السبت 20-04-2024 02:50:19 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

من نهب الأموال إلى تلميع إيران.. هكذا يتاجر الحوثيون بالقضية الفلسطينية

الأحد 23 مايو 2021 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ محمد العربي

 

لم يكتفِ الحوثيون بالمتاجرة بأوجاع وآلام اليمنيين، بل فقد تعدى ذلك إلى المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وهو ما تجلى بكل وضوح خلال العدوان الصهيوني الأخير على غزة وغيرها من المدن الفلسطينية، حيث وجدت مليشيا الحوثي الإرهابية في ذلك فرصة ثمينة لنهب الشركات والتجار بذريعة دعم المقاومة الفلسطينية، كما كثفت من نشاطها لجمع التبرعات الشعبية من خلال وسائل إعلامها ومن خلال المساجد وخطب الجمعة، وبنفس الوقت استغلت ذلك لحشد المزيد من المقاتلين المغرر بهم بذريعة قتال أمريكا وإسرائيل والدفع بهم إلى جبهات محافظة مأرب وغيرها من جبهات الحرب داخل البلاد.

وإمعانا من المليشيات الحوثية في المتاجرة بالقضية الفلسطينية ونهب المواطنين وإثقال كاهلهم بالإتاوات التي تتم هذه المرة بذريعة دعم فلسطين، كشفت وثيقة حوثية عن توجيهات جديدة بفرض مبلغ خمسة آلاف ريال على كل مواطن، على أن يتم جمع التبرعات من خلال تخصيص أمين صندوق لكل مديرية ولكل عزلة، وفق آلية مرتبة، وشددت على التحشيد لذلك بقوة، وهو ما يعد أكبر عملية نهب منظمة للمواطنين في المدن والأرياف بالمحافظات غير المحررة بهدف تحقيق المزيد من الثراء لقيادات المليشيات الحوثية.

ووفقا للوثيقة الصادرة عن وزارة الإدارة المحلية بمحافظة البيضاء التابعة لحكومة الانقلاب الحوثية غير المعترف بها دوليا، صادرة بتاريخ 17 مايو الجاري، فإن الإتاوات الجديدة تأتي تنفيذا لزعيم الجماعة وما يسمى المجلس السياسي الأعلى، وخاطبت من وصفتهم بوكلاء المحافظة والوكلاء المساعدين ومدراء عموم مديريات المحافظة وأمناء عموم المجالس المحلية للمديريات بأن يكون منهم دعوة امتداداتهم على مستوى المكاتب التنفيذية والتنسيق لجمع التبرعات (الإتاوات)، وأن يواكبوا ذلك بما سمته الوثيقة "العمل الثقافي والتوعوي والإعلامي للحصول على ثمرة ذلك"، ويُقصد بذلك التحريض الطائفي وحشد المقاتلين إلى جبهات الحرب في مأرب وتعز وغيرها.

والسؤال هنا: إذا كانت مليشيا الحوثي تنهب المساعدات الأجنبية المقدمة لليمنيين الذين أنهكتهم الحرب التي أشعلتها المليشيات ذاتها، وتنتزع الطعام من أفواه الجياع لتمول حروبها على الشعب اليمني خدمة لإيران، فكيف يمكن ائتمانها على الأموال التي تنهبها بوسائل شتى وأيضا التبرعات التي تجمعها بذريعة دعم المقاومة الفلسطينية؟

مع العلم أن المليشيات الحوثية في بداية الانقلاب نهبت أموال الجمعيات المحلية المخصصة لدعم القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها جمعية الأقصى وجمعية كنعان، ونهبت مقار تلك الجمعيات وأثاثها، وسطت على حساباتها البنكية، ونهبت أيضا منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العاصمة صنعاء، كما صادرت المليارات من حسابات بنكية تابعة لفصائل فلسطينية من خلال مكاتبها في صنعاء.

- متاجرة مكشوفة

بدأت مليشيا الحوثي المتاجرة بالقضية الفلسطينية منذ انقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014، وحولتها إلى مجرد شعارات دعائية في حربها على الشعب اليمني بدعم إيراني، ورفعت شعار الصرخة الخمينية كوسيلة للتغرير على الجهلة والفقراء وحشدهم للقتال في صفوفها ضد اليمنيين بذريعة القتال ضد أمريكا وإسرائيل في جبهات تعز ومأرب والضالع والبيضاء وغيرها من جبهات الحرب التي أشعلتها في البلاد.

