الخميس 18-04-2024 22:46:32 م : 9 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

مليشيا الحوثيين في رمضان.. إرهاب وجبايات واستهزاء بالمقدسات

الإثنين 18 إبريل-نيسان 2022 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت - خاص | عبدالسلام الحاتمي

 

تعكس الصور القادمة من مناطق سيطرة مليشيا الحوثيين، منذ بداية رمضان الجاري، مدى وحشية المليشيا وإرهابها الذي تزداد وتيرته في شهر رمضان من كل عام، لكن في هذا العام بدا شهر رمضان أسوأ من سابقيه من حيث العنف الذي تمارسه المليشيا الإرهابية بحق المواطنين في مناطق سيطرتها، ووصل الأمر إلى إقدام أحد القيادات الميدانية للمليشيا على ذبح مواطن سبعيني في أحد مساجد محافظة ذمار، في سياق حملة المليشيا لمنع إقامة صلاة التراويح خلال شهر رمضان، وتحويلها المساجد إلى ملتقيات لعناصرها يتم فيها مضغ القات والرقص وضرب الطبول، يتم ذلك تزامنا مع وقت صلاة التراويح لمنعها، وإجبار المواطنين المجاورين للمساجد على الحضور والاستماع للترهات والخزعبلات التي يلقيها زعيم المليشيا طوال ليالي شهر رمضان.

كما يسود تخوف وترقب واسعين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثيين للحملة التي تعتزم المليشيا القيام بها خلال الأيام المقبلة بذريعة جمع الزكاة من التجار والمزارعين والمؤسسات والشركات الخاصة ومن عموم المواطنين، ليس لأن ذلك صار مجرد عادة موسمية للنهب، ولكن لأن استعدادات المليشيا للنهب هذا العام بدأت في وقت مبكر، من خلال التنسيق وتوزيع جباة الأموال المنهوبة بذريعة الزكاة، وعمل حصر جديد وشامل لكل الفئات المستهدفة بالنهب، والإعلان المبكر عن رفع مبلغ زكاة الفطر على الفرد الواحد إلى 700 ريال، في زيادة جديدة على الزيادة التي أقرتها المليشيا العام الماضي.

- الحرب على العقيدة والاستهزاء بالمقدسات

لم تراعِ المليشيا الحوثية الإرهابية المشاعر الدينية للغالبية العظمى من أبناء الشعب، فمنع صلاة التراويح، وتحويل بيوت الله إلى ملتقيات لمضغ القات والتدخين وتناول الشمة والرقص ودق الطبول والاستماع إلى خزعبلات زعيم المليشيا، ليس بالأمر الهين بالنسبة للمجتمع اليمني المحافظ، خصوصا أن أسلوب المليشيا في الاستهزاء بالمقدسات ظاهرة غير مألوفة عبر التاريخ الإسلامي، بل فإنه في حقب ضعف المسلمين وتعرض أقطارهم للغزوات الأجنبية لم يقدم الغزاة الأجانب على الاستهزاء بمقدسات المسلمين كما تفعل المليشيا الحوثية الإرهابية، التي تشن حربا شعواء على المساجد منذ انقلابها على الدولة، وكانت البداية بتفجير المساجد وتسويتها بالأرض، وصولا إلى جعلها أماكن للرقص ومضغ القات ومنع الصلاة وتحويل البعض منها إلى مخازن للسلاح.

تتعدد أهداف مليشيا الحوثيين الإرهابية بتحويلها المساجد إلى ملتقيات للتعبئة الطائفية ومضغ القات والرقص ومنع صلاة التراويح وإجبار المواطنين على الحضور والاستماع لكلمات وترهات زعيم المليشيا المدعو الملك الحوثي، ومن أهم تلك الأهداف: الحرب على العقيدة السليمة للشعب التي ترفض العنف والإرهاب، والإذلال المستمر للمواطنين تحت تهديد السلاح لكي لا يثوروا ضدها، وتحويل المساجد من أماكن للعبادة إلى أوكار للتعبئة الطائفية ونشر ثقافة العنف والإرهاب واستقطاب مقاتلين جدد وإرسالهم إلى جبهات الحرب.

