الأحد 16-11-2025 12:47:15 م : 25 - جمادي الأول - 1447 هـ
آخر الاخبار

أعلن عن مبادرة للشراكة والتوافق حتى تستعيد البلاد عافيتها..

اليدومي: الإصلاح أحد منارات البناء الديمقراطي ويقوم على إيمان عميق بالسيادة والاستقلال والحرية

الجمعة 12 سبتمبر-أيلول 2025 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

 

أعلن رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ محمد عبد الله اليدومي، عن مبادرة موجهة إلى كافة القوى السياسية الوطنية، لتبنّي ميثاق شرف سياسي، يقضي بألا تُحكم البلاد بعد إسقاط انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، إلا بالشراكة والتوافق لعدة سنوات قادمة، إلى أن يستعيد البلد عافيته، والترتيب والتهيئة لإجراء الانتخابات العامة في إطار توافقٍ وطني سياسي شامل.

ودعا اليدومي، في خطاب بثته قناة "سهيل" مساء الجمعة، بالذكرى الـ35 لتأسيس الإصلاح، إلى مصالحة وطنية شاملة تقوم على تجاوز كافة تداعيات وآثار الصراعات الماضية، والتفرغ الحصري لمواجهة انقلاب مليشيا الحوثي وإسقاطه، على أن تخضع تلك القضايا بعد ذلك لمسار العدالة الانتقالية التصالحية، بما يكفل معالجة المظالم وجبر الضرر وبناء الثقة واستعادة النسيج الوطني.

وأكد على ضرورة معالجة القضية الجنوبية، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية، تلبي تطلعات أبناء جميع المحافظات وتحافظ على سيادة الجمهورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.

 

ذكرى التأسيس

وقال اليدومي، إن الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب، تجسد ثلاثة عقود ونصف العقد من مسيرة العطاء الوطني المتواصل، موضحاً أن الحزب وُلد حاملاً لآمال وتطلعات الشعب للانطلاق نحو المستقبل المنشود في ظل الدولة اليمنية الواحدة، ومناخات التعددية السياسية، وقيم الحرية والعدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية والتعايش السلمي.

وأكد أن الإصلاح أحد منارات البناء الديمقراطي في بلادنا، قائماً على مبادئ راسخة وإيمان عميق بهذا الوطن وسيادته واستقلاله وحرية المواطن وكرامته.

وأشار إلى تزامن ذكرى التأسيس مع أعياد الثورتين المجيدتين: 26 سبتمبر، و14 أكتوبر، والجلاء المجيد 30 نوفمبر، التي مثلت جميعها الميلاد الجديد لليمن المعاصر بعد حقبٍ سوداء من ظلمات الإمامة البائدة، ونَير الاستعمار البغيض، لافتاً إلى أن المحطات الاستثنائية في حياة الشعب تلهم قيم ودروس التحرر من ربقة العبودية الكهنوتية السلالية، والانعتاق من قيود الاستبداد والاستعمار، وتحرير الأرض والإنسان، والانطلاق نحو المستقبل المنشود.

 

نهج الإصلاح

وبين اليدومي أن الإصلاح انطلق منذ تأسيسه من الثوابت الدينية والوطنية، ومن إرث وطني أصيل لتجارب ونضالات مسيرة الإصلاح الوطني في المراحل السابقة التي قادها رواد مسيرة الإصلاح الوطني، ووعي عميق بمسؤوليات مرحلة التعددية السياسية التي كانت ثمرة من ثمار الوحدة اليمنية المباركة، وأهمية الدور الذي ينبغي أن تضطلع به القوى السياسية لترسيخ النهج الديمقراطي، وتوسيع هامش الحريات والحقوق المكفولة قانوناً، وتعزيز حق المشاركة السياسية لكافة الأحزاب والمكونات الوطنية للإسهام في نهضة اليمن الحديث.

وقال إن الإصلاح كان رافداً من روافد العمل الوطني، وشريكاً فاعلاً في بناء اليمن الحديث، مشاركاً في السلطة وفق نتائج الانتخابات، ومعارضاً راشداً حين اقتضت نتائج الانتخابات ذلك، تجذيراً لقواعد الديمقراطية ولمبدأ التداول السلمي للسلطة واحتراماً لرأي الناخبين أصحاب الحق الأول في اختيار من يحكمهم.

وأوضح اليدومي أن الإصلاح وضع نصب عينيه دائماً مصلحة اليمن العليا فوق كل اعتبار، وما يزال من منطلق المسؤولية أمام الله ثم أمام الشعب، منحازا بشكل دائم للوطن والشعب، وملتزما بوسائل وأدوات العمل السياسي السلمي في إطار الدستور والقانون في كافة المراحل والمنعطفات.

