السبت 20-04-2024 01:27:50 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

التجمع اليمني للإصلاح.. انتماء للوطن وولاء للجمهورية

الأحد 12 سبتمبر-أيلول 2021 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت-خاص / عبد العزيز العسالي

 

الإقصاء الديمقراطي:

واحدة من كبريات المحن السياسية والثقافية التي دوخت الشعب العربي، خصوصا تلك الشعوب التي اختارت النظام الجمهوري الديمقراطي بما فيها الشعب اليمني، إنها محنة دعوى النظام الجمهوري الديمقراطي، إنه أسوأ أنواع الفصام بين النص الدستوري والتطبيق النقيض 100%!

ومن يقرأ كتاب "الاستبداد الديمقراطي" لعصمت سيف الدولة، رحمه الله، يجد معالم الفصام بارزة واضحة.

وكذلك ورقة العمل لنفس الكاتب والتي قدمها إلى ندوة "أزمة الديمقراطية في الوطن العربي" منتصف الثمانينيات، والورقة محملة بعجائب الفصام والإقصاء الديمقراطي وطغيان الفردية، وإليك أخي القارئ جملة واحدة فقط قال فيها: تم تعديل دستور مصر 9 مرات خلال 15 عاما- فترة حكم عبدالناصر، وكانت التعديلات كلها تصب في خدمة فردية الرئيس.

وتفاديا لهجوم سدنة الصنمية السياسية- ليبراليين، وماركسيين وقوميين، قال سيف الدولة معللا ذلك الإقصاء الديمقراطي بأنه كان طبيعة المرحلة.

ولا ندري ما مقصود فيلسوف الثورة القومية؟ هل كان الشعب قاصرا فاستحق الوصاية؟ لقد تكرس الاستبداد باسم الديمقراطية دون خجل، فتمزقت الهوية العربية وتلاشت، كيف لا وقد تم دفن التاريخ العربي الإسلامي واستدعاء ثقافة عصور ما قبل الإسلام بأنها الهوية العربية، وتلك هي طبيعة العقل المستهلك والمنبهر بثقافة الغير.

روّاد الثورة اليمنية:

تمكن جيل الرواد ثورة الـ26 من سبتمبر من التنصيص على مرجعية الإسلام وذلك في المبدأ الأول من مبادئ الثورة والذي نص على: التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم وطني ديمقراطي مستمد من روح الإسلام الحنيف.

إننا نزجي جزيل الامتنان والشكر بكل اللغات لأولئك الرجال إزاء موقفهم الوطني الرافض للتقليد الأعمى والواعي بأهمية الحفاظ على قيمة الهوية والانتماء للوطن اليمني أولا، والعربي ثانيا، والإنساني ثالثا.

غير أن ذلك الموقف اليمني الريادي لحقه الفصام، شأن بقية الدساتير العربية.

روّاد الانتماء الوطني:

للمرة الثانية، نسجل الشكر وجزيل الامتنان للرعيل الثاني رواد "الانتماء الوطني" خلال العقود التالية لثورة الـ26 من سبتمبر وسط أجواء ملبدة بالضبابية الليبرالية اليسارية والعلمانية، إلى جانب معضلة الجهل المخيم على غالبية شعبنا جراء قرون طويلة من العزلة التي فرضتها السلالية العنصرية.

الجدير ذكره أن المبدأ الأول لثورة الـ26 من سبتمبر كان المرتكز المحوري للحفاظ على الهوية والانتماء الوطني والحفاظ على النظام الجمهوري في آن.

ضريبة الانتماء الوطني

طريق الانتماء الوطني لم يكن مفروشا بالورد كما يقال، شأن الحفاظ على النظام الجمهوري وسط أعتى الأعاصير.

لقد تم كيل الاتهامات المختلفة أبرزها تهمة الرجعية لأولئك الرجال النماذج المتشبثين بهوية الانتماء الوطني بثبات متفرد ووعي راشد وثقة تامة بانقشاع الضبابية التي لبّدت الأجواء حد التعكير ثقافيا وسياسيا واجتماعيا.

احتدمت المواجهة:

تعددت أسلحة المواجهة في مواجهة المد الماركسي- الخطاب أولا، لكن المد الماركسي فجرها حربا داخلية، فانطلق رواد الانتماء الوطني بسلاح الكلمة والبندقية إلى جانب الدستور دفاعا عن الهوية والانتماء الوطني والنظام الجمهوري.

رغم طول المعركة واختلاف وسائلها، لكن لم تلِن قناة حماة الهوية الوطنية وإنما واجه أولئك المغاوير كل حركات الابتلاء بالوجه التعبدي المناسب، وبمرور السنين تتجذر حقائق الانتماء الوطني وتزداد وضوحا.

