الجمعة 29-03-2024 01:42:37 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

رئيسة رابطة أمهات المختطفين أمة السلام الحاج لـ"الإصلاح نت": كثير من النساء يقبعن في سجون الحوثي والانتهاكات بحق المختطفين مستمرة

الأحد 13 يونيو-حزيران 2021 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص / زهور اليمني

 

كان ولا زال هناك أخلاقيات للحرب تكفل الحياة الكريمة للمواطنين، حتى وإن سلبت بعضا من حقوقهم، إلا أن الحوثيين ومنذ اليوم الأول لانقلابهم على السلطة، تجاوزوا تلك الأخلاقيات، واخترقوا كل الأعراف والقوانين المتعارف عليها قديما وحديثا، ومارسوا أبشع الجرائم بحق معارضيهم.

ولكي يتسنى لهم ممارسة هذه الانتهاكات، خصوصا المتعلقة بالاختطاف، بعيدا عن أنظار المجتمع الدولي، مُنعت المنظمات والهيئات المحلية والدولية من ممارسة عملها في اليمن، لذا أنشأت أمهات المختطفين والمخفيين في سجون الحوثي منظمة سمتها "رابطة أمهات المختطفين"، حتى يستطعن من خلالها المساهمة في قراءة الواقع، وإيضاحه للمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

تشكلت هذه المنظمة -كما ذكرنا- من أمهات المختطفين وكذا زوجاتهم وذويهم، ومجموعة من الناشطات اللاتي يعملن في مجال الحريات وحقوق الإنسان.

تعمل الرابطة في عدن، صنعاء، الحديدة، تعز، إب، حجة، مأرب، وذمار، وبترخيص رقم 316 لسنة 2018.

أهداف المنظمة:

لقد كان الهدف الرئيسي للرابطة هو المساهمة في إطلاق سراح المختطفين والمخفيين قسريًا والمعتقلين تعسفياً ونيل حقوقهم، حيث سعت إلى تقديم الدعم لهم من خلال جمع البيانات حول الاختطافات والاعتقالات والإخفاء القسري والتعذيب والانتهاكات المتعلقة بها وتحليلها ونشرها، والضغط على الجهات المسؤولة لضمان سلامة المختطفين وإطلاق سراحهم، والتخفيف من معاناة أمهاتهم وذويهم، والمطالبة بتقديم مرتكبي الانتهاكات والمتسببين بها للعدالة وتعويض الضحايا وذويهم، بالإضافة إلى المساهمة في تعزيز سلطة القانون، ورفع الوعي بحقوق الإنسان.

ولتسليط الضوء على آخر المستجدات المتعلقة بالمختطفين في سجون الحوثي، ودور الرابطة في الإفراج عنهم وإيصال قضيتهم للمجتمع الدولي، التقينا برئيسة المنظمة الأستاذة أمة السلام الحاج، والتي بدأت حديثها عن آخر مستجدات هذه القضية بقولها: "لا زال ملف المختطفين متوقفا تماما نتيجة تعنت مليشيا الحوثي، وانشغال المبعوث الأممي وغيره في أمور أخرى، إذ إنهم يعتبرون العمل على هذا الملف من الأمور الهامشية، لذا تم تسييسه منذ بداية المفاوضات التي تمت في الكويت، وعندما تتوقف المفاوضات يتوقف ملف هذه القضية، وعندما يتم الضغط على الحوثيين تعود للواجهة".

وأضافت أمة السلام في حديثها لـ"الإصلاح نت": "هناك محاكمات تمت لبعض المختطفين تم الحكم فيها ببراءتهم، لكن المليشيات رفضت الإفراج عنهم، ما لم يتم مبادلتهم بمقاتلين من الجماعة معتقلين لدى الطرف الآخر. ونتيجة الحرب التي تدور في مأرب، توقف أي تفاوض بخصوص هذا الأمر، سواء في صنعاء أو تعز".

