الأربعاء 09-10-2024 01:06:19 ص : 6 - ربيع الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار

أهم المضامين السياسية في كلمة الأستاذ محمد اليدومي في ذكرى تأسيس الإصلاح الرابعة والثلاثين

الإثنين 16 سبتمبر-أيلول 2024 الساعة 01 مساءً / الإصلاح نت-خاص

 

كعادته، يأتي خطاب رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ محمد اليدومي، محط أنظار واهتمام كافة الأوساط السياسية والوطنية، وخصوصًا في ذكرى تأسيس الحزب في الثالث عشر من سبتمبر من كل عام. هذه المناسبة تحمل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة لليدومي لتقديم رؤى حزب الإصلاح تجاه مختلف القضايا الوطنية والإقليمية.

في هذا العام، لم تختلف كلمة الأستاذ اليدومي كثيرًا عن سابقتها، إلا أن مستجدات الساحة فرضت بعض التوضيحات الجديدة، أبرزها موقف الإصلاح الحازم والرافض لأي اعتداء صهيوني على الأراضي اليمنية تحت أي ذريعة. هذا الموقف يعكس الثوابت الوطنية التي يحرص الحزب على تذكير اليمنيين بها، خاصةً تلك المتعلقة بثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي كانت محور حديث اليدومي في بداية خطابه واختتم بها حديثه.

تأسيس حزب الإصلاح ودوره الوطني

كما استعرض اليدومي خلال كلمته مسيرة تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح كحزب سياسي وطني نشأ في العقد الأخير من القرن العشرين، في ظل إعلان التعددية السياسية والنهج الديمقراطي لدولة الوحدة اليمنية، وأكد أن الحزب يمثل امتداداً لحركة الإصلاح الوطنية الحديثة، ويجمع بين القيم الإسلامية للشعب اليمني وأهداف الثورات الوطنية، ليشكل بذلك مشروعاً وطنياً يهدف إلى النهوض بالوطن.

دور الإصلاح في مواجهة الإمامة

أشار اليدومي إلى أن الإصلاح كان، ولا يزال، قوة فاعلة في مواجهة الإمامة البغيضة والاستعمار، حيث مثّل وجوده إضافة نوعية للساحة السياسية اليمنية. وقد نجح الحزب في التصدي للإرث الذي خلفته تلك الحقبة المظلمة، من خلال دعم المسار الديمقراطي والمساهمة في ترسيخ مفاهيم العدالة والحرية وبناء دولة القانون.

وأكد اليدومي أن الإصلاح يدرك حجم التحديات التي تواجه اليمن، وأن هذه التحديات لا يمكن تجاوزها إلا من خلال تضافر جهود كافة أبناء الوطن بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية. كما شدد على ضرورة بناء الإنسان اليمني وتعزيز حرياته وكرامته، مع السعي لبناء دولة المؤسسات التي تحمي حقوق المواطنين وتصون وحدتهم.

ترسيخ التعددية السياسية

في محور آخر من كلمته، تناول اليدومي إسهامات حزب الإصلاح في ترسيخ التعددية السياسية في اليمن، مشيرًا إلى أن الحزب عمل منذ تأسيسه على توسيع قاعدة الشراكة الوطنية وتعزيز مبادئ النظام الجمهوري القائم على التداول السلمي للسلطة. كما ساهم الإصلاح في دعم مؤسسات الدولة والمشاركة في إصلاح عمل المؤسسات الدستورية وتعزيز الإدارة المحلية وفق مبدأ اللامركزية، بهدف تعزيز مفهوم الدولة الاتحادية وتكريس قيم المواطنة المتساوية.

حماية مكتسبات الثورة والجمهورية

كما جدد اليدومي موقف الإصلاح الثابت في رفض الانقلاب الحوثي، مؤكداً أن الحزب سيبقى سندًا للدولة اليمنية ومؤسساتها الوطنية في حماية مكتسبات الثورة والجمهورية. كما دعا كافة الأحرار من أبناء اليمن إلى الوقوف معًا في مواجهة الانقلاب، والعمل على إعادة الدولة والشرعية، وتغليب أساليب العمل الديمقراطي والتوافقات الوطنية كسبيل وحيد لتحقيق التغيير السياسي المنشود.

