الخميس 12-12-2024 14:25:45 م : 11 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار

المسؤولة السياسية في دائرة المرأة بإصلاح تعز سارة قاسم لـ"الإصلاح نت": للمرأة الإصلاحية دور كبير في مواجهة الانقلاب الحوثي وتطبيع الحياة في مدينة تعز

الإثنين 05 يوليو-تموز 2021 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت – خاص
 

 

قالت المسؤولة السياسية في دائرة المرأة بالتجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز، سارة قاسم هيثم، إن المرأة اليمنية وفي مقدمتها المرأة الإصلاحية، تصدرت مواجهة الانقلاب واستعادة الدولة ومواجهة ما يهدد مكتسبات ثورتي سبتمبر وأكتوبر وحاضر ومستقبل اليمن.

وأوضحت في حوار مع "الإصلاح نت" أن هذه الأدوار تنوعت في المجال الفكري للتصدي للفكر الحوثي الدخيل على مجتمعنا اليمني أو المجال السياسي والإعلامي والاجتماعي والإغاثي، كما أن لها دور بارز في الجانب اللوجستي لدعم ورفد المقاومين.

وأشارت قاسم إلى ما تشهده تعز من حراك شعبي، واعتبرته علامة مهمة جدا تدل على يقظة المجتمع وصحته.

ودعت كل المكونات السياسية والاجتماعية في اليمن إلى ضرورة العمل وفق مبدأ الاختلاف وقبول الآخر، من أجل لملمة الشتات ومواجهة التحديات المحدقة.

نص الحوار:

• في البداية أين وصلت المرأة الإصلاحية؟

- بداية أشكر لكم إتاحة هذه الفرصة لتسليط الضوء على دائرة المرأة في التجمع اليمني للإصلاح وفي محافظة تعز وأنشطتها في محافظة تعز..
كان دور المرأة في الإصلاح محدودا ثم تدرجت المرأة الإصلاحية في العمل الحزبي فتم إشراكها في اللجنة التحضيرية وفي الهيئة التأسيسية ثم في الأمانة العامة كمكتب ملحق، وحين استمر تفاعل المرأة واتساع قاعدة العمل حتى وصل إلى أصغر وحدة تنظيمية في المركز والشعبة، تم إنشاء مكتب في الأمانة العامة للإصلاح يسمى "مكتب المرأة"، ثم تطور إلى القطاع النسائي، وبناء للتوسع التنظيمي والكمي والقيادي في قطاع المرأة استوجب ذلك استحداث دائرة المرأة كإحدى دوائر الأمانة العامة للإصلاح وفروعها في المحافظات والمديريات والفروع.

• كيف تمارس المرأة الإصلاحية نشاطها الحزبي؟

- تمارس المرأة الإصلاحية نشاطها من منطلق أهمية الدور الذي يجب عليها القيام به سواء أكان تربويا أو إعلاميا أو سياسيا أو اجتماعيا... إلخ، وبالتالي حرص الحزب على تأهيلها وفق منهجية تنظيمية معلومة لإكسابها المهارات المطلوبة لتتصدر المسؤولية بجدارة وحسن الأداء، وبالتالي تصبح المرأة الإصلاحية عضوا فعالا في المجتمع قادرة على التفاعل بشكل جيد في محيطها الاجتماعي وهذا ما كان.
ودائرة المرأة في إصلاح تعز تسير في مهامها التنظيمية والحزبية بشكل متوازي ومتكامل مع المكتب التنفيذي للمحافظة.

• لعبت المرأة الإصلاحية بتعز خصوصا والمرأة التعزية عموماً أدواراً كبيرة خلال السنوات الماضية في معركة إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وقدمت تضحيات جسيمة.. هل يمكن أن تذكري أبرز ما قدمته من مواقف وأدوار وطنية؟

