الثلاثاء 16-04-2024 13:19:03 م : 7 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الدم مقابل المال.. حصاد عام من حرب التصفيات الحوثية البينية

الإثنين 26 ديسمبر-كانون الأول 2022 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت-خاص
 

 

بين الفينة والأخرى تتصاعد خلافات حادة في أوساط مليشيات الحوثي الانقلابية، وتطفو على السطح حوادث متفرقة من الاقتتال الداخلي والتصفيات البينية والاغتيالات المتبادلة بين قيادات المليشيات، ذات الأجنحة المتعددة والآراء المختلفة والأمزجة المتباينة والرؤى المتناقضة، والتي تحسب أفرادها جميعا وقلوبهم شتى.

مليشيات لا تؤمن بالشراكة ولم تألف السلم ولا يعرف التوافق والانسجام إلى صفوفها سبيلا، غير ما أشرب أفرادها عليه من أهواء وأنانية ومصالح شخصية جبانة، إذ وجدوا في هذا الكيان بغية لطالما حلم به الكثيرون منهم، ومطية لنيل الطموحات وتحقيق المصالح التي سعت وتسعى إليها الكثير من قيادات المليشيات التى اصطدمت ببعضها، ورأت أن تحقيق تلك المصالح والأهداف لن يتأتى إلا على حساب بعضها الآخر والتخلص منها بطريقة أو بأخرى.

- سلسلة من التصفيات

وقد شهد العام 2022 العديد من حوادث القتل والاغتيالات التي اكتنفها الغموض، وأثيرت حولها الأسئلة والتكهنات، بحق الكثير من القيادات البارزة والشخصيات الفاعلة في أوساط المليشيات الحوثية، إذ عادة وبعد كل عملية من عمليات القتل التي تطال تلك القيادات يتم تقييدها ضد مجهولين، وربطها بما يطلقون عليها "دول العدوان" للتملص من المسؤولية المباشرة، وإعطاء تلك الحوادث أبعادا أخرى للتمويه، وإغلاق تلك الملفات التي تستدعي التدقيق والتحقيق والبحث والتحري.

ففي يناير الماضي، ارتكبت مليشيات الحوثي مجزرة بحق بعض عناصرها التي انسحبت من المعارك ورفضت القتال، بعد استعادة الجيش الوطني لمدينة حريب في مأرب ومواقع إستراتيجية تقع بين محافظتي شبوة ومأرب.

وكشفت وزارة الدفاع حينها أنها حصلت على معلومات صادمة تفيد بإعدام مليشيات الحوثي لمقاتليها المنسحبين والرافضين للقتال بطريقة مروعة، مشيرة إلى أنها وجهت وحداتها الميدانية باستقبال المقاتلين الحوثيين المنسحبين، متعهدة بمنحهم الأمان وفق الأعراف الدولية.

وفي مايو، قتل قيادي حوثي بارز مقرب من زعيم المليشيات "عبد الملك الحوثي"، في ظروف غامضة في العاصمة اليمنية صنعاء.

وتقول مصادر إنه تم العثور على جثة القيادي الحوثي "علي المرتضى" مذبوحًا في منزله بالعاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة المليشيات.

وتضيف المصادر أن القيادي المرتضى كان حظي بأهمية بالغة لدى المليشيات وكان يعمل في الجهاز الأمني المرتبط مباشرة بزعيم المليشيات الحوثية، بحسب ما نقلته وكالة "خبر" اليمنية.

وأشارت المصادر إلى أن ظروف مقتل القيادي الحوثي غامضة، وتندرج ضمن صراع الأجنحة في صفوف المليشيات الحوثية.

وفي مايو أيضا، أقدمت مليشيات الحوثيين على تصفية أحد عناصرها المقاتلين في صفوفها والذي يدعى "سيف أحمد الحزمي" في نقيل الحميض عزلة القهراء بمديرية جبل رأس، بتهمة التخابر مع الحكومة الشرعية، غير أن المعلومات أفادت أن الحزمي كان متجها من محافظة الحديدة إلى منطقته في محافظة إب، وتمت تصفيته لاعتقاد المليشيات أنه أحد الفارين من جبهات القتال لتباشره على الفور بإطلاق الرصاص، الأمر الذي يعكس وحشية وإجرام هذه المليشيات.

وفي يونيو، لقي القيادي الحوثي "أبو فضل يحيى منير الحنمي" مصرعه مع اثنين من مرافقيه شمالي صنعاء. ووفقا لوكالة خبر اليمنية فإن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على الحنمي ومرافقيه في جولة "الجمنة" على خط مطار صنعاء الدولي، بحسب ما نقلته الوكالة، مشيرة إلى أن الحنمي يعد أبرز القيادات الحوثية في مديرية بني حشيش.

