الجمعة 29-03-2024 04:13:33 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

موقف الإصلاح المبدئي في محاربة الإرهاب

الأحد 14 مايو 2017 الساعة 04 مساءً / التجمع اليمني للاصلاح - خاص

منذ نشأته وتأسيسه في اللحظات الأولى في 13 سبتمبر 1990، اتخذ التجمع اليمني للإصلاح من منهجه وفكره بوابة توعوية وبناءً ونضالاً في سبيل رفاهية الشعب اليمني، والعمل على خدمته في كافة مناحي الحياة، وأسس لعمل منهجي تغييري من خلال البرامج والممارسات العملية النافعة بعيداً عن العمل المليشوي أو عملية التغيير بالقوة وفرض الرأي بقوة السلاح، كما فعلت بعض الجماعات والأحزاب.


إذ ارتكز العمل النضالي للتجمع اليمني للإصلاح على التغيير السلمي والنهج الشوروي بعيداً عن لغة العنف والإرهاب، وما زال يقود عملية توعوية بمخاطر الإرهاب في كافة المجالات، وفي كافة المحافل المحلية والدولية.


وعمل التجمع اليمني للإصلاح على تضمين أدبياته المختلفة نبذ العنف والإرهاب واستخدام القوة في فرض الرأي أو الفكر، وفي كل محطة ومنعطف تمر به البلاد أو يسلكه الحزب فإنه لا يغفل لحظة واحدة عن التذكير والتوعية بالمخاطر الإرهابية أو السلوك الإرهابي الذي يضر بمصالح البلاد والأمة، وصار العمل السلمي من أهم ثوابت الحزب وركائزه والدعوة إلى نبذ العنف والإرهاب، والحث على النضال السلمي لتحقيق الأهداف بما يتوافق مع الدستور والقوانين والتشريعات اليمنية.


تعرض التجمع اليمني للإصلاح لحملات مضللة ومشوهة من قبل منافسين من أحزاب وتيارات وجماعات كلها تحاول تشويه الإصلاح وتلصق كل التهم به للعمل على إزاحته من الطريق ليخلو لها الأجواء والاستفراد بالسلطة والثروة والبلاد، ولما وصلت كثير من تلك الأحزاب والجماعات والتيارات إلى السلطة مارست أبشع الجرائم ووسائل القمع بحق الشعب اليمني ووصل به حد الدمار الكامل، والعمل على مشاريع التفتيت الصغيرة التي تودي بالبلاد في مهب الضياع والدمار.


ولم تكن محاربة العنف والإرهاب من قبل الإصلاح استثماراً للحظة أو تسويقاً للذات لدى المجتمع الدولي والإقليمي بغرض الحصول على بعض المكاسب، كما لم تكن ردات فعل آنية يقوم بها التجمع اليمني للإصلاح؛ بل إن محاربته للفكر والسلوك الإرهابي نابع عن عقيدة وعملية فكرية إصلاحية واسعة في صفوفه منذ نشأته جعلها إحدى ثوابت الحزب التي يسير عليها في مسيرته النضالية سلوكاً وثقافة وفكراً.


وبذكر أمثلة بسيطة على بعض أدبيات الحزب ومؤتمراته نستعرض بعضاً من تلك الأدبيات ليطلع عليها المجتمع وللتدليل على ما سبق..

• ففي البيان الختامي للمؤتمر العام الأول للإصلاح -الدورة الأولى- الذي عقد 24 من سبتمبر 1994م في العاصمة صنعاء، دعا إلى "الالتزام بالثوابت المجمع عليها، وعدم المساس بها، ورفض العنف والإرهاب أو استخدام القوة في العمل السياسي والتلويح بها".


• وفي المؤتمر العام الثاني للتجمع اليمني للإصلاح - في دورته الأولى أيضاً- والتي عقدت 6-8 أكتوبر 1998 في قاعة 22 مايو بالكلية الحربية بصنعاء، أكد مجدداً "على موقف الإصلاح الثابت والرافض لكافة أشكال العنف والإرهاب ودعوته للحث الجاد والموضوعي عن كافة الأسباب التي تغذي بؤر الإرهاب .. ويرفض الإصلاح الإرهاب بكافة صوره".