- منذ اندلاع الحرب التي أرغمنا عليها بفعل الانقلاب الغاشم من قبل جماعة الحوثي، لم يكن للمرأة اليمنية عموما والإصلاحية خصوصا أن تقف موقف المتفرج تجاه ذلك العدوان الكهنوتي الغاشم الذي هدد مكتسبات ثورتي سبتمبر وأكتوبر وهدد حاضر ومستقبل اليمن، فتصدرت المرأة لمواجهة ذلك الانقلاب أولا بفهم عميق لخطر ذلك الانقلاب وإيمانا منها بعدالة القضية الوطنية لليمن، وثانيا في استعادة الدولة من الانقلاب الذي هو امتداد للمشروع الإيراني يهدد المنطقة فتعددت تلك الأدوار وتنوعت أشكالها سواء في المجال الفكري للتصدي للفكر الحوثي الدخيل على مجتمعنا اليمني أو المجال السياسي والإعلامي والاجتماعي والإغاثي، كما أن لها دور بارز في الجانب اللوجستي لدعم ورفد المقاومين بكل ما يحتاجونه للتصدي لهذا الانقلاب، كما لها دور وطني بارز في مساعدة الجرحى وأسر الشهداء.

• ما أهم الصعاب التي تواجه العمل النسوي الحزبي في تعز؟

- أشد ما يواجه العمل النسوي من صعاب هي الحرب والحصار وما أفرزته من تداعيات على الصعيد الاجتماعي والسياسي والأمني والاقتصادي. وبالتالي نسعى في دائرة المرأة إلى العمل وفق ما هو متاح في ظل الحصار الذي قسم المحافظة ويصعب معه العمل ثم نواجه تحديات اجتماعية من جراء وضع اجتماعي تشكل بسبب الحرب من عدم استقرار أثّر بشكل كبير في إحداث شرخ في البنية الاجتماعية لمحافظة تعز وانفلات في بعض الجوانب، وبالتالي نسعى إلى معالجة تلك التداعيات والاختلالات عبر برامج وطنية اجتماعية تربوية.

• كان الإصلاح ولا يزال على رأس القوى السياسية في المحافظة التي واجهت المشروع الحوثي والمشاريع الصغيرة والدفاع عن المشروع الوطني، ما دور المرأة في هذا المضمار؟

- نعم كان للمرأة الإصلاحية دور مركز في مواجهة الانقلاب، كذلك بعد دحر الحوثي من مديريات المدينة كان دورها مستمرا في مواجهة الظواهر الخارجة عن سلطة القانون وفي تطبيع الحياة في مدينة تعز وتمكين مؤسسات الدولة ودعم تلك المؤسسات التي من شأن تقويتها تلقائيا ستختفي كل المشاريع الصغيرة، والظواهر المنفلتة، وبالتالي تحقق ذلك بنسب متفاوتة ولا يزال دورها مستمر في ذلك.
حقيقة كان دور المرأة سواء الدور الفردي أو الجماعي أو عبر المبادرات أو المؤسسات في هذه المعركة كان دورها مفاجئا لقيادة الإصلاح ولكل المعنيين سواء في تعز أو خارجها حيث بادرت المرأة الإصلاحية بدون أي تردد للتصدي ومواجهة الانقلاب وبقدراتها المتاحة وسخرت كل إمكانياتها في هذه المواجهة لتقف بكل جدارة مع الرجل كتفا بكتف في صف واحد ومرصوص لمواجهة الحرب والحصار وتداعياتهما على تعز في مجالات عدة والذي لا يزال حتى اليوم.
كما أن الدور السياسي والإعلامي لا يقل أهمية عن كل ذلك فسعت المرأة الإصلاحية إلى إبراز حقيقة التهديد الحوثي وتصدر المشاريع الضيقة المهددة لتعز من خلال أنشطتها السياسية والإعلامية ومن خلال دائرة التوجيه والإرشاد سعت المرأة الإصلاحية في كشف حقيقة الفكر الحوثي وخطره على حاضر ومستقبل اليمن وهذا بلا شك شكل وعيا مجتمعيا والتفافا حول أهمية مواجهة الانقلاب مع أهمية تواجد مؤسسات الدولة ودعمها وتمكينها.

• حدثينا عن معاناة المرأة بشكل عام في تعز في ظل استمرار الحصار الخانق وجهود رفع الحصار.

- مما لا شك فيه أن الحصار على تعز لأكثر من ست سنوات بالإضافة إلى القصف المتكرر من قبل مليشيات الحوثي على أحياء المدينة المختلفة كل ذلك شكل عبئا ثقيلا على المرأة كونها أم وربة بيت أو أخت أو... إلخ، فكانت معاناتها مضاعفة إذ تحملت الجزء الأكبر من تداعيات ذلك العدوان الحوثي وحصاره على تعز في شتى مناحي الحياة ومع ذلك لم تستسلم بل تماسكت وعملت بكل طاقتها وإمكانياتها للتأقلم مع الوضع الجديد والتموضع في مواجهة أعباء الحياة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ومع استمرار الحصار وتداعياته للسنة السابعة على التوالي صار لزاما على كل القوى الإقليمية والمحلية والدولية العمل على رفع هذا الحصار ومعالجة كل الأضرار المترتبة عليه.

