الجمعة 19-04-2024 12:43:19 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

ثورة 11 فبراير.. دوافع، أهداف، ملهمات.. الحلقة (3): المليشيا الانقلابية بين تفويت الفرص وتكسير المفاصل

الأربعاء 17 فبراير-شباط 2021 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت – خاص / عبد العزيز العسالي

 

استهلال:
حارس البن في وادي سبأ غير غافل
ساهر العقل والعين
يحسبوه الأعادي
قاصر السن جاهل
أين هم من ذكاه
أين هم من ذكاه أين؟
من يعادي اليمن
يبشر بكسر المفاصل
ويذوق الأمرين
الوطن والكرامة
يفتديها المناضل
بالقلوب ذي يدقين

كلمات: مطهر الإرياني رحمه الله.
غناءالفنان: عبد الرحمن الحداد.

خلاصة: تحدثنا في الحلقة الأولى والثانية عن ثورات الشعوب عموما ومنها ثورة 11 فبراير السلمية في اليمن، وقلنا إن أهداف الثورات عموما هو:
- إسقاط منظومة حكم منتهية الصلاحية.
- بناء منظومة قيم حكم دستورية وقانونية.

غير خاف أن ثورة 11 فبراير نجحت في تحقيق هدفيها، وسط أعاصير ومعوقات افتعلتها منظومة الفساد بإدارة مباشرة من رأس الفساد.

لكن الثورة واجهت تلك المعوقات متحلية بالصبر والسلمية التامة حرصا على إخراج الوطن من عنق الزجاجة وقد تكللت بمخرجات الحوار الوطني كما هو معلوم لعامة الشعب.

الحقد الأسود.. ملشنة الجيش والأمن:

استغل رأس النظام السابق الحصانة المطلقة له ولأسرته وأذنابه وباستعلاء وحقد أسود ضد الشعب، وكأنه الإله الحاكم الذي لا يسأل عما يفعل، فانطلق مؤازرا بأكوام من المال المدنس موظّفا لافتة المليشيا الحوثية التي رباها طيلة 6 حروب.

باختصار، رأس الفساد حدد هدفه في إفشال أهداف الثورة السلمية عقابا للشعب المتسامح، وذلك من خلال المسالك الإجرامية التالية:

1- تحويل الحرس والأمن العائليين إلى مليشيا تحت قيادة السلالية العنصرية الإرهابية الحوثية وهذه ستقوم بـ:

2- الانقلاب على الشرعية الدستورية وخيار الشعب في مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية.

3- تصفية قيادة ثورة11 فبراير السلمية تنفيذا للطبخة الدولية الإقليمية القذرة (شعار دعشنة الشعب والثورة).

4- تقسيم الحرس والأمن العائليين إلى جماعات: قاعدة، أنصار الشريعة، جماعة الجهاد، أنصار اللات القابعة بالكهف، دواعش، حراك جنوبي مسلح متعدد المهام والرايات.

هذه المكونات تنفذ الإجرام ضد الشعب وسيتم الانتقام من الشعب بيد العصابات القذرة.

الهدف التكتيكي هو تفجير الوضع، وتمزيق وتفتيت النسيج المجتمعي.

الهدف الإستراتيجي: ضرب الشرعية الدستورية، وعودة رأس النظام السابق إلى سدة الحكم ليس من النافذة وإنما من الباب الانقلابي الدموي الإرهابي المجرم، وخلال فترة وجيزة ستكون تلك الشلليات قد عملت على كتم ما تبقى من أنفاس الشعب تمهيدا لعقود قادمة وتنفيذا لمشروع التوريث، فماذا كان موقف الثورة السلمية؟

تفويت الفرص:

انطلقت الثورة الشعببة السلمية من أفق أخلاقياتها ومسؤوليتها محددة برنامجها في الحفاظ على المصلحة الأساسية وإن كانت في حدودها الدنيا، حيث تمثل تفويت الفرص على المليشيا الانقلابية فيما يلي:

1- الحفاظ على مكتسبات الثورة المتمثلة في مخرجات الحوار الوطني، ذلك أن ضياع هذا المكسب له آثار سلبية خطيرة.

