الجمعة 29-03-2024 09:42:03 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الإرهاب الحوثي ضد اليمنيين.. جرائم موثقة وضحايا ينتظرون العدالة

الإثنين 15 مايو 2023 الساعة 05 مساءً / الاصلاح نت-خاص

 

مداهمة المنازل، ونهب الأثاث، وطرد النساء والأطفال.. هكذا انتقمت مليشيا الحوثي من أسرة المواطن "إبراهيم شويطر" في مديرية الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء، مطلع الأسبوع الماضي، وسط استمرار الانتهاكات التي تقوم بها المليشيا ضد المدنيين في مناطق سيطرتها.

وحسب مصادر حقوقية، فقد جاء الانتقام الحوثي بحق أسرة "شويطر"، على خلفية قيامه بقتل المشرف الحوثي "حسين أحمد راجح جميل"، إثر اشتباكات بينهما بعد محاولة الحوثي ردم البئر الذي يمتلكه شويطر، والاستحواذ عليه بقوة السلاح.

وأكدت المصادر أن المليشيا الحوثية، بقيادة المشرَفين "حميد الخولاني" و"إبراهيم جميل"، داهمت ونهبت منازل أقرباء المواطن "شويطر"، في قريته "بيت شويطر" عزلة بني مهلل، دون جرم، سوى أنه دافع عن حقه، حيث قامت المليشيا بنهب أثاث منزل إبراهيم، ومنازل أشقائه الأربعة، بعد اقتحامها بقوة السلاح.

وكان المواطن "شويطر" قد تعرض لمضايقات كبيرة من قبل القيادي الحوثي، وصل به لدرجة إيداعه السجن التابع للمليشيا في المنطقة، وهو ما دفعه للدفاع عن أملاكه وأمواله، التي أراد الحوثي الاستحواذ عليها، مسنودًا بالمليشيا التي رأت فيها بطلا لا يحق لأحد منعه أو الوقوف في وجهه.

لم تنجح تدخلات المواطنين في منع مليشيا الحوثي من إغلاق منازل أسرة "شويطر"، ونهبها وطرد الأطفال والنساء منها إلى العراء، محدثة بذلك استياءً واسعًا في أوساط المواطنين، خاصة أن الأسر من الأطفال والنساء أصبحوا يعيشون في أحد الشعاب المجاورة للقرية، دون أي مقومات الحياة، وفقا للمصادر.



إدمان التعذيب وحب الانتقام

جاءت هذه الجريمة الحوثية بحق "الشويطر" وأسرته، بالتزامن مع إحراق مليشيا الحوثي محال تجارية للمواطن "ابراهيم الثماني" والذي كان قد قتل على يد عناصر حوثية في منطقة "الجعملة" بمديرية سحار، محافظة صعدة.

لم تكتف المليشيا بقتل التاجر "الثماني"، بل أحرقت ودمرت المحال التجارية التابعة له، بعد أن خطفته في أواخر ديسمبر الماضي، في منطقة الطلح بمدينة صعدة، وعذبته حتى الموت، في واحدة من الجرائم التي ارتكبتها المليشيا بحق المدنيين في مناطق سيطرتها على مدى السنوات الماضية.

يشار إلى أن هذه الجريمة الحوثية جاءت بعد جريمة مماثلة، حين قامت مليشيا الحوثي بقتل المواطن "يحيى حموش" مالك مزرعة في مديرية مجز بمحافظة صعدة، مطلع يناير الماضي، حيث تعرض للضرب المبرح من قبل قيادي حوثي يدعى "علي سيلة" وأفراده، حتى الموت.

ووفق مصادر حقوقية، فقد اقتحم القيادي الحوثي وأفراده مزرعة "حموش"، وقاموا بقلع أشجار الرمان أمام عينيه، ولم تشفع له توسلاته التي أطلقها للتراجع عن اقتحام المزرعة وقلع أشجار الرمان، لكن رفضوا، ما دفعه لإخراج هاتفه لتوثيق جريمتهم للرأي العام، فانهالوا عليه ضربًا بأعقاب البنادق أمام أهله، حتى فارق الحياة.

