الخميس 25-04-2024 12:25:30 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

يعيدون للذاكرة عمليات النهب التاريخية للمحافظة قديماً

عصابات تمارس النهب والسلب في إب بإشراف المليشيات الحوثية

الأحد 12 مارس - آذار 2017 الساعة 07 مساءً / التجمع اليمني للإصلاح - خاص

 

(الصورة أرشيفية)

   

انتشرت بمحافظة إب، وسط اليمن، عصابات مسلحة مدعومة من المليشيات الإنقلابية، تمارس أعمال النهب والسلب والاختطاف والابتزاز تحت قوة السلاح، وسط فوضى وفلتان أمني غير مسبوق تشهده إب الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح.

ولم يعد الفلتان الأمني بمحافظة إب أمراً يمكن السكوت عنه أو تجاهله، نتيجة التبعات التي يتعرض لها المواطنون والانعكاسات الخطيرة على حياة الأهالي وشتى جوانب الحياة العامة والخاصة.

 

شكاوى واستياء:

واشتكى عدد من المواطنين بمحافظة إب من وجود عصابات مسلحة تتجول داخل مدينة إب بسيارات لا تحمل أرقاماً، وعلى متنها مسلحون ملثمون، وتقوم تلك العصابات باختطاف المواطنين وابتزازهم لمبالغ مالية تحت تهديد السلاح والوعيد بأنهم سيتعرضون للقتل والسجن، وسط استياء كبير من تنامي وتزايد الظاهرة بشكل غير مسبوق.

وقال عدد من أبناء المحافظة: إن تلك العصابات تمارس عملها بكل وضوح، متهمين مليشيات الحوثي وصالح بالوقوف خلفها ودعمها بهدف النهب والثراء على حساب المواطنين والأبرياء.

وأبرز تلك المخاطر التي صار أبناء المحافظة عرضة لها القتل أو الإصابة أو الاختطاف أو النهب والسلب أو الابتزاز، فضلاً عن إقلاق السكينة العامة وغياب أي دور للجهات القضائية والتي تم اقصاؤها من قبل مشرفي مليشيات الحوثي وصالح، لتصير حياة المواطنين فوضى عارمة حولت حياة أبناء المحافظة إلى جحيم لا يطاق.

 

خطف "الضراب":

ويوم أمس أقدمت عصابة مسلحة كانت على متن باص في أحد شوارع مدينة إب، أقدمت على خطف المواطن قاسم الضراب ـ نجل شقيق لاعب شعب إب سابقاً أحمد الضراب ـ وتعرض لعملية نهب وسلب من قبل العصابة التي كانت متواجدة بالقرب من جامع الرحمن بمديرية الظهار وسط المدينة.

وبحسب مصادر مقربة من أسرة الضراب أفادت بأن العصابة حاولت أخذه من الشارع إلى الباص فرفض لكنهم ضربوه مباشرة بأعقاب البنادق، وهو ما جعله يستجيب للصعود إلى الباص، وتم أخذه بقوة السلاح من قبل العصابة المدعومة من مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح.

وأضافت المصادر، أن العصابة أخبرته بأنها تابعة لرجال البحث الجنائي بالمحافظة والخاضع لسيطرة الحوثيين وقوات صالح، وتم أخذه باتجاه مبنى البحث الجنائي غرب مدينة إب ولم يعرف "الضراب" سبب اختطافه وما الذي فعله حتى يتم معاملته بتلك الأساليب الوحشية وضربه بأعقاب البنادق وخروج الدم من جسده.

 وتفاجأ الضراب بأنه غير مطلوب للبحث الجنائي حين كان بالقرب من مبنى البحث توقف الباص، وعرض عليه أفراد العصابة الحوثية أن يسلم كل ما بحوزته من أموال لهم مقابل الإفراج عنه، واستجاب لطلبهم وسلم كل ما بحوزته من أموال وحتى هاتفه الجوال وتم الإفراج عنه.

 

خطف المواطن العودي:

وقبل حادثة الضراب بيومين، أقدمت عصابة مسلحة مدعومة من المليشيات الإنقلابية على اختطاف المواطن مبارك العودي من أمام مقر مبنى اتحاد إب وسط المدينة، ومعاملته بأسلوب مروع ووحشي ونهب كل ما بحوزته.