وتابعت رئيسة رابطة أمهات المختطفين حديثها قائلة: "هناك في بعض المناطق تم الإفراج عن بعض الأسرى في عملية تبادل. أما بالنسبة للمختطفين الذين مر على اختطافهم فترات طويلة، والذين يصل عددهم إلى 700 مختطف، بحسب إحصائيات وتوثيق الرابطة، فلم يتم الإفراج عن أي مختطف منهم مؤخرا".

وبخصوص معاناة المختطفين وأسرهم، ذكرت أمة السلام أن "معاناة أسر المختطفين مستمرة خصوصا من الناحية الاقتصادية، وتوقف الرواتب، وتعنت الحوثيين من خلال منع المساعدات التي قد تصل إليهم".

وقالت إن "أوضاع المختطفين في سجون الحوثي صعبة جدا، خصوصا في ظل انتشار وباء كورونا، إذ منعت المليشيات زيارة الكثير من المختطفين، وتم نقل البعض منهم من سجن الأمن السياسي إلى مكان آخر معرض للاستهداف من قبل التحالف، مما ضاعف من قلق الأهالي على أبنائهم".

وعن أوضاع النساء المختطفات في سجون الحوثي، وتحديدا في صنعاء، أكدت أمة السلام الحاج أن "انتهاكات الحوثي بحق النساء مستمرة، وحاليا هناك قضية انتصار الحمادي التي تحاكم وهي بريئة من الاتهامات التي لفقت لها، وربما اطلعتم على حديثها للقاضي ومجموعة من أعضاء مجلس النواب والناشطين الذين زاروها إلى السجن، وكيف كانت تبدو قوية ومتماسكة وهي ترفع مظلوميتها إليهم".

وتابعت: "لكن الحوثيين للأسف الشديد وبعد هذه الزيارة أخرجوا فيلما لمسيرة كانت انتصار متواجدة فيها، واتهموها بقضايا كبيرة منها تجارة المخدرات وغيرها من الاتهامات، وهذا ليس بغريب على جماعة الحوثي التي لا تتوانى في تلفيق التهم للنساء بشكل خاص، والمعارضين لها بشكل عام".

وأضافت: "هناك الكثير من النساء المختطفات يقبعن في سجون الحوثي، وهناك كثير من الانتهاكات والضغوطات تمارس عليهن، وانتصار الحمادي مثال على ذلك، إذ منعوها من توكيل المحامي صبرة، حيث رفض النائب العام السماح للمحامي صبرة أن يترافع عنها".

وأفادت أمة السلام أنه "حاليا يتم الضغط على النساء في مناطق سيطرتهم بدفع بأولادهن للالتحاق بالمراكز الصيفية، أو الزج بهم في الجبهات، والكثير من الأمهات يخفن أن يتحدثن عن هذه الانتهاكات، خوفا من أن يتعرضن للاعتقال كما تعرضت له انتصار".

وأكدت رئيسة رابطة أمهات المختطفين -في حديثها لـ"الإصلاح نت"- أن الانتهاكات لم تستثنِ أحدا، لا مؤتمرين ولا إصلاحيين ولا غيرهم، وأن الانتهاكات تمارس ضد الجميع. وقالت: "نحن كرابطة نحصي ما تم إبلاغنا به من اختطافات جديدة، وبما أنه أصبح لدينا عدة جهات مسؤولة عن كثير من الاختطافات، كالانتقالي والشرعية والحوثي وفي الساحل الغربي، حتى أصبحت ثقافة الاختطافات متأصلة لديهم، ندعوهم إلى إطلاق سراح المختطفين دون شرط أو قيد، ومراعاة الجانب الإنساني في هذا الجانب".

وختمت حديثها قائلة: "اليوم هناك المختطفون الذين في سجون الانتقالي في عدن، وكذا في الساحل الغربي وتعز، يعانون من الحر الشديد، بالإضافة إلى منع الزيارات عنهم. أما المختطفون في سجون الحوثي فمعاناتهم هي الأشد، نسأل الله أن يفرج عنهم جميعا".