وجاء في الفقرة 11 من بيانه الختامي: "11- يؤكد المؤتمر العام على موقفه الثابت والرافض لكافة أشكال العنف والإرهاب بشتى أشكاله وصوره، مؤكداً في نفس الوقت دعوته الدائمة للبحث الجاد الموضوعي عن الأسباب التي تغذي بؤر الإرهاب التي لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات. وبقدر ما يرفض التجمع اليمني للإصلاح كافة صور وأشكال الإرهاب فإنه يرفض كافة الدعوات الشريرة التي تحاول بشتى الأساليب إلصاق الإرهاب وربطه بالإسلام والمسلمين، كما يرفض توظيف قضية الإرهاب غطاء للممارسة أبشع أنواع الإرهاب والعنف والهيمنة واستعباد الإنسان لأخيه الإنسان ومنع الشعوب من حقها في الحرية والاستقلال والحياة الكريمة على أرضها".


• وفي بيان الذكرى السادسة والعشرين لتأسيسه، بتاريخ 13 سبتمبر 2016، جاء في البيان: "يلتزم التجمع اليمني للإصلاح بالشراكة الكاملة مع سائر القوى الوطنية والإقليمية والدولية تحت قيادة السلطة اليمنية بمحاربة الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله ومصادره، ومواجهته فكراً وفعلاً بالديمقراطية وبالتعليم والتثقيف والتنمية، باعتباره سرطاناً لا يهدد أمن واستقرار اليمن فحسب؛ بل ويهدد أمن دول المنطقة والعالم كله".


كما يشيد الإصلاح بأية وسيلة أو تحالف لمحاربة الإرهاب، وقد جاء في خطاب رئيس الإصلاح وبيانه بمناسبة الذكرى 26 لتأسيس الحزب: "ويـؤكد التجمع اليمني للإصلاح بأن التحالف الإسلامي الذي بادرت المملكة العربية السعودية الشقيقة بإنشائه لمواجهة الإرهاب هو إنجاز عظيم يجب أن يستمر ويقوى ويشتد عوده، وأن الدول الإسلامية هي الأولى بمكافحة الظواهر الإرهابية التي نشأت نتيجة الفهم المنحرف للإسلام، باعتـبارها أكثر تضرراً من هـذا الانحـراف".


• وجاء في بيان الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح، في اجتماعها بتاريخ الأربعاء 17/12/2014 ، الفقرة 7: "تدين وبشدة العنف واستخدامه من قبل المجموعات المسلحة بمختلف مسمياتها لتحقيق أهداف سياسية ومن بينها الوصول إلى السلطة أياً كانت هوية القائمين بالعنف ومبرراتهم, وأية عمليات إرهابية تطال اليمنيين سواءً كانوا من موظفي الدولة والجنود والضباط أو المواطنين المدنيين".


عمل التجمع اليمني للإصلاح على ترشيد الخطاب الديني القائم على نشر المحبة والسلم والوئام بعيداً عن الغلو والتعصب والتطرف، في كل المنابر الإعلامية والتوعوية والتثقيفية، وعكس ذلك الخطاب ممارسة فعلية على الأرض، فلم نسمع عن قيام فرد من أفراد الإصلاح بالتهجم على مؤسسات الدولة أو الخاصة، أو مارس تحريضاً في خطابه الديني أو السياسي، أو ضيَّق متسعاً على الناس.


وما زال منتسبوه من قيادات ومفكرين وكتاب ومثقفين وإعلاميين يكرسون الخطاب الجامع للناس المتسامح مع كل التيارات، ويبينون بكتاباتهم التوعوية كافة المداخل والبؤر التي ينفذ منها المتطرفون للتأويل أو التحريف، ويقدم منتسبو الإصلاح أنصع الصور التطبيقية في ذلك، الأمر الذي خلق حراكاً ثقافياً ونهضوياً كبيراً في أوساط المجتمع، الأمر الذي جابهه الإرهابيون من تيارات القاعدة والحوثيين والمتعطشن للدماء والاستفراد بالسلطة والثروة وتوريث الحكم بكل سبل المواجهة التي أثمرت في نهاية المطاف عن الانقلاب في 21 سبتمبر 2014 ومحاولة الردة عن الثورة والجمهورية.

