الجمعة 19-04-2024 03:23:10 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الرفض الشعبي لمليشيا الحوثيين الإرهابية.. أدوات مواجهة متعددة (2-2)

السبت 29 أكتوبر-تشرين الأول 2022 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت - خاص | عبد السلام الحاتمي

 

عندما انقلبت مليشيا الحوثيين على السلطة الشرعية وعلى التوافق السياسي، بل وعلى النظام السياسي للجمهورية اليمنية برمته، في 21 سبتمبر 2014، غاب دور الدولة في مواجهة الانقلاب، وكان السبب الرئيسي في ذلك تراكم الأخطاء خلال العهد الجمهوري والتي كان من أخطرها عدم وجود جهاز إنذار مبكر يلفت الجميع إلى تغلغل السلالة العنصرية في مفاصل الدولة وخصوصا في قوات الجيش التي يفترض بها حماية الدولة من أي خطر يهددها، كما أن التجانس المذهبي والاجتماعي واللعب على وتر العصبيات الجاهلية، إضافة إلى أخطاء كثيرة يصعب سردها جميعا هنا، كل ذلك مكن المليشيا الحوثية من المضي في الانقلاب تحت لافتة مبررات وتحالفات آنية سرعان ما انقلبت عليها.

وعندما بدأت المليشيا الحوثية بمحاولة توسيع سيطرتها لتشمل كل المحافظات اليمنية، انطلق المواطنون لملء الفراغ الذي خلفه غياب الدولة، وتم تأسيس المقاومة الشعبية على عجل وبإمكانيات تسليحية ومادية بسيطة، وسرعان ما انضمت إليها ألوية الجيش التي انحازت إلى السلطة الشرعية، كما انضمت إليها كل أطياف المجتمع اليمني القبلية والسياسية والمدنية وخصوصا فئة الشباب الرافضين للانقلاب الحوثي الكهنوتي.

ومنذ انطلاقها، سعت المقاومة الشعبية لوقف تمدد مليشيا الحوثيين في مختلف محافظات اليمن، وتحديدا محافظات الوسط والجنوب والشرق، وإرباك سيطرة المليشيا على بقية المحافظات في الشمال والغرب، قبل أن تتحول المقاومة إلى مرحلة المبادرة والهجوم لاستعادة السيطرة الميدانية، لا سيما بعد تفكك الجيش الرسمي وانحياز الكثير من ألويته إلى جانب الانقلابيين.

وكانت أبرز التحديات التي واجهتها المقاومة الشعبية في أشهرها الأولى تتمثل في نقص الخبرة والحنكة العسكرية، لا سيما أنها تواجه قوات النخبة التابعة لما كان يسمى الحرس الجمهوري بتحالفات قبلية تقودها مليشيا الحوثيين، بيد أنه مع مرور الأيام نضجت أساليبها وتطورت أسلحتها وتكتيكاتها، وبدأت نجاحاتها الحاسمة بتطهير مدن ومديريات من مليشيا الحوثيين وحلفائها وصولا لتحرير محافظات بالكامل منهم.

اعتمدت المقاومة الشعبية في البداية على التسليح الذاتي باستخدام الأسلحة الفردية التي توجد في البيوت اليمنية مثل بنادق الكلاشينكوف، رغم أن السلاح الذي يواجهها به الطرف الآخر من نوعية "سلاح الدمار" (كالدبابات والصواريخ)، وقد استولوا عليه من مخازن جيش الدولة بنسبة تفوق 80% من عتاده العسكري.

كما أن المقاومة الشعبية اعتمدت في بدايتها إستراتيجية حرب الاستنزاف والبقاء في مواقعها، مما قلل خسائرها بالنظر إلى حجم الخسائر التي تكبدتها مليشيا الحوثيين من خلال اعتمادها على الهجوم والتقدم.

وركزت عمليات المقاومة الشعبية في البداية على الكمائن التي تستهدف التعزيزات العسكرية للمليشيا الحوثية وحلفائها، والهجمات على مقرات ومنازل قيادات المليشيا ونقاط التفتيش والدوريات.

