الجمعة 29-03-2024 15:17:18 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

عن الانزياح المؤتمري أمام الحضور الطاغي للحوثيين

الانقلاب الصامت بالمحويت!

السبت 29 إبريل-نيسان 2017 الساعة 05 مساءً / الاصلاح نت - مركز المحويت الإعلامي

 

قام الحوثي (ابو وحيد) بحنان قايد بحنان المسؤول عن تأمين المهرجان الذي أقامته الميليشيات في المجمع الحكومي بالمحويت بتفتيش كثير من القيادات المؤتمرية وعدم السماح لهم بدخول المهرجان إلا بعد تسليم أسلحتهم الشخصية، في حين لم يقم بالتصرف ذاته تجاه مشرفي الحوثي.

وأكد المصدر أن القيادي الحوثي (أبو وحيد) قام بتفتيش علي النزيلي؛ قبل أن يسمح له بدخول القاعة التي أُقيم فيها المهرجان الذي حضره رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي (صالح الصماد)، في حين سمح في ذات اللحظة للمشرفين الحوثيين بدخول القاعة حاملين (بنادقهم).

 

وأشار المصدر إلى أن المهرجان كان حوثياً بامتياز، وأن كثيراً من المتحوّثين تعرضوا للإهانات وأُخضِعوا للتفتيش الدقيق الذي لم يستثن شخصيات كثيرة بارزة مدنية وعسكرية، ليطال بعض وكلاء المحافظة ومدراء العموم إضافة إلى (علي النزيلي) ومقربين من مدير أمن المحافظة علي صالح الغني، ومرافقي محافظ صنعاء المعين من المليشيات حنين قطينة، وآخرين.

 

تغوُّل حوثي

 

ليست الحادثة الأولى التي تعرَّض لها مؤتمريون بارزون؛ فهناك الكثير من الشواهد والحوادث المماثلة في الماضي التي تكشف عن هشاشة التحالف الانقلابي، وعن عقلية المليشيات الحوثية الإقصائية التي لا تثق مطلقاً بكثير من المتحوثين، بمن فيهم الذين رضوا أن يكونوا خدماً طيِّعين في خدمة المشروع الانقلابي السلالي.

منذ أن قدمت المليشيا الحوثية إلى المحافظة أحكمت قبضتها على المحافظة، وتغلغلت بصمت في كل مفاصل السلطة بالمحافظة، وأبقَت مساحة هامشية للحضور المؤتمري الذي لا يستطيع أن يتجاوز الدائرة المسموح له بالتحرُّك في إطارها.

 

أخذَت المليشيا الحوثية عقب الانقلاب بالتسلُّل إلى كل المراكز الحساسة؛ وبدهاء غير معهود سعَت -قدر الإمكان- إلى عدم الاصطدام بالمؤتمريين خشية لفت الانتباه إلى حوثنة المحافظة بما يُهدِّد بانفضاض التحالف في وقت هم أحوَج ما يكونون إليه في محافظة تواجدهم فيها محدوداً؛ ولذا فإن تحركاتها كانت محسوبة.

 

عمدت المليشيا الحوثية إلى إبقاء القيادات المؤتمرية بالمحافظة في أماكنها؛ لكنها جرَّدتها من صلاحياتها، حتى غدَت مواقعها أشبه بالمناصب الفخرية لا أكثر، وأحالت هذه القيادات - واقعياً - الى الرفّ؛ من خلال تعيين نوَّاب عهدت إليهم كل الصلاحيات.

 

الانقلاب الهادئ

 

تضاءلت مواقع ما كان يسمى بالسلطة المحلية للمحافظة ليبدو -مثلا-  أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة أقلّ شأناً من أصغر مشرف حوثي قادم من صعدة، ويتعامل الكل على أساس أن الرجل الأول بالمحافظة هو مشرف الحوثيين بالمحافظة (ابو عقيل) فاضل الشرقي - صعدة - أحد أقارب عبدالملك الحوثي، يليه الوكيل الحوثي عبدالله الحمزي، كما أن الرجل الأول أمنياً لم يعُد مدير أمن المحافظة (علي صالح الغني) بل المشرف الأمني للحوثيين بالمحافظة (أبو تأييد) عبدالله الشرقي، وهو شقيق المشرف (ابو عقيل).

