الثلاثاء 23-04-2024 13:59:39 م : 14 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

جامعة إب..مسرح لانتهاك وجرائم المليشيات

الأربعاء 05 إبريل-نيسان 2017 الساعة 08 مساءً / الاصلاح نت - شبكة إب الإخبارية

    

تتعدد وسائل وآليات الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها مليشيات الحوثي وصالح بمحافظة إب، وسط اليمن، من يوم لآخر، ومن مؤسسة حكومية إلى أخرى، سواء كانت حكومية أو أهلية، فقط يغيب القانون وتحضر المليشيات بقوانينها الخاصة والتي لا تنتمي إلا إلى سلوك المافيا والعصابات وقطاع الطرق.

  

ومنذ احتلال مليشيات صالح والحوثي لمؤسسات الدولة في سبتمبر الأسود من العام 2014م طالت انتهاكاتها المواطنين بمختلف شرائحهم الاجتماعية ووصلت إلى كل مرافق الدولة ومؤسساتها المختلفة الأمنية والعسكرية والمدنية.

 

وفي إب الخاضعة لسيطرة المليشيات وقبضتها الأمنية منذ أكتوبر 2014م، نالها نصيب أوفر وكبير جعلها تتصدر المراكز الأولى في الانتهاكات من بين سائر المحافظات، ولم تكن الأراضي وعقارات الدولة والأوقاف إلا جزء يسير من العبث الذي تقوم به عصابات صالح والحوثي في هذه المحافظة التي يدعون زورا وبهتانا بأنها محافظة السلام، فيما تؤكد شواهد جرائمهم اليومية خلاف تلك الإدعاءات والشعارات الزائفة.

 

جامعة اب ، أهم مؤسسة ومرفق تعليمي داخل المحافظة ، واحدة من تلك المؤسسات التي طالها عبث وفساد وجرائم المليشيا الإنقلابية والتي تهدف لحوثنة التعليم الجامعي وجرف الهوية الوطنية للطلاب داخل المحافظة.

 

وخلال الترم الأول للعام الدراسي الجاري والذي انتهى قبل أسبوعين تقريبا، رصدنا سلسلة من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابيتين، والتي طالت الطلاب والطالبات والكادر الأكاديمي والوظيفي وانعكست بشكل سلبي على مسار العملية التعليمية داخل الجامعة.

 

المظاهر المسلحة

 

لعل انتشار المسلحين في جامعة إب وحرمها وباحاتها المختلفة، من أكثر المظاهر التي تبعث على الخوف وعدم الشعور بأنك داخل أهم مؤسسة تعليمية داخل المحافظة، فما أن تدلف بوابة الجامعة وتلقي نظرة أولية إليها، إلا وترى المظاهرة المسلحة بارزة للعيان من خلال انتشار الأطقم التابعة للمليشيات، وانتشار مسلحيهم بشكل لافت بكل كليات الجامعة.

 

ولقد شكلت المظاهر المسلحة واحدة من أبرز التعقيدات التي تواجه الكادر الأكاديمي والطلاب والطالبات، والذين طالبوا قيادة الجامعة بإنهاء تلك المظاهر وإبراز الوجه التعليمي للجامعة بعيداً عن انتشار المسلحين وإقامة أنشطتهم وفعاليتهم داخل الجامعة، ولكن تلك الدعوات لم تلق اهتماماً واستجابة كون تلك القيادة معينة من قبل المليشيا الإنقلابية.

 

أنشطة وفعاليات انقلابية

 

تحولت الجامعة بوجود قياداتها الإنقلابية وإحكام المليشيات عليها من مؤسسة تعليمية إلى مقر واسع لأنشطة وفعاليات المليشيات واجتماعات لقيادات الإنقلاب، في مشهد يؤكد استخدامها للطلاب والكادر الوظيفي والأكاديمي دروع بشرية.

 

وقال عدد من طلاب الجامعة بأن خيمة الحوار تحولت لمقر ومكان لاحتفالات حزبية وطائفية سلالية تزرع بين أبناء الجامعة روح التفرقة والحقد والكراهية لبعضهم البعض مستشهدين بفعالية الحوثيين والتي أسموها "أسبوع الشهيد"، والذي حول خيمة الحوار وجامعة إب لمشهد مقزز يؤكد بأن الجامعة لم تعد سوى مقر ووكر للمليشيا.