تضحيات حزب الإصلاح

وفي كلمته بمناسبة ذكرى تأسيس التجمع اليمني للإصلاح، استعرض رئيس الأستاذ محمد اليدومي، الدور البطولي الذي لعبه الحزب في مواجهة الانقلاب الحوثي. مؤكدا أن "الإصلاح قد سخّر كل إمكاناته ومقدراته لخدمة الأهداف الوطنية التي يناضل من أجلها كافة الأحرار في اليمن"، مشيرًا إلى الثمن الباهظ الذي دفعه الحزب نتيجة موقفه الرافض للانقلاب. وأضاف: "الإصلاح دفع ضريبة غالية لوقوفه إلى جانب الوطن والشرعية المدعومة من أشقائه وأصدقائه، من أجل استعادة الدولة وإنهاء التمرد الحوثي".

وأشاد اليدومي بتضحيات اليمنيين كافة، وفي مقدمتهم قيادات وقواعد الإصلاح، الذين لا يزالون يقدمون الغالي والنفيس في سبيل استعادة الدولة. وأثنى على الدور الوطني الشجاع لقيادات الحزب، والشباب، والطلاب، وللمرأة الإصلاحية التي وقفت بجانب الرجل في مراحل النضال المختلفة، ضد مشاريع الكهنوت والاستبداد. وأكد أن تضحياتهم ستظل علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث، في ظل مواجهة آلة القمع الحوثية في مرحلة حاسمة من مستقبل البلاد.

محمد قحطان والمختطفون

ولم ينسَ اليدومي التذكير بأسر الشهداء والجرحى، موجّهًا التحية لهم ولأرواحهم الطاهرة. كما دعا الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه أسر الشهداء والجرحى. وفي هذا السياق، خص اليدومي بتحيته للمختطفين والمخفيين قسريًا، وعلى رأسهم الأستاذ محمد قحطان، عضو الهيئة العليا للإصلاح، المُغيّب في سجون المليشيا الحوثية منذ قرابة عشر سنوات. وأكد أن "إخراج كافة المختطفين، وفي مقدمتهم قحطان، هو الخطوة الأساسية لأي عملية سلام جادة".

كما دعا اليدومي جميع المؤسسات الحقوقية والإعلامية إلى تكثيف الجهود الدولية لوضع قضية المختطفين في صدارة الأجندة الدولية، مطالبًا الحكومة بتقديم الدعم اللازم لأسرهم، والعمل سريعًا على إطلاق سراحهم وإبطال القرارات الحوثية المتعلقة بالإعدامات التي أصدرتها ضد بعضهم.

موقف الإصلاح من عملية السلام

وجدد اليدومي تأكيده على موقف حزب الإصلاح الثابت الداعم لجهود السلام والاستقرار في اليمن. وأوضح أن "السلام العادل الذي يحقق طموحات الشعب اليمني ويكفل احترام تضحياته، يجب أن يرتكز على المرجعيات الثلاث، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2216". وشدد على أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال نزع سلاح المليشيا الحوثية الإرهابية، وجعل حيازته حصريًا بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية.

وأكد اليدومي أن استمرار جماعة الحوثي في التصعيد الميداني ورفضها للهدنة يكشف عن موقفها المعادي للسلام، داعيًا الحكومة الشرعية إلى دعم القوات المسلحة والأمن، والعمل على توفير متطلبات الجيش والمقاومة لتمكينهم من مواجهة هذه المليشيا، بالإضافة إلى الإسراع في رفع مرتبات منتسبي الجيش وضمان انتظامها بما يحفظ كرامتهم ويلبي احتياجاتهم.

دمج التشكيلات العسكرية والأمنية

أشاد رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح بالدور البطولي الذي تضطلع به قيادات ومنتسبي الجيش والأمن والمقاومة، معربًا عن فخره واعتزازه بتضحياتهم وشجاعتهم في المعركة الوطنية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي. ودعا في هذا السياق إلى الإسراع في دمج كافة التشكيلات العسكرية والأمنية تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية، لتحقيق التنسيق والتكامل في مواجهة التحديات الأمنية.