كما أن زعيم المليشيا، عبد الملك الحوثي، يكرّس جهوده في الاستغلال الرخيص للقضية الفلسطينية من خلال تقديم المرافعات عن الحروب الطائفية العبثية التي أشعلتها إيران ومليشياتها في عدة بلدان عربية واصفا إياها بأنها "حماية للقدس ومقاومة إسرائيل"، وفي كلمة له وجهها لمليشياته قبل نحو شهر، ذكر أن الحرب التي تخوضها مليشياته ضد الشعب اليمني "ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺩﻭﺭ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ"، ودعا -بكل وقاحة- الشعب اليمني إلى الالتحاق بصفوف مليشياته ورفد الجبهات بالمقاتلين والمال لمواجهة إسرائيل، ويقصد بذلك جبهات مأرب وتعز وحجة والضالع وغيرها، وكأن إسرائيل تتواجد في تلك المحافظات.

ويمضي زعيم المليشيا الإرهابية، عبد الملك الحوثي، على خطى زعيم ما يسمى حزب الله في لبنان، الإرهابي حسن نصر الله، في المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وتحويلها إلى مجرد شعارات دعائية لصالح إيران في محاولة منهم للتغطية على دورها التخريبي في الوطن العربي، بينما القضية الفلسطينية لم تستفد شيئا من تلك الشعارات، بل فإنها تضرها، كونها تشغل الأمة وتستنزف إمكانياتها بسبب العنف والحروب الطائفية التي تشعلها إيران ومليشياتها في عدة بلدان عربية، وترتكب جرائم بحق المسلمين السُّنة أبشع من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين.

- تحذير رسمي وغضب يمني وعربي

وفي حين حذرت الحكومة اليمنية المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين من متاجرة الحوثيين بالقضية الفلسطينية بهدف جمع الأموال لتمويل حربهم على الشعب اليمني، فقد أبدى ناشطون وإعلاميون يمنيون وعرب غضبهم من استغلال المليشيات الحوثية للقضية الفلسطينية بأسلوب رخيص لتحقيق الثراء الشخصي وتلميع إيران ودورها التخريبي في اليمن والمنطقة.

وقالت الحكومة اليمنية الشرعية -في بيان نشرته وكالة الأنباء الحكومية "سبأ"- إن "الصراخ الحوثي المتجدد يأتي على قدر الألم الذي يعانيه المشروع الإيراني في المنطقة العربية، وبات يدفعه إلى الجنون واللعب على حافة الهاوية، بفعل سياسة الحزم للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي فعلت فعلها في فضح أهداف هذا المشروع التخريبي ومحاصرته".

بدوره، قال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن مليشيا الحوثي تتخذ من القضية الفلسطينية ومأساة الشعب الفلسطيني الصامد في الأراضي المحتلة مادة للمتاجرة والتكسب السياسي والمادي، وإطالة أمد الحرب في اليمن، والاستمرار في قتل اليمنيين.

‏وأوضح الإرياني أن مليشيا الحوثي تحاول استثمار مشاعر اليمنيين إزاء الأحداث التي تشهدها مدينة القدس والأراضي المحتلة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير على يد آلة البطش الإسرائيلية، لتنظيم حملات جمع للأموال لتمويل الجهود الحربية، والزج بالمزيد من المغرر بهم لقتل الشعب اليمني.

وأكد أن ممارسات مليشيا الحوثي الإرهابية منذ انقلابها على الدولة لا تختلف عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، من قصف الأحياء السكنية، وقتل المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء بدم بارد، وتدمير المنازل، ومنع الشعائر الدينية، والاختطاف والإخفاء القسري.

وفي ذات السياق، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي لصحيفة "الرياض" إن "زعيم مليشيا الحوثي يسير على خطى قرينه زعيم تنظيم حزب الله الإرهابي حسن نصر الله، في استغلال القضية الفلسطينية بشكل رخيص، تنفيذا لتوجيهات وأوامر النظام الإيراني وأجندة طهران التخريبية، وخدمة لأغراض لا تمت بصلة للمصلحة الفلسطينية، ولم يقدم لقضية فلسطين شيئاً، باستثناء زحمة الشعارات الكاذبة".

وأكد بادي أن القضية الفلسطينية ستظل هي قضية الشعب اليمني الأولى، حتى يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على كامل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لافتا إلى ثبات موقف القيادة اليمنية الداعم للقضية الفلسطينية ومركزيتها، وعدم الرضوخ للمزايدات.

وبين أنه لم يعد أحد يتأثر بالعنتريات والخطابات الزائفة والأكاذيب التي تروجها أدوات ورموز الأذرع الإيرانية حول أكذوبة "حماية فلسطين والقدس"، ولفت إلى أن الشعب اليمني يدرك أن الحوثيين يهربون إلى المزايدة بالقضية الفلسطينية لتسويق عمالتهم لإيران ومحاولة منهم لتمكين نفوذ لها في اليمن، ناهيك عن أن اليمنيين لديهم يقين بأن هذه المزايدة هدفها التغطية على جرائمهم الوحشية بحق الشعب اليمني.

