فيس بوك
جوجل بلاس
دائرة الطلاب بإصلاح البيضاء تنظم أمسية رمضانية وتشيد بدور الشباب في تعزيز الانتماء الوطني
دائرة المرأة بإصلاح الجوف تقيم أمسية رمضانية وتدعو إلى مزيد من الجهد والاصطفاف حتى العودة للديار
رئيس إصلاح المهرة: المحافظة ليست بحاجة للحشود العسكرية من خارجها
دائرة طلاب الإصلاح بذمار تنظم أمسية رمضانية وتؤكد على دور الشباب في المعركة الوطنية
في أمسية رمضانية.. إصلاحيات المحويت يؤكدن على دور المرأة الوطني
إصلاح المهرة يقيم أمسية رمضانية ويدعو إلى معالجة تردي الخدمات بالمحافظة
التكتل الوطني يؤكد على ضرورة استثمار الحكومة للعقوبات على ميليشيا الحوثي في تسريع استعادة الدولة
إصلاح حضرموت يقيم إفطاره السنوي بالمكلا ويدعو إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه التحديات
اللقاء الإعلامي الرمضاني الثالث لإعلاميي الإصلاح بالحديدة يؤكد على أهمية الرسالة الوطنية
اتخذت مليشيا الحوثيين من مزاعم نصرة غزة ضد العدوان الصهيوني وسيلة للتغطية على ممارساتها الإرهابية ضد المواطنين في مناطق سيطرتها، وكان آخر تلك الممارسات محاصرتها لإحدى القرى في محافظة البيضاء وسط اليمن قبل أيام، استعدادا لاقتحامها والتنكيل بالمدنيين العزل هناك.
هذه الممارسات تأتي ضمن ممارسات مشابهة طوال السنوات السابقة في نفس المحافظة ومحافظات يمنية أخرى تسيطر عليها، وسط تعتيم إعلامي كبير يحول دون وصول جرائمها وممارساتها الإرهابية إلى وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، بعد أن أفرغت مناطق سيطرتها من الإعلاميين سجنا ومطاردة، ونكلت بالناشطين الذين تخشى أن يوثقوا جرائمها وانتهاكاتها وممارساتها الإرهابية التي ترتكبها بشكل يومي في جميع مناطق سيطرتها.
- إرهاب شامل
لا يقتصر إرهاب مليشيا الحوثيين ضد المواطنين على الأعمال العسكرية لقمع أي انتفاضة شعبية ضدها، كما حصل عديد مرات في محافظة البيضاء وقبلها في منطقة حجور بمحافظة حجة ومنطقة الحيمة بمحافظة تعز وغيرها، وإنما تتعدد وسائل ترهيب المواطنين مثل الاعتقالات العشوائية والتغييب والتعذيب في السجون وأحكام الإعدام وتجنيد الأطفال بالإكراه والاعتداء على الأعراض.
يضاف إلى ذلك نشر ثقافة العنف والقتل عبر وسائل الإعلام ومنابر المساجد والمدارس والجامعات، واستباحة المجال العام بالترهيب والتخويف وجعل المواطنين في حالة من الخوف والقلق الدائم خشية من ممارسات المليشيا وخوفا من قمعها لأتفه الأسباب أو لدوافع شخصية انتقامية من قبل منتسبيها بعد أن تحولت إلى مظلة لقطاع الطرق والمجرمين ولصوص الأراضي والمحال التجارية والعقارات والاستثمارات المختلفة.
ولعل أبرز ما يشجع المليشيا الحوثية على المضي في سلوكها الإرهابي هو صمت المجتمع الدولي على ممارساتها الإرهابية، والتوظيف السياسي للإرهاب من جانب الحكومات الغربية وبعض حكومات دول الإقليم، كما أن التطورات السياسية والعسكرية في العالم والإقليم والتركيز الإعلامي عليها أعاق تسليط الأضواء على الممارسات الإرهابية للمليشيا الحوثية في اليمن.
- التوظيف السياسي للإرهاب
ما زالت قضية الإرهاب خاضعة للتوظيف السياسي ولعبة الأمم في عالم طغت فيه مصالح القوى الكبرى والنخب الحاكمة على حقوق الإنسان في مناطق الصراعات خصوصا في مناطق الصراعات بالوكالة التي تسيطر فيها المليشيات الطائفية الموالية لإيران على مساحات واسعة وخلخلتها للدول من داخلها، وجعل سيادتها مستباحة للتدخل العسكري الأجنبي خدمة لإيران ولمشروعها التخريبي في المنطقة.
