فيس بوك
جوجل بلاس
إصلاح أمانة العاصمة: اختطاف العودي ورفيقيه تعبير عن هلع مليشيا الحوثي وسعي لكسر الإرادة
محاكم الرعب الحوثية.. التنكيل والعنف ضد المواطنين باسم القانون
ناطق الإصلاح: حملة الاختطافات الحوثية استهداف مباشر للناس وحقوقهم في بيئة قائمة على الترهيب
استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟
الدكتور عبد الله العليمي يندد بالانتهاكات الحوثية ويدعو إلى ضمان سلامة العاملين الإنسانيين
التكتل الوطني يستنكر بشدة استضافة المؤتمر القومي العربي للإرهابي الحوثي
الإصلاح.. قوة سياسية واجتماعية تخشاها مليشيا الإرهاب الحوثية
شحنات الموت الإيراني.. تهريب السلاح للحوثيين وخطره على أمن اليمن والخليج
الإصلاح يستهجن اتهامات مركز صنعاء التحريضية ضد الحزب ويدعوهم للنأي عن حملات الاستقطاب

يعد الشيخ الراحل قائد شويط من كبار مشايخ قبيلة بني عوير مديرية سحار محافظة صعدة، وهو من طليعة الشخصيات الجمهورية في الدفاع عن الثورة في محافظته وتوطيد مكانتها والنظام الجمهوري ممتدًا إلى نهايات انتصارها العسكري والسياسي أواخر الستينيات من القرن الماضي.
لا يُذكر قائد شويط عند استحضار التاريخ النضالي للجمهوريين في مقارعة الإمامة الذي خيض بعد قيام الثورة وتكاثر الأعداء من كل حدب وصوب عليها، إلا مقرونا بالمسؤولية الوطنية طيلة سنوات المعركة مع رفاقه من مشايخ صعدة أمثال: سليمان الفرح، وقائد مجلي، وهي التوعية إرشاديًا بمبادئ وأهداف الثورة والجمهورية داخل المحافظة التي عُدت صكًا للأئمة لا يدخلها أي صنع وطني قام به العهد الجمهوري.
يستذكر الشيخ شويط في حوار صحفي قديم مع صحيفة 14 أكتوبر عام 2006 ما تيسر له من أحداث الذاكرة عن سنوات الدفاع عن الثورة والجمهورية، وبدايات اقترابه من الحقل الوطني الذي كان يتجهز لفجر سبتمبر، قائلا: "البداية كانت عن طريق إخواني الكبار كانوا أيام الإمام أحمد حميدالدين (عرائف)، والعريف هو شيخ العسكر بما يتوازى مع الضابط في أيامنا هذه، وفي أيامها كان كبار القوم جميعهم عرائف عند الإمام، ونظراً لقرب موقعهم من الإمام استطاعوا معرفة حقائقه، مما كوّن لديهم فكرة لما هو واقع وكائن للوطن في تلك الأيام من ظلم وجبروت، مما جعلهم يلتقون بمجموعة من عظماء الثورة، مثل عبد السلام صبرة وغيره من الثوار ونسقوا معهم.. كنت حينها في مقتبل العمر، كانت صلتي بإخواني تأتي عن طريق الشيخ حميد الأحمر والشيخ حسين بن ناصر وهم الذين قادوا الانقلاب الذي حدث قبل الثورة، وهو بمعنى أوضح شبه انقلاب، مما حدا بالإمام إلى قتلهم جميعاً".
وتابع: "لم تمض إلا فترة قصيرة حتى قامت الثورة وعاد إخواني إلى محافظة صعدة للقيام بأدوارهم فيها، وكان معهم الشيخ قائد مجلي والشيخ فيصل السري والشيخ أبو عبيد، وكان دخولهم إليها وهم المعروفون بولائهم للثورة إعلاناً ببدء القتال بين الملكيين والجمهوريين، وبالفعل كان ذلك ما حصل، فقد حدثت مشادات بيننا وبين الملكيين ما جعلنا نتجه إلى مركز النظام الملكي، كان في قلعة القشلة الكائنة داخل مدينة صعدة القديمة".
كلفة تلك المواقف والانحياز للثورة والجمهورية التي كانت نادرة في ثباتها ووعيها التزامًا بقناعاتها الوطنية التي تدين وتعي بجهل وأمراض وقيود الإمامة كانت "هدم وتخريب بيوتنا ثلاث مرات".