وبرزت في بداية الحرب أسماء شخصيات اجتماعية كان لها الدور الأكبر في مواجهة المليشيا الحوثية الإرهابية، مثل: الشيخ علي بدير في محافظة إب، والشيخ حمود المخلافي في محافظة تعز، والشيخ الحسن أبكر في محافظة الجوف، والشيخ علي فلات في محافظة حجة، والأستاذ نائف البكري في العاصمة المؤقتة عدن، وغيرهم الكثير لا يتسع المجال لذكرهم وفي محافظات عدة وصلت إليها مليشيا الحوثيين الإرهابية.

- هياكل المقاومة الشعبية ومكوناتها

قبل دمجها في قوات الجيش الوطني، تشكلت قوات المقاومة الشعبية المؤيدة للسلطة الشرعية والرافضة للحوثيين -إضافة إلى المواطنين من عامة الشعب- من المكونات الرئيسية التالية:

• ألوية الجيش الرسمي المؤيدة للسلطة الشريعة (جميعها تقريبا خارج الحرس الجمهوري الأقوى تسليحا)، سواء أكانت أعلنت ولاءها منذ البداية أم انشقت لاحقا عن مليشيا الحوثيين وحلفائها.

• فصائل المتطوعين القبليين تحت قيادة مشايخ القبائل الكبرى في كل محافظة، مثل تحالف قبائل مأرب بزعامة الشيخ صالح الأنجف العبيدي، والمقاومة الشعبية في تعز بقيادة الشيخ حمود المخلافي، وغيرهم، بالإضافة إلى الفصائل المسلحة ذات الولاءات الحزبية والسياسية وغيرها.

وتجدر الإشارة إلى أنه مع تطور المعارك وما أبدته فصائل المقاومة الشعبية من بسالة وفاعلية في مواجهة مليشيا الحوثيين وحلفائها، أصدرت الحكومة الشرعية قرارا بدمج هذه الفصائل في "القوات العسكرية والأمنية" الموالية للشرعية، واتخذ هذا القرار مجلس الدفاع الأعلى اليمني خلال اجتماع له بالعاصمة السعودية الرياض يوم 28 يوليو 2015.

- محاور المقاومة الشعبية على امتداد الأراضي اليمنية

لم تكن المقاومة الشعبية ضد مليشيا الحوثيين عشوائية، بل فقد اتخذت أشكالا مختلفة من التنظيم، وتوزعت بنسب متفاوتة على جميع المحافظات اليمنية ومدنها ومديرياتها، وكان التوزع على شكل "محاور صراع" كالتالي:

• محور إقليم سبأ: يضم الإقليم محافظات مأرب والجوف والبيضاء، وقد تشكلت في أبريل 2015 بعاصمته مأرب لجنة أمنية، وأسندت مهام المؤسسة العسكرية هناك للمقاومة الشعبية من أجل الدفاع عن المدينة، وتعد مأرب مقر المنطقة العسكرية الثالثة المؤيدة للسلطة الشرعية.

• محور إقليم حضرموت: يضم الإقليم محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى، وقد أعلن في أبريل 2015 تأسيس حلف قبائل حضرموت لقتال الحوثيين وتنظيم القاعدة، وحضرموت هي مقر المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية اللتين تؤيدان السلطة الشرعية.

• محور إقليم عدن: يضم الإقليم محافظات عدن وأبين ولحج والضالع، وقد تأسس، يوم 26 أبريل 2015، "مجلس المقاومة الشعبية في عدن" برئاسة نائف البكري، ويُعنى هذا المجلس بالناحية السياسية والعسكرية للمقاومة في عاصمة الإقليم عدن، وهي مقر المنطقة العسكرية الرابعة الموالية للسلطة الشرعية.

• محور إقليم الجَنَد: يضم الإقليم محافظتي تعز وإب اللتين تشكلان معاً قرابة 40% من إجمالي سكان اليمن، وقد أُعلِن في 30 أبريل 2015، بمحافظة تعز، تشكيل مجلس عسكري للمقاومة الشعبية بقيادة العميد صادق علي سرحان (قائد اللواء 22 حرس جمهوري)، ونيابة الشيخ حمود المخلافي (أحد المشايخ البارزين في المحافظة).

• محور إقليم تهامة: يضم الإقليم محافظات الحديدة وحجة والمحويت وريمة، وقد أعلن، في 17 مايو 2015، تشكيل قيادة موحدة للمقاومة هناك يتألف من عدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية والقبلية، إثر صدور أول بيان باسم "المقاومة الشعبية بإقليم تهامة".

