الخميس 02-05-2024 05:45:46 ص : 23 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

محمد قحطان.. 3 آلاف يوم من الإخفاء القسري

الخميس 22 يونيو-حزيران 2023 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت - الصحوة نت 

 

ثلاثة آلاف يوم مضت على اختطاف السياسي والمناضل الوطني الأستاذ محمد قحطان، ولازالت مليشيا الحوثي تمعن في إخفائه، حيث ترفض منذ 8 سنوات الكشف عن مصيره أو الإفصاح عن أي معلومات تمنح أسرته بعض الطمأنينة أو تسمح لها بالتواصل معه.

ومنذ 5 إبريل/ نيسان 2015، لم تكن أسرة القيادي البارز في حزب "التجمع اليمني للإصلاح" من تدفع بمفردها ثمن الإخفاء القسري الممنهج لقحطان، فالعمل السياسي داخل اليمن تعرض هو الآخر للاندثار إثر تغييب أحد أبرز أصواته المؤثرة طيلة عقود ماضية.

وعلى الرغم من أن مجلس الأمن الدولي أصدر في أبريل/نيسان 2015 قرارًا طالب في أحد بنوده جماعة الحوثي بإطلاق سراح أربعة قياديين بينهم السياسي محمد قحطان، إلا أن المليشيا الحوثي تجاهلت هذا القرار ولا تزال تواصل إخفاءه قسرياً حتى اليوم.

وفي الأسابيع الماضية، أفرجت المليشيا عن أسرى بارزين من مختلف المكونات، أبرزهم، وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي، وناصر شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، إضافة إلى اللواء فيصل رجب، لكن موقفها وخلافا لكافة المختطفين السياسيين يظهر متصلبا بشكل تام عندما يتعلق الأمر بطرح مسألة قحطان.

وترك غياب قحطان عن المشهد السياسي منذ أزيد من 8 سنوات فراغاً سياسياً كبيراً داخل "التجمع اليمني للإصلاح" على وجه التحديد والعمل السياسي اليمني بشكل عام، حيث كان أحد أبرز القادة السياسيين وأحد مهندسي تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض وشارك في الكثير من المنعطفات السياسية وكان أحد رموزها.

ويرى السياسي عبد السلام رزاز، وهو وزير سابق في حكومة الوفاق الوطني، أن غياب قحطان خلق فراغ واضحا في ساحة المعركة السياسية والوطنية". مؤكداً أن "قحطان يتمتع بصفات قيادية مهمة إضافة إلى خبراته وقدراته واستيعابه العميق لأسباب الصراع على مدى التاريخ اليمني القديم والحديث والمعاصر".

وقال رزاز في حديث لـ"الصحوة نت": إن "محمد قحطان ليس فقط قائد حزبي بل رمز وطني وقائد سياسي، وكان صاحب معارف واسعة ويتمتع بوضوح الرؤية وكان دائما ينحاز الى الحل الذي يشمل الجميع".

واعتبر أن " اختطافه وإخفاءه قسرًا هو مؤشر واضح لاختطاف العمل السياسي والحزبي في اليمن بعد الانقلاب على الشرعية وعلى التوافق الوطني ممثلا بمخرجات الحوار الوطني الذي كان قحطان أحد الفاعلين الأساسيين في هندستها".

" وأضاف أن جريمة اختطاف قحطان جاءت تعبيرًا عن رفض جماعة الانقلاب للمشروع السياسي الوطني الذي اجمع عليه اليمنيون بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية في ٢٠١٣ من أجل وضع حد للصراعات على السلطة والثروة؛ من خلال بناء دولة اتحادية ديمقراطية قائمة على مبدأ المواطنة المتساوية".

وقال رزاز إن "الجميع يعرف دور الاستاذ المناضل قحطان في نجاح تحالف اللقاء المشترك وفي ثورة فبراير ٢٠١١ ثم الحوار الوطني".

وذكر رزاز، سببين لاستمرار مليشيا الحوثي في إخفاء قائد سياسي بحجم قحطان، الاول: خوفهم من حضوره الفاعل وتأثيره القوي على مستوى الساحة الوطنية سياسيا واجتماعيا. والثاني: أرادوا باختطافه ابتزاز حزب الإصلاح وإضعاف دوره في المعركة.

وعن سلوك الحوثي تجاه السياسيين والمختلفين معه، يقول رزاز لـ"الصحوة نت" أنه "نابع من عقيدة لا تؤمن بالمواطنة والحقوق ولا تعترف بالشراكة ولا تقبل بالتعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة ولا بالانتخابات التنافسية ولا بحرية الرأي، إضافة إلى اعتقادهم بأن الحكم هو حق إلهي حصري بالسلالة.

وأضاف رزاز، "كان يفترض تحرير قحطان ضمن الصفقة السابقة لتبادل الأسرى مع الصبيحي وناصر هادي وفيصل رجب، والجميع يعرف بأن الحوثي رفض إطلاق سراحه بقوة، ولكن ينبغي على الحكومة العمل على تحرير هذا القائد السياسي في أول عملية تبادل قادمة وعلى الأحزاب أن تضغط محليا وإقليميا ودوليًا من أجل تحقيق هذا الهدف".

بدوره، أكد الوزير السابق محمد قباطي، أن استمرار إخفاء قحطان أوجد فراغا كبيرا في توجهات النشاط الوطني بشكل عام. معتبراً أن السياسي قحطان كان "صوتاً مسموعا له آراء مهمة جداً طوال فترة الحوارات التي شهدها الوطن ابتداء من قبل مؤتمر الحوار الوطني واثناء مؤتمر الحوار الوطني وبعد.

وقال قباطي في حديث لـ"الصحوة نت": إن من الواجب علينا جميعاً المثقفين وكل الناشطين في المجتمع المدني وفي الحياة الحزبية إدانة هذه الجريمة البشعة الشنعاء باستمرار اختطاف السياسي البارز قحطان".

وأكد قباطي أن "الحوثي أراد للأسف بهذه الجريمة تكميم الأفواه وكل رأي مستنير، فقحطان كانت له رؤية واضحة تنتصر لقضايا الوطن وقضايا الشعب واستمرار اختطافه واخفائه كل هذه الفترة وبهذا الشكل القسري مدانة من قبل الجميع".

وأضاف:" الجميع يشعر بألم كبير نتيجة هذا التغييب القسري بالتأكيد، فأولاده وأهله يعيشون فترة قلق منذُ فترة طويلة على مدار أكثر من 8 سنوات، ونحن طالبنا لجنة الصليب الأحمر الدولي والمبعوثين الأمميين على مدار الفترة الماضية، وطمأنت أسرة قحطان عن صحته وعن أحواله ولكن تعنت العناصر الإجرامية لدى النظام في صنعاء أبت إلا أن تتجاهل كل هذه النداءات.

من جهته، استعرض الدكتور محمد المخلافي، وهو وزير سابق في حكومة الوفاق الوطني، خلال حديثه لـ"الصحوة نت" الدور السياسي الكبير لقحطان سواء على مستوى حزب الإصلاح أو في اللقاء المشترك والذي يعتبره الحوثي أحد التحديات الكبيرة أمام مشروعه السلالي.

وشدد المخلافي على أهمية السعي لدى "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للحفاظ على حياته والسعي لإطلاق سراحه كونه معتقلاً سياسيًا واستمرار اختطافه وإخفائه من الجرائم التي تعد في القانون الدولي جرائم ضد الانسانية".

كلمات دالّة

#اليمن