ولم تكن صنعاء واليمن كلها غائبة عنهم أثناء وجودهم في صعدة يصدون الهجمات الإمامية وحصارها للمديريات وتمركزها في الجبال والمرتفعات، إذ يعبر الشيخ شويط عن الالتحام بين المقاتلين الجمهوريين قائلا: "نذهب إلى صنعاء إذا اشتدت المعارك فيها للمساهمة، وإذا اشتدت المعارك في صعدة يأتي من يساعدنا من صنعاء".
يحمل الشيخ شويط تقديرًا وعرفانًا للدور المصري في مساندة الثورة والجمهورية، من منطلق مكانتها المؤازرة لحركات تحرر عربية أحوجها اليمن التي كانت تحت نير حكم الإمامة ولها تجارب ثورات وتضحيات أرادت كسر الأغلال والتحجر الإمامي على الوطن والإنسان، ولم يكن يكتمل لها النصر والتمام، يقول الراحل شويط: "مع مجيء القوات المصرية إلى المحافظة، والتي قامت في البداية وأثناء الحصار بإنزال مظلي ليدور بعد ذلك قتال عنيف ثبتنا خلاله بمساعدة المصريين الذين لا يمكن أن يُنكر دورهم الكبير والهام معنا خلال هذه الفترة، فقد كانت الكتائب المصرية تعززنا مع اشتداد القتال، ذلك لأن منطقة صعدة شهدت أكبر وأعنف المعارك دفاعاً عن الجمهورية".
نكسة حزيران 1967م كانت شديدة الوطأة على نفسه، إذ إنها لم تكن تخص دولا عربية بعينها بل كان النظام الجمهوري في اليمن من جملتها حتى يبقى دون مؤازرة عربية غابت عنه طويلاً، من دون أن يعني هذا أن ليس بمقدور اليمنيين الإمساك بمصيرهم وإحراز نصر مستحق تعترف القوى الدولية بمشروعية ثورتهم وجمهوريتهم.
اشترك مشايخ صعدة في منطقة حرف سفيان وبني سريح مع الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لتصفية جيوب الإمامة في المداخل الرئيسية المؤدية للعاصمة أثناء ما كانت ترزح تحت حصار السبعين يوما، حتى تمكنوا من الوصول إلى وادي ظهر وملاقاة القيادة العامة للجيش والأركان، ووصلوهم إلى القصر الجمهوري بالأسلحة وزوامل النصر المعنوية متوجة بنصر جماعي متكامل مع بقية المقاتلين القادمين من مختلف جهات العاصمة.
تقول ورقة بحثية توثيقية عن حصار السبعين إن "مشايخ صعدة من بينهم قائد شويط كان لهم دور كبير في مقاومة الإمامة في صعدة، وقتل الأمير عبد الله بن الحسن عام 1969م والذي بمقتله تم دق آخر مسمار في نعش الوجود الإمامي".
الدور السياسي والمجتمعي
الشيخ قائد شويط هو أول رئيس فرع للإصلاح في محافظة صعدة الذي اُفتتح مقر مكتبه التنفيذي بعد قيام الوحدة اليمنية 1991، وحث فئات المجتمع على الانضمام والانخراط والتنسيب للإصلاح وبناء كيانه وطنيًا، ولم تكن هذه الاستجابة لولا دراية الناس بمآثره المشهودة هو ورفاقه في الدفاع عن الثورة والجمهورية ثم العمل التعاوني المجتمعي، وشهرته في المنطقة بالكرم ومنزله المفتوح لأي وافد.
ومن شمائله مع كثيرين من وجاهات صعدة هو توسيع نطاق التعليم والمعاهد العلمية واختيار مناهج في العلوم الشرعية والوطنية، والتي أدت دورها في تغيير كثير من العزل والمديريات من محو الأمية واستنارة المجتمع في الدين والدنيا، وغرس ثقافة العدل والمساواة وإعلاء الروح الوطنية الرامية إلى وأد العصبيات السلالية والنعرات المذهبية والجمود العقائدي والفكري.
وكان هذا مدعاة من أطراف وشخصيات إمامية إلى مجابهة أي مسعى يريد بناء مجتمع اليمن الجمهوري، تارة بالتحريض والدعايات العنصرية والمذهبية، وأخرى تبقي رواسب التخلف والعزلة، اشتدت منذ مطلع التسعينيات.
رحل الشيخ قائد شويط عام 2008 وفيًا حق الوفاء لمبادئه الوطنية، مدركًا أن رأس الإمامة ما زال يطل برأسه يتهدد حياة اليمنيين حتى يعيدهم إلى الوراء نصف قرن.