من جهته، أشار الكاتب والمحلل السياسي اليمني عادل الشجاع إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على القدس وقطاع غزة، كشفت القناع عن وجه ما وصفه "العميل عبد الملك الحوثي ومن ورائه إيران".

وقال الشجاع في مقال نشره على فيسبوك: "إنها لعبة الأقدار ودورة الزمن، فقد فاجأته الأحداث في القدس وقطاع غزة بعد أن هدد إسرائيل بضرب أهدافها الحيوية، اعتقاداً منه أنه سيخطب في الناس ويزايد عليهم باسم فلسطين التي سلمها الخميني للإسرائيلين في يوم سمّاه يوم القدس عام 1979".

وتساءل: "لست أدري بعد سقوط القناع عن وجه الأجير الحوثي كيف لا يزال بعض اليمنيين يقبلون على أنفسهم العار ويقاتلون إلى جانب هذا الصهيوني الذي نقش الموت لإسرائيل على الجدران، بينما هو يقتل بهم إخوانهم في صنعاء وحجة ومأرب والبيضاء وتعز والحديدة وعمران والمحويت وذمار وإب وريمة والجوف؟".

إلى ذلك، سخر مصدر مسؤول في الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح من متاجرة عصابة الحوثي بالقضية الفلسطينية وتسخيرها وقودا لاستمرار حربها الإجرامية ضد الشعب اليمني وإلحاق مزيد من الأذى باليمن وجيرانها وتهديدها للسلم والأمن الإقليمي والدولي.

وأشار المصدر إلى أن الشعب اليمني ينظر لنضال الشعب الفلسطيني باعتباره مصدر إلهام لكل أحرار العالم، مؤكدا في الوقت ذاته أن السياسات التي يقوم عليها المشروع الإيراني وأذرعه التخريبية قد أفضت إلى إضعاف الأمة العربية والإسلامية وتعتبر خدمة مجانية للعدو الصهيوني.

وقال المصدر: "لقد حرص الإصلاح أن يبدو الموقف اليمني من القضية الفلسطينية بكل مكوناته الرسمية والشعبية والقوى السياسية متماسكا ومنسجما، إذ لا فائدة ترجى للقضية من وراء تفتيت هذا الموقف نحو قضية لطالما كانت محل إجماع يمني".

وطالب المصدر الحكومة بالتعامل مستقبلا بحرص ومسؤولية عالية إزاء كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية منعا لأي خطأ يؤدي إلى تشويه وإضعاف الموقف الواضح والمعتمد والموحد للشعب اليمني وكافة قواه الوطنية، مؤكدا على حرص الإصلاح على استمرار انسجام وتناغم الموقف اليمني الشعبي والرسمي إزاء هذه القضية حيث إن خدمتها تكمن في تكامل الموقف اليمني وليس في استثمار الحدث سياسيا مثل ما تقوم به عصابات الحوثي الإجرامية من توظيف بائس للقضية الفلسطينية خدمة لمشروعها التدميري وتشويها للموقف المبدئي للشعب اليمني إزاء القضية المركزية للأمة.

عربيا، قال الباحث والأكاديمي السعودي خالد الدخيل -في تغريدة على تويتر- إن "زعيم مليشيا يحارب شعبه منذ 2013، عايش مع المليشيا على مساعدات إيران وأكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر بسبب حروبه، ويطلب من هذا الشعب التبرع للفلسطينيين، شرط أن يسلم هذه التبرعات للجان المقاومة (المليشيا) في صنعاء.. خلصنا من مُعمر (القذافي) وبلشنا بعبد الملك.. من مهازل العالم العربي".

وفي ذات السياق، انتقدت الإعلامية اللبنانية، ماريا معلوف، متاجرة زعيم مليشيا الحوثي الإرهابية المدعو عبد الملك الحوثي بالقضية الفلسطينية، مؤكدة أنه استغل أحداث القدس الأخيرة بهدف جمع التبرعات المالية من الفقراء باليمن. وقالت في تغريدة على تويتر: "جاء الرد من ابن فلسطين على المتاجرين بالقضية والذين يستغلون أوضاع الشعب الفلسطيني في جمع التبرعات". وأضافت: "أعوذ بالله على الحوثيين وأشكالهم".

وكان أحد الناشطين الفلسطينيين قد وجه رسالة لاذعة لمليشيا الحوثي الإرهابية وزعيمها عبد الملك الحوثي بعد قيام المليشيا بحملة جبايات من اليمنيين بمزاعم التبرع لفلسطين.