 

صور وشعارات طائفية

 

وتحدث الطلاب عن نشر المليشيات صوراً لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله داخل الحرم الجامعي وكلياته وكأن الجامعة مقر حزب وليست مؤسسة علمية، ورفعت شعارات حزب الله وأعلامه في أنشطة ووقفات نظمها الحوثيون داخل الحرم الجامعي.

 

وتحدث عدد من أكاديمي الجامعة عن حرف واضح لأهداف الجامعة من خلال أنشطة متعددة تقام داخل الحرم الجامعي تخدم المليشيات الإنقلابية ومن بينها استباحة قاعة الوحدة وكليات الجامعة للاحتفالات والأنشطة التعبوية ضد أبناء المجتمع اليمني، وتحويل الجامعة من صرح علمي الى وحدة للتوجيه المعنوي العسكري للمليشيات.

 

ا طلاق الرصاص الحي

 

شكلت المظاهر المسلحة واحدة من أكبر التهديدات الحقيقة لمسار العملية التعليمية داخل الجامعة نتيجة تبعاتها المؤلمة وتهديداتها لحياة الطلاب والكادر الأكاديمي بالجامعة.

 

وخلال الأربعة الأشهر الماضية حدثت العديد من حوادث إطلاق الرصاص الحي داخل الحرم الجامعي وبحسب طلاب الجامعة، فقد شهدت الجامعة خمس حالات متفرقة لحوادث إطلاق الرصاص الحي وتسبب بسقوط جرحى بينهم طالبات، وخلقت تلك الحوادث حالات من الرعب والهلع والخوف لدى الطلبة ومنتسبي الجامعة من أساتذة وموظفين.

 

حالات قتل

 

وشهدت الجامعة سلسلة من الانتهاكات والجرائم خلال الترم المنصرم، إذ قال الطالب "ع م أ" بأن جريمة قتل شهدتها الجامعة، حيث حدثت جريمة قتل شنقا داخل أسوار كلية التربية وبصورة مروعة تؤكد مدى الفلتان والفوضى الأمنية التي تشهدها جامعة إب الخاضعة لسيطرة الحوثي وصالح.

 

تهديدات

 

غياب القانون وحضور المليشيات شجع الكثير لتنفيذ ما يريد دون التفكير بعواقب وتبعات ما يقومون به بحسب العديد من الأكاديميين والذين قالوا بأن حكم المليشيات شجعهم للاستهانة بالكادر الأكاديمي والوظيفي وهو ما جعل حياتهم تواجه مخاطر حقيقة ليس أقلها الفصل والإيقاف بل وصلت للتهديد بالقتل والتصفية.

 

مصادر أكاديمية بالجامعة قالت بأن أربع حالات للتهديد بالقتل والتصفية والسحل تعرض لها عدد من عمداء الكليات من قبل مسلحي المليشيات وأمام مرأى ومسمع من قيادة الجامعة والتي كان آخرها التهديد بالتصفية لعميد كلية الهندسة د.ناجي الأشول وبقاء قيادة الجامعة متفرجة حيال تلك التهديدات.

 

وتحدثت المصادر عن جملة من التهديدات المتكررة من الانقلابيين في قيادة الجامعة لمنتسبي الجامعة المناهضين لمشروع تأميم الجامعة طائفياً فضلاً عن تهديدات بالحبس والفصل من العمل الوظيفي لمن يطالب بمرتبه بالطرق السلمية التي كفلها الدستور والقانون.

 

سرقة الجامعة

 

وفي منتصف ديسمبر 2016م وعلى وقع الفوضى الأمنية والتي تديرها مليشيات الإنقلاب، تعرضت الجامعة لأكبر سرقة وفضيحة في تاريخ الجامعات اليمنية، فقد تعرضت خزينة الجامعة لعملية سرقة كبيرة هي الأولى من نوعها.