• كيف تقيمون الدور الأممي في مسألة رفع الحصار عن تعز؟

- المشكلة الكبرى التي يعاني اليمن منها هي الانقلاب العسكري الذي تجرمه كل مواثيق الأمم المتحدة والقوانين المحلية والدولية ووفقا لكل تلك المرجعيات الدولية يشكل هذا الانقلاب -بلا شك- تهديدا للأمن والسلام في المنطقة، فعوضا عن مواجهة الانقلاب من قبل الدور الأممي تتجه -بكل أسف- إلى الغوص في قضايا داخلية تفصيلية وبالتالي تحرف البوصلة عن إنهاء الانقلاب إلى تقزيم القضية، وتجزئتها إلى قضايا ثانوية كقضية الحديدة ومينائها واتفاقية ستوكهولم. للأسف كان الدور الأممي ولا يزال بعيدا عن تطلعات اليمنيين في إنهاء هذا الانقلاب وإنهاء المعاناة الإنسانية، وفي مسألة رفع الحصار عن تعز كان يكفى لإنهاء معاناة المدنيين في دور حقيقي وصادق لإنهاء الانقلاب وعودة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا إلى صنعاء ورعاية استكمال المرحلة السياسية الانتقالية، وبالتالي ومن خلال متابعتنا لجولات المفاوضات المختلفة لم نلمس دورا أمميا صادقا وحقيقيا تجاه حصار الحوثي لتعز، وإذا ما قيمنا ذلك الدور من خلال مواثيق الأمم المتحدة فيما يخص القوانين الدولية أثناء النزاع أو مواثيق حقوق الإنسان أو غيرها سنجد خذلانا وضعفا، وبالتالي يجب على الجانب الأممي تطبيق كل تلك المواثيق التي بلا شك تجرم هذا الحصار، وبناء عليه إرغام قوى الانقلاب على فك الحصار عن المدنيين، لذلك نوجه رسالة من خلال هذا الحوار إلى هيئة الأمم المتحدة ونحملها المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية في استمرار هذا الحصار وتداعياته الإنسانية الخطيرة من قصف دائم على المدنيين ومعاناة إنسانية على كل الصعد التي لا نجد لها أي مبرر سوى انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وفي الحق في الحياة.

• كيف أسهمت المرأة في تعز عموماً والمرأة الإصلاحية خصوصاً في التخفيف من تدهور الوضع الإنساني؟

- كان دور المرأة اليمنية في تعز في التخفيف من تدهور الوضع الإنساني دورا مميزا ومقدرا وكانت المرأة الإصلاحية لها دورها في هذا المضمار حيث سعت إلى إنشاء المبادرات والمؤسسات المختلفة والتي سعت من خلالها في تنفيذ المشاريع الهادفة للتخفيف من وطأة الحرب سواء أكانت إغاثية أم تعليمية أو تنموية، وكان دورها الملموس والمتميز في مساندة أسر الشهداء والجرحى من كفالة الأيتام ومعالجة الجرحى وتسفيرهم للعلاج في الخارج
ونذكر هنا تحديدا دور المرأة الإصلاحية في إقامة المبادرات التعليمية حيث توقفت العملية التعليمية تماما بعد اندلاع الحرب ويعود الفضل لعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة إلى تلك المبادرات التعليمية التي أسستها المرأة الإصلاحية وكانت باكورة العمل الإنساني، وقد سعت من خلال ذلك إلى إعادة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، وكان ذلك سببا مباشرا في فتح المدارس ومحاولة تطبيع الحياة التعليمية في تعز و هذا ما تحقق فعلا والحمد لله.

