الجمعة 29-03-2024 12:00:02 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

في اليوم العالمي للمرأة.. ماذا أبقى الحوثيون من كرامة وحقوق المرأة اليمنية؟

السبت 09 مارس - آذار 2019 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

تحتفل مختلف الدول باليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف الثامن من شهر مارس من كل عام، لإبراز الدور الذي تلعبه النساء والمطالبة بحقوقهن، وتعبيرا عن الاحترام لهذه الشريحة الواسعة في المجتمعات.

وتحل هذه المناسبة هذا العام والمرأة اليمنية في معاناة كبيرة، جراء استمرار الحرب وضياع مختلف حقوقها وتحميلها أعباء حياتية صعبة للغاية، مع أن وضعها قبل الحرب لم يكن على ما يرام.

 

واقع تعيس

لم يسبق أن أُهدرت حقوق المرأة اليمنية بهذا الشكل الذي تتعرض له اليوم بعد إسقاط الحوثيين للدولة في سبتمبر 2014، فقد فقدت خصوصيتها التي ظل المجتمع اليمني يحافظ عليها.

أصبحت المرأة اليمنية في مناطق سيطرة الحوثيين عرضة للاختطاف وهو ما تعرضت له كثير من النساء، بينهن إيمان البشيري التي تم الكشف عن مكان اختطافها بعد شهرين من اختفائها ومطالبة الحوثيين أهلها بدفع مبلغ مالي مقابل إطلاق سراحها.

أسماء العميسي هي الأخرى اعتقلتها جماعة الحوثي عام 2016، ثم صدر حكم من قبل المحكمة الابتدائية قضى بإعدامها تعزيرا بتهمة "إعانة العدوان"، لكن الحكم تم استئنافه.

أمهات المختطفين كذلك يتعرضن للاعتداءات الجسدية واللفظية والابتزاز النفسي أثناء مظاهراتهن أو أمام المعتقلات والسجون، نظرا لمطالبتهن بالكشف عن مصير أبنائهن وإطلاق سراحهم.

استخدم الحوثيون المرأة بهدف إجبار البعض على السكوت وعدم مقاومة مشروع الحوثيين، بل كانت النساء بالنسبة لهم طعما ثمينا يستطيعون من خلاله كسب مبالغ طائلة.

جردت كذلك جماعة الحوثي المرأة من أنوثتها، حين جعلتها تقوم بدور أمني عن طريق ما يعرف بـ"الزينبيات"، وهي أدوار جديدة للنساء في اليمن اللائي يتمتعن بالخصوصية.

  

معاناة وحرمان

عانت المرأة وبشدة فقد كانت ضحية الصراع القائم وتضررت بشكل كبير جراء الحرب، فقد سقطت الكثير من النساء كقتيلات أو جريحات، وعانين من الإعاقة بسبب الألغام التي خلفت الكثير من الضحايا، ووقفن طويلا في الطوابير لتوفير بعض متطلبات أسرهن.

قتلت الحرب مئات النساء اليمنيات في مناطق المواجهات المسلحة منذ شهر مارس/آذار 2015، حيث تسبب النزاع في مقتل 635 امرأة، وإصابة 2070 أخرى وفق تقارير دولية.

بينما تذكر وزارة الشؤون الاجتماعية أن المليشيات تسببت في نزوح أكثر من 3 ملايين يمني شكلت النساء مع أطفالهن ما نسبته 76% من النزوح الداخلي.

كما تحملت المرأة في اليمن أعباء إضافية، فبعد فقدانها لرب الأسرة أصبحت هي من تكافح لإطعام نفسها وصغارها والقيام بمسؤولياتهم، وهو أمر بالغ الصعوبة بسبب الأوضاع التي فرضتها الحرب خاصة مع تدهور الوضع الاقتصادي.

تفتقر المرأة للرعاية الصحية اللازمة، وتقول إحصائيات سابقة، من صندوق الأمم المتحدة للسكان، إن ارتفاع معدلات سوء التغذية أدى إلى إصابة نحو 1.1 مليون امرأة حامل بسوء تغذية، مما قد يعرّض حياة 75 ألفا منهن لمضاعفات صحية خطيرة أثناء الولادة.

