الخميس 18-04-2024 16:08:55 م : 9 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تأييد الإصلاح للشرعية.. والثمن الباهظ لمواجهة الانقلاب الحوثي

الثلاثاء 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 الساعة 12 صباحاً / الإصلاح نت-خاص- زهور اليمني

 

التجمع اليمني للإصلاح حزب سياسي مدني، عابر للطائفية والقبلية والمذهبية، صاحب الباع الأكبر في نشر الفكر الوسطي، والحاضنة المجتمعية والتربوية والفكرية والسياسية للشعب اليمني، بينما الحوثيون جماعة طائفية سلالية إقصائية، وصل الإقصاء لديها إلى صفوف السلالة ذاتها مايؤجج الصراع بداخلها، وهي ترفض أي حزب سياسي ذو مشروع وطني جمهوري.

عمل الحوثي منذ اليوم الأول لانقلابه على السلطة على إزاحة الإصلاح من أمامه، وتجريف العملية السياسية والقضاء على التعددية وضرب الاستقرار السياسي، وإشاعة الأفكار الظلامية والكهنوتية ذات الصلة بخرافة الاصطفاء والحق الإلهي المقدس لعائلة تدعي أن الله فوضها لحكم العالم والتحدث باسم السماء!!

زجت مليشيا الإرهاب الحوثية بالآلاف من كوادر الحزب، بينهم عشرات القيادات، في السجون السرية التابعة لها في العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها، حتى بات قادته وأعضاؤه بين قتيل ومعتقل وملاحق.

122 مختطفا من الإصلاح خلال أسبوع:

في أحضان ميليشيات الحوثي خُلقت وترعرعت جريمة اختطاف الخصوم والمعارضين، ففي غضون أيام قليلة من هيمنة تلك الميليشيات على المشهد اليمني، غدا اختطاف أعضاء حزب الإصلاح ظاهرة يومية تتنامي بشكل هستيري، وتتسع رقعتها باتساع المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.

وعلى خلفية تلك الجرائم ذكرت تقارير حينها أنه في الأسبوع الأول من شهر أبريل 2015، اختطف الحوثيون (122) من قيادات وأعضاء حزب الإصلاح وناشطيه.

وفي 2 أبريل، اختطفت المليشيات عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح الشيخ محمد حسن دماج ونجله الحسين من منزلهما، حينها ذكر تقرير لمنظمة العفو الدولية، أن نجل دماج قال إن والده اتصل به في 18 أبريل وأخبره بأنه مُعتقل في مستودع للأسلحة في جبل نقم، الذي تُشن عليه غارات جوية من قبل دول التحالف.

في 3 أبريل تم اختطاف رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح بمحافظة إب أمين ناجي الرجوي رحمه الله، بعد أن تم استدعاؤه إلى إدارة أمن محافظة إب بحُجة مناقشة بعض المشاكل التي تهم المحافظة، وتم اختطافه إثر وصوله.

وفي 21 مايو، قتل الرجوي في أحد معتقلات الحوثيين كدرع بشري، في غارة لقوات التحالف بجبل هران محافظة ذمار بمركز الرصد الزلزالي.

وفي 4 أبريل، اختطف مسلحون حوثيون محمد قحطان، ممثل حزب الإصلاح في الحوارات التي كان يشرف عليها المبعوث الأممي جمال بنعمر بين القوى السياسية والحوثيين، في نقطة السحول بمحافظة إب وهو في طريقه إلى عدن للقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتم إخفاؤه قسريا ولا زال مصيره مجهولا حتى يومنا هذا، يكابد لظى الظلم ويكتوي بنيران الأسى في غياهب زنازين ميليشيات الحوثي.

في نفس اليوم تم اختطاف عضو الأمانة العامة، عبد الجليل سعيد الحميري.