• ما هي مطالب المرأة والناس عموما في تعز من الحكومة والأحزاب والمجتمع الدولي؟

- مطالب المرأة والناس عموما في تعز واليمن بشكل عام هو إنهاء هذا الانقلاب الغاشم ورفع الحصار وإنهائه، ومحاكمة المتسببين بذلك دوليا ومحليا وتحقيق العدالة الانتقالية والعودة إلى ما توافق عليه اليمنيون في وثيقة مؤتمر الحوار الوطني، واستكمال المرحلة السياسية الانتقالية للخروج باليمن من نفق الحرب والصراعات إلى بناء اليمن الاتحادي الجديد، وبالتالي تأمل المرأة من الحكومة الشرعية والأحزاب السياسية وكل المكونات اليمنية والاجتماعية الالتفاف نحو تحقيق هذه التطلعات لليمنيين والنأي بأنفسهم عن كل المناكفات والكف عن الارتهان لمشاريع خارجية لا تخدم الوطن بل تسعى إلى تفتيته، ونأمل من الحكومة الشرعية أن تكون على قدر المسؤولية التاريخية والدستورية والأخلاقية وتأخذ الأمر بقوة تحت هدف استعادة الدولة اليمنية وتجمع كل تلك المكونات اليمنية تحت مظلتها على أسس وطنية جامعة وشاملة والالتفات نحو إنهاء الانقلاب وبناء اليمن الاتحادي الجديد.

• في الآونة الأخيرة شهدت تعز احتجاجات شعبية ضد الفساد والمطالبة بعزل الفاسدين.. ما دوركم في هذا؟

- ما نراه من حراك مجتمعي ضد الفساد والفاسدين هو علامة مهمة جدا تدلل على يقظة المجتمع وصحته وبالتالي ما تشهده تعز من حراك نحن نؤيده شكلا ومضمونا ونؤيده بقوة، خاصة أن تعز قدمت الكثير من الشهداء والجرحى والتضحيات الجسام في سبيل الوطن ولا زالت تلك التضحيات مستمرة فلا ينبغي لنا أولا كثوار خرجنا ضد نظام فاسد ثم تصدينا للانقلاب أن نسمح أو نقبل بمنظومة فاسدة تتصدر قيادة السلطة المحلية عبر مكاتبها التنفيذية، ونحن إذ نتفهم تداعيات الحرب على كل مؤسسات الدولة في تعز حيث أُفرغت كل المكاتب التنفيذية ومؤسسات الدولة عموما من كوادرها وسرقت محتوياتها ونهبت قواعد بيانات بعض تلك المكاتب ومحاولة السلطة المحلية مع الأحزاب السياسية في 2016 تطبيع الحياة في تعز ببذل الجهود في إعادة تأسيس العمل في تلك المؤسسات من الصفر، قد نتفهم اختلالات تحصل هنا أو هناك بفعل تلك التداعيات لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال وتحت أي ذريعة سواء ذريعة الحرب أو غيرها أن تستمر تلك الاختلالات، ولا يمكن أن نقبل بمنظومة فساد انعكس في انعدام الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصحة ونظافة وغيرها.
أما عن دورنا في هذا المجال فنحن مع الأحزاب المتواجدة نعمل ضمن مجلس مشاورات تعز والعمل وفق سياسات تصب في المسار الخدمي للمجتمع لتحديد مكامن الخلل والفساد وفضح تلك المنظومة وتعريتها والضغط نحو إحالة ملفات الفساد إلى نيابة الأموال العامة عبر الطرق القانونية المحددة ثم البت فيها قضائيا ومحاسبة الفاسدين، ونأمل مع كافة الأحزاب المشاركة مع السلطة المحلية العمل بصدق في اجتثاث منظومة الفساد تلك واستبدالها بما يحقق الحكم الرشيد والحوكمة وتحقيق الشفافية العالية لأجل تحقيق كل الخدمات المطلوبة للمواطنين.

• هل أسهمت دائرة المرأة بإصلاح تعز في تنشيط وتفعيل الحياة السياسية في الآونة الأخيرة، وما أبرز ما تقومون به من أجل ذلك؟

- نعم نسعى في دائرة المرأة إلى التواصل مع كل القيادات النسوية في الأحزاب والناشطات كذلك استطعنا عقد أكثر من اجتماع كان أحدهما موسعا، والآخر لقيادات الأحزاب النسوية، وكان الهدف من تلك اللقاءات هو تقريب وجهات النظر وإزالة الحواجز النفسية والحساسية الحزبية والعمل على توحيد الجهود النسوية في مواجهة الانقلاب الحوثي، وعلى الرغم من العقبات والصعوبات التي واجهتنا ونواجهها نسعى إلى أن يكون لنا دور في الخروج من الأزمات الراهنة وأن يكون للمرأة القيادية دور سياسي موحد تجاه القضايا الوطنية الكبرى وتجاه تعز، فأشد ما نحتاج إليه اليوم هو توحيد كل الجهود والإمكانات، والحمد لله وجدنا تفاعلا كبيرا من قيادات نسوية لأحزاب تعز ومن خلال نشاطنا في مجلس مشاورات تعز الذي يضم قيادات حزبية ونسوية نسعى مع بعض القيادات النسوية إلى أن تكون لقاءاتنا دورية ومستمرة تشمل برامج من خلالها نسهم في خدمة تعز.