وترجح مصادر أن تصفية القيادي الحنمي تأتي في إطار صراع الأجنحة والاقتتال الداخلي في أوساط مليشيات الحوثي والذي تصاعدت وتيرته في الآونة الأخيرة.

وقد اتهمت قبيلة بني حشيش مليشيات الحوثي بالوقوف وراء عملية الاغتيال، مشيرة إلى أن العملية تأتي امتدادا لسلسلة عمليات مماثلة أفرزها صراع الأجنحة الحوثية، ضمن مخطط جناح صعدة، وهي معقل الحوثيين، لاستكمال تصفية القيادات الكبيرة غير المحسوبة عليه.

وفي يونيو أيضا، لقي قيادي حوثي مصرعه وأصيب آخر بعد إطلاق النار عليهما في منطقة سعوان بالعاصمة صنعاء.
وتفيد مصادر بأن القيادي الحوثي فؤاد الداعري الذي ينتمي إلى منطقة بني مطر بمحافظة صنعاء قتل في ظروف غامضة، وأصيب في الحادث أحد مرافقيه وهو القيادي الحوثي "إبراهيم الحداد" بعد إطلاق النار عليهما من قبل أحد المتهمين الفارين من المحكمة في قضية جنائية أخرى، وتضيف المصادر أن قبائل بني مطر رفضت استلام جثة القتيل، متهمة القيادي الحوثي فارس الحباري المنتمي لقبيلة أرحب بالتستر على القاتل.

وفي يونيو الماضي أيضا، أقدمت مليشيات الحوثيين على إعدام ثلاثة من عناصرها بعد رفضهم المشاركة في عملية تسلل شمال مدينة تعز.
ووفقا لمصادر إعلامية فإن القيادي الحوثي عماد جسار داحش المكنى "أبو مشاكل" طلب من ثلاثة من المهمشين المتحوثين المشاركة في عملية تسلل كانت تعد لها المليشيات باتجاه مواقع الجيش في موقع الدفاع الجوي فرفضوا المشاركة، فباشرهم بإطلاق الرصاص بدم بارد بعد مشادة معهم ليلقوا حتفهم على الفور.

وفي اغسطس الماضي، أصيب قيادي حوثي بجروح بالغة بعد تعرضه لكمين مسلح من قبل عناصر حوثية تابعة لقيادي آخر في محافظة إب وسط اليمن.
وتقول مصادر محلية إن عناصر من مليشيات الحوثي يتبعون القيادي الحوثي "أشرف الصلاحي" المعين من قبل المليشيات مديراً لأمن السياني، نصبوا كمينا للقيادي الحوثي "عبدالفتاح الرفاعي في منطقة "الظهار" وسط مدينة إب.

وتأتي هذه الحادثة بعد أسبوع واحد من مقتل قيادي حوثي آخر يدعى "أحمد حمود الغانمي" برصاص القيادي الحوثي "أبو حرب الملصي" أحد النافذين في مديرية السياني.

وبعد هذه الحادثة بأيام، أصيب قيادي حوثي آخر بهجوم شنه مسلحون تابعون لقيادي حوثي تابع للمليشيات في محافظة إب وسط البلاد، في ظل صراعات بينية متصاعدة تشهدها المحافظة.

وتقول مصادر إعلامية إن مسلحين تابعين للقيادي الحوثي "شاكر الشبيبي" هاجموا قياديا حوثيا يدعى "مروان علي حمود الهتار" في منطقة سوق "السبت" بمديرية المخادر شمال إب.

وتضيف المصادر أن مسلحين حوثيين من أتباع "الشبيبي" المعين من قبل المليشيات مديراً لأمن مديرية المخادر، كانوا على متن أحد الأطقم العسكرية، هاجموا بشكل مفاجئ القيادي الحوثي "الهتار" الذي كان مع قيادي آخر يدعى "أكرم حاتم"، دون أن يعرفا أنهما سيتعرضا لهجوم مسلح من أتباع "الشبيبي".

وتضيف أن القياديين تعرضا لإطلاق نار من قبل العناصر التابعة للقيادي الحوثي شاكر الشبيبي، في الوقت الذي رد مرافقو "الهتار" على الهجوم وتبادلا الطرفان إطلاق النار في الشارع العام، وسط فوضى أمنية تشهدها المحافظة.

وبحسب المصادر فقد أصيب القيادي "الهتار" وآخرون بينهم قائد الطقم الحوثي ويدعى "أبو خالد الشبيبي" جراء الإشتباكات والمواجهات.