ومنذ بداية شهر رمضان المبارك، كثفت المليشيات الحوثية الإرهابية من تحركاتها في أوساط السكان والموظفين الحكوميين في صنعاء ومدن أخرى، لإخضاعهم لسماع محاضرات يلقيها كل مساء زعيمها عبد الملك الحوثي، وإجبارهم على حضور أمسيات وبرامج تعبوية وتحريضية تقيمها المليشيا في عموم مديريات العاصمة صنعاء.

وفي حين اتهم مصدر محلي في صنعاء المليشيا باستغلال الهدنة الأممية، من أجل إعادة ترتيب صفوفها وحشد مزيد من المقاتلين للقتال في جبهاتها عبر إخضاعهم لأمسيات ومحاضرات تحريضية، ذكرت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن تلك التحركات طالت أيضا منذ مطلع رمضان ما تبقى من موظفي قطاعات الدولة لإجبارهم على حضور تلك الأمسيات.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء عن نشر المليشيات الحوثية مشرفيها المحليين والثقافيين، على مستوى الأحياء والمربعات السكنية في 10 مديريات في العاصمة، بهدف مساعدة مسؤولي الأحياء الموالين لها على إقناع السكان بحضور الأمسيات التعبوية.

وأشارت المصادر إلى أن المليشيا شددت على أتباعها ضرورة حشد أكبر قدر من الشبان والسكان، من أجل الحضور للاستماع إلى ما تسميه "البرنامج الرمضاني"، المعد في سياق سعي المليشيا إلى استقطاب مجندين جدد لضمهم إلى جبهاتها.

وأخطر مشرفو المليشيا مسبقا أعيان الأحياء وعقالها بالحضور إلى الأماكن المحددة لعقد اللقاءات والأمسيات التعبوية، التي عادة ما تكون في منازل ومقار تابعة للانقلابيين، أو في مساجد حولتها المليشيا إلى مجالس للتعبئة والسمر ومضغ القات.

وفي حين أوضحت المصادر أن الانقلابيين هددوا المتقاعسين بحرمانهم من أي امتيازات أو ترقيات ومعاقبتهم واعتقالهم، باعتبارهم من ضمن المناهضين لها والمتعاونين مع الحكومة الشرعية والتحالف المساند لها، كشفت عن اعتقال الجماعة، منذ مطلع رمضان، عددا من الأعيان والناشطين، الذين رفضوا مساعدتها بتحشيد السكان لحضور الأمسيات، واقتادتهم إلى السجون.

ورغم التشديد الحوثي على إجبار السكان والموظفين وغيرهم على حضور تلك الأمسيات، لكن المصادر تؤكد أن نسبة الاستجابة للحضور في أوساط السكان متدنية جدا، بسبب رفضهم الانصياع لرغبة المليشيا التي تحاول أن تخضعهم بالقوة لخطابها التعبوي وأفكارها الإرهابية.

وبخصوص برنامج المليشيا الرمضاني لهذا العام، أفاد سكان وموظفون شاركوا تحت تهديد القوة في أمسيات حوثية في صنعاء، بأن البرنامج، الذي يبدأ كل ليلة بعد صلاة العشاء ويستمر لساعات، يتضمن إلقاء كلمات لمعممين حوثيين تحمل في طياتها الصبغة التحريضية الطائفية ضد كل من يعارض المليشيا وأفكارها، إلى جانب توجيه المشرفين الدعوة للحاضرين بضرورة التحشيد إلى الجبهات باعتبار ذلك -على حد زعمهم- فريضة دينية أهم من الصلاة والصيام وبقية أركان الإسلام.

