الجمعة 29-03-2024 12:21:19 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

قراءة في كلمة رئيس الهيئة العليا للإصلاح بمناسبة الذكرى الـ30 لتأسيس التجمع اليمني الإصلاح

السبت 19 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت – خاص / عبد العزيز العسالي

استهلال..

يلاحظ القارئ أن الكلمة طويلة.. قياسا بكلمات الأعوام الماضية.. غير أن طول الكلمة في هذا العام له ما يبرره.. الأمر الذي استدعى عدة وقفات مع الكلمة، تجلية لمجموعة من الأبعاد المكتوبة أو الدلالات التي بين السطور كما يقال.

 

الوقفة الأولى: الإصلاح والوحدة توأمان:

لقد استعرضت الكلمة -بعد الديباجة- مسيرة الإصلاح من يوم ميلاده الذي انبثق عقب الوحدة اليمنية المباركة، مشيدا بعظمة الوحدة والتي قشعت تلك الضبابية السياسية والفكرية والثقافية وإن شئت قل النظرة السوداوية تجاه التعددية السياسية، فجاء دستور الوحدة متضمنا بين مواده جواز التعددية السياسية.

والحقيقة هي كما أشارت الكلمة.. أن إعلان التعددية كان إشراقة استضاءت بها العقول والأفكار.. فبدأ العقل اليمني يشعر بكينونته.. ولا غرابة إن استعرنا المفهوم الفلسفي الكانطي: "أنا أفكر إذن أنا موجود"، وعليه فلا غرابة إن قلنا إن الوحدة والإصلاح توأمان.

 

الوقفة الثانية: أصالة القيم:

أشارت الكلمة أن حزب الإصلاح يرتكز على أصالة القيم، رغم أن الكلام هنا جاء مجملا لكنه معناه محمول في الأذهان عقيدة وهوية وثقافة وتاريخا.

وجاء مفصلا حرفيا عندما تحدث عن ثورة الـ26 من سبتمبر 1962، وأن مبادئها جاءت لإخراج المجتمع من الكهنوت السلالي والعنصري.. مؤكدا أن الإصلاح متمسك بجذوة مبادئ وأهداف ثورة 26 سبتمبر.. ظلت تلك الجذوة حاضرة في فكر وعقل ووجدان الرعيل الأول ورواده الأوائل.

 

الوقفة الثالثة: الكتلة الصلبة:

تضمنت الكلمة إشادة بموقف الإصلاح في وجه الانقلاب الإرهابي المليشاوي على الشرعية السياسية، جاء هذا الكلام مشيرا أن الإصلاح كان هو الصخرة الصلدة التي تبخرت إزاءها آمال الانقلاب المليشاوي وداعميه..
وانتهت الجملة بالتحية والإجلال لأبطال الإصلاح الصامدين في وجه الإرهاب القاتل للشعب الساعي إلى دفن الحلم اليمني في إقامة الدولة على أسس النظام الجمهوري والدستور والقانون والتعددية تحت سقف القوانين المنظمة.

 

الوقفة الرابعة: الإصلاح لم يحتكر السلطة كما لم يحتكر المعارضة:

تضمنت الكلمة هذا الموقف المبدئي لدى الإصلاح حرفيا.. كما تضمنت الكلمة أكثر من مرة بالحرف والإشارة لموقف الإصلاح من النضال السلمي والعمل السياسي في إطار التعددية والتعايش مع الجميع، مؤكدة أن الإصلاح في سعيه الجاد مع كل الأحرار الشرفاء يهدف لإقامة دولة النظام والقانون.. مشيرة إلى تجربة اللقاء المشترك والتي مثلت خطوة ريادية حول القواسم المشتركة.. وأن هذه التجربة نالت التقدير والاحترام داخليا وخارجيا.

 

الوقفة الخامسة: اليمن الاتحادي:

تضمنت الكلمة التصريح الحرفي أن الإصلاح ومعه كل الوطنيين الشرفاء هدفهم استعادة الشرعية وقيام اليمن الاتحادي.. داعية الشعب أن يلتف حول هذا المنجز الحيوي وترك دعاة المصالح الصغيرة والتي يمكن تحقيقها في ظل اليمن الاتحادي، مؤكدا مرة أخرى على رفض الإرهاب الحوثي المليشاوي الانقلابي.. وأن رفض الإرهاب هو مبدأ وموقف ثابت عند الإصلاح نظرية وسلوكا منذ اللحظات الأولى لقيام الإصلاح.

 

الوقفة السادسة: رعاية أسر الشهداء:

تضمنت الكلمة دعوة صريحة وهادئة إلى استكمال بناء مؤسسات الدولة جيشا وأمنا وقضاء ومتعلقاته كي تتمكن الدولة من القيام بمهامها تجاه الوطن.

ووجهت الكلمة دعوتها الصريحة للدولة أن تقوم بواجبها تجاه أسر الشهداء، موضحة أهمية دور الدولة في هذا الصدد.

الكاتب أمام هذه القضية يضم صوته إلى الكلمة داعيا الدولة والحكومة إلى سرعة القيام بهذه المهمة تجاه أسر الشهداء والجرحى.. وهو أقل ما يمكن تقديمه عرفانا بدور هؤلاء الأبطال الميامين.

تحدثت الكلمة بمرارة عن المعتقلين في أقبية المليشيا الإرهابية.. من قيادات وكوادر الإصلاح والذين تمت تصفيتهم تحت التعذيب والاغتيالات، معلنة بعض الأسماء من قيادات الإصلاح والدولة (قحطان.. وفيصل رجب.. والصبيحي.. وناصر هادي).



** نقطة ملفتة للنظر:

في إشارة سريعة أنه بعد أحداث ديسمبر 2017 تمت تصفية واعتقال عدد من قيادات الإصلاح.. وهذه نقطة أجزم أنها غائبة تماما عن أغلب كوادر الإصلاح وأنصاره وعن الشعب.

نأمل مزيدا من الإيضاح ممن لديه معلومات في هذا الصدد.. كانت تلكم هي أهم القضايا التي تضمنتها كلمة الهيئة العليا على المستوى الداخلي.

 

الوقفة السابعة: على المستويين الإقليمي والخارجي:

أشادت الكلمة بدور التحالف في كبح جماح مليشيا الإرهاب الانقلابية التي لم ترعوي عن القتل والتدمير ونسف المنازل... إلخ. مطالبة التحالف ببذل المزيد من العمل العسكري لاستكمال استعادة الشرعية السياسية وقيام الدولة اليمنية.. وجددت طلبها للتحالف في تطبيق اتفاق الرياض.

وناشدت الكلمة المنظمة الدولية أن تمارس سياسة موحدة بعيدة عن الكيل بمكيالين.. مؤكدة طلبها في تنفيذ القرار الدولي الرامي إلى نزع السلاح الثقيل والمتوسط من يد المليشيا الإرهابية.

انتهت الكلمة بإزجاء التحية للأبطال في مواقع الشرف والبطولة.. وكذا للشعب اليمني العظيم.

أخيرا، ونحن بدورنا نرفع أكفنا بالدعاء أن يرفع درجة الشهداء ويشفي الجرحى.. وما ضاع حق وراءه شعب كاليمن وحزب بحجم الإصلاح.

كلمات دالّة

#اليمن