 

إدانات مستمرة للإرهاب
ومع كل حادثة إرهابية تحدث في البلد أو خارج الوطن يسارع التجمع اليمني للإصلاح لإدانة تلك الحوادث الإرهابية ويعمل على بعث رسائل توعوية مختلفة في تكريس النأي بالمجتمعات وبالثقافات المختلفة عن لغة التحريض والتعصب الفكري أو الثقافي أو الفهم لبعض النصوص الدينية التي يتخذ منها المتطرفون تأويلات متعددة للقيام بأعمالهم الإرهابية.


ونسوق بعضاً من تلك الأحداث المحلية أو الإقليمية أو الدولية التي دانها التجمع اليمني للإصلاح، ومنها:
• ففي بيان له بتاريخ 14 نوفمبر 2015 دان التجمع اليمني للإصلاح بشدة عمليات الإرهاب بباريس، حيث جاء في البيان: "يدين التجمع اليمني للإصلاح بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس اليوم السبت وسقط ضحيتها العشرات من الأبرياء بين قتيل وجريح".


• وفي نفس البيان دان الإصلاح العملية الإرهابية في بيروت بنفس اليوم، حيث قال البيان: "كما يدين الإصلاح وبشدة الاعتداء الإرهابي الذي شهدته منطقة برج البراجنة في العاصمة اللبنانية بيروت مساء الخميس الماضي، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين من الأبرياء".


وأضاف البيان: "ويدعو الإصلاح الحكومات والأحزاب والنخب في العالم كله إلى التعاطي بجدية مع ملف الإرهاب لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي تنتشر مثل الوباء ويتكاثر حملة الفكر العنيف بشكل متسارع".


• وفي تاريخ 13 يناير 2016 أدان التجمع اليمني للإصلاح تفجيرات اسطنبول التي أودت بحياة عدد من السياح الآمنين.


وأكد بيانٍ للأمانة العامة للإصلاح من خلاله "على ضرورة مكافحة آفة الإرهاب العابر للحدود وفق استراتيجية تبحث في الأسباب الحقيقية التي تولد هذه الظاهرة".


• وفي يوم الثلاثاء 4 يوليو 2016 أدان التجمع اليمني للإصلاح التفجيرات الانتحارية الإرهابية التي حدثت قرب الحرم النبوي الشريف. وجاء في البيان: " يدين التجمع اليمني للإصلاح بأشد عبارات الإدانة والاستنكار التفجيرات الإرهابية الانتحارية التي استهدفت مواقف سيارات للزوار بالقرب من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة، ومسجداً بمحافظة القطيف، والتفجير الذي استهدف موقفاً للسيارات في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية اليوم الاثنين وأسفرت عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى".


• وفي حادثة التفجير التي استهدفت اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن بتاريخ 6 ديسمبر 2015 أدان الإصلاح الحادثة بأشد العبارات وجاء في بيانه: " والإصلاح إذ يدين ويستنكر بأشد العبارات العملية الإرهابية التي أودت بحياة اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن وقبله رئيس المحكمة الجزائية القاضي محسن علوان وغيرها من العمليات التي استهدفت عسكريين ومدنيين، فإنه يحذر من تباطؤ الحكومة الشرعية في إعادة بناء الجهازين الأمني والعسكري وأن التأخير في ترتيب هاتين المؤسستين يهدد باتساع رقعة الفوضى ويجعل المدن المحررة عرضة للسقوط تحت سيطرة جماعات العنف والتطرف التي تلتقي بكل توجهاتها في العداء للدولة".


وأضاف البيان: "كما يؤكد الإصلاح بأن قطع دابر الإرهاب يستدعي استراتيجية وطنية تتكاتف فيها جهود جميع القوى والمكونات لمواجهة هذه الآفة الخطيرة التي لن ينجو منها أحد، وأن التكامل بين هذه القوى الإجرامية قد ظهر بينها وبين مليشيات الإنقلاب المتمثل في تحالف "الحوثي، صالح" وتبادل الأدوار بين الجانبين ليعطي دلالة واضحة بأن جماعات العنف ملة واحدة، وإن اختلفت الأسماء والرايات، لكنها تظل العدو الأول لفكرة الدولة الوطنية وتعمل جاهدة على تقويضها لتتمكن من نسج خيوطها على الخراب".