- الجوع للجميع.. الأموال للمليشيا

لم تكتفِ مليشيا الحوثيين الإرهابية بنهب رواتب الموظفين ونهب أموال المواطنين من خلال فرض الجمارك والضرائب الباهظة على المواد الغذائية والتي تضاف فوق أسعارها ويدفعها المواطنون، وإنما تتعمد -خصوصا خلال شهر رمضان- إلى حرمان الفقراء والجوعى من الحصول على الصدقات والزكاة، فبعد أن أوقفت نشاط الجمعيات الخيرية ونهبت أموالها ومقارها، منعت فاعلي الخير والموسرين من التصدق على الفقراء، وسبق أن سجنت عددا منهم، وعممت عليهم بأن أي مساعدات يجب إعطاؤها إلى المليشيا وهي ستتولى مهمة توزبعها، والهدف نهبها وتوزيعها على عناصرها وتمويل حروبها على اليمنيين، كما أنها ترفع مبالغ الجبايات التي تنفذها في شهر رمضان من كل عام تحت لافتة الزكاة، لكنها تنهبها لصالحها وتحرم الفقراء والمحتاجين منها، وبذلك تكون قد حرمتهم من الصدقات والزكاة على حد سواء.

وفي إجراء جديد نفذته المليشيا الحوثية خلال الأيام الماضية، لتوسيع رقعة الجوع، أقدمت المليشيا في العاصمة صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها، على إسقاط أسماء مئات الأسر الفقيرة غير الموالية لها من سجلات الزكاة واستبدلتها بأشخاص آخرين تابعين لها.

وأفادت مصادر إعلامية نقلا عن مواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين بأن المليشيا حرمتهم هذا العام من مستحقات الزكاة التي يحصلون عليها سنويا في شهر رمضان وقدرها 30 ألف ريال، حيث أصدرت المليشيا أوامر لعقال الحارات التابعين لها بحذف أسماء بعض الأسر واستبدالها بأسماء مقاتلين يعملون في صفوفها. ولفت المواطنون إلى أن المليشيا ركزت بشكل كبير على حرمان الأسر التي لم تدفع بأبنائها إلى جبهات القتال من مختلف المساعدات.

كما أن المليشيا الحوثية رفعت أسعار الغاز المنزلي والمشتقات النفطية بعد أزمة مفتعلة لإنعاش السوق السوداء مع قدوم شهر رمضان مبارك، متذرعة بالحصار، رغم أنها منعت دخول ناقلات المشتقات النفطية عبر محافظة الجوف إلى العاصمة صنعاء لعدة أيام، ورغم انفراج تلك الأزمة (المفتعلة) بعد وصول مشتقات نفطية بكميات كبيرة عبر ميناء الحديدة، لكن المليشيا فرضت زيادة جديدة على أسعار البنزين في مناطق سيطرتها بنسبة 27.27%.

وأعلنت المليشيا عن رفع سعر جالون البنزين (سعة 20 لترا) في المحطات الرسمية إلى 12600 ريال، أي بواقع 625 ريالا للتر الواحد، بدلا من 9900 ريال، بزيادة 2700 ريال.

وتأتي هذه الزيادة رغم تدفق سفن الوقود عبر ميناء الحديدة بشكل متتابع منذ إعلان هُدنة عسكرية وإنسانية برعاية أممية مطلع الشهر الجاري، وتهدف المليشيا من خلال هذه الزيادة إلى جني أموال إضافية لصالح قيادات نافذة داخل المليشيا على حساب معاناة المواطنين.

وهكذا تتفاقم حدة المعاناة في أساط المواطنين بمناطق سيطرة مليشيا الحوثيين الإرهابية، وتزداد المعاناة في رمضان من كل عام، وهذا يحتم التحرك الجاد للقضاء على الإرهاب الحوثي لدواع إنسانية بحتة قبل أي اعتبار آخر، لأن معاناة المواطنين بلغت ذروتها، وشملت مختلف جوانب حياتهم، جراء الترهيب والعنف المتواصل بحقهم، وتحويل حياتهم إلى جحيم لا يطاق.

كلمات دالّة

#اليمن