الأحد 05-05-2024 03:53:15 ص : 26 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

في ذكرى تأسيسه.. الإصلاح والوقوف الدائم إلى جانب اقتدار الدولة

الأربعاء 14 سبتمبر-أيلول 2022 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

 

حدد التجمع اليمني للإصلاح بوصلته منذ أول يوم، فوجهها باتجاه الوطن وأمنه واستقراره، والمواطن وعيشه الكريم وحريته، والدولة وبناءها على أسس متينة وراسخة.

وقد أثمرت الوحدة اليمنية تجربة جديدة أساسها الديمقراطية والتعددية السياسية الحزبية كرديف مشارك في بناء الدولة، فكانت هي أحفل الخطوات التي تمت في اليمن ووصلت ذروتها في النشاط والفاعلية مطلع الالفية اذ خاضت الانتخابات البرلمانية وتلتها الرئاسية، ونشطت الأحزاب المعارضة المتمثلة باللقاء المشترك، في معارضة الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، بخوض لقاءات وحوارات في جولات متعددة.

وكان للإصلاح اسهامات في الحراك السياسي ما قبل الوحدة في إطار الحركة الإسلامية، إلى ان تم الاشهار عنه حزباً سياسياً مطلع سبتمبر 1990، بعد نحو أربعة أشهر على قيام الجمهورية اليمنية، ليضم مختلف الفئات والشرائح المجتمعية، على امتداد الخارطة اليمنية، كحزب وطني وفق الدستور والقانون.

 

حضور وطني

ولان لكل فترة مقتضياتها في العمل السياسي في السلطة أو المعارضة، فكانت البداية من الائتلاف الثلاثي مع حزب المؤتمر والحزب الاشتراكي اليمني، واستدرك بعد حرب 94 خطورة الغاء وتجميد العمل السياسي الحزبي عندما بدر من المؤتمر الشعبي فكرة اندماج الحزبان معاً، بعد خروج الاشتراكي من السلطة عقب الحرب، لينخرط مع المؤتمر مجدداً في ائتلاف ثنائي بالقدر اليسير من المحاصصة في الحكومة ومؤسسات الدولة، حتى أواخر التسعينات حينها قرر الاكتفاء بالشراكة مع المؤتمر الذي استئثار بالأغلبية الساحقة، ما دفعه إلى الولوج في حوار مع المجلس التنسيق الأعلى للمعارض والذي كان يتكون من عدة أحزاب يسارية وقومية، دافعين بذلك لإشهار تكتل اللقاء المشترك.

وكانت ثورة الشباب السلمية 2011 قد أفرزت واقعاً وظرفاً جديداً، اذ أعقبها حكومة توافق من كل المكونات وحوار وطني أقر دستور وشكل للدولة الجديدة لما بعد المرحلة الانتقالية.

عزز الحزب من حضوره والوقوف إلى جانب الدولة في الحرب والسلم معاً، من مطلع نشوب الحركة الحوثية وتمردها عام 2004 في ستة حروب، لاسيما حين اجتاحت العاصمة صنعاء والانقلاب على الدولة وتهاوي مؤسساتها ورجالها ونال الحزب بمؤسساته وقياداته وقواعده وجماهيره بالنصيب الوافر من الاغتيالات والاختطافات والتنكيل شمالاً وجنوباً، خصوصاً عقب تأييده لعاصفة الحزم واصطفاف رجاله وشبابه جانب المقاومة الشعبية النواة الاولى للجيش، في المعارك مع مليشيات الحوثي في مختلف جبهات القتال منذ الطلقة الاولى، وتحرير محافظات ومناطق من المليشيات الحوثية.

 

النظام الجمهوري الهدف الأسمى

 

ولأن ثورة 26 سبتمبر هي أعظم حدث تفجر في اليمن الخاضع من قبل الحكم الامامي، زاد التمسك باليقين التام ان زوال الحكم السلالي الزاعم للأحقية في الحكم، هو أبرز ما تخطى عليه المكونات والشخصيات اليمنية في ترسيخ حضورها في الساحة اليمنية.

وعلى ذلك فقد وضع الاصلاح على رأس أهدافه هو (العمل تحقيق أهداف الثورة والحفاظ على النظام الجمهوري)، فهو الهدف الكفيل لبناء الدولة وتحقيق الوحدة اليمنية، يضمن لممارسة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ورفض الاستبداد.

 

معركة سلاح ووعي

 المعركة لا تقتصر على السلاح والخوض في الميدان، وهو ما يستدركه في الوقت الحاضر من ترسيخ الهوية اليمنية ونضالات الحركة اليمنية ورموزها السياسية والادبية، صانعة القضية اليمنية في الوعي الشعبي من الافكار السلالية وخرافتها.

 وقد تبين ذلك جلياً في بيانه الصادر يونيو 2020، الذي جرم وشّين كل أشكال العنصرية لقيم المواطنة العدالة والمساواة. وعُد وثيقة جامعة مختمرة الفكرة، بحملها نقاط تاريخية وفكرية وسياسية، لمكامن الخلل والمشكلة المتجذرة في الامامة التاريخية والحوثية الجديدة المكرسة للائحة ما يسمى "الخُمس". ومناصبة العداء للأحزاب السياسية بوصفها عائق ومدمر للدولة، هي الخطاب الممتد للإمامة كونها تعلم ان فكرة الحزبية وللديمقراطية هي من ستزيح فكرة العنصرية والوصول للدولة بالطابع الطائفي.

والاصلاح في قلب المعركة الجمهورية المسلحة مساندة للجيش، كما كان في قلب المعادلة السياسة السلمية، قد دفع الثمن في الانقلاب الحوثي على الدولة رغم انه هدف إلى الانقضاض على النظام الجمهوري كلياً فما وجد من بدَّ لذلك الا شيطنة الجمهورية والتعددية الحزبية وفي مقدمتهم الاصلاح. والوقوف إلى جانب الدولة ومؤسساتها يعني في كلتا الحالتين التصدي للإمامة العنصرية، والمشاريع المناطقية بمختلف مسمياتها في تشظي جغرافية اليمن.

هاجس المرحلة الجديدة بالنسبة للإصلاح، كما هي كل مواقفه ورؤيته لم تنحرف عنها قيد أنمُلة، وهو دحر الانقلاب الحوثي بغيّة استعادة الدولة، دون التشتت والغرق في معركة غيرها سلماً وحرباً فهو الشرعية، وهو ما يرى أن مجلس القيادة الرئاسي مخول بهذه المسئولية.

ومثلما لا يريد التفرقة في معسكر القوى الجمهورية خدمةً للحوثية، يتحاشى الخوض عن الادعاءات المكررة عن السعي إلى التحالف معها، فهو واحدي القيادة والموقف والعمل والكلفة، وليس ذا انقسام متناقضين كما هو حال بقية المكونات منذ بداية الانقلاب والحرب.