واستطرد مؤكداً أن المسيرة السياسة للإصلاح اليوم هي امتداد لذلك الخط الوطني الواضح، وتقوم على قناعة راسخة بأن الشراكة الوطنية هي السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا المشتركة.

 

الإصلاح والشراكة

وقال اليدومي إن الإصلاح يرى أن دوره هو تعزيز هذه الشراكة لتحمل أعباء المرحلة، وذلك من خلال المشاركة الفاعلة جنباً إلى جنب مع كافة القوى والمكونات الوطنية، إسناداً لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة وكافة مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أن العمل المشترك هو القوة الرافعة التي ستمكن الجميع من استعادة الدولة وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية، مؤكداً أن القناعات المتجذرة لدى الإصلاح بأهمية الشراكة هي ما تدفعه لدعم كل صيغ الشراكات الوطنية حاضراً ومستقبلاً.

وذكّر بالجهود التي بذلها الإصلاح في هذا السياق، ومعه شركاء العمل الوطني من أجل تأسيس التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية ليكون رافعة سياسية متينة لمساندة الشرعية للقيام بدورها في إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وبموجب شراكة حقيقية مبنية على المسؤولية المشتركة دون استحواذ أو إقصاء، وبتبني خطاب وطني مسؤول يعزز وحدة الصف والأهداف، "ويمكننا من مواجهة التحديات الراهنة وحل مشكلات الحاضر والمستقبل".

 

الأوضاع العامة

وأكد على الوقوف المستمر بجانب أبناء الشعب في ظل المحنة والمعاناة والظلم والطغيان الذي أنتجته مليشيا الحوثي الإرهابية منذ انقلابها على الدولة حتى اليوم، موضحاً أن رفع المعاناة لا يكون إلا بإنهاء أسبابها، وبأن المعركة الوطنية الشاملة لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة تتطلب المضي في عدة مسارات متوازية.

وجدد مساندة الإصلاح بقوة لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والبنك المركزي، في مسار الإصلاحات الاقتصادية، والخطوات والإجراءات الأولية التي أدت إلى تحسن قيمة العملة الوطنية، وما رافقها من إجراءات، وحث الحكومة على مواصلة هذا النهج لتحقيق المزيد من الإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد وتهيئة الأسباب والظروف اللازمة لإعادة تصدير النفط باعتباره المورد الرئيسي لرفد الموازنة العامة للدولة وفق أسس وضوابط قانونية ورقابية صارمة تكفل الشفافية والنزاهة والحد من تدخلات لوبيات الفساد والمصالح الضيقة.

وأعلن اليدومي تأييد الإصلاح لمطالب رفع رواتب موظفي الخدمة العامة ومنتسبي الجيش والأمن وبحيث تحقق الحد الأدنى على الأقل من المعيشة الكريمة للمواطنين، وضرورة العمل على انتظام صرفها شهرياً.

ودعا اليدومي مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى بذل الجهود المخلصة من أجل توفير سبل العيش الكريم للمواطنين وتحسين الخدمات العامة في كافة أرجاء الوطن، مؤكداً بشكل خاص على ضرورة معالجة مشكلة الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن وإيلائها مزيداً من الاهتمام وبما يخفف من معاناة أبنائها الأحرار ويليق بمكانتها وتاريخها، وكذا ضرورة الاهتمام بحل مشكلة المياه والكهرباء في محافظة تعز الصامدة، التي تعاني الحرمان والخذلان، وبما يخفف من أعباء ومعاناة أبنائها الأوفياء، ويعزز من صمودها الأسطوري ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، ومعالجة مشكلات الكهرباء وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين في كافة المحافظات .

وتقدم اليدومي بالشكر والعرفان لأشقاء اليمن وأصدقائه وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية الشقيقة على دعمهم لخطوات التعافي الاقتصادي، داعياً إلى الاستمرار في تقديم الدعم والإسناد للحكومة لاستدامة الاستقرار المالي والاقتصادي وتحسين الوضع الخدمي والمعيشي.

 

الشعب اليمني في مواجهة مليشيا الحوثي

وعبر رئيس الهيئة العليا للإصلاح عن مشاركة أبناء الشعب في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي همومهم ومشاعر الألم والمعاناة نتيجة الانتهاكات والاضطهاد الممنهج والقمع والقهر والإرهاب الحوثي، وإهدار الكرامة الإنسانية، وما يتعرضون له في حرياتهم وهويتهم الوطنية، والسطو على حقوقهم وأملاكهم، وتدمير البنية التحتية ومقومات الاقتصاد الوطني.