• وفي بيان له بتاريخ 10 ديسمبر 2016 دان التجمع اليمني للإصلاح "بأشد العبارات العملية الإرهابية التي استهدفت أفراداً من الجيش الوطني في معسكر الصولبان بمنطقة خور مكسر بمدينة عدن اليوم السبت ١٠ ديسمبر ٢٠١٦ ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات".


وجدد الإصلاح "تأكيده على موقفه المبدئي الرافض للعنف والإرهاب بكل أشكاله وأنواعه ويدعو إلى ضرورة استكمال بناء المؤسسات والأجهزة الأمنية على أسس وطنية سليمة بما يمكنها من القيام بدورها في حماية المواطن وتأمين المؤسسات العامة والخاصة بالتعاون مع الوحدات العسكرية والحكومة الشرعية".


• وفي بيان له أيضاً بتاريخ 18 ديسمبر 2016، دان التجمع اليمني للإصلاح العمليات الإرهابية التي استهدفت مجندين في عدن، وجاء في البيان: "يدين التجمع اليمني للإصلاح -بأشد العبارات- العملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت أفرادا من الجيش الوطني أمام منزل قائد القوات الخاصة بمنطقة خور مكسر بمدينة عدن اليوم الأحد ١٨ ديسمبر ٢٠١٦ ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات".

 

ترحيب بمحاربة الإرهاب
ولم يقف الأمر عند إدانة الإصلاح للعمليات الإرهابية فقط، بل إنه ظل يدعو إلى محاربة الإرهاب، ويرحب بكل عمل وتكتل لمكافحة التنظيمات الإرهابية والفهم المغلوط للنصوص.


ففي يوم الثلاثاء 15 ديسمبر 2016 رحب رئيس الإصلاح محمد اليدومي بقيام تحالف إسلامي للتصدي للإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، وقال اليدومي: "إن قيام هذا الحلف الذي تشارك فيه 34 دولة إسلامية يمثل علامة تعافٍ في جسد الأمة الإسلامية وأنها لا تزال قادرة على التحرك الجماعي لمعالجة المشاكل والأخطار الداهمة".


وأضاف اليدومي: "نحن نعتبر وجود هذا التحالف خطوة جيدة وصحيحة للتعاطي مع داء الإرهاب الذي أرهق البلدان الإسلامية وأزعج المجتمع الدولي، وشوه صورة الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم وأعطى فرصة لأعداء الأمة لإلصاق هذه التهمة بدين الرحمة والإنسانية، وقدم مبرراً للقوى الخارجية للتدخل في البلدان الإسلامية تحت غطاء مواجهته، كما نتمنى أن يعزز هذا التحالف قدرة الأمة الإسلامية على التكاتف في زمن التحالفات والتكتلات ويوثق عرى التعاون فيما بينها في مختلف المجالات التي تعزز أمنها واستقرارها وتوفر لها كل أسباب وعوامل النهوض الحضاري".

 

الدولة المنقذ من الإرهاب
ظل التجمع اليمني للإصلاح ينشد الدولة القوية بمؤسساتها، ويعمل من أجل إيجادها وتقويتها في كافة مراحل التنظيم؛ كون الإصلاح يرى في الدولة السند والحامي من الإرهاب، والحائط الذي يتكئ إليه المواطن في كل مطالبه وحياته.


ويفلسف نائب رئيس الدائرة الإعلامية في الإصلاح، عدنان العديني، هذه الرؤية بالقول: "مثلما يهدد الإرهاب حياة الأفراد بإسقاط أجسادهم وسط دمائهم فإنه -وبدرجة أخطر- يقوم بتهديد المجتمعات وإسقاط دولها في الفوضى ليبقى الناس بلا سند ولا ظهر وبدون قوة عامة قادرة على توفير الحماية لهم ..مجتمع بلا دولة هو الوضع المثالي لتحول الاٍرهاب إلى كيانات ذات سلطة".


ويضيف العديني: "الدولة الوطنية، وسلطة القانون، والعمل الجاد من أجلهما هو الدواء الحقيقي لهذا الداء العضال.. أقيموا سلطة القانون، وانشروا المعرفة، وحاصروا الجهل فإنها أنجع الحلول ليمن مستقر بلا عنف ولا إرهاب. وبالتوازي مع مسار استعادة الدولة لابد من مسار آخر في قلب المجتمع يعيد بناء الوعي الديني وفق مقاصد الإسلام التي تسقط الامتيازات وتعلي المساواة".


