الخميس 28-03-2024 19:32:08 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

إب ساحة مفتوحة للانتهاكات والجرائم الحوثية.. غزوة حبيش أنموذجا

الثلاثاء 19 مارس - آذار 2019 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - إب - متابعات

 

لا يكاد يمر يوم دون أن تشهد محافظة إب وسط اليمن انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم عدة ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية والتي تحكم قبضتها على المحافظة منذ منتصف أكتوبر 2014م.

تحولت المحافظة المسالمة إلى ساحة مفتوحة للانتهاكات والجرائم الحوثية والتي يكتوى بتبعاتها المواطنون الأبرياء في مختلف مديريات المحافظة.

جريمة خميس حبيش، والتي تجلت كواحدة من مئات الجرائم وآلاف الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء محافظة إب، وسط غياب تام للمنظمات الإنسانية والحقوقية، ومطالبات محلية ومجتمعية واسعة بالتدخل ووضع حد للانتهاكات والجرائم الحوثية بمحافظة إب.

وفي أحدث جريمة شهدتها محافظة إب، والتي أطلق عليها إعلاميون وناشطون بغزوة حبيش، والتي اعتبروها نموذجا لما يتعرض له أبناء إب من انتهاكات لا تتوقف، فقد أقدمت مجاميع مسلحة من قبيلة خولان، نهاية الأسبوع الماضي، على إحراق منازل مواطنين وممتلكاتهم واختطاف آخرين في قرية النقاش بمديرية حبيش شمالي محافظة إب.

وقالت مصادر محلية إن مجاميع مسلحة تتكون من نحو 200 مسلح، قدمت من خولان بصنعاء، بقيادة متنفذين حوثيين، وقامت بإحراق منازل الأهالي بعد اقتحامهم القرية وإطلاق الرصاص الحي واستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

ومن بين المنازل التي تم إحراقها منزل المواطن "أحمد محمد النقاش" بعد نهب كل محتوياته وإحراق سيارته وعدد من مزارع القات الخاصة به، قبل أن تقوم باختطافه إلى جهة مجهولة، في الوقت الذي شن فيه المسلحون حملة اختطافات ونهب ممتلكات المواطنين بينها منزل المواطن جميل فيصل عبد الله الأرحبي وفيصل الأرحبي وعدنان الأرحبي ومحمد الأرحبي.

 

غضب وتساؤلات

وتصاعد الاستياء والغضب الشعبي جراء دعم قيادات مليشيا الحوثي لاقتحام قرية النقاش بمديرية حبيش وعدوان مسلحين قبليين قدموا من مناطق خولان بمحافظة صنعاء وتجاوزوا كل النقاط الحوثية.

وتساءل أبناء محافظة إب عن كيفية مرور المسلحين عبر عشرات النقاط التابعة لمليشيا الحوثي والمنتشرة على طريق صنعاء - ذمار - إب، في حين أكدت مصادر مطلعة وقوف مشرف المليشيا الحوثية في إب القيادي الحوثي صالح حاجب خلف عملية تسهيل وصول عشرات المسلحين إلى مديرية حبيش وتجاوزهم نقاط مليشيا الحوثي المنتشرة على طول الطريق بين صنعاء وإب، ووقوفه أيضا خلف عملية الإفراج عنهم بعد توقيفهم لساعات في إدارة أمن إب.

وأظهرت صور تداولها ناشطون محليون دماراً هائلاً في المنازل والممتلكات في قرية النقاش عقب اقتحامها وخسائر الأهالي تقدر بمئات الملايين، ودمروا بئر القرية، الأمر الذي جعل الأهالي بلا مشروع مياه، ودفع بعضهم إلى النزوح من المنطقة.

وتحدثت مصادر محلية بأن مصير عدد من المختطفين من أبناء المنطقة ما يزال مجهولاً وسط معلومات تفيد بنوايا المسلحين القبليين بإعدام بعضهم في مناطق خولان الطيال.

 

خسائر فادحة

الخسائر الكبيرة والفادحة والتي تعرض لها أبناء بيت الأرحبي والنقاش تقدر بمئات الملايين إذ تعرضوا للنهب والسطو على الممتلكات، فضلا عن إحراق وتدمير بقية الممتلكات، فقد أكدت مصادر محلية متطابقة إحراق ستة منازل كليا وأربعة بشكل جزئي وتفجير أربعة آخرين، وتدمير مضختين تقدر كلفتهما المالية بأكثر من خمسين مليون ريال، وحرق أربع سيارات وقتل عشر أبقار وخمس أبقار تم حرقها داخل المنازل، وقتل جمل/ناقة تابعة لامرأة مسكينة أرملة وهي إرثها الوحيد من أبيها.