 

واعترفت جامعة إب آنذاك بالحادثة، وقالت بأن ملايين سرقت من خزينة الجامعة والكائنة في مقر رئاسة الجامعة، ووعدت بالتحقيق والمتابعة وكشفها للرأي العام، ولكن كل تلك الوعود لم ترى النور حتى اللحظة.

 

خسائر طائلة

 

وقدرت الخسائر المالية بحسب تلك المصادر نحو (120,000.000) مائة وعشرين مليون ريال يمني، إضافة (300,000) دولار أمريكي، وبإجمالي عام (220,000,000) مائتين وعشرة ملايين ريال يمني في أكبر عملية سرقة معلنة تحدث في المحافظة، في الوقت الذي أكدت مصادر خاصة بالجامعة بأن ما أعلن عنه كانت جريمة أخرى تضاف لجريمة اخفاء 220 مليون ريال، إذ قالوا بأن الحادثة تمت وفق تخطيط محكم ودقيق من قيادات الإنقلاب بالجامعة والمحافظة.

 

وتحدثت المصادر عن فساد مالي وإداري غير مسبوق تشهده الجامعة، مستشهدا بصرف مبالغ مالية طائلة تحت مسميات مختلفة من بينها مسمى "بدل سفر" لقيادات الجامعة في الوقت الذي لا يجد الكادر الأكاديمي والوظيفي ما يسد به قوت أولاده وأسرته.

 

قبول طلاب بدون اختبارات قبول

 

مليشيات الحوثي وصالح لم تكتفي بالفساد المالي والإداري داخل الجامعة، بل تمادت أكثر؛ إذ سجلت عشرات الطلاب بتخصصات مختلفة دون اختبارات القبول، وتمكنا من رصد عدد 150 طالباً وطالبة تم تسجيلهم بتخصصات علمية وطبية تحت مسمى "أبناء الشهداء والمناطق النائية".

 

مصدر أكاديمي خاص رفض الإشارة إلى اسمه أكد بأن الجامعة قبلت 59 طالباً وطالبة بعدد من الكليات العلمية بتوجيهات من قيادات عليا في مليشيات الإنقلاب وبدون اختبارات قبول.

 

وأكد المصدر تعيين قيادة الجامعة عدد (٣) من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة مخالفة للمعايير، وصدور قرارات بتعيينات في مناصب قيادية وإدارية مخالفة لقانون الجامعات اليمنية تحت مبرر "ضرورية".

 

القمع

 

القمع واحدة من الوسائل التي انتهجتها المليشيات لإسكات الطلاب والكادر الأكاديمي؛ إذ تحدث الطلاب عن قمع وقفتين احتجاجيتين لطلاب الجامعة نددت بانتهاكات المليشيات المسلحة لزملائهم في الجامعة فضلاً عن اقتحام بوابة الجامعة الشرقية الشمالية بسيارة مسلحين تابعين لنجل القيادي الحوثي حميد عنتر وتبادل إطلاق النار مع أفراد حراسة البوابة وإصابة ثلاث طالبات آنذاك.

 

محاولة السطو على أراضي الجامعة

 

وحتى أراضي الجامعة تتعرض لمحاولات سطو غير مسبوقة من مليشيات الحوثي وصالح خصوصاً وأن تلك الأراضي تصل قيمتها لمئات الملايين والتي أسالت لعاب المليشيات، والذين يحاولون منذ أسابيع تأجير أجزاء واسعة من الجهة الغربية للجامعة والتي تقع على الدائري الغربي لمدينة إب في ظل رفض كبير من أكاديمي الجامعة والذين اتهموا قيادة الجامعة بالتواطؤ والمشاركة في تلك الجرائم.

 

كيانات انقلابية

 

وأنشأت المليشيات كيانات طلابية وملتقيات عدة تشرعن للانقلابيين وتهدف لمحو الكيانات الشرعية داخل الجامعة ومن بينها إنشاء ما يسمى بـ "الملتقيات الأكاديمية والإدارية والطلابية"، وتلك يقول الطلاب والأكاديمون عنها بأنها كيانات انقلابية تقوم على أساس مذهبي وسلالي وللأسف بأنه يتم التعامل معهم رسميا داخل الحرم الجامعي من قبل قيادة الجامعة.