الجمعة 29-03-2024 11:38:36 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

عام على اغتيال الشهيد ضياء الأهدل.. الروح المتوقدة نضالاً من أجل اليمن

الإثنين 24 أكتوبر-تشرين الأول 2022 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

 

منذ عام، طالت أيادي الإرهاب الغادرة، القائد البطل ضياء الحق الأهدل أحد أعلام تعز ومناضليها الأشاوس الذين بذلوا حياتهم من اجل حياة حرة وكريمة لكافة ابناء تعز بالقدر الذي يجعل من اغتياله استهداف لتعز ونضالها وموقفها الوطني الثابت، وفق ما أكدت الأمانة العامة للإصلاح في بيان نعي، إثر عملية الاغتيال الاجرامية.

في صباح حزين من يوم 23 أكتوبر 2021، رحل الشهيد الأهدل، مناضلاً وطنياً جسورا، بعد حياة حافلة بالكفاح، فقد خاض العمل السياسي باقتدار، وأتقن التواصل والحوار مع شركاء العمل السياسي، وحين دقت ساعة الصفر استجاب لنداء الوطن في أحلك الظروف، وانخرط في دعم المقاومة الشعبية يذود عن تعز في وجه مخلفات الإمامة الكهنوتية، وظل يؤدي دوره الوطني والإنساني حتى تخطفته أيادي الإرهاب.

 

القيادي الاصلاحي

عرفت تعز المناضل الوطني الكبير الأستاذ ضياء الحق الأهدل، رئيس دائرة المنظمات والنقابات في المكتب التنفيذي للإصلاح بالمحافظة، واحد وجوه تعز البارة، وعمهم الحزن حيث امتدت إليه الأذرع المأجورة التي استمرأت اغتيال القيادات الوطنية المخلصة وزعزعة الأمن والاستقرار، وتهديد السلم الاجتماعي، وهي ذات الأذرع التي أقدمت من قبل على اغتيال العديد من القيادات العسكرية والمدنية السياسية منذ سنوات بصورة مروعة، وبالغت في قتل الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الشعب والذين كان لهم شرف تصدر المقاومة الشعبية لتحرير تعز وغيرها من محافظات اليمن من مليشيا الحوثي الإرهابية.

لم يكن الشهيد الأهدل شخصية اجتماعية أحبها الجميع لما تقدمه من خير وخدمات لأبناء المجتمع فحسب، ولم يتوقف عند كونه سياسياً وقائداً، وإنما كان مناضلاً وطنياً من طراز فريد، انبرى للدفاع عن تعز واليمن عموماً في وجه المشروع السلالي الحوثي الفاشي، الذي وجه سلاح حقده على اليمنيين قتلاً وتدميراً.

ويمها اعتبر التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز، أن اغتيال الشهيد ضياء الحق الأهدل هو أيضاً استهداف لمحافظة تعز ومواقفها الوطنية، التي كان يمثلها الشهيد، وبذل روحه من أجلها.

كما كان الشهيد يدرك أن الانحياز إلى الشعب والوطن وبمواقف علنية واضحة للدفاع عن الثورة والجمهورية، والهوية والعقيدة، والثقافة والتاريخ سيكون له ثمن باهظ، ولكنها المواقف التي لا خيار غيرها، والثمن الذي ليس له بديل، وهي مواقف وثمن لا يقوى عليها إلا من نذر نفسه لمثل هذه المواقف المبدئية، والتاريخية، والتي لا تقبل المساومة، وفق بيان النعي الذي سرد مناقب الشهيد وجانباً من سيرة نضاله السياسي والاجتماعي، المتوج بسنوات الدفاع عن الجمهورية والدولة في وجه مخلفات المشروع الامامي المتخلف.

لذلك كله، جاء فقد تعز لهذه الشخصية الفريدة كبيراً، فلم يكن الشهيد ضياء الحق الأهدل خفي المقام، و لا خافت الحضور، و إنما كان شعلة من نشاط سواء في قيادة مجلس تنسيق المقاومة الشعبية التي كان فيها مقرار للمجلس، أو حضوره القيادي في ثورة 11 فبراير، أو كعضو في المكتب التنفيذي للإصلاح بالمحافظة، إضافة إلى دوره الفاعل و المثابر في ملف الأسرى، وهو ما عبرت عنه الأوساط الاجتماعية والسياسية والمقاومة في المحافظة، التي فقدت في الأهدل أحد رموز النضال الوطني الحديث وامتداد لموز سبتمبر وأكتوبر.

 

ضحية الإرهاب الممول

مثلت جريمة اغتيال ضياء الحق الأهدل امتدادا للإرهاب المنظم والممول الذي يستهدف التجمع اليمني للإصلاح في عدة محافظات يمنية، ويستهدف محافظة تعز ومقاومتها الشعبية وجيشها الوطني.

قبل اغتيال الأهدل شهدت مدينة تعز عددا من عمليات الاغتيال التي طالت قيادات سياسية وحزبية وقيادات في المقاومة الشعبية وقادة عسكريين، أبرزهم قائد اللواء 315 العميد عدنان الحمادي، بالإضافة إلى اغتيال عدد من أفراد الجيش الوطني ودفنهم في مقابر سرية كشِف عنها النقاب فيما بعد.

ومثّل اغتيال الاهدل واحدة من سلسلة جرائم استهدفت قيادات وأعضاء وناشطي الإصلاح في محافظات يمنية عدة، بدافع غيضها من الدور الوطني لتجمع الإصلاح في الحرب على الانقلاب الحوثي والنفوذ الإيراني في اليمن وتحالفه مع السلطة الشرعية وتأييده تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لمساندة السلطة اليمنية الشرعية ضد الانقلاب الحوثي، فيما ظل التجمع اليمني للإصلاح يدفع ثمن مواقفه الوطنية المساندة للسلطة الشرعية في حربها على الانقلاب الحوثي، منذ بداية الحرب وحتى الوقت الحالي.