مارست المليشيا الحوثية بالمحويت ما يشبه الانقلاب الصامت على الحضور المؤتمري، وأعادت هندسة المحافظة إدارياً، وعملت على تغيير التركيبة الإدارية للمحافظة، حيث قامت بتعيين نواب حوثيين في جميع الأجهزة والمكاتب التنفيذية والمناصب الحساسية أوكلت إليهم كل الاختصاصات والصلاحيات.

 

لم يقتصر التغوُّل الحوثي على مركز المحافظة، وأخذ الأخطبوط يمدّ أذرعه إلى كافة المديريات، لدرجة غدَت سلطة المشرف الحوثي تفوق سلطة مدير المديرية، كما قامت المليشيا بتعيين حوثيين كمدراء عموم لبعض المديريات، وأبقَت على آخرين، لكنّهم مجرد بيادق في اليد الحوثية التي تُحرّكهم عن بُعد، لدرجة أنّهم في مناسبات مختلفة ذهبوا - بتوجيهات حوثية - إلى كثيرٍ من العزَل لتحصيل المجهود الحربي والزكوات المتأخرة وتجنيد الأفراد إلى الجبهات، بما ينمّ عن إذلال وتقزيم رمزي ليس للأشخاص فحسب بل للموقع الوظيفي، كما حدث مع مدراء مديريات الخبت والرجم وحفاش وشبام.

 

وانتزعت مليشيا الحوثي القرار الأمني بالمديريات من يد مدراء أمن المديريات من خلال إصدار قرارات بتعيين المشرفين الأمنيين الحوثيين بالمديريات نوَّاباً لمدراء الأمن، ليغدو مدراء الأمن مُكبَّلين لا يستطيعون تجاوز النوَّاب الحوثيين. وهكذا تسلّلت جماعة الحوثي إلى كل المفاصل المالية والإدارية والقضائية والتربوية والأمنية في المحافظة.

 

 الكلبة التي تأكل أبناءها

 

تتعامل مليشيا الحوثي مع القيادات المؤتمرية والمشايخ والأعيان على أنهم ليسوا أكثر من متعهّدي بلاطجة ومجندي ومتحصلي صدقات وتبرعات لصالح المجهود الحربي. ويشكو كثير من المؤتمريين في مواقع السلطة من تدخلات مشرفي الحوثيين الفجّة في صلاحياتهم واختصاصاتهم. ومن تجرأ في منازعة الحوثيين أو الاعتراض على سياساتهم سرعان ما يتم التضحية بهم ، حيث أطاحت قبل فترة بمدير أمن حفاش الذي عبَّر غالباً عن تذمره وعدم رضاه بالإجراءات الحوثية.

 

وفي الرجم قام مشرف الحوثيين بالمديرية (ابو علي اسحاق) بزجّ المشرف الأمني المتحوِّث بالسجن بتهمة اختلاس مبالغ مالية قام بجمعها لصالح المجهود الحربي وتصرّف بها لمصلحته الشخصية حسب تبريره.

وفي أحدى المناسبات قبل أشهر قام أحد الحوثيين بالخبت بالإساءة وتوجيه الشتائم والسبّ المقذع لرئيس فرع المؤتمر ( أحمد العصيمي)، الأمر الذي دفع مدير المديرية ومشرف الحوثيين وعدد من المشايخ للذهاب لتحكيم العصيمي؛ الذي اضطر للعفو وابتلاع الإهانات للحفاظ على تماسك اللحُمة الوطنية وعدم السماح للمُتربِّصين بشقّ الصفّ حسب كلامه.

 

لا يجرؤ القيادي المؤتمري في موقع السلطة بالمحافظة على البوح للإعلام أو الشكوى من التهميش الحوثي وتدخّلات المشرفين الحوثيين، لكنهم يتناولونها في المقايل التي يأمنون فيها من مخبري الجماعة.

ثمة الكثير من الحوادث التي استفرد فيها موظفو الحوثي بالصلاحيات متجاوزين مدراءهم المؤتمريين، او التي تُبرز إملاءات المشرفين تجاه أي مسؤول مؤتمري، والتي تصل أحياناً حدّ الإهانة والإذلال والتهديد بالإطاحة به في حال تذمّر من تصرفات من يحسبون أنفسهم (أسياداً)!