إذن، كيف يمكن فهم السياقات التي ساعدت المليشيات الطائفية الإرهابية، وفي مقدمتها مليشيا الحوثيين في اليمن، على استغلال الصراعات والتوظيف السياسي للإرهاب على الانخراط الكبير في المشروع الإيراني تحت مظلة مناصرة القضية الفلسطينية دون أن يكون لتلك المزاعم أي أثر يذكر على أرض الواقع في فلسطين، في حين أن ما يسمى المحور الإيراني تسبب بانهيار عدد من الدول العربية وتفككها واستلاب كرامة الإنسان فيها، وجعل الممارسات الإرهابية ضد المواطنين السبيل الوحيد للسيطرة على الدول وإخضاع المجتمعات؟
من قواعد العلوم السياسية المعروفة أن الحرب امتداد للسياسة والسياسة امتداد للحرب، وهذه قاعدة مضطردة تاريخيا عندما لا يسمح توازن القوى بين أطراف الصراعات بحسم الخلاف عسكريا أو سلميا، فانسداد الحوار السياسي بين المتخاصمين وفشلهم في الوصول إلى حلول حاسمة يؤدي إلى الحرب زمنا معينا قبل أن تتوقف ليبدأ التفاوض السياسي والحوار، وقد يحدث العكس.
ولذلك فالإرهاب والعمليات الإرهابية صارت تندرج تحت هذه القاعدة وخصوصا في اليمن والمنطقة العربية المصابة بداء الإرهاب الخاضع للتوظيف السياسي وتتخذه الطائفية السياسية وسيلة لتحقيق مآربها، فعندما تعجز العملية السياسية وتنسد الطرق تلجأ القوى المتصارعة لإخراج عفريت الإرهاب تحت مسميات شتى وبحسب ما تقتضيه الحاجة، وأيضا بحسب المصطلحات المتداولة في البلد المعين، قاعدة أو داعش أو بوكو حرام أو العباس أو أي اسم يتم مزجه بمعلم من معالم البلد، فالمهم هو خلط الأوراق وصرف النظر عن مشاكل أخرى أو التلويح للخصم بأن الكل لديه قاعدة أو داعش.
لا يعني ما سبق أن القاعدة وداعش وأمثالهما مجرد وهم وأكاذيب وألاعيب استخبارات، ولكن ما صار يحدث منذ تدمير القاعدة الأصلية وداعش أو ضعف قوتهما وتشتيتهما وقتل زعمائهما صار مثيرا للريبة، فقد فطنت أجهزة الاستخبارات العالمية والمحلية إلى أنه يمكنها تنفيذ مخططاتها الجهنمية عبر استنساخ منظمات إرهابية تابعة لها تملك كل مواصفات المنظمات الأصل وخصوصا السمعة الإعلامية السيئة وعند الحاجة تخرج ما تريد منها.
- إرهاب مفصل لخدمة إيران
ومن وسط هذه الفوضى، نجحت إيران في تشكيل منظمات إرهابية على أسس طائفية وسلالية عنصرية منغلقة على نفسها، ووفرت لها الدعم اللوجستي المعزز بماكينة إعلامية مضللة تتخذ من مزاعم المظلومية التاريخية وسيلة للحشد والتعبئة والعسكرة الطائفية حتى اشتد عود تلك المليشيات الطائفية فكشرت عن أنيابها ضد المجتمعات المحلية، وأشعلت الحروب الأهلية، وعندما ووجهت بمقاومة بدا أنها ستعيق مشروعها ومشروع إيران التوسعي التخريبي في المنطقة، لجأت إلى الممارسات الإرهابية كوسيلة للتسلط وإخضاع المجتمعات بالقوة والإكراه وتشطير المجتمعات والدول وتمزيقها وجعل الصراعات والحروب وسيلة للاستمرار والبقاء.
وبما أن الإرهاب أساسا صنيعة أجهزة استخبارات الدول الكبرى، فإن إيران التي تطمح لأن يكون لها نفوذ إقليمي ودور مؤثر على الصعيد الدولي، تمكنت من صناعة الإرهاب الطائفي الذي يخدم أجندتها ويخوض صراعاتها الإقليمية بالنيابة عنها، وهي بذلك فاقت القوى الكبرى التي كانت أجهزة مخابراتها تحرص على أن تكون لعبة تشكيل المنظمات الإرهابية سرية وبلا ملامح واضحة وعلاقها مع العالم تكون في العالم الافتراضي وفي وسائل الإعلام، وهي ساحة مفتوحة للعب والضرب تحت الحزام وتقمص الشخصيات وإصدار البيانات بلا حسيب ولا رقيب.