في 5 أبريل، اختطفت المليشيات عضو الهيئة العليا للإصلاح الشيخ حمود هاشم الذارحي رحمه الله، ورئيس الدائرة الإعلامية فتحي العزب، والبرلماني أحمد شرف الدين، والبرلماني علي العنسي، وأمين المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح في محافظة الحديدة محمد الدغبشي، والقيادي الإصلاحي محمد الشرعبي، وعلي زياد، وقاسم القاموص، وأمين إصلاح محافظة صنعاء عبد الكريم مسلي، ورئيس هيئة الشورى للحزب بمحافظة ذمار حسن اليعري رحمه الله، وقد تم اغتياله من قبل الحوثيين بعد خروجه من المعتقل بشهور.

بالإضافة إلى أنه وفي نفس اليوم تم اختطاف عشرات من شباب الإصلاح في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، ومحافظة عمران، والبعض منهم لا زال مخفي قسريا حتى كتابة هذا التقرير.

يُذكر أن القانون اليمني يجرّم حتى على الجهات المختصة في الدولة القيام بالقبض على أي شخص أو حجزه إلا في حالة التلبس أو بتوجيه من القاضي أو النيابة العامة.

نصت المادة (1) من القانون رقم (24) لسنة 1998 بعقوبة الإعدام لكل من تزعم عصابة للاختطاف وبالحبس لمدة لا تقل عن 12 سنة ولا تزيد على 15 سنة لكل من خطف شخصًا وإذا صاحب الخطف أو تلاه إيذاء أو اعتداء كانت العقوبة الحبس مدة لا تزيد على 25 سنة، وذلك كله دون الإخلال بالقصاص أو الدية أو الأرش على حسب الأحوال إذا ترتب على الإيذاء ما يقتضي ذلك كما نصت المادة (2) من نفس القانون.


مداهمات واقتحامات يوم واحد:

أما اقتحام المنازل ومقار الحزب ونهبها فقصة أخرى ترويها الأرقام التي أوردتها التقارير الحقوقية.

بحسب مركز صنعاء الحقوقي -في أول تقرير له حينها- ذكر أن المليشيات الحوثية ارتكبت (159) انتهاكاً خلال 24 ساعة في صنعاء (أبريل 2015)، حيث بلغت الاختطافات (122) من قيادات وأعضاء حزب الإصلاح وناشطيه، كما تم مداهمة واقتحام (17) منزلاً، وتسعة مقرات تابعة لحزب الإصلاح، ونهب خمس من منظمات المجتمع المدني، وستة مساكن طلابية.

ووفقا للتقرير فقد تم اقتحام منزل رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي، واختطاف نجله صهيب، وكذا منزل الأمين العام للاصلاح الأستاذ عبد الوهاب الآنسي، كما تم اقتحام منزل عضو الهيئة العليا الشيخ عبد المجيد الزنداني، وتمركزت المليشيات فيه، ومنزل رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح زيد الشامي، ومنزل رئيس دائرة التعليم بالحزب الدكتور عبد الوهاب الديلمي، ومنزل وكيل وزارة الأوقاف رئيس الدائرة السياسية في المكتب التنفيذي محمد الأشول، واختطفوا أفراد حراسته.

كما ذكر التقرير أن المليشيات اقتحمت في نفس اليوم منزل النائب البرلماني ورئيس الدائرة الاجتماعية للحزب عبد الله صعتر، ومنزل عضو الهيئة العليا للحزب الشيخ حمود هاشم الذارحي، وحسن اليعري، ورئيس هيئة الشورى للحزب بمحافظة ذمار، كما تم اقتحام منزل رئيس الدائرة القانونية بالتجمع محمد ناجي علاو، واختطاف سبعة أشخاص كانوا فيه، كما تم اقتحام منازل عدد من البرلمانيين وعشرات من أعضاء الحزب ومؤيديه.

وذكر مركز صنعاء الحقوقي أنه تم اقتحام مساكن طلابية خاصة بحزب الإصلاح، منها سكن طيبة وسكن جامعة العلوم (1) وسكن جامعة العلوم (2) وسكن جامعة العلوم (3) وسكن جامعة العلوم (4) وسكن جامعة العلوم (5).

