الجمعة 29-03-2024 00:22:47 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

14780 ضحايا ألغام المليشيا في محافظة الجوف

الأحد 07 يوليو-تموز 2019 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت – الجوف

 

 

عقد مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الجوف، اليوم الأحد، مؤتمرا صحفيا استعرض فيه نتائج عمليات الرصد والتوثيق لضحايا الألغام بالمحافظة منذ اندلاع الحرب وحتى العام الجاري 2019م.

وخلال المؤتمر الذي عقد بمدينة الحزم عاصمة المحافظة، بحضور ناشطين حقوقيين ووسائل إعلام، قال مدير مكتب حقوق الإنسان عبد الهادي العصار في كلمته بأن "ميليشيا الحوثي الانقلابية قامت بزراعة الآلاف من الألغام في جميع أنحاء مناطق المحافظة التي تمكنت من السيطرة عليها خصوصا المناطق التي أجبرت فيها على الانسحاب والتراجع، حيث عمدت إلى تفخيخها لتودي بحياة المئات من المواطنين وإصابة العديد بإعاقات كلية أو جزئية نتيجة فقدانهم لأطرافهم جراء الانفجارات.

وأضاف العصار "أصبحت مشكلة الألغام المزروعة في محافظة الجوف معضلة ثقيلة أمام حاضر ومستقبل المحافظة وهو ما يجعل منها حربا أخرى تسحق المواطنين وتضاعف الأزمة الإنسانية التي تمر بها محافظة الجوف، كونها زرعت بكميات كبيرة وبأشكال مموهة وفي مساحات شاسعة وحيوية مرتبطة بحياة الناس اليومية كالمزارع وأماكن الرعي والطرقات الفرعية وفي جوانب خطوط الإسفلت الرئيسية وأيضا في المدارس ودور العبادة وسائر المنشآت التي خضعت لسيطرة المليشيا بما في ذلك منازل المواطنين".

وأوضح بأنه "من خلال عملية الرصد والتوثيق وجلسات الاستماع التي قام بها فريق مكتب حقوق الإنسان، تم التحقق من قيام مليشيا الحوثي بزراعة الآلاف من الألغام في مديرية خب والشعف ومديرية برط العنان ومديرية الحزم ومديرية الغيل ومديرية المصلوب ومديرية المتون، وراح ضحيتها المئات من المواطنين".

وتمكن فريق مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة من توثيق 14780 حالة انتهاك منها 190 حالة قتل و385 حالة إصابة وتشوهات وإعاقة وبتر، وأكثر من 105 حالات تدمير للسيارات والممتلكات العامة، بالإضافة إلى التسبب في قتل أكثر من 100 من المواشي، ونزوح أكثر من 14000 حالة من أبناء المناطق التي زرعها الحوثيون بالألغام.

ولا تزال محافظة الجوف موبوءة بالألغام، بعد أن تم إتلاف نحو 15 ألف لغم مضاد للمركبات والأفراد وعبوات ناسفة وقذائف من قبل الفرق الهندسية بالمنطقة بالتعاون مع مركز البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام والمشروع السعودي لنزع الألغام "مسام"، بينما لا يزال هناك الآلاف من الألغام المطمورة تحت الأرض في مناطق متفرقة بالمحافظة، وفقا للعصار.

ووجه العصار -في ختام كلمته- شكره وتقديره للأشقاء في المملكة العربية السعودية على تدخلاتهم الإنسانية النوعية في هذا المجال والتي أسهمت في التخفيف من معاناة أبناء المحافظة من خطر الألغام، داعيا مشروع "مسام" إلى تفعيل أنشطة التوعية من مخاطر الألغام حماية للمدنيين.

واختتم المؤتمر ببيان ختامي ناشد كل المنظمات الدولية والمحلية المعنية بسرعة التدخل لإنقاذ الأهالي في محافظة الجوف من هذه الكارثة الإنسانية المهددة للحياة.

كما وجه البيان نداء عاجلا إلى الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن لزيارة محافظة الجوف والاطلاع على ما يحدث فيها من انتهاكات جسيمة بحق الإنسانية في المحافظة من قبل هذه المليشيا الإرهابية من خلال خرقها لاتفاقية أوتاوا التي قضت بمنع واستخدام ونقل وتركيب وتخزين وزرع وإعادة تصنيع وتطوير الألغام، وهو ما يعني -وفقا للأعراف الدولية- تحدٍّ واضح وخطر على القانون الدولي الإنساني يتطلب التدخل الفوري لإيقافه ومعاقبة مرتكبيه.

واختتم البيان بتوجيه رسائل متعددة للحكومة الشرعية والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف بضرورة تحمل مسؤولياتهم تجاه ضحايا الألغام في محافظة الجوف من خلال إنشاء مركز متكامل لنزع الألغام ومركز للتعويض عن الأطراف الصناعية، وتدريب فريق محلي هندسي لنزع الألغام، وفريق آخر للتوعية بمخاطر الألغام، وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لتفعيل كل ذلك.