وقال إن مليشيا الحوثي الإرهابية تؤكد نهجها الاستحواذي على السلطة والثروة، وهيمنة فئة سلالية مجرمة تدّعي زعمًا حقاً إلهياً في استعباد الناس وتتقرب إلى الله كما تزعم بظلمهم ونهب أموالهم وانتهاك حرماتهم، مخالفة جوهر العقيدة الإسلامية والنصوص الشرعية الثابتة والدستور اليمني ومبادئ المواطنة المتساوية.

وأشار إلى استمرار مليشيا الحوثي في رهن اليمن وموقعه الإستراتيجي لصالح المشروع الإيراني التوسعي وتهديد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، حتى أصبحت هذه الجماعة الإرهابية مهدداً شاملاً لمصالح اليمن أرضاً وإنساناً، وللمصالح الإقليمية والدولية، جاعلة من القضية الفلسطينية مدخلاً تخدع به المتحمسين والبسطاء وتمارس من خلاله مزيدا من الظلم والهيمنة واضطهاد الشعب اليمني، مستدعية في ذلك إرث الإمامة البائدة الظالمة ضد اليمن واليمنيين، مؤكداً أنه لا فرق بينها وبين ما تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين.

 

المعركة الوطنية

وحيا اليدومي إرادة الصمود لأبناء الشعب اليمني الحر، المتمسك بثوابته الإسلامية وهويته الوطنية، وقيم الثورتين المجيدتين سبتمبر وأكتوبر، ومكتسبات النظام الجمهوري، الرافض لممارسات الظلم والطغيان الكهنوتي، والتي كان آخرها حملة الاعتقالات الظالمة، الرامية لكسر إرادة أبناء الشعب اليمني.

وأكد أن الإرادة الصامدة للشعب اليمني هي وقود الأمل وصرخة الحق، التي تؤكد بأنه لا يقهر مهما امتد الاستبداد والكهنوت، معرباً عن ثقته بأن نهاية هذا الكابوس أصبحت قريبة، وأن نضالات الشعب وتطلعات أبنائه تقف على أعتاب فجر قريب.

وعبر اليدومي عن التقدير الكبير لكافة التضحيات التي يقدمها أبناء الشعب في الدفاع عن الدولة والنظام الجمهوري والهوية الوطنية، والعرفان والامتنان للدور البطولي لأبناء المؤسستين العسكرية والأمنية وثباتهم الشجاع للدفاع عن الوطن والذود عن حياضه.

ودعا مجلس القيادة والحكومة إلى العمل الجاد لتوفير متطلبات واحتياجات المؤسستين العسكرية والأمنية، لبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتأمين خطوط الملاحة الإقليمية والدولية.

وجدد اليدومي تأكيد الإصلاح على أن مصلحة الوطن والدولة تتطلب توحيد التشكيلات العسكرية في إطار وزارتي الدفاع والداخلية وتوحيد رواتب منتسبيها، داعياً الجميع إلى تغليب المصلحة الوطنية، والتعاون مع قيادة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي لتوحيد الصف والهدف والقوة باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف الوطنية الجامعة، وفي مقدمتها إنهاء انقلاب مليشيا الحوثي واستعادة الدولة.

ووجه التحية والعرفان لقيادات وأبطال المقاومة، وقبائل اليمن الحرة المساندة للقوات المسلحة، وفي مقدمتها قبائل مأرب الأصيلة التي ما زالت بمواقفها الوطنية تصل الحاضر بأمجاد الماضي التليد، كما حيا كافة الأبطال المرابطين في ثغور ومواقع الشرف والبطولة، وكافة المناضلين في مسارات العمل السياسي والإعلامي والحقوقي المساند للمعركة الوطنية.

 

النقد وتقويم المسار

ورحب بالنقد البناء مهما كان مصدره، دون اعتباره استهدافا أو تهديداً بل فرصة للتصحيح وتقويم المسار، وقال: "لا نرى في النقد خصومة مهما بلغت حدته، بل نعده نوعا من الشراكة في مسيرة البناء والتطوير".