إدانة الإرهاب

وفي إدانة واضحة للإرهاب، شدد اليدومي على رفض حزب الإصلاح لكافة العمليات الإرهابية، داعيًا مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى تعزيز دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وتطوير مؤسسات الدولة لمواجهة التهديدات الإرهابية والاختلالات الأمنية، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة عمليات الاختطاف والاغتيالات السياسية التي طالت رموز العمل السياسي والشخصيات الاجتماعية.

كوارث السيول والفيضانات

تناول اليدومي في خطابه الكوارث الطبيعية التي شهدتها بعض المناطق اليمنية، بما في ذلك السيول والفيضانات التي تسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، مشيرًا إلى معاناة الأسر المشردة. ودعا الشعب اليمني إلى التضامن لتقديم الدعم والإغاثة، وحث الحكومة والمنظمات المحلية على التعاون مع الجهات الدولية لضمان وصول المساعدات للمحتاجين، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. كما شدد على أهمية تعزيز الجهود الإنسانية لدعم النازحين.

التحرك العاجل لوقف الانهيار الاقتصادي

وأعرب اليدومي عن قلقه البالغ إزاء التدهور الاقتصادي المستمر، ودعا مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذا الانهيار، من خلال إصلاح الأوعية الإيرادية، وتنظيم الجمارك والضرائب، واستئناف تصدير النفط والغاز، وتفعيل آليات مكافحة الفساد. وأكد على ضرورة تخفيف العبء عن المواطنين وتحسين الخدمات الأساسية، مشددًا على أهمية تحسين رواتب منتسبي الجيش والأمن وضمان انتظامها.

إدارة الشراكة والتوافق

وأكد اليدومي على أهمية تحمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمسؤولياتهم في معالجة القضايا السياسية الكبرى، وإدارة الشراكة والتوافق بين المكونات السياسية، وفقًا لمخرجات مشاورات الرياض. كما دعا إلى تفعيل الحياة السياسية في اليمن وتوسيع مشاركة الأحزاب السياسية، وتمكين البرلمان من أداء دوره من داخل اليمن، مشيرًا إلى أهمية تفعيل التكتل الوطني الواسع الذي يجمع كافة القوى المؤمنة باستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.

دور التحالف العربي العربي ومصر

كما أشاد اليدومي بمواقف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وثمّن دعم الدول المشاركة في تحالف دعم الشرعية، وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر العربية. وأعرب عن تقديره لكافة الدول الشقيقة والصديقة التي تساند اليمن في أزمته.

القضية الفلسطينية

كما أكد اليدومي على الموقف الثابت لحزب الإصلاح تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى دعم الحزب الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني وإدانة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني. ودعا إلى وقف المجازر الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية، مطالبًا بتوحيد الموقف العربي والإسلامي لمواجهة العدوان الصهيوني.

رفض العدوان الصهيوني على اليمن

وجدد اليدومي رفض الإصلاح لأي عدوان صهيوني على الأراضي اليمنية، معتبرًا ذلك انتهاكًا لسيادة اليمن. وأكد أن المليشيا الحوثية لا تخدم القضية الفلسطينية، بل تسعى لتعزيز نفوذ إيران في المنطقة. ودعا المجتمع الدولي لدعم الحكومة الشرعية ومؤسساتها العسكرية لتأمين اليمن والمنطقة.

توحيد الصفوف الوطنية

وفي ختام خطابه، دعا اليدومي كافة القوى السياسية والاجتماعية إلى توحيد الصفوف لمواصلة النضال لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي، وحث الجميع على تجاوز خلافات الماضي والتكاتف لتحقيق الأهداف الوطنية، كما دعا الشعب اليمني إلى الالتفاف حول الشرعية، مذكّرًا بقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون) (آل عمران: 200(

كلمات دالّة

#اليمن