وذكر صندوق الأمم المتحدة بصنعاء أن اليمن "يعاني من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة العربية"، مضيفا أنه "من الممكن أن يؤدي نقص الغذاء وسوء التغذية وتراجع الرعاية الصحية -التي تزداد سوءا بسبب الأوبئة مثل الكوليرا والدفتيرياـ إلى زيادة عدد المواليد الخدج (يولدون قبل الأسبوع الـ37 من عمر الحمل)، ومواليد يعانون من نقص في الوزن وارتفاع حالات النزيف الحاد بعد الولادة"، لافتا إلى أن ذلك "يجعل عملية الولادة في اليمن أكثر صعوبة، ويضع حياة الأمهات ومواليدهن في خطر"، حيث تعيش نحو 2.2 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب.

في حين أعلنت منظمة سام للحقوق والحريات أنها رصدت مقتل وإصابة 2440 امرأة منذ بداية الانقلاب وحتى نهاية العام الماضي، وقالت في بيان بمناسبة مرور اليوم العالمي للمرأة، إن هذا اليوم يأتي بينما تعاني النساء في اليمن واقعاً مراً وظروفاً قاسية تظافرت على صناعتها سياسات أطراف الحرب، موضحة أن عدد اليمنيات اللاتي قُتلن خلال هذه الفترة بلغ 807 امرأة سقط العدد الأكبر منهن في مدينة تعز تلتها الحديدة وعدن.

وفي تقرير سابق، تحدث المنتدى الاقتصادي العالمي أن المرأة اليمنية احتلت المركز الأخير في العالم فيما يتعلق بحقوق المرأة، وأطلق على البلاد لقب أسوأ دولة يمكن أن تولد فيها النساء.

  

نضال

تحاول المرأة اليمنية أن تتغلب على الصعوبات التي تواجهها، فشكلت رابطة للدفاع عن المختطفين والمخفيين قسريا، وهي كذلك لعبت أدوارا كبيرة في مجال الإغاثة وفي رصد الانتهاكات مما جعلها هدفا للحوثيين.

وقد سعت المرأة لانتزاع حقوقها ورفض التهميش الذي تعاني منه منذ ما قبل الحرب، إلا أنها الآن أصبحت تركز بشكل أكبر على المعاناة التي تلاقيها في ظل الحرب، وتعمل على إيصال أصوات النساء للفت الانتباه إلى الانتهاكات التي يتعرضن لها.

وخلال الحرب قدمت الدعم اللازم للمقاتلين الذين خرجوا للتصدي لمليشيات الحوثي بعد مهاجمتهم المدن، وقيامهم بانتهاكات كثيرة ضد المواطنين.

  

مطالب

ودعت دائرة المرأة في حزب الإصلاح في وقت سابق، الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة إلى إيلاء أهمية قصوى لملف المرأة، لاستعادة حقوقها الملسوبة.

وتحدثت في بيان لها، عن الأوضاع الشائكة التي حلت باليمن بسبب الحوثيين، مما أجبر آلاف النساء على ترك منازلهن واللجوء إلى ملاذات آمنة وإلى مخيمات اللاجئين، لا تقيهن زمهرير الشتاء ولا لهيب الصيف، بانتظار من يجود عليهن وأطفالهن بعدد من أرغفة الخبز.

وكان نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر، دعا كل أبناء الوطن إلى الانتفاض ضد انتهاكات الحوثيين وعدم الصمت على اعتداءاتهم وإهانتهم وإيذائهم لمكانة المرأة اليمنية.

وحث على ضرورة التفات المجتمع الدولي للجرائم التي تتعمد ارتكابها ميليشيا الحوثي، ضاربة عرض الحائط بكل الأخلاق والقوانين والقيم في تحدٍ صارخٍ لإرادة اليمنيين وللإرادة الإقليمية والدولية.

وأكد نائب الرئيس بأن هذه الجرائم تثبت بما لا يدع مجالاً للشك عدوانية هذه الجماعة تجاه اليمنيين وتجاه المرأة بالذات وعدم احترامهم لها، واستناد الميليشيات لمشروعية القتل والعنف المسلح متجاوزةً بذلك كل الأعراف والعادات اليمنية وقوانين حقوق الإنسان.

ويبدو أن معاناة المرأة ستستمر في ظل انقلاب الحوثيين، وبعد أن كانت تطالب بحقوق أخرى كالسياسية، أصبحت اليوم تفتقر لأدنى حقوقها في ظل سلطة المليشيات.