وفي أغسطس أيضا، لقي أحد القيادات الحوثية مصرعه في محافظة عمران على يد أحد مسلحي المليشيات، ضمن حرب السيطرة والنفوذ بين قيادات المليشيات، وبحسب مصادر فإن القيادي الحوثي "حيدر سعيد" قتل أثناء مروره على متن سيارته في منطقة حوث شمالي عمران.

وتفيد المصادر بأن القيادي الحوثي "حيدر سعيد" ينتمي إلى مديرية سفيان التابعة لمحافظة عمران، ويعمل مسؤولاً لحشد أبناء القبائل إلى جبهات الحدود مع المملكة العربية السعودية.

وفي سبتمبر من نفس العام 2022، قتل قيادي أمني في مليشيات الحوثي المدعومة من إيران وأصيب آخرون باشتباكات مسلحة إثر احتدام خلافات بين قيادات المليشيات.

ووفقا لمصادر فإن القيادي الحوثي "قيس ناجي سعيد البخيتي" والمكنى "أبو شهاب" المعيّن من قِبل عصابة الحوثي بمنصب مدير أمن مديرية ضوران آنس، قُتل في مركز المديرية.

وتوضح المصادر أن القيادي الحوثي الذي ينتحل رتبة عقيد، قُتل برصاص مسلح حوثي آخر بعد تصاعد خلاف حاد بين الطرفين على رشاش آلي، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين من مرافقي القيادي البخيتي بجروح متفاوتة.

وفي سبتمبر أيضا، لقي القيادي في مليشيات الحوثي"عبد اللطيف الديلمي" مصرعه في حادث مروري على الطريق الرابط بين مدينة ذمار ومديرية الحدأ، وسط ترجيحات أن الحادث لم يكن عرضيا، بل يأتي ضمن مسلسل للتصفيات في ظل الصراع المحتدم داخل أجنحة المليشيات الحوثية.

وقد لقي القيادي الحوثي "الديلمي" مصرعه وأصيب ثلاثة من مرافقيه بعد انقلاب الطقم الذي كانوا يستقلونه على خط رخمة - ذمار - الحدأ، وسط اتهام لقيادة المليشيات الحوثية بتعطيل مكابح السيارة.

وتناقلت مواقع إخبارية عدة نسخة لتقرير سارعت المليشيات الحوثية بإخراجه عن إدارة المرور التابعة للمليشيات في محافظة ذمار عن ملابسات الحادث مرجعة أسبابها إلى السرعة الزائدة التي كان يمشي بها القيادي الحوثي، للتغطية على الحادث وقطع خيوط الجريمة، في الوقت الذي اتهم مقربون من القيادي الديلمي قيادة المليشيات بالوقوف وراء الحادث وتعطيلهم مكابح السيارة.

وفي نوفمبر، أفادت مصادر بمقتل قيادي حوثي وإصابة آخرين برصاص قيادي حوثي آخر في محافظة البيضاء وسط البلاد، موضحة أن القيادي الحوثي "أبو العز الجرموزي" قتل برصاص قيادي حوثي يدعى "الجوفي" في إحدى النقاط بمنطقة رداع بمحافظة البيضاء.

وبحسب المصادر فقد تبادلت عناصر حوثية إطلاق النار عقب قتل الجرموزي، وسادت أجواء من التوتر في منطقة رداع وسط تحشيد مسلح من الطرفين.

وتؤكد المصادر أن خلافات بينية بين القياديين الحوثيين تقف خلف الحادثة التي أدت لسقوط قتلى وجرحى من عناصر المليشيات.

أما في ديسمبر، فقد قتل قيادي حوثي بارز على يد عناصر مسلحة وسط العاصمة صنعاء.

ووفقا لمصادر محلية وناشطين، فإن القيادي الحوثي والذي ينتحل رتبة عقيد "خالد علي الحنمي" والمكنى "أبو آيات الحنمي" قُتل على أيدي مسلحين مجهولين وسط العاصمة.

وقد تمت عملية اغتيال القيادي الحوثي والذي ينتمي إلى مديرية بني حشيش وسط ظروف غامضة.

ويذكر أن مديرية بني حشيش تعد أكثر منطقة يمنية خدمت المليشيات الحوثية وقدمت قتلى في صفوف المليشيات الحوثية، ليصل الحال إلى خلو إحدى قرى المديرية من الرجال عدا الأطفال والنساء وإمام المسجد وشيخين كبيرين والعشرات من الأرامل اللواتي يتعرضن للمضايقة في القرية من عصابات النهب الحوثية للأراضي تحت مسميات عديدة منها الأوقاف وأراضي الدولة وغيرها، وفقا لمصادر إعلامية.