ونهب المسلحون القبليون مبالغ مالية كبيرة من منازل المواطنين، بالإضافة إلى نهب جنابي ثمينة وذهب النساء وبصائر وبراهين تتعلق بأراضي المواطنين، إضافة إلى نهب ممتلكات عشرات المواطنين بعد اقتحامها والعبث بها.

وقالت إحدى نساء القرية من أسرة بيت النقاش إن المسلحين أطلقوا النار على المنازل وروعوا الأهالي خصوصا الأطفال والنساء، مشيرة إلى إصابة ابنتها بإغماء ودخولها في غيبوبة نتيجة إشهار السلاح عليها وإطلاق النار أمامها بصورة مروعة تتنافى مع كل القوانين والقيم والأعراف الاجتماعية والتي تحترم المرأة اليمنية.

ولم يكتف المسلحون بحرق ونهب المنازل بل قاموا بذبح ثور تعود ملكيته لأحد سكان القرية وقاموا بطبخه للمسلحين الذين ظلوا لساعات في القرية بعد جريمة العدوان على منازل الأهالي.

وتعود خلفيات الحادثة إلى خلاف على قطعة أرض بين أحد المواطنين من أبناء بيت الأرحبي وشخص من أبناء خولان يدعى رشيد ملاطف القيري، قتل فيها الأخير، الأربعاء الماضي، برصاص الأرحبي، بعد أن أقدم القيري على لطم الأرحبي والاعتداء عليه.

 

تذكير بحوادث مشابهة

وفي تعليقه على الحادثة التي لاقت استهجانا واسعا من شرائح المجتمع، قال السياسي خالد هاشم: "قبل ما يقارب العشر سنوات جاءت مجاميع مسلحة من الحدأ إلى إدارة البحث الجنائي بمدينة إب وقتلت المواطن صلاح الرعوي، وخرجت تردد زوامل الفخر بتلك الجريمة البشعة، يومها برروا أن القتلة لهم حماية في حرس عفاش ولا أحد يستطيع الوصول إليهم، فكانت مجريات الصلح بمبادرة من مشايخ إب الميامين التي ربما لم تكتمل وضاعت القضية".

وأضاف هاشم: "اليوم نفس الجرم وبالقدر نفسه من البشاعة لكن من قبل بعض أبناء خولان هذه المرة ضد مواطن من حبيش، فهل ستضيع القضية بالقول إنهم في حماية المسيرة، ويتدخل مشايخ إب للمبادرة للصلح كما هي عادتهم؟ الأيام كفيلة بإيضاح الحقيقة، وإن غدا لناظره لقريب".

وتابع القيادي الناصري: "ويبقى السؤال: إلى متى تظل كرامة أبناء محافظة إب مباحة لكل منحرف خارج عن القيم والقانون؟".

الكاتب الصحفي نشوان النظاري قال إن "مثل هذه الجرائم التي تشهدها إب تأتي بنفس مناطقي وطائفي"، مؤكداً تأثير ذلك على النسيج المجتمعي مع الأيام.

وأضاف النظاري: "بين الفينة والأخرى تتعرض إب لحالة من التعري المناطقي لتبدو منكسرة بلا وجود أو هوية.. الهضبة تمارس فعل المناطقية والجهوية والعنصرية وتستغل حضورها في مؤسسات الجيش وتضرب مدنية إب وتصرخ ملء فاها ضد كل من يتألم أو يهمس بأوجاع تلك المناطقية".

وتابع: "يمارسون فعل المناطقية بأبشع صورها البدائية المتخلفة الرعناء ويرفضون مجرد سماعها كمفردة من الطرف الآخر".

وتتواصل جرائم استباحة إب في عهد الانقلابيين الحوثيين في مشهد شبه يومي يكشف الصورة الحقيقية لواقع المحافظات الخاضعة لسلطات الانقلابيين، والتي تشهد فوضى أمنية عارمة تقودها المليشيا الحوثية، واحتكام المواطنين للسلاح في ظل غياب الدولة وأجهزة الأمن منذ سيطرة الانقلابيين على المحافظة.