كما تم اقتحام مقرات الحزب والاستيلاء عليها، بعد اعتقال كل من كان متواجدا فيها، حيث تم اقتحام المكتب التنفيذي للتجمع بأمانة العاصمة، ومقر الحزب في صنعاء القديمة ومقر الفرع 5 و7، ومقرات الإصلاح بالدائرة 12 و13 و14و19 وأربعة مقرات للحزب في مديرية معين.

كما تم اقتحام معهد الإصلاح بشارع الستين بصنعاء، ومقر طلاب الحزب بكلية التربية بشارع الرباط.

الإصلاح دفع الثمن غاليا لتأييده للشرعية:

كانت مواقف الإصلاح في كل محطات اليمن السياسية واضحة في دعم الشرعية الدستورية، باعتبارها المظلة التي يتوافق عليها اليمنيون بكافة توجهاتهم الفكرية والسياسية والاجتماعية، لذا كان في مقدمة المجتمع اليمني الذي دفع ثمناً باهظا جراء انقلاب الحوثي على السلطة، ولا زال عدد من كوادره في زنازين المليشيات ويتعرضون لأبشع صنوف التعذيب، ومنهم مشردين ومطاردين خارج مناطقهم ووطنهم.

الدكتور المحاضر في كلية الآداب جامعة صنعاء (ع. د) تحدث حول هذا الموضوع قائلا: "رغم أن الهدف الكبير للانقلاب كان هو الانقضاض على النظام الجمهوري بدرجة رئيسية، لكن لم يكن إعلان منفذي الانقلاب أن حزب الإصلاح عدو لهم سوى إحدى التغطيات المكشوفة لهدف الانقلاب الواضح والصريح في إسقاط الدولة والجمهورية، وإعادة حكم الإمامة بكل أبعادها السياسية والثقافية، لذا لم يكن تأييد التجمع اليمني للإصلاح واصطفافه خلف الشرعية في مواجهة انقلاب ميليشيات الحوثي، ومشروعها الحالم بعودة الإمامة وتحويل اليمن إلى مجرد تابع للمشروع الإيراني موقف عابر خالٍ من التبعات، بل كان التزاماً وطنياً أثبت فيه الإصلاح مدى صلابة موقفه الوطني الرافض للانقلاب ومليشيات العنف والتطرف، ومساندته للدولة ومؤسساتها".

وأضاف: "لقد وجد حزب الإصلاح نفسه في قلب معركة مكشوف الظهر منذ لحظة الانقلاب الأولى.. صحيح أن الإصلاح استطاع أن يتجنب جره إلى معركة خارج حدود وظيفته الحزبية والمدنية، لكن سقوط اليمن كله في أيدي منفذي الانقلاب لم يدع أمام الإصلاح من خيار إلا العودة إلى تصدر مشهد المقاومة اليمنية من جديد، فبادر لتأييد قرار عاصفة الحزم من بين كل القوى السياسية المشاركة في الحكومة الشرعية، ووجد الإصلاح نفسه في قلب المعركة المصيرية ليس لليمن وحدها بل للمنطقة كلها، فرمى بكل ثقله في قلب معركة وطنية كبيرة ومصيرية تحمّل شباب الإصلاح في الجبهات نصيبهم الأكبر منها في مقاومة الانقلاب.

وأضاف: "لقد أدرك الإصلاح وقيادته أن التحرر واستعادة اليمن ودولته له ضريبة باهظة، فقدم الكثيرون أرواحهم رخيصة في سبيل الوطن وحرية وكرامة الشعب اليمني، فسطروا بدماء قيادات من مختلف المستويات معركة تحرير اليمن ومواجهة مخلفات الإمامة، وما أنتجته من إجرام وإرهاب فاق كل التصورات".

كلمات دالّة

#اليمن