الخميس 25-04-2024 19:34:10 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

مأرب والإرهاب الحوثي.. الإمامة تفرغ أحقادها في أرض الجنتين

الأحد 14 مارس - آذار 2021 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت-خاص-عبد الرحمن أمين

 

منذ أن تمكن المأربيون ومن ساندهم من صد زحف المليشيا الحوثية وكسر شوكتها في العام 2015، وبعد أن تفاجأ الحوثيون بقوة مأرب ومنعتها في وجوههم، لجؤوا إلى أساليب متعددة ووسائل شتى لزعزعة الأمن وإقلاق السكينة وخلق الفوضى في المحافظة الأكثر تماسكا واستقرارا.

وكان النظام السابق يُسوّق لعامة الشعب فكرة تشربها الكثير من الناس، فقد عمل على رسم محافظة مأرب في أذهانهم بأبشع صورة، لتكون من خلال تلك الصورة مجتمعا عشوائيا غير منضبط وخارج عن القانون تسوده الفوضى والتقطع والنهب والسلب والاحتراب.

غير أن ما شهدته الأعوام الماضية ومنذ اندلاع شرارة الحرب بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الانقلابية أثبت صورة عكسية لمحافظة مأرب أكثر إشراقا، حيث برزت المحافظة أكثر تحضرا ومدنية ووعيا وثقافة ووطنية وتضحية وأكثر تمسكا بالهوية والجمهورية، إذ بقيت قوية عصية في وجوه مليشيا الإرهاب الحوثية طوال سنوات الحرب الماضية، لتتحطم على أسوارها آلاف الجماجم الغازية، الآتية لطمس الهوية والعبث بالحضارة والتاريخ والانتقام من مئات الآلاف من اليمنيين الفارين بهويتهم ووطنيتهم من بطشها وإرهابها.

التضحية البطولية والصمود الأسطوري لأبناء المحافظة وصعوبة السيطرة عليها ولد حنقا كبيرا لدى الحوثيين، إذ لجأت المليشيا إلى طرق سبل شتى للانتقام من المحافظة وعملت بكل ما أوتيت من قوة وحيل، وبذلت الجهود وحشدت الطاقات للنيل من مأرب ومن أبنائها وأمنها واستقرارها، تنوعت بين إطلاق الصواريخ البالستية وزرع العبوات الناسفة والألغام وتهريب المخدرات وتحريك الخلايا النائمة وإرسال الجواسيس والعملاء وبث الإشاعات والتحريض وإطلاق التهم، وغيرها من الوسائل والطرق التي مارسها الحوثيون.

وقد كشفت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" أن نحو 340 مدنيا بينهم نساء وأطفال ونازحون قضوا خلال الثلاثة الأعوام الأولى للحرب فقط جراء قصف مليشيا الحوثي الانقلابية الأحياء السكنية في محافظة مأرب.

وأوضحت الهيئة في تقرير لها صدر في العام 2018 أن المليشيا الحوثية استهدفت الأحياء السكنية بمدينة مأرب بـ250 صاروخا تساقطت خلال ثلاثة أعوام.

ويذكر تقرير رسمي في المحافظة صدر العام الماضي 2020 أن الصواريخ الباليستية وصواريخ الكاتيوشا التي أطلقتها مليشيات الحوثي الإرهابية على مدينة مأرب المحتضنة لأكثر من مليوني مواطن أسفر عنها استشهاد وإصابة ما لا يقل عن 689 مدنيا بينهم 92 طفلا وامرأة.

وبيّن أن عدد الشهداء الذين قضوا جراء الصواريخ الحوثية التي استهدفت المدينة بلغ 251 مدنيا بينهم 25 طفلا و12 امرأة، في حين بلغ عدد الجرحى 438 مدنيا بينهم 47 طفلا و8 نساء ومسنين.

الصواريخ الباليستية وغيرها والتي يطلقها الحوثيون بشكل مستمر ليست لها أهداف عسكرية محددة، بل يتم إطلاقها فقط لاستهداف مأرب الأرض والإنسان، فما قامت به المليشيا من استهداف لمدينة مأرب بصاروخين باليستيين في مارس الجاري وفي أقل من 24 ساعة فقط واحد منها وقع في حي "الروضة" السكني، يؤكد أن مأرب بكل شرائحها ومناطقها يراها الحوثيون هدفا مشروعا لهم.

ويؤكد تقرير حقوقي رسمي وقوع 9958 حالة انتهاك ضد المدنيين، قامت بها مليشيا الحوثي الانقلابية منذ أغسطس 2014 حتى أغسطس 2017، في المناطق التي سيطرت عليها في محافظة مأرب.

ويوضح التقرير الصادر عن مكتب حقوق الإنسان بمأرب، أن الانتهاكات تنوعت بين القتل والإصابة للنساء والأطفال، والاعتقالات التعسفية، والإخفاء القسري والتعذيب، إضافة إلى نهب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، والتفجير للمباني والمنازل والمساجد والمنشآت الثقافية، وتهجير المدنيين.

الخلايا النائمة واحدة من الوسائل التي لجأت إليها المليشيا في استهداف محافظة مأرب، فمنذ اللحظة الأولى للحرب عمل الحوثيون على تدريبها وتوزيعها في مأرب لتنفيذ مخططات وأهداف متنوعة.