2- الحفاظ على الشرعية الدستورية، ذلك أن الشرعية الدستورية هي التجسيد العملي الأول للثورة.

3- تربصت المليشيا بقيادة رأس الفساد بقيادة الثورة السلمية لكن قيادة الثورة كانت أذكى فقد فوّتت الفرصة.

4- إخراج القيادة الشرعية من منطقة السيطرة إلى المكان الآمن انطلاقا من قاعدة بعض الشر أهون من بعض، بل نقول إن هذا الخروج مثّل البذرة الأولى في الانتصار ضد المشروع العائلي التوريثي والسلالي.

5- تحطيم أحلام العائلة والسلالة، وذلك في اتخاذ قرار المواجهة في كل من تعز، وعدن، ومأرب، وبعض مديريات محافظة إب.

لقد كان قرارا في ذروة الحكمة والشجاعة والذكاء تحطمت أمامه الأطماع وانكسرت دونه أعناق المليشيا الإرهابية.

6- إعلان المقاومة الشعبية، فاستعاد اليمن أنفاسه الثورية بعد ما شاهد استلابا قذرا وسلبية مهينة وحقيرة من قبل الكثير من المثقفين الأيديولوجيين وكثير من أذناب حزب الفساد.

7- إعلان قيام جيش وطني يستوعب عناصر المقاومة الشعبية وغيرهم، وقيام أمن وشرطة، كل ذلك بقرار جمهوري من الشرعية الدستورية، بل وتجسيدا لبعض مخرجات الحوار الوطني في هذا المجال.

8- تفويت الفرصة على العائلة المليشاوية من السيطرة على مأرب وشبوة.

9- ظهرت القبيلة أغلبها مدافعة عن النظام الجمهوري ومخرجات الحوار الوطني، وهنا المفارقة بحد ذاتها والجديرة جدا بالدراسة المقارنة التربوية الفكرية والثقافية بينها وبين الحرس والأمن العائليين، وسيتجلى هذا لاحقا، والتاريخ خير الحاكمين.

10- تجليات فوق الخيال من الصمود والثبات رغم الإمكانات الشحيحة جدا أمام جيش العائلة المدرب والمالك لأنواع الأسلحة.

11- إفشال الزحف الصبياني القادم من دعاة القروية الهمجية المتمثل في بقبقات الانفصال، فتم تشكيل الحكومة وإدخالها العاصمة المؤقتة وتعيين وزارء الانتقالي بقرار الشرعية، فدخلت الصبيانية تحت المثل الشعبي القائل: وكأنّك يا سعدة ماحجّيتِ.

دليل الأدلّة:
أمّا دليل الأدلة فهو النتائج الأوّلية التي ألقت بالمليشيا الإرهابية الانقلابية العائلية السلالية والتي كانت ردة فعل المليشيا تجاه بعضها فقد وجدت تتآكل في محرقة التطاحن وكان قطاف البذرة أن السلالية قتلت بانيها ومربيها، وهنا تجلت حكمة الشاعر الجاهلي:

وأحيانا على بكر أخينا
إذا ما لم نجد إلاّ أخانا

وردّ الله العائلة بغيضها ملطومة باليد التي تبنتها ضد الشعب، وأغرب السخريات سمعها الشعب من أذناب العائلة الذين طالتهم صفعات السلالية وهم يقولون إن غريمهم الإصلاح.. صدقت يا حبيبي يا رسول الله وأنت القائل: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت".

ها هي المليشيا اليوم مع بقايا العائلة تنتحر على أسوار مأرب وستعود بجثثها لم ولن تنال خيرا.

بكلمة، كثيرة هي الفرص التي فاتت على خصوم الثورة، والتاريخ سيسجل المواقف الوطنية المسؤولة منحوتة في الصخر.

وليس أخيرا

وليس الخلد مرتبة تلقى
وتؤخذ من شفاه الجاهلينا
ولكن منتهى همم كبار
إذا ذهبت مصادرها بقينا
وسر العبقرية حين يسري
فينتظم الصنائع والفنونا
وآثار الرجال إذا تناهت
إلى التاريخ خير الحاكمينا
وأخذك من فم الدنيا ثناء
وتركك في مسامعها طنينا
(أمير الشعراء)

كلمات دالّة

#اليمن