• محور إقليم آزال: يضم الإقليم محافظات صنعاء وصعدة وعمران وذمار. وأعلنت "المقاومة الشعبية في إقليم آزال" نشأتها عبر بيانها الأول الصادر في 11 يونيو 2015.

- ماذا أنجزت المقاومة الشعبية؟

هناك الكثير من المنجزات التي حققتها المقاومة الشعبية قبل وبعد دمجها في الجيش الوطني، ويعد أكبر وأهم منجز للمقاومة الشعبية أنها طردت مليشيا الحوثيين الإرهابية من عدد من المحافظات وحالت دون تقدمها إلى محافظات ومدن أخرى. وفيما يلي أهم إنجازات المقاومة الشعبية:

• تحرير العاصمة المؤقتة عدن: أطلقت المقاومة الشعبية، بالتنسيق مع تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، عملية "السهم الذهبي لتحرير عدن" من سيطرة الحوثيين والقوات الموالية لهم، في 14 يوليو 2015، وقد تمكنت قوات المقاومة، مسنودة بدعم جوي وبحري من التحالف، من تحقيق هذا الهدف، وأعلنت الحكومة الشرعية تحرير عدن بالكامل فجر يوم عيد الفطر (الموافق 17 يوليو 2015).

• تحرير لحج: أعلنت المقاومة الشعبية بسط سيطرتها على كامل محافظة لحج يوم 4 أغسطس 2015 إثر معارك شرسة شارك فيها ما يتجاوز ألفين من مسلحيها، وتوجت بإخضاع قاعد العند الإستراتيجية في 3 أغسطس 2015، وفي اليوم الموالي تم تحرير مدينة الحوطة (عاصمة المحافظة) بعد تصفية جيوب مليشيا الحوثيين وحلفائها من مناطق المحافظة كافة.

• تحرير الضالع: شنت المقاومة الشعبية، في الأيام الأولى من يونيو 2015، عملية عسكرية سمتها "عاصفة الضالع" لتحرير محافظة الضالع، وقد تمكنت خلال هذه العملية من قتل مئات الحوثيين واغتنام عدد من الدبابات وراجمات الصواريخ وعربات الشيلكا القتالية، لتنجح بعد ذلك في السيطرة على كامل مناطق المحافظة.

- الرفض الشعبي للحوثيين في مناطق سيطرتهم

بالرغم من القبضة الأمنية الحديدية للمليشيا الحوثية الإرهابية في مناطق سيطرتها، إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين من التعبير عن سخطهم من المليشيا ورفضهم لها، وتتعدد أساليب التعبير عن الرفض وفق المتاح، وتتزايد حدة الغضب الشعبي المكبوت والمتراكم. وفي ما يلي أهم مظاهر الرفض الشعبي للمليشيا الحوثية من داخل مناطق سيطرتها:

• انتفاضات مسلحة: كانت الانتفاضات الشعبية المسلحة ضد مليشيا الحوثيين الإرهابية من أهم مظاهر الرفض لها، ورغم أن تلك الانتفاضات خُذِلت ولم تحظَ بتحرك ودعم جاد من السلطة الشرعية مما مكّن مليشيا الحوثيين من إخمادها ومواجهتها بإمكانيات وأسلحة الدولة التي نهبتها، إلا أنها انتفاضات تكررت في مناطق وأوقات متفرقة، ومن أهم المناطق التي حدثت فيها تلك الانتفاضات: منطقة حجور بمحافظة حجة، وقرية خبزة في مديرية رداع بمحافظة البيضاء، وعتمة في محافظة ذمار، والحيمة بمحافظة تعز، والشعاور والأهمول في العدين بمحافظة إب، وآل عواض بمحافظة البيضاء.

ما ذكرناه مجرد نماذج للانتفاضات الشعبية ضد مليشيا الحوثيين لأبناء مناطق تقع داخل نطاق سيطرة المليشيا، أي أن المليشيا تطوقها من جميع الجهات، ولعله لذلك السبب لم تتمكن السلطة الشرعية من مساندة تلك الانتفاضات، على أن الأهم في تلك الانتفاضات هو أنها كسرت حاجز الخوف من إرهاب المليشيا وبطشها، وتكررت في أوقات وأماكن مختلفة رغم القمع للانتفاضات السابقة.