الجدير ذكره أن تلك التجليات الوطنية كانت تشق طريقها كما قلنا بصعوبة بالغة، ذلك أن الأنظمة المتعاقبة بعد قيام الجمهورية طيلة خمسة عقود لم تقم بدورها الثقافي تجاه الولاء الوطني بل والنظام الجمهوري، بل إنه في العقود الثلاثة الأخيرة اتجه الأمر نحو الأسوأ- سقوط سياسي في كل اتجاه.

الولاء للجمهورية:

ها هو التجمع اليمني للاصلاح يتوج تاريخه الزاخر بالولاء للنظام الجمهوري وترسيخا وتجذيرا للانتماء الوطني عقيدة وشريعة وسياسة وثقافة بالكفاح المسلح وسيلة في مواجهة المليشيا الإرهابية المنقلبة على الشرعية الدستورية وخيار الشعب اليمني.

وها هو المواطن اليمني في الداخل والخارج بل والمواطن العربي يسمع بل ويشاهد بكلتا عينيه أرتالا من أعضاء التجمع اليمني للإصلاح ومعهم الشرفاء من أبناء الشعب يسجلون صحائف من نور، بل وينحتون تاريخ الإصلاح في الصخر الصلد الصّوان، دفاعا عن النظام الجمهوري.

بل إن معتقلات المليشيا الإرهابية تعج بقرابة 38 ألف معتقل دونما ذنب سوى أنهم آمنوا بكرامة المواطنة المتساوية في ظل النظام الجمهورية ودافعوا عن قيم الانتماء الوطني بسلاح الكلمة والبندقية، مرابطين في جبهات الشرف والبطولة مع شرفاء الوطن، رابطين على بطونهم الحجارة حفاة تحت سياط الشمس اللاذعة وصقيع برد الشتاء بصمود أسطوري في ظل انقطاع لرواتبهم طيلة شهور فرضتها السلالية بجيش العائلة المفسدة في الأرض.ولو أعدنا النظر في عدد الشهور التي تقاضوا فيها رواتب ما بلغت عدد أصابع اليدين.. صمود نادر، رغم مرور 9 أشهر من العام 2021 دون رواتب.

هل نتحدث عن مئات المنازل الخاصة بالإصلاحيين وغيرهم من الوطنيين التي فجرتها المليشيا الإرهابية؟ إن التجمع اليمني للإصلاح يفاخر ويعتز كل الاعتزاز إزاء ما يقدمه من تضحيات جسام ولسان حاله يردد
ما قاله الشاعر محمد سعيد جراده رحمه الله:

كم تعذبت في سبيل بلادي؟
وكم تعرضت للمنون مرارا؟
وها أنا اليوم في سبيل بلادي
أبذل الروح راضيا مختارا

إنها سمات كل الوطنيين الأحرار الذين تشربوا الانتماء الوطني والولاء للجمهورية، كما تشربوا عقيدة التوحيد المرتكز الأول للحرية وتحرير الروح.
إن الإصلاح يجسد حقيقة الإيمان بكرامة الإنسان والمواطنة المتساوية دينيا ودستوريا، ولا غرابه فتلك هي التربية الإسلامية الصحيحة.

وها هو الشاعر الفذ فؤاد الحميري والذي يترجم حقيقة التجمع اليمني للإصلاح- حرفا ومعنى ومواقف:

عنواني الإصلاح إن هم أفسدوا
وأنا التجمع إن أتوا بالفرقةِ
ما كاد وغد للبلاد وأهلها
إلا وكنت خصمه في الساحةِ
كم باحث عن منصب قاسمته
حقي.. لأني باحث عن دولةِ!

إن التجمع اليمني للإصلاح ترجم ولا زال يترجم أقواله في أفعال، ولسان حاله يقول:
والدعاوى إن لم يقم عليها بيناتً
أبناؤها أدعياءْ

وليس أخيرا، أود أستشهد بالأبيات التالية لأمير الشعراء التي توضح بقوة ما يخلّده التاريخ من حقائق ناصعة هي أوسمة الشرفاء قائلا:

وليس الخلد مرتبة تُلقّى
وتؤخذ من شفاه الجاهلينا
ولكن منتهى همم كبار
إذا ذهبت مصادرها بقينا
وسر العبقرية حين يسري
فينتظم الصنائع والفنونا
وآثار الرجال إذا تناهت
إلى التاريخ خير الحاكمينا
وأخذْك من فم الدنيا ثناء
وتركك في مسامعها طنينا

فائق التحايا للتجمع اليمني للإصلاح وكل الشرفاء حملة راية الانتماء الوطني والولاء بل والموت في الحفاظ على الجمهورية وإرادة الشعب.

عاش الإصلاح مجسدا للقيم الوطنية، عاش كل الوطنيين الشرفاء، الرحمة والخلود والمجد للشهداء، الشفاء للجرحى، النصر للوطن، ولا نامت أعين الأدعياء، الاندحار والذل للمليشيا الإرهابية.

كلمات دالّة

#اليمن