وقال اليدومي إن "الإصلاح يدرك حجم تأثيره السياسي، وسعة امتداده وانتشاره الوطني، والحركة الفاعلة لمؤسساته وقياداته وكوادره وأعضائه في مختلف مجالات النضال والعطاء السياسي والمجتمعي والوطني، الأمر الذي يجعل منه محط اهتمام وتناولات المنخرطين في الشأن العام والمهتمين والمتابعين للشأن السياسي اليمني، وفهم وتقدير كل صاحب نقد يوجه إلينا".

وأكد عزم الإصلاح على المضي في حوار داخلي صادق ومسؤول، يمهّد لإجراء تقويم شامل يرسخ دعائم التطوير ويؤهله لمواكبة المتغيرات المتسارعة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، خدمة للوطن واستجابة لتطلعات الشعب.

 

حزب وطني

وجدد التأكيد على أن الإصلاحَ حزبٌ مدنيٌ يمني المنبت والجذور والانتماء، وليس له علاقة تنظيمية من قريب أو بعيد بأي حزب أو جماعة خارج حدود اليمن، ويُعلي القيمة المركزية لفكرة الدولة ومؤسساتها الرسمية، ويعمل في إطار دستورها الوطني وتحت سقف قوانينها المحلية، ويتمسك بقواعد العمل الديمقراطي وأدوات التنافس السلمي، ويلتزم بقيمة الحوار كوسيلة مُثلى للتواصل الإيجابي مع كافة القوى والمكونات الوطنية، مشيراً إلى تأكيد الأمين العام في ذات الخصوص في تسعينيات القرن الماضي، والوثيقة الصادرة عن الحزب "إعلان الإصلاح" بمناسبة الذكرى الـ26 لتأسيسه.

وأكد انفتاح الإصلاح على الحوار والتواصل في إطار الدستور والقانون مع الفاعلين الإقليميين والدوليين، سعياً لبناء وتحقيق الرؤى والتصورات الوطنية الشاملة التي تخرج اليمن من محنته، وتحقق الأهداف الوطنية، وتضمن المصالح المشتركة، وترسم ملامح المستقبل المنشود، في ظل دولة مدنية عادلة، ضامنة لاستقرار اليمن وازدهاره، وأمن واستقرار المنطقة والعالم.

 

نهج رافض للتطرف والإرهاب

كما أكد على نهج الإصلاح القائم على رفض التطرف والعنف والإرهاب، ورفض أدواته في فرض الأفكار أو الإرادات أو المشاريع، مشيراً إلى أن الإصلاح يُعدّ أبرز المتضررين من آفة الإرهاب والمشاريع المتطرفة بمختلف أشكالها، حيث دفع ثمن وسطيته وتمسكه بنهجه السلمي ومواقفه الوطنية من أرواح ودماء قياداته وكوادره وأعضائه بمن فيهم أولئك الذين تعرضوا للاغتيالات والاستهدافات الإرهابية المباشرة.

وذكر بمواقف الإصلاح المعلنة تجاه مكافحة آفة الإرهاب التي تتطلب إستراتيجية وطنية شاملة من المعالجات التي لا تقتصر على المعالجة الأمنية فقط بل تتعداها إلى المعالجات الاقتصادية والفكرية والتعليمية والثقافية، واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة كل أشكال التحريض على العنف، الذي تتخادم عليه مختلف جماعات التطرف والإرهاب وفي مقدمتها جماعة الحوثي الإرهابية، التي تعمل مع أخواتها من التنظيمات الإرهابية على تفخيخ فكر الشباب اليمني بما يهدد حاضر اليمن ومستقبل أجياله ويعمل على زعزعة الأمن والسلم الدوليين.

 

المرأة والشباب

وحيا رئيس الهيئة العليا للإصلاح المرأة اليمنية المناضلة، التي قدمت أرقى معاني العطاء الوطني في مختلف المراحل والمنعطفات، باعتبارها الركيزة الأساسية في المجتمع ولبنةً صلبة في البناء الاجتماعي والسياسي والتنموي، وخص بالتحية المرأة الإصلاحية التي أثبتت يوماً بعد يوم من خلال مشاركتها السياسية الفاعلة في مؤسسات الإصلاح والحياة العامة، بأنها مصدر الإلهام، وشريكة النضال والبناء مع أخيها الرجل في جميع مراحل وميادين النضال الوطني.

كما حيا الشباب عماد الحاضر وكل المستقبل، الذين يمثلون روح الوطن وقلبه النابض بالأمل، مثمناً أدوارهم المحورية في مراحل النضال والبناء الوطني بمختلف ميادينه، داعياً الحكومة إلى الاهتمام بالشباب وإشراكهم في إدارة الدولة والحياة العامة، والاستفادة من طاقاتهم في البناء الإيجابي، ورعاية مواهبهم وتشجيع ابتكاراتهم.

