف عن المعركة الوطنية ضد المليشيات الإرهابية.

وأضاف القاضي، خلال استضافته مساحة نقاش على تويتر: "نحن في الإصلاح نقول موقفنا دائما بشكل واضح، فعندما نتفق نعبر عن ذلك، وعندما نختلف بشأن أي قضية فإننا أيضا نقول موقفنا بكل وضوح وفق الأطر المكفولة دستوريا".

ولفت إلى أن "مواقف الإصلاح تنطلق من موقفه الثابت بإسناد مؤسسات الدولة وترسيخها، وعدم الانحراف عن المعركة الوطنية ضد المليشيات الإرهابية وإنهاء معاناة شعبنا اليمني".

وخلال حديثه أشاد القاضي بما تضمنته مقابلة رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي على قناة العربية، لافتا إلى أن رئيس المجلس أجمل في مقابلته القضايا الوطنية وتوصيفاتها سواء فيما يخص المليشيات الحوثية الإرهابية وجرائمها بحق الشعب ورفضها السلام، أو روح التوافق السائدة بين مكونات مجلس القيادة، وكذلك فيما يتعلق بالعلاقات مع المجتمع الدولي وطبيعتها، بالإضافة الى ما يخص العلاقة المتينة مع شركاء اليمن في تحالف دعم الشرعية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

بدوره، أوضح نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني، في 22 ديسمبر الجاري، أن عدم تمكن الدولة من الاستقرار فوق أي جزء من تراب البلاد، منذ الانقلاب الحوثي، سببه الرئيسي تراجع إرادة استرداد العاصمة صنعاء.

وقال العديني، في منشور له على فيسبوك: "قبل سنوات ثمان فقدت الدولة اليمنية عاصمتها، ومنذ ذلك التاريخ لم تتمكن من الاستقرار فوق أي جزء من تراب البلاد، هذه الحالة المضطربة سببها الأساسي تراجع إرادة استرداد العاصمة صنعاء والقنوع بسلطة تتجاور مع عجزها الفاضح وتتقبل التعايش معه".

وأضاف: "هذا العار مصنوع من قبلنا جميعا ويشترك في ترسيمه الجميع، كل الذين يتصرفون كما لو أنهم دولة مكتملة رغم اختطاف صنعاء".

واختتم قائلا: "استعيدوا صنعاء لنحصل على دولة حقيقية تستطيع تقديم نفسها كممثل للشعب كل الشعب، وحامية لكامل تراب الوطن، استعيدوا صنعاء تجدوا اليمن الذي سيضيع بدونها".

وفي إطار حرص الإصلاح على التوافق الوطني لاستعادة الدولة ومكافحة الإرهاب باعتباره أساس كل الشرور، فإنه يحذر دائما من خطر المليشيات الإرهابية، والتي تزعم أن ممارساتها الإرهابية هي محاربة للإرهاب، وهو ما لفت إليه نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني، عندما قال إن "القوى التي اعتمدت على السلاح في الظهور والنمو والتوسع، ولم تعتد الثقة بالجماهير، ولا تسمح بالتنوع السياسي في مناطق سيطرتها، غير مؤهلة لمواجهة الإرهاب".

وأضاف العديني، في منشور له على فيسبوك، في 26 ديسمبر الجاري، أن "كل ما يمكن (تلك القوى) فعله استخدام (الإرهاب) لتبرير سياستها القمعية غير المتسامحة مع الحريات، وأمر كهذا سيضعها في مواجهة نفسها والصدام مع أسباب ومبررات وجودها". وأوضح أن الإرهاب لا يواجه في الظلام، ولا داخل سوق سوداء تضيف للإرهاب أكثر مما تخصم منه، كونها غير خاضعة لسلطة القانون، معتبرا أن من يمارس العنف لن يقوم بتقويض سوقه، ولن يتواجه بأشباهه.

كلمات دالّة

#اليمن