وقال الناشط الفلسطيني في مقطع فيديو متداول، لم يذكر فيه اسمه، إن "فلسطين ليست بحاجة لتبرعات الحوثيين المزعومة، كونهم لا يختلفون قط عن الصهاينة في الاعتداء على مقدسات المسلمين".

وأشار إلى أن "المليشيا الحوثية التي ارتكبت المجازر والجرائم ضد اليمنيين تخرج لتتاجر علنًا بالقضية الفلسطينية عبر جمع التبرعات من المواطنين بدعوى إرسالها إلى فلسطين"، مؤكدا أن الحوثيين والصهاينة "وجهان لعملة واحدة".

وأكد أن الشعب الفلسطيني تربطه وشائج القربى والأخوة بالشعب اليمني، أما من وصفهم بـ"أذناب إيران" فلا تربطهم أي علاقة مع الفلسطينيين، مشددًا على أن "الحوثي وحزب الله والمليشيات الإيرانية هي أكثر من يتاجر بالقضية الفلسطينية".

- نهب واستغلال رخيص

ومع بدء العدوان الصهيوني الأخير على غزة، ومحاولة تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس، شكّل ذلك فرصة ثمينة للحوثيين استغلوها في زيادة النهب والسلب للشركات ومحال الصرافة والتجار بذريعة دعم المقاومة الفلسطينية، والدعوة للتبرعات الشعبية لذات الغرض، في وقت ما زالوا فيه يمارسون النهب والسلب بذريعة الزكاة، وكل ذلك بهدف الإثراء غير المشروع وتحويل حتى القضايا العربية إلى ذرائع للسلب والنهب، بعد أن حولوا جميع المناسبات الدينية وغير الدينية إلى مناسبات للسلب والنهب، بما في ذلك ما يسمونه المولد النبوي، وجعلوا من ذلك مناسبة لأكبر عمليات النهب والسلب عبر التاريخ بذريعة الاحتفال بتلك المناسبة.

وبخصوص العدوان الصهيوني الأخير على الفلسطينيين، فقد تفنن الحوثيون في إدارة السلب والنهب بذريعة دعم المقاومة في فلسطين، حيث أصدر البنك المركزي في صنعاء التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية تعليمات ملزمة لشركات ومحال الصرافة بتنظيم حملات تبرع باسم فلسطين، ونشر إعلانات للحملة على واجهات مقارهم ومواقعهم الإلكترونية وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما أن التعليمات الحوثية قضت بتحصيل الأموال بسندات رسمية كحوالات إلى ما سمتها "حملة القدس أقرب"، بفتح حسابات لديهم وتوريد المبالغ المحصلة بشكل يومي إلى البريد وأخذ إشعار بذلك وإرساله للبنك المركزي في صنعاء.

وذكرت مصادر إعلامية أن التعليمات الحوثية كانت قد ابتزت شركات ومحال الصرافة بدفع إتاوات مالية بدعوى مساندة القضية الفلسطينية، وأن التعليمات الجديدة هي ابتزاز جديد لقطاع الصرافة لاجباره على توريد أموال لصالح حسابها المزعوم لدعم فلسطين.

- أين أموال الفلسطينيين المصادرة؟

وتأتي هذه الحملات الحوثية لنهب الأموال لصالحها بذريعة دعم فلسطين، بعد أن كانت قد صادرت، بعد الانقلاب، المليارات من حسابات بنكية تابعة لفصائل فلسطينية وجمعيات خيرية أهلية تعمل لصالح الشعب الفلسطيني، وبدلا من أن تعيد تلك الأموال المنهوبة للفلسطينيين، فإنها بكل جرأة ووقاحة تستغل القضية الفلسطينية وتتاجر بها لجمع المزيد من الأموال وتكوين ثروات خاصة، تستغل معظمها في تمويل حروبها على الشعب اليمني خدمة لإيران ومشروعها الطائفي التخريبي في البلاد العربية.

وهكذا يتضح مما سبق أن المليشيا الحوثية الإرهابية تتمادى في الاستغلال الرخيص والمتاجرة بالقضية بالفلسطينية، وتحويلها إلى مجرد ذريعة للنهب والسلب والسطو على الأموال التي لا يذهب منها فلسا واحدا لصالح فلسطين، وكل ما تقدمه هذه المليشيات لفلسطين لا يتعدى التصريحات العنترية الفارغة، وبدون أي مواقف عملية على الأرض، في حين تُسَخِّر تلك الأموال للإثراء الشخصي وتمويل حروبها على الشعب اليمني.