ولتطبيق هذه الرؤية لدى الإصلاح، فإنه لم يلجأ يوماً لفرض مطالبه بالقوة بعيداً عن مؤسسات الدولة، ومن ذلك مثلاً أنه في كل مرة يحصل اعتداء على مقراته يلجأ إلى الدولة وأجهزتها في طلب التحقيقات والحماية بعيداً عن العمل المليشوي الخارج عن العمل المؤسسي والقانوني.


ففي يوم الجمعة 25 مايو 2012 حاصرت مجموعة مسلحة من الحراك الجنوبي الإنفصالي في عدن مقر الإصلاح هناك، فطالب قادة الإصلاح في المحافظة الأجهزة الأمنية بالقيام بمهامها في توفير الحماية اللازمة لمقر الحزب، رغم مقدرتهم على حماية أنفسهم ومقراتهم، إلا أن الإصلاح الذي يدعو إلى قيام مؤسسات الدولة بواجباتها أراد تعزيز ذلك السلوك في الاحتكام إلى مؤسسات الدولة.


وقائع مختلفة يلجأ فيها الإصلاح إلى مؤسسات الدولة للفصل في القضايا المختلفة بعيداً عن العمل والإجراءات الذاتية.

 

محاولات جر الإصلاح إلى العنف
عمل التجمع اليمني للإصلاح في كل المحطات المختلفة على تجنب الصدام مع كافة القوى السياسية والجماعات والتيارات المنافسة، رغم محاولاتها المستميتة إلى ذلك، وذلك حفاظاً على السلم الأهلي وعدم جر البلاد إلى حروب أهلية أو طائفية.


ففي عام 2014 عندما ذهبت قيادات إصلاحية لمحاورة الحوثيين في صعدة لتجنيب البلاد الصراعات المختلفة، عد ذلك في نظر بعض مرضى النفوس أنه ضعف أو رضوخ من الإصلاح للحوثيين، بينما كانت نظرة الإصلاح نظرة الحريص على الوطن من هذا المأزق الذي وصلت إليه البلاد على الرغم من أن كافة القوى السياسية اصطفت تحريضاً وتصعيداً ضد الإصلاح وأرادت اصطدام الطرفين رغم تجنب الإصلاح ذلك بشتى الوسائل.


هي نفس المحاولات المستميتة للرئيس المخلوع الذي أراد الزج بالإصلاح في حروب صعدة الستة السابقة غير أن الإصلاح كان أحرص وأذكى من المخلوع في عدم الانجرار وراء مخططاته حتى لا تظهر تلك الحروب وكأنها حرب طائفية بين مكوني السنة والشيعة، إلا أن الحوثيين كانوا هم الأداة الرخيصة التي استجابت لمخططات صالح منذ 2011 وحتى اليوم.


كانت خطابات القيادات الإصلاحية المختلفة في كل من الجنوب والشمال حريصة على عدم جر الإصلاح إلى هذه الصراعات. فحينما اعتدت بعض المليشيات على مقرات الإصلاح في حضرموت ولحج وعدن خلال عامي 2013 و2014، كان يراد تأجيج هذا الصراع، إلا أن القيادات رفضت ذلك وما زالت ترفض حتى اللحظة الانجرار إلى صراعات داخلية رغم التحريض المستمر على الإصلاح من كافة المكونات.


قبل أسبوع فقط قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح رداً على إحراق مقر الإصلاح بعدن: "مهما حاولتم .. لن تجرونا للعنف ..!".
مضيفاً: "الأوطان لا تُباع ولا تُشترى" ..!

 

وفي محافظة حضرموت قال أمين المكتب التنفيذي للإصلاح بوادي حضرموت، الدكتور حسن عبدالله باسواد: "إننا في الإصلاح دعاة سلام وجنود لبناء وطن آمن، وإننا في التجمع اليمني للإصلاح لا يمكن أن نكون معاول هدم لأي إنجاز وطني تاريخي واتخذنا قرار عدم المواجهة والصدام مع أية جهة كانت لأنه لن يحل محل الدولة وهو جزء لا يتجزأ عن هذا الشعب، وإن محاولات جر الإصلاح إلى مربع الصراع والعنف باءت بالفشل وستبوء بالفشل نظراً لالتزام أفراده بالتوجيهات وثقتهم بالقيادة".