الجمعة 19-04-2024 09:40:03 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي خلال 2021.. إعدامات ميدانية وممارسات إرهابية بشعة

الخميس 30 ديسمبر-كانون الأول 2021 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت-خاص
 

 

تنوعت الممارسات الإرهابية من قبل مليشيا الحوثي ضد المواطنين في مناطق سيطرتها وفي المناطق القريبة من جبهات الحرب المشتعلة، وطالت تلك الجرائم مختلف شرائح المجتمع وتوزعت على محافظات عدة، من أبرزها القصف العشوائي بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على مخيمات النازحين والأحياء السكنية، بالإضافة إلى الإعدامات الميدانية واستمرار خطف النساء وتعذيبهن في السجون وتجنيد الأطفال، وغير ذلك من الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها المليشيا الإرهابية يوميا، وسط صمتٍ مخزٍ من قِبَل المجتمع الدولي.

- إرهاب ضد أبناء حيمة تعز

مع بداية العام 2021، ارتكبت مليشيا الحوثي الإرهابية جرائم بشعة بحق سكان منطقة الحيمة التابعة لمديرية التعزية شرق مدينة تعز، شملت قصف القرى بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ودهم المنازل واعتقال السكان، وأسفرت الحملة عن مقتل وجرح عشرات المدنيين وخطف العشرات.

كما فرضت المليشيا حصارا مطبقا على الحيمة واستحدثت موقعا عسكريا في قرية السايلة لقصف المساكن والمزارع والمدنيين بمختلف الأسلحة، وبلغت الجرائم ذروتها عندما علقت المليشيا على الأشجار جثث عدد من أبناء المنطقة ممن قتلتهم وصلبتهم أياما عدة قبل أن تسمح لذويهم بدفن تلك الجثث.

- انتهاكات بحق النساء

خلال العام 2021، ارتكبت مليشيا الحوثي انتهاكات ممنهجة بحق النساء، من بينها الاعتقال القسري والتعذيب الذي طال المئات من النساء الموزعات على المعتقلات الحوثية.

وقالت منظمة "سام" للحقوق والحريات، في تقرير لها، إن النساء اليمنيات ما زلن يتعرضن لمختلف أنواع القمع وأشكال الانتهاكات والإذلال، كما تحدثت عن وجود آلاف القصص المؤلمة التي تجسد حجم تلك المعاناة التي يعشنها في مناطق السيطرة الحوثية.

كما كشف تقرير حقوقي آخر عن ارتكاب مليشيا الحوثي انتهاكات جسيمة بحق 1181 مختطفة يمنية، تنوعت ما بين القتل والتعذيب والإخفاء والتشويه والعنف الجنسي والاغتصاب، مؤكدا أن تلك الانتهاكات ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

جاء ذلك في تقرير لـ"تكتل 8 مارس من أجل النساء"، و"تحالف نساء من أجل السلام في اليمن"، ومنظمة "مكافحة الإتجار بالبشر"، و"الائتلاف اليمني للنساء المستقلات".

وذكر التقرير أن "مليشيات الحوثيين ومنذ الوهلة الأولى لانقلابها في سبتمبر 2014 عمدت بكل الطرق لنزع الحماية عن النساء فمورست انتهاكات جسدية بحقهن وصلت حد القتل والاعتداء الجسدي والاختطاف والعنف الجنسي".

وأشار التقرير إلى أنه "بعد أحداث الثاني من ديسمبر 2017 التي أفضت إلى مقتل الرئيس السابق وقيادات في حزب المؤتمر، تعاظمت الانتهاكات بحق النساء وبات هناك استهداف ممنهج وموجه ضدهن من قبل الحوثيين".

وأوضح أن "عدد المعتقلات في سجون الحوثيين بلغ 1181 معتقلة"، لافتا إلى أنهن "تعرضن لانتهاكات مختلفة، منها 274 حالة إخفاء قسري، و292 معتقلات من الناشطات الحقوقيات والقطاع التربوي والتعليمي، و246 حالة للعاملات في المجال الإغاثي والإنساني".

وأكد التقرير توثيق "71 حالة اغتصاب و4 حالات انتحار في سجون المليشيات".

ونوه إلى أن "عدد المعتقلات تحت سن 18 بلغ أكثر من 293 حالة، بالإضافة إلى توثيق عشرات الحالات لأطفال من الذكور والإناث تم احتجازهم مع أمهاتهم المعتقلات، ومن بين المعتقلات 8 نساء ينتمين للطائفة البهائية".

وأكد التقرير أن المختطفات المعتقلات تعرضن "لكافة أنواع التعذيب الجسدي من ضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية وصفع وإيقاف التنفس بخنقهن وإغراقهن في الماء إضافة إلى التعذيب اللفظي كالإهانة والاحتقار وتعذيب نفسي بهدف الاعتراف بأشياء لم يفعلنها، إضافة إلى تلفيق التهم الكيدية واللاأخلاقية للمعتقلات (شبكات الدعارة)".

- جرائم وحشية في صنعاء

وفي مايو 2021، كشف تقرير حقوقي عن ارتكاب مليشيا الحوثيين أكثر من أربعة آلاف انتهاك لحقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء خلال الربع الأول من العام 2021 فقط.