• ما الذي تطمح المرأة الإصلاحية في تعز إلى تحقيقه خلال المرحلة المقبلة؟

- نطمح في دائرة المرأة في الإصلاح إلى إنهاء الحصار المفروض ظلما وعدوانا على تعز، واستكمال تطبيع الحياة في تعز والعمل على بناء مؤسسات الدولة وخلق بيئة جديدة من العمل الحزبي خال من الصراعات البينية، كما نطمح مع شركاء العمل السياسي في الأحزاب الأخرى من القيادات النسوية إلى بلورة رؤى وطنية، ثم نسعى إلى ترجمتها عبر برامج تتوافق مع مصالحنا الوطنية، ونأمل من الإخوة في القيادات الحزبية المساندة الفاعلة لهذه الجهود وبما يخدم القضية الوطنية واستعادة الدولة وبناء مؤسساتها والعمل على تحقيق الغاية من وجود الأحزاب والقصد منها خدمة الأوطان عبر برامج تنافسية.

• ما الذي تودين إضافته في نهاية هذا الحوار؟

- نعم أود الإشارة في نهاية هذا الحوار إلى أن التصور الإسلامي -الذي يشكل البعد العقائدي والفكري والثقافي للتجمع اليمني للإصلاح- يقوم على قاعدتين: الأولى، وحدانية الخالق سبحانه وتعالى. والقاعدة الثانية، التعددية في الخلق، فالله تعالى أقام الحياة على قانون الزوجية، حيث قال تعالى: "ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون"، في إشارة واضحة إلى أن الاختلاف سنة من سنن الله في الكون ومن ضروريات الاجتماع البشري، وينبغي علينا أن نحرر مسألة الاختلاف الذي بيننا كأحزاب على تلك القاعدة (وحدانية الخالق وتعدد الخلق)، وقد أطلق الله تعالى على ظاهرة الاختلاف وصف الآية حيث قال: "ومن آياته خلق السمٰوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين"، فالاختلاف يعبر عن ظاهرة التعددية.

كما أن كل الأدبيات والعلوم الإنسانية والمعارف اتفقت على أن الاختلاف يعتبر من أبرز سمات الوجود الإنساني وهو عامل ثراء وخصوبة لا عامل تناحر وعداء، وديننا الإسلامي عرف كل أنواع التعددية عبر تاريخه فهناك التعددية المذهبية والفكرية والحضارية والحركية والحزبية وغيرها، وهنا أدعو كل المكونات السياسية والاجتماعية في اليمن إلى ضرورة العمل وفق مبدأ الاختلاف وقبول الطرف الآخر على اختلافه ولنعلم أنه لا أحد يمتلك الحقيقة المطقة بتاتا والتي يدعي كل طرف ملكيتها إنما بعضنا يمتلك نسبا متفاوتة من الحقيقة وفي ضوء فهم الاختلاف وتفاوت نسب الحقيقة نستطيع لملمة شتات أنفسنا ومواجهة التحديات التي تحدق بنا وبيمننا، وبالتالي جمع الجهود وبلورة الرؤى بين كل المكونات على قاعدة وطنية تصبح أكثر وضوحا وواقعية ولا يمكن تحقيق ذلك وبعضنا مرتهن لقوى خارجية تتربص بنا وبيمننا كل شر، وأوجه رسالة للجميع بأن كفاح ست سنوات وأكثر كافية لمعرفة القصور والأخطاء التي تقع المسؤولة على الجميع في تلافيها وإصلاحها، وأن يتجه الجميع نحو استعادة اليمن من براثن الانقلاب، ولنحتكم إلى صناديق الاقتراع التي ستترجم البرامج السياسية بشكل نافع للوطن والله المستعان.

كلمات دالّة

#اليمن #تعز