وأما سبب عدم تمدد تلك الانتفاضات إلى مناطق كثيرة، فيكمن في غياب التسليح والتنسيق والقيادة والتنظيم، وهو ما دفع أعدادا كبيرة من الأحرار إلى مغادرة مناطق سيطرة مليشيا الحوثيين والالتحاق بالجيش الوطني ومواجهة المليشيا من خارج مناطق سيطرتها.

• مقاطعة المناسبات الطائفية: برزت المقاطعة الشعبية للمناسبات الطائفية للمليشيا منذ بداية الانقلاب، وبما أن الاستجابة لمشاركة المليشيا احتفالاتها الطائفية كانت محدودة وتقتصر على أتباع المليشيا فقط لدواع طائفية ومناطقية، فإن المليشيا عمدت بعد ذلك إلى إجبار المواطنين بالقوة على حضور تلك المناسبات، ثم تبث تلك الفعاليات عبر وسائل الإعلام لبيع الوهم بأن المليشيا تحظى بالشعبية، علما أن عددا كبيرا من المواطنين يتحايلون على القيادات الميدانية للمليشيا ولا يحضرون تلك الفعاليات، ومن يحضرها فإنهم ممن تسوقهم المليشيا من منازلهم ولا يستطيعون الاعتراض خشية الأذى والانتقام.

• مقاطعة صلاة العيدين وصلاة الجمعة في المساجد التي احتكرها الحوثيون: وتعد هذه من الظواهر التي برزت منذ بداية الانقلاب، لا سيما بعد سيطرة المليشيا الحوثية على معظم المساجد، وخصوصا في المدن الرئيسية، وكان لافتا خلال المدة الأخيرة نفور المصلين من الصلاة في المساجد التي سطت عليها المليشيا الحوثية، ومن حين لآخر يتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر فيها المساجد التي يسيطر عليها الحوثيون فارغة من المصلين أو المستمعين لخطب الحوثيين، كما تُظهر مقاطع فيديو مغادرة عدد كبير من المصلين لصلاة العيدين أو الجمعة بعد أن يبدأ الخطباء الحوثيون بإلقاء خطب مكتوبة تحض على الكراهية والقتال والعنف وتشجع على الإرهاب.

• مقاطعة المدارس الحكومية: حولت مليشيا الحوثيين الإرهابية عددا كبيرا من المدارس الحكومية في مناطق سيطرتها إلى أماكن لنشر ثقافة الإرهاب والتطرف والكراهية وتشجيع الأطفال على القتال في صفوفها، كما أنها خطفت عددا كبيرا من الأطفال من تلك المدارس ودفعت بهم إلى جبهات القتال دون معرفة ذويهم، وهو ما دفع عددا كبيرا من المواطنين المقتدرين ماديا إلى مقاطعة تلك المدارس وتدريس أبنائهم في مدارس أهلية غير مملوكة لقيادات حوثية، وبعض المواطنين حرموا أبناءهم من الدراسة تماما لعدم قدرتهم على تدريسهم في مدارس أهلية، باعتبار ذلك أفضل من تفخيخ عقولهم بثقافة الإرهاب والدفع بهم إلى محارق الموت.

• إبراز الأناشيد الوطنية في حفلات التخرج والأعراس: لم تكن الأناشيد الوطنية تحظى بالاهتمام في حفلات تخرج الطلاب من الجامعات وفي صالات الأفراح إلا بعد انقلاب مليشيا الحوثيين وإغراقها الفضاء العام بزوامل الحرب والموت وتمجيد السلالية والطائفية، فصارت الأناشيد الوطنية وسيلة احتجاج غير مباشرة تعبيرا عن الرفض لمليشيا الحوثيين والضيق منها.

وبعد أن لاحظت المليشيا أن النمط السائد لحفلات التخرج وحتى الأعراس يستعيد زمن الجمهورية فنيا وفرائحيا بشكل احتجاجي ضدها، تعمدت التضييق على تلك الحفلات بتهم مختلفة، مثل تهمة "الاختلاط" في حفلات التخرج، أو تهمة "الغناء" في حفلات الأعراس، محاولة فرض نمطها على الجميع، لكنها تواجه بالرفض والتمنع ولم تستطع تحديد مواصفات معينة للحفلات والأعراس وإجبار الناس عليها.