ففي ديسمبر من العام 2015 ضبطت الأجهزة الأمنية في المحافظة خلية تابعة لمليشيا الحوثي، حيث يؤكد مصدر أمني محلي أن الخلية كانت تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار بمأرب، ويضيف المصدر أنه وجد بحوزة الخلية عددا من المتفجرات لتنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات سياسية وعسكرية وقبلية.

وفي العام 2016، تم ضبط خلية حوثية وهي تحاول زرع عبوات ومتفجرات لاستهداف مراكز حساسة وأفراد الأمن والجيش.

وبحسب الشهيد "عبد الغني شعلان" قائد قوات الأمن الخاصة آنذاك، فإن الخلية مرتبطة بالخلايا التي تم ضبطها خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أنه تم ضبط وثائق وأجهزة اتصالات كانت بحوزة الخلية المضبوطة التابعة لمليشيا الحوثي.

وتكشف مصادر أمنية أواخر يناير من العام الجاري عن إلقاء القبض على خلية تجسس حوثية مكونة من ثماني نساء في مدينة مأرب، ضمن إحباط محاولات متكررة لخلايا تعمل لصالح مليشيا الحوثي في هذه المدينة، مشيرة إلى أن هذه الخلية النسائية عثر بحوزتها على لواصق ألغام فردية وأجهزة تحديد للمواقع.

وتؤكد اعترافات أحد عناصر الخلية والأدلة والوثائق المضبوطة أنه التقى بالقيادي المدعو عبد الحكيم الخيواني الذي يدير ما يسمى بجهاز الأمن والمخابرات في أحد منازل العاصمة صنعاء، بحضور قيادات مسؤولة على ما يسمى بالقوة الصاروخية التابعة للمليشيا.

ويضيف عضو الخلية أن القيادي الحوثي المدعو زيد المؤيد وشقيقه المدعو علي المؤيد أخبره بأن من بين الحاضرين في تلك الجلسة إيرانيان وعراقي مسؤولون عن الأعمال الصاروخية التابعة للمليشيا.

ويقول مدير عام شرطة المحافظة العميد يحيى حُميد إن "تحقيقات الأجهزة الأمنية مع عدد من الخلايا التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية التي تم ضبطها، كشفت أن جهازاً سرياً خاصاً تابعا لزعيم الحوثيين ينشط في كثير من الأحيان تحت لافتة منظمات إغاثية ومدنية، ويقوم باستقطاب واستدراج النساء من الأسر الفقيرة وتجنيدهن أمنيا وتدريبهن على تنفيذ أعمال إرهابية وجمع المعلومات عن المستهدفين، ثم إرسالهن لتنفيذ المهام في مناطق الشرعية ومحافظة مأرب خاصة، بعد توريطهن بمستمسكات غير أخلاقية ضاغطة عليهن لضمان عدم تراجعهن والفرار من قبضتهم وتنفيذ الأعمال الإرهابية المطلوبة منهن".

تهريب المخدرات جريمة أخرى من الجرائم التي تهدد أمن مأرب واستقرارها، إذ نشطت المليشيا الحوثية في تهريب المخدرات وبكميات كبيرة عبر المحافظة ذاتها.

وقد كشفت الأجهزة الأمنية عن ارتباط عصابات تهريب المخدرات التي تتبع قيادات عليا في مليشيا الحوثي الانقلابية بالحرس الثوري الإيراني.

ويؤكد مدير البحث الجنائي في مأرب، العقيد حسين الحليسي، أن تجارة الحشيش ترتبط ارتباطا مباشراً بالقيادات العليا لمليشيا الحوثي المتمردة.

ويشير إلى أن التحقيقات كشفت عن ارتباط عصابات التهريب بالحرس الثوري الإيراني، إذ تقوم عصابات تابعة لها باستيراد كميات المخدرات من أفغانستان إلى مناطق تواجد مليشيا الحوثي في اليمن.

ففي العام الماضي 2020، ذكرت النيابة الجزائية المتخصصة في مأرب أنها أتلفت أكثر من 3 أطنان من المخدرات تقدر قيمتها بنحو 9 ملايين دولار، تم ضبطها خلال ثلاثة أشهر فقط.

لم يكتفِ الحوثيون بهذا القدر من الحقد والعداوة ضد هذه المحافظة الآمنة المسالمة التي احتضنت أفواج اللاجئين والمهجرين ونصرتهم وآوتهم، بل تعدى حقد الحوثيين إلى أبعد من ذلك، فقد أعلن "المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن" (مسام)، العام الماضي 2020 أنه انتزع وأتلف 20 ألف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في محافظتي مأرب والجوف خلال عامين فقط.

وكان تقرير حقوقي أفاد بأن مليشيا الحوثي، ومنذ انقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر/أيلول 2014، اعتمدت إستراتيجية ممنهجة في استخدام الألغام والمتفجرات بكافة أنواعها.
وأكد أن زراعة الألغام، التي انفردت بها مليشيات الحوثي في اليمن، جعلته من أكبر حقول الألغام على وجه الأرض.

كلمات دالّة

#اليمن