فمثلا في العراق عندما اشتدت الانتفاضة الشعبية ضد فساد السلطة الحاكمة وطائفيتها وخضوعها المذل للنفوذ الأمريكي والإيراني وكادت سلطة بغداد تترنح تحت وطأة الغضب الشعبي، أخرج الحواة الأمريكيون والإيرانيون بعبع الإرهاب الداعشي وشكلوا تحالفا عالميا ضم الأعداء والأصدقاء وبه سلبوا الانتفاضة مشروعيتها وقضوا عليها بحجة القضاء على داعش، فضربوا عصفورين بحجر واحد ودمروا مدنا عظيمة مثل الموصل.
وفي سوريا وليبيا أخرج الحواة بعبعا إعلاميا مثيرا كان عبارة عن مشاهد مفزعة للقسوة والإجرام أعدم فيها الإرهابيون المفترضون مجموعة من المسيحيين المصريين في ليبيا أمام كاميرات التصوير، وفي الثانية أحرقوا طيارا أردنيا أسيرا، وكان المشهدان في قمة الرعب والإجرام أبكى حتى صناع القنابل الذرية والقنابل الفسفورية والنابالم والفراغية والكيماوية والبراميل المتفجرة، وسمح لمن يريد أن ينفذ أهدافه في ليبيا وسوريا مدعوما برأي عام عالمي لا يريد أن يسمع عن شيء اسمه قاعدة وداعش ودولة إسلامية وشريعة.
- الإرهاب في اليمن
وفي اليمن كانت السلطة السابقة مبادرة إلى استخدام لعبة التنظيمات الإرهابية، وعندما بدأت المرحلة الانتقالية بتنحي الرئيس الأسبق علي صالح وبدء مرحلة الرئيس السابق عبد ربه هادي ظهرت التنظيمات الإرهابية بشكل مثير للريبة في أبين وحضرموت وشبوة، وقيل يومها إن قوات عسكرية خلعت زيها العسكري ولبست أزياء منتسبي تنظيم القاعدة، وسيطرت على مناطق هامة منها المكلا وأبين وأقامت ما سمتها حكومتها الإسلامية ونفذت الحدود الشرعية وأحكمت سيطرتها على الأسواق ووزعت البترول بأسعار رخيصة وساد الأمن والأمان، وفقا لمزاعم تلك الجماعات.
وفي تلك الفترة حدثت موجة إرهاب واغتيالات لا مثيل لها طالت قادة كبارا مثل سالم قطن وكثير من ضباط الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تعمل في إطار السلطة الانتقالية الجديدة وليس رموز النظام السابق الذي كان يعلن عداوته للإرهابيين ويحاربهم مع أمريكا، واستمرت تلك الاغتيالات بعد أن سيطرت مليشيا الحوثيين على صنعاء وعديد محافظات، لكن للغرابة لم يجد دعاة القاعدة أنهم ملزمون بالجهاد ضد سلطة الرافضة (مليشيا الحوثيين)، واستمروا في جهادهم ضد أعداء الرافضة بعيدا عن مناطق مليشيا الحوثيين وغيرها من المليشيات.
وهكذا ظهرت نسخة غريبة من الإرهاب في اليمن، لم يكن خصومها، أو ضحاياها، من الأمريكان أو ما تسميه الجماعات الإرهابية "الحكومات العميلة للغرب" أو حتى سلطات مليشيا الحوثيين التي أعلنت في بداية انقلابها استعدادها للتعاون مع الدول الغربية للحرب على تنظيم القاعدة والإرهاب بشكل عام، وإنما كانت النسخة الجديدة من الإرهاب تخدم إيران والحوثيين، كون ضحاياها كانوا ممن شاركوا بفعالية في مقاومة المشروع الإيراني في اليمن عبر مليشيا الحوثيين.
ولذلك تقتضي لعبة الإرهاب هذه أن يتوفر وعي لدى الفئة السياسية والإعلامية بعدم الانجرار وراء أخبار أحداث الاغتيالات والتفجيرات بطريقة ساذجة وعمياء، فليس كل تفجير إرهابي وراءه القاعدة وداعش، وليس كل من يندد بالاغتيالات بريء منها.
في المحصلة، يؤكد واقع الحال أن مليشيا الحوثيين تحالفت مع القاعدة وداعش في اليمن، وفي حين تمارس المليشيا الحوثية إرهابها ضد المواطنين في مناطق سيطرتها، فإن القاعدة وداعش وغيرهما من الجماعات الإرهابية تمارس الإرهاب في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية خدمة لمليشيا الحوثيين وحليفتها إيران، منذ الاغتيالات التي استهدفت عددا كبيرا من العلماء والدعاة والأكاديميين وقادة المقاومة الشعبية في العاصمة المؤقتة عدن، وانتهاء بالعمليات الإرهابية التي تستهدف مواقع لقوات الجيش والأمن في بعض المحافظات المحررة.