- قانون السباع

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات القتل التي تحدث في أوساط المليشيات تتم في إطار الفعل وردة الفعل، إذ بات من الواضح أن المليشيات أصبحت مظلة للعديد من الأجنحة المتصارعة التي يمثل كل جناح منها سياسة نقيضة للسياسة الأخرى، في الوقت الذي تبرز فيه خلافات محتدمة أبرزها الصراع على النفوذ والمغانم، بعد أن تحولت المناطق اليمنية التي تسيطر عليها المليشيات إلى مورد للفيد وساحة للجبايات، بعد أن أطلقت المليشيات أيدي قاداتها ونافذيها ومسلحيها ومنحتهم ضوءا أخضر للبسط على أموال المواطنين وأخذ كل ما يمكن أخذه من أموال وعقارات ومبالغ نقدية.

وبالنظر إلى الكثير من الأحداث وعمليات التصفية التي تحدث داخل صفوف المليشيات والاقتتال الذي يتجدد بين الفينة والأخرى بين العديد من قيادات المليشيات، فإن ذلك غالبا ما يكون منشأه خلافات وصراعات على الأموال التي يتم تحصيلها، والأسلحة التي يتم نهبها، أو العقارات والأراضي التي يتم البسط عليها من قبل بعض نافذي المليشيات ليقابل ذلك بالاعتراض من قيادات أخرى، ليس لإعادة الحقوق إلى أهلها، بل لتحويلها إلى قيادات أخرى أطول أنيابا وأحدّ مخالبا.

- إلغاء وتهميش

وتتنوع الصراعات في أوساط المليشيات الحوثية لتتخذ أشكالا عدة من أشكال الصراع الذي عادة ما يتجدد بين الفينة والأخرى في مختلف المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية.

الصراع بين الأجنحة الهاشمية أو ما بات يعرف بـ"جناح صعدة" و"جناح صنعاء" أو ما بات يطلق عليهم في أوساط المليشيات بـ"هاشميي الطيرمانات" و"هاشميي الكهوف" تعبيرا عن الفرق بين الجناحين، إذ يعتبر الحوثيون المنحدرون من صعدة وما جاورها أنفسهم الأكثر تضحية في أوساط المليشيات، بينما يتهمون هاشميي صنعاء بأنهم اكتفوا بالمناصب والبقاء في البيوت، في الوقت الذي يرى فيه هاشميو صنعاء أن الحركة الحوثية تم اختطافها من قبل شخص واحد والتحكم في مسارها واجتزائها بمسمى أسرة واحدة لتصبح (مليشيات الحوثي) مع أن التضحية في سبيل نصرة المليشيات مشتركة، وهناك الكثير ممن لقوا مصرعهم من الأسر التي يتهمها جناح صعدة بالتقصير، بالإضافة إلى التفكير المستمر من قبل جناح صنعاء أنهم أولى بقيادة المليشيات وتبوّء مناصب عليا كونهم أشرف نسبا من زعيم المليشيات نفسه والذي لا يعرف نسبه حتى الآن.

بواعث التهميش

وثمة شكل آخر من أشكال الصراع بين أجنحة المليشيات يتمثل بالصراع بين ما يسمون بـ"القناديل" والذي يرمز إلى قيادات وأعضاء المليشيات من الأسر الهاشمية من جهة، و"الزنابيل" من جهة أخرى، وهم قيادات وأفراد المليشيات من عموم القبائل من غير الهاشميين، والذين يرون أنفسهم في حالة غبن وتهميش من قبل المليشيات، مع ما يقدمونه من تضحيات جسيمة من أموالهم وأبنائهم، إذ إن أغلب من في جبهات القتال والصفوف الأمامية منها هم من أبناء القبائل، في الوقت الذي يرى فيه الحوثيون من الهاشميين أنهم أحق بالمال والمناصب كونهم السلالة الشريفة والرفيعة حسب نظرتهم، وحسب التقسيمات العنصرية التي تسعى المليشيات الحوثية إلى تكريسها في أوساط المجتمع.

وبالإضافة إلى ما سبق فإن من بين أشكال الصراع في أوساط المليشيات ما يتمثل بالصراع بين الحوثيين وحلفائهم من الانتماءات الأخرى، والذين أصبح بعضهم ضمن مكونات المليشيات الحوثية، كقيادات وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام، أو قيادات وأعضاء الحزب الإشتراكي اليمني، أو غيرهما من المكونات المتحالفة مع المليشيات، حيث تنظر إليهم المليشيات بنظرة الشك والريبة والتوجس، وتتهم البعض منهم بالتخابر والعمل لصالح ما تسميه بـ"العدوان"، بل وقيام المليشيات بتصفية أعضاء سابقين في حزب المؤتمر على هذا الأساس.