إن ما قامت به المليشيا بحق "الثماني" و"حموش"، في صعدة، و"الشويطر" في صنعاء، ليس إلا تعبيرًا واضحًا، وتكثيفا مصغّرًا لحالة هذه المليشيا، ونفسيتها المريضة، التي أدمنت التعذيب والانتقام، وضرب قيم التعايش المشترك بين اليمنيين، عبر نهجها الطائفي، وحقدها السلالي لكل المخالفين لفكرها ونهجها.

مخاوف حوثية

تبرز المخاوف الحوثية أمام حالة المقاومة لمشروعها المتوسع في مناطق سيطرتها، فما أقدم عليه المواطن "إبراهيم شويطر" وغيره هو ما تخشى منه مليشيا الحوثي أن يتوسّع، وأن يكون بمثابة نذر ثورة شعبية، يضطر فيها كل مواطن للانتصار لنفسه، والدفاع عن ماله وأرضه، وذلك مع الحملات الحوثية المستمرة لنهب أموال المواطنين ومصادرتها، تحت ذرائع شتى.

إن ما أقدم عليه المواطن "شويطر"، هو شكل من أشكال المقاومة الشعبية ضد مليشيا الحوثي، والتي تزداد وتيرتها يومًا بعد آخر، ردا على استمرار انتهاكات تلك المليشيا ضد المواطنين وأملاكهم في مناطق سيطرتها.

كما أن حدة الاحتقانات في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية توسع نتيجة تصرفاتها الإرهابية، التي خلفت حالة من السخط الشعبي الرافض لتلك الممارسات منذ انقلابها على الدولة في سبتمبر 2014، إذ تدرك عصابة الحوثي ما أحدثته بحق المواطنين من انتهاكات، فتسعى للانتقام ضد أي ممارسات من شأنها الوقوف ضد مشروعها ولو كان بشكل شخصي كما هو حال "شويطر".

حيث تعتمد مليشيا الحوثي الإرهابية العنف كوسيلة لحكم المجتمع وقهره وإذلاله، كي لا يثور ضدها أو يطالبها بأداء وظيفتها الاجتماعية كسلطة أمر واقع، وتعتقد المليشيا أن العنف ضد المواطنين سيحمي سلطتها من أي انتفاضة شعبية، غير مدركة أن هذا العنف هو ما يولد العنف المضاد والمقاوم لهذه الانتهاكات.

 

انتهاكات تعلي روح المقاومة

إن العنف المفرط الذي تقوم به مليشيا الحوثي ضد المناوئين لها، كما حصل لأسرة "إبراهيم شويطر"، يؤكد أن المليشيا تهدف للإجهاز بشكل مفرط للغاية على أية نزعة عدم انسياق أو غياب ولاء للمليشيا الإرهابية، بهدف خلق العبرة، وزرع الخوف في قلوب الناس، وكسر نفوس المعارضين في مناطق نفوذها، وإحباط عزيمتهم من أي أمل بالانتفاضة ضدها، حتى وإن كان انتصارًا لشرف أو عرض أو مال كما هو حال "شويطر".

ويرى مراقبون أن كشف هذه الجرائم الحوثية، تستوجب إعلاء روح المقاومة في نفوس الناس وإقناعهم بأن فكرة الخلاص من هذا الإجرام والإرهاب ليس قطعًا بمحاولة التعايش المُذل معه؛ بل بمقاومته ورفضه بكل السبل وشتى الوسائل.

ويؤكدون أن مليشيا الحوثي الإرهابية تخشى وتهاب الانتفاضة من الداخل بأضعاف ما تهاب الانكسار والهزيمة من الخارج، ولذلك تعطي أولوية مطلقة لكسرها وهزيمتها متى وجدت، وبأبشع الممارسات الإجرامية تكريسا للعبرة، حسب زعمها.

وأشاروا إلى أن مليشيا الحوثي تريد الحكم والمال، والاستئثار بالسلطة والثروة مقرونة بأفحش وسائل الإذلال والإجرام للشعب، إذ تستلهم التجربة الإيرانية الفاحشة في الإجرام، بأن الإذلال والقمع الفاحش، وارتكاب كل الجرائم هي الضمان الأساسي وربما الوحيد لاستقرار حكمها وإرهابها.