 

رواد التأسيس والتضحيات وقحطان

وعبر رئيس الهيئة العليا للإصلاح عن الفخر بالرواد الأوائل من المؤسسين والمناضلين الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل ترسيخ قيم الإصلاح وتحقيق رسالته وبرامجه السياسية والاجتماعية، مترحماُ على من رحل منهم بعد مسيرة خالدة الأثر، من الوفاء والعطاء الكبير رغم كافة الصعوبات والتحديات التي واجهوها.

وثمن عالياً جهود وتضحيات قيادات الإصلاح وكوادره رجالاً ونساءً في كل محافظة ومديرية وقرية من أرجاء الوطن، وخص بتحية الإباء والشموخ، المختطفين والمخفيين قسرياً في سجون المليشيا الحاقدة، وفي مقدمتهم عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ المناضل محمد قحطان، رجل السياسة والحوار والسلام والتعايش، المخفي قسرياً في سجون المليشيا الحوثية الإرهابية منذ العام 2015م، وقال إن ذلك يمثل نموذجاً صارخاً لمعاناة آلاف المختطفين وأسرهم.

وطالب مجلس القيادة والحكومة والأمم المتحدة والمنظمات الدولية باستشعار المسؤولية القانونية والإنسانية الملقاة على عواتقهم، واتخاذ تدابير جادة لسرعة الإفراج عن كافة المختطفين لدى مليشيا الحوثي الإرهابية، وفي مقدمتهم الأستاذ محمد قحطان، وكذا موظفي الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في اليمن.

 

الجيش والمقاومة

وحيا بإجلال وعرفان تضحيات الشهداء الأبطال والجرحى الميامين الذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل الغايات السامية، والدفاع عن الوطن واستعادة الدولة، مطالباًُ مجلس القيادة والحكومة بتسوية أوضاعهم، ومنحهم التكريم اللائق بهم، ورعاية أسرهم، وأسر المختطفين، رعاية كاملة. كما دعا الحكومة إلى استكمال علاج الجرحى وسرعة إنشاء هيئة رعاية الجرحى وأسر الشهداء، لتكون مرجعاً إدارياً لرعايتهم بما يليق بتضحياتهم في المعركة الوطنية.

وجدد اليدومي "الشكر والتقدير للتحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة أشقائنا في المملكة العربية السعودية، التي تقوم على الدوام بالكثير من الجهود الأخوية النبيلة والسخية في دعم اليمن قيادةً وحكومةً وشعباً في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية والتنموية وإعادة الإعمار، وعلى ما قدمته المملكة من تضحيات جسيمة من دماء أبنائها الزكية جنبا إلى جنب مع أشقائهم اليمنيين".

 

الأشقاء والأصدقاء

وعبر عن الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة التي ضحت بثلة من خيرة أبنائها على أرض اليمن في إطار التحالف العربي الداعم للشرعية، وباقي الدول الشقيقة وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية على كل ما قدمته وتقدمه من الرعاية والتسهيلات لمئات الآلاف من اليمنيين المقيمين على أرضها هرباً من استبداد وإجرام مليشيا الحوثي الإرهابية.

كما شكر الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وكافة الدول الصديقة عرفاناً بجهودها الكبيرة في الوقوف الدائم مع اليمن وحكومته الشرعية لاستعادة الدولة.

 

القضية الفلسطينية

وتطرق اليدومي إلى القضية الفلسطينية والمعاناة التي يتجرعها الشعب الفلسطيني الشقيق طوال مسيرة نضاله لنيل حقوقه العادلة، مشيداً بموقف الحكومة المعبّر عن موقف الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية وما يتعرض له شعبها الأبي الكريم من قِبل الكيان الإسرائيلي المحتل من قتل وتدمير وتجويع وتشريد وتهجير.

وجدد إدانة الإصلاح الشديدة لجرائم الحرب الصهيونية والإبادة الجماعية التي ترتكب في قطاع غزة، وجرائم الانتهاكات والاستيطان في الضفة الغربية وكافة الأراضي المحتلة، مديناً سياسة التجويع ومساعي التهجير القسري للشعب الفلسطيني، ومؤكداً على حقه الثابت في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، في إطار المبادرة العربية لعام 2002م وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأعرب عن تثمينه العالي لجهود الأشقاء في المملكة، في حشد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، كما أشاد بالمبادرة المصرية بخصوص خطة إعادة الإعمار والتنمية في غزة، التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة في مارس الماضي.