مصادر خاصة أفادت بأن المواطن "العودي" كان ينوي معالجة ولديه (ابن وبنت) المصابين بالشلل، وكان بحوزته مبالغ مالية، حيث أقدم أربعة مسلحين لمهاجمته وترك أحدهم السلاح في وجه العودي، طالبين منه الصعود إلى الباص الذي يمارسون فيه جرائم النهب والسلب والاختطاف في وضح النهار ووسط المدينة.

واضطر العودي للصعود معهم للباص تحت تهديد السلاح وأخبروه بأنهم تابعون للبحث الجنائي وهددوه بالقتل في حالة إصداره أي صوت يثير الضجيج بالشارع، وأوصلوه إلى جوار سور مبني البحث الجنائي، وهناك وجهوا له تهماً عدة من بينها بأنه يكتب منشورات ضد "أنصار الله"، فيما رد عليهم العودي بالنفي وبأنه لم يسبق وأن نشر شيئاً في أي مواضيع سياسية، ولديه صفحة في موقع التواصل الإجتماعي لو نشر فيها شيء لا ينشر سوى صور أولاده ولديه منشورات معدودة وبإمكانهم الرجوع إليها في حال عدم تصديقه، لكن المسلحين اتهموه بتهمة أخرى بأنه من الخلايا النائمة والتابعة للرئيس هادي والحكومة، ونفى كل تلك التهم، غير أن الهدف كان نهبه كل ما بحوزته من أموال وممارسة الابتزاز والترويع.

 

نهب ذهب الزوجات كفدية:

وبعد تسليم العودي للمبالغ التي كانت بحوزته، أجبروه على الاتصال بزوجته، وأن تعطي ذهبها لهم كي يفرجوا عنه، واستجابت الزوجة للطلب وتم أخذه على متن الباص وإلى جوار المنزل ونهب ذهب المرأة والإفراج عنه بعد ذلك.

 

نهب مواطن مسن:

العودي ليس حالة نادرة أو الأخيرة، لكن آخرين كثر من المواطنين تعرضوا لنفس العملية ونهب ما بحوزتهم ومن ثم نهب ذهب زوجاتهم كفدية مقابل الإفراج، وسط فوضى أمنية غير مسبوقة تشهدها مدينة إب عاصمة المحافظة ومديرياتها العشرون.

ومع مطلع الأسبوع الجاري، أقدمت عصابة مسلحة تتجول بشوارع المدينة على خطف مواطن مسن في العقد السادس من العمر، كان بحوزته مبالغ مالية وهددوه بالقتل والخطف، وأفادوا بأنهم تابعون للبحث الجنائي، ومع هول الحادثة على المواطن المسن سلم كل المبالغ المالية التي كانت بحوزته للعصابة.

وتعيد عمليات النهب، التي يقوم بها الحوثيون، إلى الذاكرة اليمنية ما قام به أجدادهم عبر التاريخ من نهب وسلب لهذه المحافظة التي تعرضت أكثر من غيرها لعمليات السطو المستمرة، والتي كان ينظر لها الأئمة على أنها مركز الثراء السريع لهم ولمرتزقتهم عبر التاريخ.

 

نهب الرحيل:

ويعزو كثير من المراقبين والمحللين عمليات النهب التي يقوم بها الانقلابيون، وخاصة هذه الأيام، مع تقدم الجيش الوطني في مختلف جبهات المواجهات، إلى أن المليشيات باتت تدرك نهايتها، ما جعلها تسابق الزمن وتلجأ إلى عمليات النهب والسطو المنظم للإثراء السريع، وتكوين الثروات المختلفة كما فعل آباؤهم من قبل.

وقال الباحث التاريخي توفيق السامعي: "لقد كانت محافظة إب مصدر النهب الأول للأئمة ويتقاسمونها كما يتم تقاسم تركة الرجل، فقد كانت سلة اليمن الغذائية والمالية قديماً، ولذلك كانوا يسلطون عليها عصابات الارتزاق والنهب فيكل مديرياتها، حتى عملوا فيها عمليات إحلال ديموغرافي كبير لكثير من العصابات والمرتزقة التابعة للأئمة، حتى كان بعضهم يقاتل البعض الآخر سباقاً على النهب. فإذا كانوا اليوم يأخذون ذهب الزوجات كفدية، فإن المؤرخين يذكرون في كتبهم أن عصابات الأئمة كانت تسطو على النساء وتقطع الآذان مع حليها ونهبها، وسجلت حادثة أن عصابة من تلك العصابات بقرت بطن إحدى النساء بحثاً عن الذهب".