• كتابة شعارات على الجدران تطالب برحيل الحوثيين: قبل أشهر، فاقت مليشيا الحوثيين على شعارات مكتوبة على الجدران تطالب برحليها في عدد من أحياء العاصمة صنعاء، فجن جنونها وأصيبت بهستيريا، وبدأت بحملة اعتقالات عشوائية بحق المواطنين والتحقيق معهم بشأن تلك الشعارات، ونشرت عددا كبيرا من مسلحيها وآلياتها العسكرية وما يسمى الشرطة السرية والجواسيس في عدد من شوارع العاصمة صنعاء، خوفا من أن تكون تلك الشعارات مقدمة لثورة شعبية ضدها، بعد أن صارت الجدران حكرا لشعاراتها وصور قياداتها وأيضا صور قتلاها، ولا شك أن من كتبوا تلك الشعارات كانوا يدركون خطورة ذلك في حال رآهم مخبرو المليشيا وجواسيسها، لكن حالة الرفض والغضب ضد المليشيا جعلتهم لا يبالون بعواقب ذلك، والأهم هو أنهم أوصلوا رسالتهم للمليشيا بأن السخط الشعبي ضدها في تزايد ولا بد من قدوم لحظة الانفجار في وجهها.

• رفض التجنيد ورفض حضور الدورات الطائفية: أصبحت مليشيا الحوثيين تواجه صعوبات كبيرة في حشد مقاتلين جدد إلى صفوفها، خصوصا بعد تزايد خسائرها البشرية في مختلف الجبهات، مما دفعها لانتهاج مختلف وسائل الترغيب والترهيب لإجبار الشخصيات الاجتماعية ومشايخ القبائل على حشد مزيد من المقاتلين في صفوف المليشيا، وأصبحت تدفع مبالغ مالية كبيرة مقابل كل مجند للقائمين على استقطاب المجندين الجدد لتشجيعهم على مضاعفة جهودهم في الحشد والاستقطاب، وبنفس الوقت تهدد مشايخ القبائل بالسجن والانتقام في حال فشلوا في استقطاب مجندين جدد للقتال إلى جانب المليشيا، وهذه الصعوبة في استقطاب المجندين تعكس الرفض المجتمعي للحوثيين، ولم يعد ينضم للقتال في صفوفهم إلا الفئات الفقيرة والضعيفة والجاهلة، والتي يتم مساومتها بالسلال الغذائية والتهديد بالانتقام.

كما أن هناك تمنعا واسعا من حضور الدورات الطائفية التي تدعو لها المليشيا الحوثية، ولم يعد يحضرها إلا الفئات الجاهلة التي لا تعي خطورة المشروع الحوثي التدميري المدعوم من إيران، وأصبح الابتزاز بالسلال الغذائية والوظيفة الحكومية من أبرز وسائل الحوثيين لإجبار بعض الفئات على حضور دوراتها الطائفية التي تحرض على العنف والكراهية والقتل والإرهاب.

وهكذا تتعدد وتتنوع وسائل الرفض الشعبي للمليشيا الحوثية الإرهابية، من داخل مناطق سيطرتها ومن خارجها، وتبدأ من الكفاح المسلح الذي أفضى إلى تحرير عدد من المحافظات والتصدي للمليشيا ووقف تقدمها في مناطق عدة، وانتهاء بوسائل أخرى من الرفض والتعبير عن السخط ضد المليشيا ومقاومتها بكل الوسائل الممكنة، والتحذير من خطرها على البلاد والنظام السياسي والنسيج المجتمعي، عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وتتزايد حدة السخط الشعبي ضد المليشيا الحوثية يوما بعد آخر، وهو سخط بحاجة إلى من يوجهه ويقوده، والبداية من تحريك كل الجبهات وشن عمليات عسكرية متزامنة ضد المليشيا الإرهابية، وتخليص البلاد والإقليم من شرها وفسادها وإرهابها، وتأمين مصالح المنطقة والعالم بشكل دائم.

كلمات دالّة

#اليمن