الجمعة 03-05-2024 06:34:22 ص : 24 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

سيل العرم وسد مارب.. تساؤلات الانهيار الكبير

الإثنين 23 أغسطس-آب 2021 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت-خاص

 

 

في واحدة من ادق الدراسات التاريخية نشرت مجلة ومركز العرب للدراسات الثقافية دراسة تاريخية توثيقية واستقصائية للباحث التاريخي والزميل الصحفي توفيق السامعي، تتبع فيها الباحث الإشارات المختلفة والاحداث المتعددة في المصادر التاريخية والآثارية وكذلك في القرآن الكريم حول انهيار سد مارب التاريخي وما ترتب على ذلك الانهيار من احداث مفصلية في تاريخ اليمن والمنطقة العربية بشكل عام التي تركت صدىً واسعاً في المنطقة إلى حد أن القرآن الكريم دون الحادثة بشيء من التفصيل.

وتتكون الدراسة من ٥٨ صفحة مدعمة بالصور والنقوش المسندية وتحليلاتها لغوياً وفنياً ما أضفى عليها قيمتها العلمية الكبيرة بحسب لجنة التحكيم.

واعتمد الباحث على المصادر التاريخية الكلاسيكية للرد عليها وتفنيدها ومدى مطابقتها للواقع والتدليل عليها أو دحضها من خلال الأدلة المادية كالنقوش الآثارية المسندية التي دونت بعض تلك الأحداث ومطابقتها مع النص القرآني، فضلاً عن الدراسات الميدانية ومقارنة آراء الباحثين الأوائل من البعثات الأجنبية.

الباحث السامعي فتح أسئلة جريئة تصادم وتدحض الكثير من المسلمات التاريخية عند المؤرخين وتفسر تفسيراً دقيقاً النص القرآني غير تلك التي ذهب اليها المفسرون في تفسيراتهم واعتمادهم على القصص الخرافية التي لا يقبلها عقل ولا منطق كقصة الفأر مثلا التي قيل عنها أنه ساعد في انهيار السد.

يصل الباحث الى كثير من النتائج الميدانية ومنها:

أن السد تهدم وتم اصلاحه أكثر من ثماني مرات، وأن عامل الهدم كان بسبب التقادم بحيث أنه كان يتهدم مرة كل مئة عام منذ الفترة السبئية الأولى وحتى آخر العهد الحميري قبل فجر الاسلام في آخر مراحله.

كما يستخلص الباحث أن الممالك والشعوب اليمنية التي كونت الكثير من البلاد العربية في الشام والعراق لم يكن بسبب انهيار السد بل بسبب الهجرات المتعاقبة التي كانت تشهدها اليمن من الصراعات والتوسع وبسط النفوذ والتهجير.

يقول الباحث: إن عملية التهدم الشهيرة لسد مارب كانت في العهد الحميري المتأخر بين القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد وقبل الاسلام بحوالي قرنين من الزمن وتلك فترة قصيرة لا يمكن أن تتكون خلالها تلك الشعوب والممالك، كما لم تذكر النقوش المسندية عملية هجرة ورحيل بعد التهدم كون السد ظل باقياً وكذلك مملكة سبأ التي كانت تقوم بعملية الترميم والاصلاحات المتعددة، وحتى الهجرات كانت داخلية أكثر منها خارجية بينما ظل أهل سبأ متمسكين بأرضهم وممتلكاتهم الا قليلاً من القبائل حول السد فقط.

يعطي الباحث تفسيراً هاماً ومنطقياً لتسمية العرم بحسب دراسته اللغوية واستقصاء وتحليل الالفاظ والتسميات لدى السبئيين والحميريين فقد كان السبئيون يسمون السد (مأخذن) بينما كان يسميه الحميريون (عرمن) وهو ماورد في بعض نقوش السد وهو مادونه القرآن الكريم.

أما عملية التمزيق المذكورة في القرآن الكريم فقد فسرها الباحث من خلال الوقائع التاريخية المترتبة بعد ذلك الانهيار وهي عملية الصراعات الداخلية في المملكة في الفترة الحميرية شملت تشتت الدولة وهجرة بعض المواطنين واحتلال اليمن من قبل الأحباش الذين احتلوا اليمن أكثر من ثلاث مرات.

كما يخلص الباحث إلى أن الجنتين المذكورتين في الآيات القرآنية في سورة سبأ ليستا البساتين حول السد فقد كانت اليمن تزخر بجنان متعددة في كل محافظة تقريبا وأن تفسير الجنتين عنده هي في جناحي المملكة في اليمن بشكل عام عن يمين البحر الاحمر وشماله حيث أثيوبيا اليوم التي كانت ضمن المملكة التاريخية.

ويذكر الباحث أن اليمن عبر التاريخ كانت مهددة بالسيول والصراعات السياسية الداخلية وأنها في تلك الفترة (فترة انهيار السد) دخلت اليمن فيما يسمى اليوم بالمنخفض الجوي الذي ادى الى تجريف مزارع المواطنين في كل الأودية تقريبا مما ترتب عليه مأساة انسانية كبيرة جعل الكثير منهم يبحث عن مواطن بديلة كون اليمنيين يعتمدون على الزراعة وتحول طرق التجارة العالمية حينها بفعل سيطرة الاحباش على الملاحة البحرية وطرق التجارة مما حرم اليمن اهم الموارد الاقتصادية.

أما أول تاريخ لبناء السد كما يخلص اليه الباحث أنه كان في القرن الثاني عشر قبل الميلاد بحسب الكثير من الأدلة والإشارات والتحليلات للنصوص التاريخية والمسندية واللغوية القرآنية؛ أي أن السد ظل ١٢٠٠ عام قائماً بين الهدم والاصلاح والترميم، وخلال تلك الفترة تهدم اكثر من ٨ مرات وعليه لا يمكن اسقاط حادثة السيل وما نتج عنها على أي من تلك التهدمات وليس في كل تهدم ينتج عنه هجرة اليمنيين، ولو كانت هناك من هجرة بسبب السد فستكون داخلية اولاً ومحدودة ثانية.

الدراسة التي قام بها الباحث السامعي لقيت اهتماماً بالغاً من قبل لجنة التحكيم والمراجعة المكونة من أكاديميين مختصين سعوديين ويمنيين في المملكة العربية السعودية وخلصت بتوصية هامة بنشرها لأهميتها العلمية والأكاديمية..

للمزيد من الاطلاع نعيد هنا نشر الدراسة pdf

عدد الزيارات 3619
عدد التحميلات 127

كلمات دالّة

#اليمن #سد_مارب