- صراع في قمة الهرم

وقد انتقلت الصراعات والخلافات الداخلية إلى بنية ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" للانقلاب، فقد تصاعدت حدة التوتر بين مهدي المشاط -الرئيس الصُوري لمجلس الانقلاب- ومحمد علي الحوثي -رئيس ما تُسمى باللجنة الثورية الحوثية العلياـ والعضو الأكثر تأثيراً داخل "المجلس السياسي"، والمنافس الأبرز لزعيم المليشيات من داخل أسرة الحوثي، وما إن تهدأ حدة تلك التوترات حتى تشب نيرانها من جديد، يتجلى ذلك من خلال التصريحات المتبادلة بين أقطاب المليشيات والتي باتت على المكشوف.

ويعتبر القيادي "أحمد حامد" الذي يتقلد منصب مدير مكتب رئيس المجلس الأعلى للانقلاب، أحد أبرز القيادات المثيرة للجدل والباعثة للتوتر في الصراع المحتدم في دوائر القيادة العليا للمليشيات الحوثية، حيث يشكل شخصية حوثية نافذة وقوية داخل صنعاء، وتعتبره تقارير دولية الشخص الأكبر نفوذاً داخل المليشيات الحوثية من غير المنحدرين من الأسرة الحوثية، ووصفه تقرير لمركز أبحاث دولي برئيس مهدي المشاط والمتحكم الفعلي بقراره.

- خلافات علنية

وبلغت الصراعات والخلافات في أوساط المليشيات ذروتها إلى درجة فقدان السيطرة على الأمور وعدم إمكانية المليشيات التستر على الكثير من الخلافات، لتنتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التابعة لها، وسط تبادل الاتهامات بين القيادات والزعامات الحوثية في صنعاء بالخيانة والفساد والتآمر.

وقد وصل الأمر بمدير مكتب مهدي المشاط في بعض تغريداته التي نشرها في صفحته الرسمية بتويتر، إلى تصنيف جماعته إلى صنفين، الأول يتبع الجناح الذي يمثله داخل المليشيات وأطلق عليه اسم "جناح المؤمنين"، وجناح آخر سماهم "المنافقين والأعداء"، في إشارة إلى الفصيل الذي دخل الصراع معه، ويقصد به جناح محمد علي الحوثي وغيره من القيادات النافذة التي تتنافس معه على القطاعات الإدارية والمؤسسات المالية الواقعة تحت سيطرة المليشيات.

ويُتهم القيادي "حامد" من قبل جناح "محمد الحوثي" بالفساد المالي والإداري واستغلال انشغال قيادة المليشيات بالمعارك الدائرة في مأرب والبيضاء وممارسة ضغوطاته على مهدي المشاط، وإصدار سلسلة قرارات لتعيين شخصيات مقربة منه في عدد من المؤسسات المالية والإدارية، أبرزها مؤسسة الهيئة العامة للبريد.

- هل التفكك وشيك؟

ويرى مراقبون أن تعدد أسباب الخلافات والتوترات بين قيادات المليشيات والتي تشمل الاتهام بالفرار من الجبهات ورفض الأوامر والاتهام بالتخابر مع الحكومة الشرعية أو مع التحالف بقيادة السعودية، وأحيانا لأسباب تتعلق بالولاءات بين قيادات وأجنحة المليشيات، بالإضافة إلى الخلافات المتزايدة على الإتاوات والمنهوبات والمناصب في المؤسسات الإيرادية وغيرها من أسباب الخلافات والتصدعات البينية، من شأن ذلك أن يبقي على ملف الاغتيالات والتصفيات البينية مفتوحا، ويرشح قيادات أخرى للتصفية الجسدية، كما أن استمرار الخلافات وتصاعد حدتها ينذر بتصدعات وشيكة، كما سيدفع بالكثير من القيادات المنضوية تحت مظلة المليشيات للعمل في الاتجاه المعاكس لمصلحة المليشيات، لا سيما القيادات غير المحسوبة على الهاشميين، والتي تشعر بالغبن والامتهان بسبب التهميش والنظرة الدونية من قيادات المليشيات، الأمر الذي ينبئ بتفكك وشيك وتصدع في صفوف المليشيات الانقلابية.

كلمات دالّة

#اليمن