وقال التقرير الصادر عن مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة، إن وتيرة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في صنعاء ارتفعت بشكل كبير.

ورصد التقرير 21 نوعا من الانتهاكات والجرائم ما بين قتل خارج القانون وقتل تحت التعذيب واختطاف وإخفاء تعسفي ومحاكمات سياسية وتعذيب ومعاملة قاسية في السجون والاعتداء الجسدي وفرض الإقامة الجبرية، إضافة إلى الانتهاكات لحقوق الطفل والمرأة وتجريف الهوية والتحريض على العنف ونهب المساعدات والتهجير القسري.

وبلغت حالات القتل خارج نطاق القانون (386) حالة، بينما بلغت حالات القتل تحت التعذيب (2) حالات، ووصلت حالات الإصابة إلى (184) حالة إصابة متنوعة.

- إعدام 9 أبرياء من أبناء تهامة

في يوم 18 سبتمبر 2021، كان اليمنيون على موعد مع أبشع جريمة ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية في العاصمة صنعاء، حيث أعادت إلى الأذهان الإعدامات الميدانية التي كان يرتكبها الأئمة السلاليون بحق اليمنيين.

لقد أعدمت مليشيا الحوثي تسعة أشخاص من أبناء تهامة تتهمهم بالمشاركة في قتل القيادي في المليشيا صالح الصماد، وجرى الإعدام وسط العاصمة صنعاء في ظل إجراءات أمنية مشددة وانتشار واسع لمسلحي المليشيا، وتم إعدام الضحايا بعد سنوات من تعذيبهم في السجون والمحاكمات الهزلية، وتسبب التعذيب في السجون بشلل لطفل ممن أعدمتهم المليشيا، كما توفي شخص آخر تحت التعذيب ممن اتهمتهم المليشيا بذات التهمة الكيدية، وهي تهمة الهدف منها التغطية على الصراع بين أجنحة المليشيا، ويأتي مقتل الصماد ضمن صراع أجنحة المليشيا.

- جرائم في مأرب بحق النازحين والمدنيين

منذ أكتوبر 2021، ازدادت وتيرة الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثيين بحق النازحين والمدنيين في محافظة مأرب بشكل هستيري، وهي جرائم فاقت في وحشيتها جرائم أكبر التنظيمات الإرهابية مثل تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، خصوصا في مديرية العبدية بعد ما يقارب شهر من حصارها ثم اقتحامها، ومن بين الجرائم التي ارتكبتها هناك: التصفيات والإعدامات الميدانية التي طالت حتى الأطفال وكبار السن والجرحى والمختلين عقليا، بالإضافة إلى الاختطافات العشوائية وتحويل المباني الحكومية إلى سجون ومعتقلات يتم فيها تعذيب السجناء بوحشية.

كما واصلت المليشيا قصف مخيمات النازحين والأحياء السكنية في مدينة مأرب ومحيطها بواسطة الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، وتسبب ذلك بقتل وجرح عدد كبير من المدنيين بينهم نساء وأطفال، كما تسبب ذلك في إجبار آلاف المدنيين على الهروب من بعض مديريات المحافظة باتجاه مدينة مأرب في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد.

وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، إن أكثر من ثمانية آلاف أسرة نزحت من مديريات مأرب الجنوبية جراء تصاعد القتال منذ مطلع سبتمبر الماضي.

وقد أثار استمرار جرائم المليشيا الحوثية المدعومة من إيران في مأرب وغيرها من المحافظات اليمنية غضبا واسعاً في الأوساط الحقوقية والحكومية، بالتزامن مع دعوات لتدخل أممي ودولي لحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين الذين تكرر نزوحهم مرات عدة بسبب قصف المليشيا لمخيمات النازحين بالمدفعية، خصوصا القريبة من مناطق المواجهات.

- جرائم في الحديدة

وفي نوفمبر 2021، نفذت مليشيا الحوثي الإرهابية حملة اعتقالات وتصفيات في المناطق التي سيطرت عليها في الحديدة، وارتكبت جرائم ترتقي إلى "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" بحق المدنيين في محافظة الحديدة، واعتقلت أكثر من 200 مدني غالبيتهم من الشباب، وأعدمت 4 مدنيين ذبحا في مناطق وقرى في مديريات الحالي والدريهمي والتحيتا ومدينة الصالح، وألقت برؤوسهم في الطرق العامة لترهيب السكان ودفعهم إلى الفرار، في انتهاكات تماثل جرائم تنظيم داعش الإرهابي.

وكشفت وزارة حقوق الإنسان اليمنية توثيق عمليات تعذيب لمدنيين لم يكونوا مشتركين مباشرين في أي أعمال قتالية وكذلك المقاتلين الأسرى وسوء معاملتهم.

وأشارت إلى نزوح وفرار آلاف المدنيين خوفا من الأعمال الانتقامية للحوثيين، وحذرت من خطورة وجسامة الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية في الحديدة، وطالبت المجتمع الدولي بتصنيف مليشيا الحوثي "جماعة إرهابية" وملاحقة قادتها ووضعهم على لائحة العقوبات الدولية.

كلمات دالّة

#اليمن