 

إدانات حقوقية لا تكفي

ورغم الإدانات الحقوقية المتواصلة ضد الانتهاكات الحوثية بحق المواطنين في مناطق سيطرتها، إلا أن المؤكد أن هذه البيانات والمناشدات للمجتمع الدولي ومجلس الأمن والمبعوث الأممي، لا تكترث لها المليشيا الحوثية، ومخطئ من يظن أن الإرهاب الحوثي يكثرث لاستجداء الإدانة الدولية والضغط لوقف جرائمها، إذ لا ترى فيها المليشيا أي تهديد، مقابل أصغر مجموعة يمنية من الأباة الرافضين الذل والتعايش مع الإرهاب الحوثي، كما هو حال شويطر في حيمة صنعاء، والمكحل في مدينة إب.

ولذا تعمل المليشيا على الانتقام من أي أحد لديه توجه معارض لها، أو احتمال رفضه لسياستها، والقيام بممارسات عدوانية تطال النساء والأطفال، في محاولة منها لقمع وإذلال وإرهاب أي توجه معارض لها في مناطق سيطرتها، لتسجيل ما تزعم أنه انتصار وهمي ضد المدنيين.

حيث تعتبر المليشيا الحوثية أي تواجد لمن يعارضها ويهابها في المناطق التي تحتلها، ولا يزال مستعدًا للدفاع عن أرضه ووطنه كما فعل "شويطر"، تعتبر ذلك هزيمة نكراء في معايير هذه المليشيا الفاشية العنصرية، ولذا تسارع في الانتقام من الأسرة، بما فيهم النساء والأطفال.

ونتيجة لكل ما تتصف به المليشيا الحوثية من سلوك إرهابي عدواني وإقصائي بدوافع عنصرية سلالية، فإنه من الصعوبة التعايش معها تحت أي مسمى، لأن دافعها العدواني ضد الآخرين لا يمكنها التخلي عنه كسلوك غريزي بحت، إذ ستظل تفتعل الأزمات ومحاولة قهر المجتمع وإخضاعه لطريقة حكم غير سوية وعديمة الأخلاق، لا سيما أنها ترى السلطة والثروة ملكيّة خاصة بها وفق ما تعتقد أنها توجيهات وأوامر إلهية، وترى أن حكم الآخرين ونهبهم وقتالهم مسألة تعبدية وجهاد دفاعًا عن الملكية الخاصة بها حسب زعمها.

 

حماية الكرامة الإنسانية

ومع الانتهاكات الحوثية التي تقوم بها ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، بات ما ينتظره الشعب اليمني المنتهك تحت سلطة المليشيا، هو العمل، وسحب الجغرافيا بسكانها من تحت أقدم وأقذر مليشيا إرهابية مرتزقة عرفها تاريخ الإرهاب والجريمة، وفقا للصحافي اليمني سامي نعمان.

لقد كشفت الأحداث المتتالية منذ بدء الحرب التي شنتها على الدولة في 2004 وحتى يومنا هذا، أن جرائم المليشيا الحوثية بحق اليمنيين لم ولن تنته بمناشدات أممية ولا بإدانات مهما علت نبرتها، وحجم مطلقها، وإن بلغت أعلى سلطة في العالم، طالما استمر الحوثي حاكما لشبر في الوطن.

لقد بات اليمنيون ينتظرون العمل والنتيجة فقط في مواجهة الإرهاب الحوثي، وسحب أدوات القوة من تحت سلطته من مؤسسات واتصالات ومصادر تمويل وإثراء، تزامنًا مع سحب الجغرافيا بسكانها بمعركة عسكرية أعظم أهدافها حماية الكرامة الانسانية من التوحش الحوثي المبني على تراكم خبرة إيرانية ثرية.

ومن المؤكد أن كل مواطن في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، قد صار يترقب لحظة الخلاص من هذه الفاشية، وعندما تحين تلك اللحظة، ستضيق الأرض بتلك المليشيا، وستتضح كذبة الحاضنة الشعبية، التي تتوارى خلفها المليشيا الحوثية، لإخفاء ضعفها وعجزها وقلقها الدائم من المجتمع، لذلك فهي تمعن في إخماد أي تصدٍ لمشروعها وإن كان بشكل شخصي كما هو حال "ابراهيم شويطر"، خشية أن يتسع نطاقها، وتكون كالشرر الذي يشعل النار التي ستلتهم المليشيا المنبعثة من ظلام الكهوف ومزابل التاريخ.

كلمات دالّة

#اليمن